عودة فلول النظام السابق تشعل غضب المعلمين في السودان
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
أكد المعلمون أنهم لم يستفيقوا من الأزمات التي سببتها الحرب الدتئرة، حتى فوجئوا بعودة نقابة واتحاد الفلول الذين يتوهمون الشرعية، رغم أن شرعيتهم قد نُزعت منهم عبر وعي قواعد الثورة..
التغيير: الخرطوم
قالت لجنة المعلمين السودانيين إن فلول النظام السابق يسعون للعودة من جديد، في وقت تعاني فيه البلاد من أزمات متفاقمة.
وأشار بيان صادر عن اللجنة، الأربعاء إلى أن هؤلاء المتاجرون بمعاناة المعلمين والنازحين يضاعفون الأوجاع الناتجة عن ذكريات حكمهم الأليم.
وذكر البيان أن عودة هؤلاء، في إشارة للنقابات التي كانت تتبع لنظام الرئيس المخلوع، عمر البشير، فقدوا كل مقومات البقاء بعد زوال نظامهم الفاسد، تأتي بهدف الانتقام من المعلمين الذين يعانون الفقر وتأخير الرواتب، في وقت لم يجدوا فيه مجيبًا لشكاواهم.
وأكد المعلمون أنهم لم يستفيقوا من الأزمات حتى فوجئوا بعودة نقابة واتحاد الفلول الذين يتوهمون الشرعية، رغم أن شرعيتهم قد نُزعت منهم عبر وعي قواعد الثورة.
محاولات للنهبوأضاف البيان أن الاتحادات المعنية فقدت شرعيتها منذ العام 2019، فيما انتهت أجل نقابات نظام المؤتمر الوطني المنهار في عام 2020.
وتطرق البيان إلى أن هذه النقابات كانت ربيبة النظام السابق ولم تكن نقابات حقيقية للعاملين، حيث أصبحت بعد سقوط النظام كمن فقد أجهزة التنفس.
وتحدثت اللجنة عن محاولات فلول النظام المباد للنهب، مستغلين الظروف الصعبة في البلاد، مشددين على أن المعلمين في حاجة إلى التكاتف والتصدي لهؤلاء المتطفلين ومنعهم من الاستقطاع من مرتباتهم التي لا تكفيهم، في ظل غياب الأمان الاقتصادي.
وأكد البيان على ضرورة إدراك المعلمين لدورهم في مواجهة هذه التحديات، مشددًا على أن زمن اللصوصية والنهب قد ولى، وأن زمن الحساب قادم قريبًا.
وأعربت لجنة المعلمين السودانيين، عن ثقتها في وعي المعلمين وقدرتهم على مقاومة هذه الأجسام الطفيلية.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، دخلت البلاد في أزمة اقتصادية خانقة تفاقمت مع توقف عمل المؤسسات الحكومية وانهيار النظام المالي.
وأثرت الحرب على القطاعات الحيوية، بما في ذلك التعليم، حيث توقفت الحكومة عن دفع رواتب المعلمين في العديد من المناطق.
ويعيش المعلمون أوضاعا سيئة خاصة مع تفاقم الأوضاع الإنسانية، وانتشار النزوح والتهجير القسري، بينما لا تزال الرواتب لا تُصرف بانتظام، مما يزيد معاناة آلاف العاملين في هذا القطاع الحيوي.
الوسومآثار الحرب بين الجيش والدعم السريع فلول النظام البائد لجنة المعلمين السودانيينالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: لجنة المعلمين السودانيين
إقرأ أيضاً:
منظمات أممية: السودان بحاجة ماسة للدعم مع عودة 1.3 مليون نازح
قالت المنظمة الدولية للهجرة إنه "رغم احتدام الصراع في السودان ظهرت بؤر من الأمان النسبي خلال الأشهر الأربعة الماضية، مما دفع أكثر من 1.3 مليون نازح للعودة إلى ديارهم، لتقييم الوضع الراهن قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلدهم نهائيا".
وأضاف المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة عثمان بلبيسي أن "أغلبية العائدين توجهت إلى ولاية الجزيرة، بنسبة 71% تقريبا، ثم إلى سنار بنسبة 13%، والخرطوم بنسبة 8%".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مرصد عالمي: المجاعة تتكشف في قطاع غزةlist 2 of 2ألمانيا وإسبانيا تعتزمان إنزال مساعدات إنسانية لغزة بالتعاون مع الأردنend of listوتوقع بلبيسي عودة "نحو 2.1 مليون نازح إلى الخرطوم بحلول نهاية هذا العام، لكن هذا يعتمد على عوامل عديدة، ولا سيما الوضع الأمني والقدرة على استعادة الخدمات في الوقت المناسب".
ومنذ بدء الصراع الحالي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023 نزح قسرا أكثر من 12 مليون شخص، بمن فيهم ما يقارب 5 ملايين شخص لجؤوا إلى الدول المجاورة، مما يجعل حرب السودان أكبر أزمة نزوح في العالم.
وخلال زيارة قام بها مؤخرا ممثلو الأمم المتحدة إلى الخرطوم اقترب منهم رجل مسن ليؤكد أن احتياجاتهم بسيطة، وهي "الغذاء والماء والرعاية الصحية والتعليم، فهذا هو مستقبل أطفالنا، ونحن بحاجة ماسة للاستثمار فيه".
إعادة تأهيل العاصمةتبذل السلطات السودانية ومنظمات إغاثية محلية ودولية جهودا حثيثة لدعم العائدين إلى الخرطوم، وفي مقدمتها إزالة الأنقاض، وتوفير الخدمات الأساسية كالمياه النظيفة والكهرباء، وتعزيز قدرات المرافق الصحية، لمنع انتشار الأمراض الفتاكة كالكوليرا.
وأوضح الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان لوكا ريندا للصحفيين أن هناك نحو 1700 بئر ماء بحاجة إلى إعادة التأهيل، بالإضافة إلى توفير الكهرباء للمنازل باستخدام ألواح الطاقة الشمسية.
وقال ريندا إن الأمم المتحدة أطلقت برنامجا يهدف إلى تطوير حلول طويلة الأمد للنازحين جراء الحرب لتأمين سبل العيش والخدمات الأساسية، لافتا إلى أن هناك ما لا يقل عن 6 مستشفيات تحتاج إلى إعادة تأهيل وإصلاح عاجلين، بالإضافة إلى عدد من مراكز الرعاية الصحية الأولية.
إعلانكما أكد أن المساعدات النقدية توزع لشراء الغذاء ومستلزمات النظافة والأدوية والملابس على الفئات الأكثر ضعفا.
وشدد ريندا على أن إزالة الألغام تعد تحديا ملحا آخر تواجهه إعادة التأهيل والإعمار في العاصمة، قائلا "حتى في مكتبنا عثرنا على مئات الذخائر غير المنفجرة".
وأضاف أن هناك مئات الآلاف إن لم يكن أكثر من الذخائر غير المنفجرة في المدينة، مؤكدا أن الهيئة المحلية لمكافحة الألغام بدعم من دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام بدأت بالفعل عملية الإزالة.
وسيستغرق تطهير المدينة بالكامل من مخلفات الحرب المميتة سنوات، ويقدّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام ستحتاج إلى ما لا يقل عن 10 ملايين دولار، لتتمكن من نشر العدد المطلوب من فرق إزالة الألغام للعمل بالشراكة مع السلطات الوطنية وتوعية السكان بمخاطر الذخائر غير المنفجرة.
وحتى 21 يوليو/تموز 2025 لم تتلق الأمم المتحدة وشركاؤها الإنسانيون سوى 23% من مبلغ 4.2 مليارات دولار المطلوب لتقديم مساعدات منقذة للحياة إلى ما يقارب 21 مليون شخص معرّضين للخطر داخل السودان.
أزمة النزوحورغم عمليات العودة الأخيرة فإن مئات الأشخاص لا يزالون يفرون يوميا -سواء داخل السودان أو عبر حدوده- بسبب الصراع الدائر، وينطبق هذا بشكل خاص على ولايتي دارفور وكردفان، وفقا للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
وقال منسق اللاجئين الإقليمي لأزمة السودان لدى المفوضية مامادو ديان بالدي إن عدد اللاجئين من منطقة دارفور وحدها بلغ أكثر من 800 ألف لاجئ منذ بداية الصراع، وهذا العدد في تصاعد مستمر.
ووفقا لمفوضية اللاجئين، هناك حاجة إلى 1.8 مليار دولار لدعم 4.8 ملايين شخص فروا من السودان إلى الدول المجاورة، ولكن لم يوفر سوى 17% من هذا التمويل.
وأكد بالدي أن اللاجئين لا يزالون بحاجة إلى "دعم أكبر من جانبنا" وإلى السلام لينتهي "هذا الصراع الوحشي".