تحديات وتنبؤات في النسخة الرابعة من «حوارات حول المناخ»
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
يسرى عادل (أبوظبي)
استضافت السفارة الألمانية في العاصمة أبوظبي أمس، نسختها الرابعة من «حوارات حول المناخ» بعنوان «تغيّر المناخ في أبوظبي - من الآثار إلى التكيف». وتحدثت سمو الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس والمدير التنفيذي للمُسرّعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي، في كلمة رئيسة عن الرؤى المستقبلية للتكيف مع التغيرات المناخية، مؤكدة «أن حلم إزالة الكربون ومشروع الطاقة المتجددة يتطلب أكثر من مجرد سياسة، فكل شخص على هذا الكوكب، بغض النظر عن الجنسية أو الوضع الاقتصادي، يراجع القرارات التي يجب أن نتخذها بشأن تغير المناخ».
وفي تصريح خاص لـ«الاتحاد»، أكد السفير الألماني ألكسندر شونفلدر، أن «الشراكات الدولية مهمة للغاية للعمل المناخي. لا يمكن لأي دولة بمفردها حل هذه المشكلة العالمية. ولهذا السبب أقامت ألمانيا شراكات في مجال المناخ والطاقة مع أكثر من 50 دولة حول العالم». وأضاف «ومع ذلك، فإن شراكتنا مع الإمارات العربية المتحدة لها مكانة خاصة، فهي نموذج يحتذى به لجميع الشراكات الأخرى من حيث المشاريع والإنتاج والثقة المتبادلة».
وفي تصريح خاص لـ«الاتحاد»، أشارت ديانا فرانسيس، الأستاذة الجامعية المتخصصة في علوم الأرض بجامعة خليفة، إلى أن التكيف مع تأثيرات تغير المناخ لم يعد خياراً بعد الآن، لأن التغيرات تحدث بالفعل، ومن الضروري التكيف معها في العقود القادمة، والتخفيف من آثارها. وأضافت، «ربما تكون القضايا المناخية الأكثر تحدياً التي ستواجهها العاصمة أبوظبي، مرتبطة بالعلاقة بين المياه والمناخ، وكذلك العلاقة بين الصحة والمناخ.. وبشكل عام، من المتوقع أن تزداد حالات التطرف المناخي تواتراً وكثافة في العقود القليلة القادمة». وعن التنبؤات المستقبلية للمناخ، ومن خلال التغيرات المناخية المتواترة على الصعيد العالمي، أشارت فرانسيس إلى «توقعات بارتفاع درجات الحرارة، بمقدار 5 درجات مئوية كل عقد بين عامي 2070 و2100، فضلاً عن زيادة هطول الأمطار بنسبة 30%، كما نشهد زيادة في درجات الحرارة والرطوبة ليلاً، وهو ما قد يؤثر في الصحة العامة، من خلال صعوبات النوم».
وتحت عنوان «تسريع التكيف مع تغير المناخ في أبوظبي»، قدمت فرانسيس ورقة تطرقت خلالها للخطوات العملية التي أنجزتها أبوظبي للتعامل مع التغير المناخي. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: المناخ تغير المناخ التکیف مع
إقرأ أيضاً:
دراسة صادمة: تغير في الحمض النووي للدببة القطبية بسبب تغيرات المناخ
كشفت دراسة علمية حديثة عن تحولات جينية لافتة طرأت على الدببة القطبية في شمال المحيط الأطلسي نتيجة الارتفاع المتسارع في درجات الحرارة.
وأظهرت النتائج وجود علاقة مباشرة بين الاحترار المناخي في جنوب شرق جرينلاند وتغيرات واضحة في الحمض النووي لهذه الحيوانات.
وأكد الباحثون أن هذه التغيرات قد تمثل محاولة بيولوجية للبقاء في بيئة تزداد قسوة عامًا بعد عام.
ارتفاع درجات الحرارة يفرض ضغوطًا بيئيةأوضح العلماء أن المنطقة الجنوبية الشرقية من غرينلاند شهدت درجات حرارة أعلى وتقلبات مناخية أشد مقارنة بالمناطق الشمالية.
وبيّنوا أن تراجع الجليد البحري قلل من المساحات التي تعتمد عليها الدببة القطبية في الصيد.
وربطوا بين هذه الظروف القاسية ونشاط متزايد لما يُعرف بالجينات القافزة داخل الحمض النووي للدببة.
الجينات القافزة تعيد تشكيل الصفات الحيوية
حلل الباحثون عينات دم مأخوذة من مجموعتين من الدببة القطبية ولاحظوا اختلافًا ملحوظًا في نشاط الجينات القافزة لدى الدببة التي تعيش في المناطق الأدفأ.
وشرحوا أن هذه الجينات تتحرك داخل الجينوم وتؤثر في تشغيل الجينات أو تعطيلها. وأشاروا إلى أن هذه العملية قد تؤدي إلى تغييرات في التمثيل الغذائي وقدرة الجسم على التعامل مع الإجهاد الحراري ونقص الغذاء.
التكيف الغذائي يظهر كاستجابة محتملة
أظهرت النتائج أن بعض الجينات المرتبطة بمعالجة الدهون والطاقة تصرفت بشكل مختلف لدى دببة الجنوب الشرقي.
وفسر العلماء ذلك باحتمال تكيف هذه الدببة مع أنماط غذائية أقل اعتمادًا على الفقمات الدهنية وأكثر اعتمادًا على مصادر غذاء بديلة في البيئات الدافئة. واعتبروا هذا التحول إشارة إلى مرونة بيولوجية محدودة لكنها مهمة.
الانقراض يبقى خطرًا قائمًا
حذر الباحثون من أن هذه التكيفات الجينية لا تعني أن الدببة القطبية أصبحت في مأمن من الانقراض.
وأكدوا أن التوقعات ما زالت تشير إلى احتمال اختفاء أكثر من ثلثي أعداد الدببة القطبية بحلول عام 2050 إذا استمرت درجات الحرارة في الارتفاع. ولفتوا إلى أن فقدان الجليد سيؤدي إلى العزلة والمجاعة وزيادة التعرض للأمراض.
الدراسة تفتح آفاق الحماية المستقبليةنُشرت الدراسة في مجلة علمية متخصصة واعتُبرت الأولى التي تثبت وجود صلة إحصائية واضحة بين تغير المناخ والتغيرات الجينية في الثدييات البرية.
وأكد العلماء أن فهم هذه التحولات سيساعد في توجيه جهود الحفاظ على الحياة البرية وتحديد المجموعات الأكثر عرضة للخطر.
وأجمعوا على أن خفض الانبعاثات الكربونية يظل العامل الحاسم لضمان بقاء الدببة القطبية على المدى الطويل.