هل يعرقل شبح الانتخابات دعم واشنطن لضربات إسرائيلية على إيران؟
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
واشنطن- في علامة على عمق خلافات الإدارة الأميركية مع حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول طبيعة ومدى الضربة الإسرائيلية المتوقعة على إيران، غاب الشأن الإيراني عن البيان الرسمي الصادر عن البيت الأبيض حول المكالمة الهاتفية التي جرت أمس الأربعاء، بين الرئيس جو بايدن ونتنياهو.
وهذا الاتصال هو الأول بينهما منذ أغسطس/آب الماضي، وشاركت فيه نائبة الرئيس كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني.
وأشار بيان البيت الأبيض فقط إلى التزام بايدن "الثابت الذي لا يتزعزع بأمن إسرائيل". وأدان على نحو لا لبس فيه الهجوم الصاروخي الباليستي الذي شنته إيران في الأول من شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وعرج البيان إلى الشأن اللبناني وقطاع غزة، مشيرا إلى الإبقاء "على اتصال وثيق خلال الأيام المقبلة سواء على نحو مباشر أو من خلال فرق الأمن القومي الخاصة بهم".
تتجاهل واشنطن
وأشارت تقارير مختلفة إلى تأكيد مسؤولين في واشنطن تجاهل إسرائيل للطلبات الأميركية الاطلاع على خططها للانتقام من إيران. وكان من المقرر أن يجتمع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في مقر البنتاغون أمس الأربعاء، ولكن تم تأجيل الرحلة بناء على طلب رئيس الوزراء نتنياهو دون إبداء أي أسباب.
واعتبرت دعوة وزير الدفاع الأميركي لنظيره غالانت محاولة لتخفيف الضربة الإسرائيلية على إيران، بعد أن أعرب الرئيس بايدن عن معارضته الهجوم على المنشآت النووية أو حقول النفط.
وأشارت تقارير أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، أخبر وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، أن الولايات المتحدة تتوقع "الوضوح والشفافية" بشأن الهجوم الإسرائيلي المخطط له على إيران.
وتأمل إدارة بايدن في كبح جماح الرد الإسرائيلي على الضربات الإيرانية الصاروخية الأخيرة، ولكن حتى الآن، تم إحباط جهود بايدن إلى حد كبير.
وتؤكد إسرائيل على نيتها تنفيذ هجمات على إيران دون التعهد بالتقيّد بالمطالب الأميركية بتجنب استهداف القطاع النفطي أو منشآت البرنامج النووي الإيراني.
جدير بالذكر أنه وبعد أيام من اغتيال إسرائيل لزعيم حزب الله السيد حسن نصر الله، أطلقت إيران 180 صاروخا باليستيا على مواقع عسكرية إسرائيلية ألحقت أضرارا بقاعدة جوية إسرائيلية واحدة على الأقل وأجبرت المدنيين على اللجوء إلى الملاجئ. وتعهدت إسرائيل بالرد.
ويخشى المسؤولون الأميركيون أن تشن إسرائيل هجمات أكبر من الضربة الانتقامية التي شنتها في أبريل/نيسان الماضي، والتي كانت استعراضا محدودا للقوة استهدف رادار النظام المضاد للصواريخ في إيران، لكنها لم تتعرض للمواقع النووية والمنشآت النفطية.
وزار الجنرال إريك كوريلا، الذي يرأس القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" (CENTCOM)، المسؤولة عن العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، إسرائيل يوم الأحد الماضي، حيث التقى غالانت وكبار القادة العسكريين الإسرائيليين، للتحذير من ضرب المواقع النووية أو منشآت النفط الإيرانية.
في الوقت ذاته، تتهم إسرائيل إدارة بايدن بتسريب خطط إسرائيل -مثل توغلها البري في لبنان- إلى وسائل الإعلام، وهو ما اعتبره المسؤولون الإسرائيليون خطوة تعرض قوات الجيش الإسرائيلي للخطر.
تخشى إدارة بايدن الديمقراطية من تبعات أية ضربات إسرائيلية على قطاع الطاقة الإيراني لما لذلك من تداعيات واسعة على الداخل الأميركي مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.
ويُعد ضرب مركز إنتاج وتصدير نفط إيران كارثيا على أسواق الطاقة العالمية، وهو ما يصل صداه للمستهلكين الأميركيين ممثلا في ارتفاع أسعار وقود السيارات، وما ينتج عنه من ارتفاع تلقائي لأسعار بقية المنتجات الاستهلاكية خاصة المواد الغذائية.
وارتفعت أسعار النفط الأسبوع الماضي بعد أن اقترح بايدن أن يدرس المسؤولون الأميركيون ما إذا كانوا سيدعمون ضربة إسرائيلية على منشآت النفط الإيرانية. وظهر الرئيس في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض بعد يوم واحد، ليقول إن إسرائيل يجب أن تمتنع عن مهاجمة منشآت النفط الإيرانية.
وتشير استطلاعات الرأي إلى ثقة أكبر يمنحها الأميركيون للرئيس السابق دونالد ترامب في قضية إدارة الاقتصاد ومكافحة التضخم مقارنة بكامالا هاريس. ومن شأن ارتفاع الأسعار قبل أسابيع من الانتخابات أن يدعم حظوظ ترامب.
ولا تعتقد الولايات المتحدة أن إيران على وشك صنع سلاح نووي، من هنا قال الرئيس بايدن إن إسرائيل يجب أن تدافع عن نفسها، ولكن ليس من خلال مهاجمة المواقع النووية الإيرانية أو صناعتها النفطية.
وتخشى الولايات المتحدة الانجرار إلى حرب لا تريدها. وهناك مخاوف من أنه إذا تمكنت إيران من شن هجوم، فستسرع لإنتاج رأس حربي نووي لصواريخها.
من هنا يتكرر الأمر نفسه حال شنت إسرائيل هجمات على البُنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني، مما يستدعي ردا إيرانيا مع توقع توسع رقعة النزاع، وربما اضطرار واشنطن للتورط في القتال إلى جانب إسرائيل.
ويدعم هذا الطرح حظوظ ترامب الذي يكرر أنه لو كان في الحكم لما شهد الشرق الأوسط كل الحروب الجارية على عدة جبهات، وأن كل ما تشهده المنطقة من حروب ودمار سببها بالأساس ضعف إدارة هاريس وبايدن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إسرائیلیة على إدارة بایدن منشآت النفط على إیران
إقرأ أيضاً:
أمريكا تستعد لمصادرة مزيد من السفن التي تنقل النفط الفنزويلي
قال البيت الأبيض، إن وزارة العدل الأمريكية (أمريكا) وافقت على مصادرة ناقلة النفط قبالة فنزويلا، وأضاف سنصادر النفط والسفينة سترسو في ميناء أمريكي.
وأشارت وكالة "رويترز" إلى أن أميركا تستعد لمصادرة مزيد من السفن التي تنقل النفط الفنزويلي.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على ثلاثة من أبناء شقيق الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، واستهدفت أيضاً شركات عدة تتولى نقل النفط الفنزويلي، بحسب ما أكد مسؤول في وزارة الخزانة الأمريكية.
وقامت القوات الأمريكية باعتراض ومصادرة ناقلة نفط خاضعة للعقوبات قبالة السواحل الفنزويلية، في خطوة تمثل تصعيداً كبيراً في التوترات بين واشنطن وكاراكاس.
وقد تعقّد هذه المصادرة من قدرة فنزويلا على تصدير نفطها، إذ من المرجح أن تتردد شركات الشحن الأخرى في تحميل شحناتها، وتُصدِّر فنزويلا معظم نفطها إلى الصين، عادة عبر وسطاء وبخصومات كبيرة نتيجة مخاطر العقوبات الأمريكية.
وأظهرت بيانات شحن أن أكثر من 30 ناقلة نفط خاضعة للعقوبات الأميركية تعمل في فنزويلا قد تواجه إجراءات عقابية من واشنطن.
أول عملية احتجاز لشحنة نفط من فنزويلا التي تخضع لعقوبات أمريكية منذ عام 2019
وكان الاحتجاز، الذي أعلن عنه الرئيس دونالد ترامب أمس الأربعاء، أول عملية احتجاز لشحنة نفط من فنزويلا التي تخضع لعقوبات أمريكية منذ عام 2019، وأول إجراء معروف لإدارة ترامب ضد ناقلة نفط مرتبطة بفنزويلا منذ أن أمر بحشد عسكري ضخم في المنطقة، بحسب الاسواق العربية.
وقالت مصادر ملاحية إن الإجراء الأميركي، الذي يأتي في وقت يكثف فيه ترامب الضغط على حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وضع الكثير من مالكي السفن والمشغلين ووكالات الشحن في حالة تأهب، إذ يعيدون النظر فيما إذا كانوا سيبحرون من المياه الفنزويلية في الأيام المقبلة كما هو مخطط له.