يسرى عادل (أبوظبي)
 استضافت السفارة الألمانية في العاصمة أبوظبي أمس، نسختها الرابعة من «حوارات حول المناخ» بعنوان «تغيّر المناخ في أبوظبي - من الآثار إلى التكيف». وتحدثت سمو الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس والمدير التنفيذي للمُسرّعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي، في كلمة رئيسة عن الرؤى المستقبلية للتكيف مع التغيرات المناخية، مؤكدة «أن حلم إزالة الكربون ومشروع الطاقة المتجددة يتطلب أكثر من مجرد سياسة، فكل شخص على هذا الكوكب، بغض النظر عن الجنسية أو الوضع الاقتصادي، يراجع القرارات التي يجب أن نتخذها بشأن تغير المناخ».

وتعد النسخة الرابعة من «حوارات حول المناخ» فرصة مهمة للتواصل بين مختلف الجهات المعنية، من أجل تعزيز الجاهزية، وأيضاً القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية، كما يعكس الالتزام المستمر بمواجهة التحديات التي يفرضها تغيّر المناخ على المستويين المحلي والعالمي. بمشاركة عدد من الخبراء والمتخصصين في هذا المجال.

وفي تصريح خاص لـ«الاتحاد»، أكد السفير الألماني ألكسندر شونفلدر، أن «الشراكات الدولية مهمة للغاية للعمل المناخي. لا يمكن لأي دولة بمفردها حل هذه المشكلة العالمية. ولهذا السبب أقامت ألمانيا شراكات في مجال المناخ والطاقة مع أكثر من 50 دولة حول العالم». وأضاف «ومع ذلك، فإن شراكتنا مع الإمارات العربية المتحدة لها مكانة خاصة، فهي نموذج يحتذى به لجميع الشراكات الأخرى من حيث المشاريع والإنتاج والثقة المتبادلة».

وفي تصريح خاص لـ«الاتحاد»، أشارت ديانا فرانسيس، الأستاذة الجامعية المتخصصة في علوم الأرض بجامعة خليفة، إلى أن التكيف مع تأثيرات تغير المناخ لم يعد خياراً بعد الآن، لأن التغيرات تحدث بالفعل، ومن الضروري التكيف معها في العقود القادمة، والتخفيف من آثارها. وأضافت، «ربما تكون القضايا المناخية الأكثر تحدياً التي ستواجهها العاصمة أبوظبي، مرتبطة بالعلاقة بين المياه والمناخ، وكذلك العلاقة بين الصحة والمناخ.. وبشكل عام، من المتوقع أن تزداد حالات التطرف المناخي تواتراً وكثافة في العقود القليلة القادمة». وعن التنبؤات المستقبلية للمناخ، ومن خلال التغيرات المناخية المتواترة على الصعيد العالمي، أشارت فرانسيس إلى «توقعات بارتفاع درجات الحرارة، بمقدار 5 درجات مئوية كل عقد بين عامي 2070 و2100، فضلاً عن زيادة هطول الأمطار بنسبة 30%، كما نشهد زيادة في درجات الحرارة والرطوبة ليلاً، وهو ما قد يؤثر في الصحة العامة، من خلال صعوبات النوم».
وتحت عنوان «تسريع التكيف مع تغير المناخ في أبوظبي»، قدمت فرانسيس ورقة تطرقت خلالها للخطوات العملية التي أنجزتها أبوظبي للتعامل مع التغير المناخي.

أخبار ذات صلة «أكاديمية الشارقة» تحتفي بالأسبوع العالمي للفضاء طحنون بن زايد يلتقي جنسين هوانغ المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: المناخ تغير المناخ التکیف مع

إقرأ أيضاً:

مؤذن علي.. مرشح مسلم لمنصب نائب رئيس الخضر يدافع عن بريطانيا المهمّشة

أعلن السياسي البريطاني من أصول جنوب آسيوية وعضو مجلس مدينة ليدز، مؤذّن علي، ترشحه رسميًا لمنصب نائب زعيم حزب الخضر، في خطوة وصفتها صحيفة "الغارديان" بأنها "تحدٍّ مباشر لصورة الحزب كنادٍ للنخبة البيضاء من الطبقة المتوسطة"، وسعيٌ لتوسيع تمثيله الاجتماعي والعرقي في المشهد السياسي البريطاني.

وقال علي، البالغ من العمر 43 عامًا، في تصريحات له خلال إطلاق حملته: "علينا معالجة تغيّر المناخ، ومعالجة الفقر، ونقص الفرص، وصعوبة الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية.. هذه ليست مشاكل أقليات فقط، ولا مشاكل الطبقة العاملة فقط. هذه مشاكل هيكلية في مجتمعنا، ويجب أن نرعاها جميعًا."

يأتي ترشحه خلفًا لـ زاك بولانسكي، ويعكس بحسب متابعين رغبة متنامية داخل حزب الخضر للتقارب مع القاعدة الشعبية متعددة الأعراق، وتوسيع نفوذه خارج نطاق الطبقة الوسطى الحضرية، التي طالما شكّلت نواته الانتخابية التقليدية.

من "جيبتون" إلى المشهد الوطني

يمثل علي دائرة جيبتون وهير هيلز في ليدز، وهي منطقة ذات تاريخ طويل من التحديات الاجتماعية والانقسامات العرقية. وتحوّلت في السنوات الأخيرة إلى ساحة اختبار لرؤية علي السياسية، التي تمزج بين العدالة الاجتماعية والعمل المناخي والتنظيم المجتمعي القاعدي.

وأشار إلى أن نجاحه الانتخابي وسط مجتمع "الطبقة العاملة البيضاء" في جيبتون، والسكان المتنوعين في هارهيلز، يعكس إيمانه بأن العمل السياسي لا يجب أن يُختزل في "سياسات الهوية".

"نحن لا نمارس سياسة الهويات. المشاكل التي نواجهها – الفقر، غلاء المعيشة، أزمة المناخ – توحّدنا أكثر مما تفرّقنا"، يقول علي.

"سياسة الانتماء" بدل الصراع

في يوليو 2024، بعد اضطرابات في هارهيلز، أطلق علي فعالية "مدينة الانتماء" التي هدفت إلى رأب الصدع المجتمعي. وبدلًا من تأجيج الخطاب، ركّز على تنظيم المجتمع وتفعيل طاقات السكان المحليين.

يقول: "نحتاج إلى نقل نموذج ليدز إلى أماكن أخرى… بناء حركة شعبية تحترم الكرامة وتواجه الكراهية."

لكن تحركه هذا لم يمر دون ثمن؛ فقد اتُهم من قبل الناشط اليميني المتطرف تومي روبنسون بالمشاركة في أعمال الشغب، وتعرض لاحقًا لتهديدات بالقتل بسبب دعمه الصريح لغزة.



دعم غزة و"الاعتذار الصادق"

رغم تعرضه لهجمة إعلامية بعد خطابه المؤيد لغزة في الانتخابات المحلية العام الماضي، قال علي إنه "لا يشعر بأي ندم على دعمه العلني لغزة"، مؤكدًا أنه يقف مع العدالة دائمًا. لكنه أقر بأنه كان ينبغي أن يكون "أكثر دقة" في بعض تعبيراته على منصة X بعد أحداث 7 أكتوبر، وقدّم اعتذارًا لاحقًا.

 مواجهة اليمين المتطرف

يرى علي أن تحرك نافذة أوفرتون نحو اليمين يشكل تهديدًا وجوديًا، ليس فقط للأقليات، بل لفكرة التعايش الاجتماعي في المملكة المتحدة.

وقال في ختام تصريحهاته التي نشرتها "الغارديان" اليوم: "الناس في المناطق الفقيرة مثل دائرتي يهتمون ببعضهم البعض.. الخوف المتصاعد لا يُواجه بالسكوت، بل بالعمل، والتنظيم، والعدالة."

مسلم في القيادة

في حال انتخابه، سيكون علي أول مسلم يشغل منصب زعيم أو نائب زعيم في أحد الأحزاب السياسية الكبرى في إنجلترا وويلز. وتتركز حملته على رفض سياسات التقشف، ومجابهة خطاب حزب الإصلاح اليميني، وتوسيع إشراك الطبقات المهمشة، خصوصًا في شمال إنجلترا، في معركة المناخ والعدالة الاجتماعية.

وتمثّل دائرته الانتخابية، جيبتون وهير هيلز، مزيجًا من مجتمعات الطبقة العاملة البيضاء والسكان ذوي الأصول العرقية المتنوعة، نحو 40% منهم مسلمون. يقول علي إن المنطقة "محرومة للغاية" وإن السياسيين تجاهلوها "لأنهم اعتبروا فوز العمال فيها مضمونًا".

وحزب الخضر في إنجلترا وويلز هو حزب سياسي تقدمي يركز على العدالة البيئية والاجتماعية، ويُعرّف نفسه كصوت للمهمّشين والمجتمعات التي لا تجد تمثيلًا في الأحزاب التقليدية. يناضل الحزب من أجل مواجهة أزمة المناخ، وتقليص الفجوة الطبقية، والدفاع عن حقوق الإنسان، ويُقدّم نفسه كبديل جذري يربط بين قضايا البيئة والمساواة، رافضًا حصر السياسات في مصالح النخبة أو الطبقة الوسطى فقط.

بعد الانتخابات العامة الأخيرة في يوليو 2024، أصبح لحزب الخضر المقاعد التالية في السلطة في إنجلترا وويلز: أربعة أعضاء في البرلمان، عضوان في مجلس اللوردات (ناتالي بينيت وجيني جونز)، ثلاثة أعضاء في جمعية لندن (زوي غاربيت، زاك بولانسكي، وكارولين راسل)، ويشغل الخضر أكثر من 800 مقعد في أكثر من 170 مجلسًا مختلفًا.




مقالات مشابهة

  • برلمانية: مصر تستعد للاستحقاقات النيابية وسط تحديات وتوترات إقليمية كبيرة
  • تصحر ولاتة: منازل مهدمة ومخطوطات تحت رحمة المناخ
  • مؤذن علي.. مرشح مسلم لمنصب نائب رئيس الخضر يدافع عن بريطانيا المهمّشة
  • في قمة المحيطات بفرنسا.. العراق والأردن يبحثان ملف التغير المناخي
  • فرنسا تحصد برونزية دوري الأمم الأوروبية بفوز مستحق على ألمانيا
  • صحف عالمية: حماية الأطفال من الموت جوعا أحد أكبر تحديات العائلات الغزية
  • القومي للبحوث: الظواهر المناخية المفاجئة تفرض استعدادا علميا مدعوما بالإنذار المبكر
  • هيئة مغربية تنظم النسخة الرابعة من مبادرة "عيدنا فلسطيني" تشمل ارتداء الكوفية ورفع علم فلسطين
  • شركة الغاز بمأرب: ''ملتزمون بتزويد العاصمة عدن بمادة الغاز رغم تحديات أمنية ولوجستية تعيق عملية التوزيع''
  • اختصاصي طوارئ: ضرورة التكيف مع طقس العيد وتجنب الإنهاك الحراري