واشنطن- في علامة على عمق خلافات الإدارة الأميركية مع حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول طبيعة ومدى الضربة الإسرائيلية المتوقعة على إيران، غاب الشأن الإيراني عن البيان الرسمي الصادر عن البيت الأبيض حول المكالمة الهاتفية التي جرت أمس الأربعاء، بين الرئيس جو بايدن ونتنياهو.

وهذا الاتصال هو الأول بينهما منذ أغسطس/آب الماضي، وشاركت فيه نائبة الرئيس كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ترامب زاعما زيارتها: غزة أفضل مكان بالشرق الأوسطlist 2 of 2إعلام أميركي: حملة هاريس جمعت أكثر من مليار دولارend of list

وأشار بيان البيت الأبيض فقط إلى التزام بايدن "الثابت الذي لا يتزعزع بأمن إسرائيل". وأدان على نحو لا لبس فيه الهجوم الصاروخي الباليستي الذي شنته إيران في الأول من شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وعرج البيان إلى الشأن اللبناني وقطاع غزة، مشيرا إلى الإبقاء "على اتصال وثيق خلال الأيام المقبلة سواء على نحو مباشر أو من خلال فرق الأمن القومي الخاصة بهم".

تتجاهل واشنطن

وأشارت تقارير مختلفة إلى تأكيد مسؤولين في واشنطن تجاهل إسرائيل للطلبات الأميركية الاطلاع على خططها للانتقام من إيران. وكان من المقرر أن يجتمع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في مقر البنتاغون أمس الأربعاء، ولكن تم تأجيل الرحلة بناء على طلب رئيس الوزراء نتنياهو دون إبداء أي أسباب.

واعتبرت دعوة وزير الدفاع الأميركي لنظيره غالانت محاولة لتخفيف الضربة الإسرائيلية على إيران، بعد أن أعرب الرئيس بايدن عن معارضته الهجوم على المنشآت النووية أو حقول النفط.

وأشارت تقارير أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، أخبر وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، أن الولايات المتحدة تتوقع "الوضوح والشفافية" بشأن الهجوم الإسرائيلي المخطط له على إيران.

وتأمل إدارة بايدن في كبح جماح الرد الإسرائيلي على الضربات الإيرانية الصاروخية الأخيرة، ولكن حتى الآن، تم إحباط جهود بايدن إلى حد كبير.

وتؤكد إسرائيل على نيتها تنفيذ هجمات على إيران دون التعهد بالتقيّد بالمطالب الأميركية بتجنب استهداف القطاع النفطي أو منشآت البرنامج النووي الإيراني.

جدير بالذكر أنه وبعد أيام من اغتيال إسرائيل لزعيم حزب الله السيد حسن نصر الله، أطلقت إيران 180 صاروخا باليستيا على مواقع عسكرية إسرائيلية ألحقت أضرارا بقاعدة جوية إسرائيلية واحدة على الأقل وأجبرت المدنيين على اللجوء إلى الملاجئ. وتعهدت إسرائيل بالرد.

ويخشى المسؤولون الأميركيون أن تشن إسرائيل هجمات أكبر من الضربة الانتقامية التي شنتها في أبريل/نيسان الماضي، والتي كانت استعراضا محدودا للقوة استهدف رادار النظام المضاد للصواريخ في إيران، لكنها لم تتعرض للمواقع النووية والمنشآت النفطية.

وزار الجنرال إريك كوريلا، الذي يرأس القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" (CENTCOM)، المسؤولة عن العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، إسرائيل يوم الأحد الماضي، حيث التقى غالانت وكبار القادة العسكريين الإسرائيليين، للتحذير من ضرب المواقع النووية أو منشآت النفط الإيرانية.

في الوقت ذاته، تتهم إسرائيل إدارة بايدن بتسريب خطط إسرائيل -مثل توغلها البري في لبنان- إلى وسائل الإعلام، وهو ما اعتبره المسؤولون الإسرائيليون خطوة تعرض قوات الجيش الإسرائيلي للخطر.

إدارة بايدن وهاريس تخشى الانجرار إلى حرب واسعة تدمر حظوظ الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية (الأوروبية) شبح الانتخابات

تخشى إدارة بايدن الديمقراطية من تبعات أية ضربات إسرائيلية على قطاع الطاقة الإيراني لما لذلك من تداعيات واسعة على الداخل الأميركي مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.

ويُعد ضرب مركز إنتاج وتصدير نفط إيران كارثيا على أسواق الطاقة العالمية، وهو ما يصل صداه للمستهلكين الأميركيين ممثلا في ارتفاع أسعار وقود السيارات، وما ينتج عنه من ارتفاع تلقائي لأسعار بقية المنتجات الاستهلاكية خاصة المواد الغذائية.

وارتفعت أسعار النفط الأسبوع الماضي بعد أن اقترح بايدن أن يدرس المسؤولون الأميركيون ما إذا كانوا سيدعمون ضربة إسرائيلية على منشآت النفط الإيرانية. وظهر الرئيس في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض بعد يوم واحد، ليقول إن إسرائيل يجب أن تمتنع عن مهاجمة منشآت النفط الإيرانية.

وتشير استطلاعات الرأي إلى ثقة أكبر يمنحها الأميركيون للرئيس السابق دونالد ترامب في قضية إدارة الاقتصاد ومكافحة التضخم مقارنة بكامالا هاريس. ومن شأن ارتفاع الأسعار قبل أسابيع من الانتخابات أن يدعم حظوظ ترامب.

ولا تعتقد الولايات المتحدة أن إيران على وشك صنع سلاح نووي، من هنا قال الرئيس بايدن إن إسرائيل يجب أن تدافع عن نفسها، ولكن ليس من خلال مهاجمة المواقع النووية الإيرانية أو صناعتها النفطية.

وتخشى الولايات المتحدة الانجرار إلى حرب لا تريدها. وهناك مخاوف من أنه إذا تمكنت إيران من شن هجوم، فستسرع لإنتاج رأس حربي نووي لصواريخها.

من هنا يتكرر الأمر نفسه حال شنت إسرائيل هجمات على البُنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني، مما يستدعي ردا إيرانيا مع توقع توسع رقعة النزاع، وربما اضطرار واشنطن للتورط في القتال إلى جانب إسرائيل.

ويدعم هذا الطرح حظوظ ترامب الذي يكرر أنه لو كان في الحكم لما شهد الشرق الأوسط كل الحروب الجارية على عدة جبهات، وأن كل ما تشهده المنطقة من حروب ودمار سببها بالأساس ضعف إدارة هاريس وبايدن.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إسرائیلیة على إدارة بایدن منشآت النفط على إیران

إقرأ أيضاً:

واشنطن تفرض عقوبات جديدة تستهدف إيران وتشمل كيانات في الإمارات وهونغ كونغ

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة تستهدف 10 أفرادًا و27 كيانًا إيرانيًا، تشمل كيانات في الإمارات وهونغ كونغ، بتهمة دعم "الأنشطة غير المشروعة لطهران"، في ظل تصاعد التوترات الاقتصادية والسياسية بين البلدين واستمرار الجمود في المفاوضات النووية. اعلان

أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، يوم الجمعة، فرض دفعة جديدة من العقوبات تستهدف 10 أفرادًا و27 كيانًا متهمين "بدعم أنشطة النظام الإيراني غير المشروعة"، في خطوة تأتي ضمن تصعيد اقتصادي مستمر بين البلدين.

وأفاد بيان صادر عن الوزارة بأن العقوبات طالت أفرادًا يحمل بعضهم جنسيات مزدوجة، ويتركز نشاطهم في طهران ومدن إيرانية أخرى، بالإضافة إلى الإمارات وهونغ كونغ.

كما شملت الإجراءات كيانات تجارية تعمل في مجالات التجارة العامة والبتروكيماويات وتحويل الأموال والخدمات اللوجستية، وبعضها تم تسجيله خلال عام 2024، مما يعكس استمرار المحاولات للالتفاف على العقوبات السابقة.

وبحسب الأمر التنفيذي الصادر عن وزارة الخزانة، فإن جميع الجهات المستهدفة متورطة في دعم الاقتصاد الإيراني بطريقة تتعارض مع السياسات الأمريكية، وخاصة فيما يتعلق بالأنشطة المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني.

Relatedعقوبات أمريكية على مجموعتين روسية وإيرانية لضلوعهما في حملات تضليل ضد الناخبين عقوبات أمريكية جديدة تستهدف إمدادات الطائرات الإيرانية المسيرة عقوبات أمريكية جديدة على إيران تستهدف برنامجها الصاروخي

وتخضع إيران منذ سنوات لعقوبات أمريكية شاملة تشمل حظر التعاملات المالية مع الحكومة الإيرانية ومع كبار المسؤولين والمؤسسات التابعة لها، وذلك في إطار استراتيجية "الضغط الأقصى" التي تبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقبل أيام قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، إن إيران تطالب الولايات المتحدة بتقديم ضمانات ملموسة بشأن رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد، مؤكداً أن واشنطن لم تقدم توضيحات مفهومة حول هذا الشأن حتى الآن.

في سياق متصل، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلاً عن مصدر مقرّب من البيت الأبيض، أن المتحدثة باسم الإدارة الأمريكية كارولين ليفيت وجّهت تعليمات إلى وزارتي الخارجية والخزانة بوقف فرض أي عقوبات جديدة على إيران.

وأشار المصدر إلى أن القيود المفروضة على صادرات النفط الإيرانية ستبقى سارية، وأن سياسة "الضغط الأقصى" لا تزال قائمة، رغم المفاوضات الجارية.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • واشنطن تفرض عقوبات جديدة تستهدف إيران وتشمل كيانات في الإمارات وهونغ كونغ
  • واشنطن تفرض عقوبات جديدة على إيران تشمل شركات في الإمارات وهونغ كونغ
  • صحيفة إسرائيلية: إيران تُزعزع استقرار سوريا والجولاني يواجه تحديات داخلية وخارجية
  • وول ستريت: إيران تسعى لتعزيز ترسانتها العسكرية بشكل غير مسبوق
  • إسرائيل تبلغ ترامب بعدم ضرب إيران إلا حال فشل المحادثات
  • قلم الرئيس الذي يكتب لوحده | نخبرك ما نعرفه عن مزاعم ترامب بسرقة توقيع بايدن
  • الرئيس المشاط يهنئ رئيس كوريا الجنوبية بفوزه في الانتخابات
  • عراقجي: لن يحصل أي اتفاق مع واشنطن دون مواصلة تخصيب اليورانيوم في إيران
  • إعلام إسرائيلي نقلًا عن مسؤول أمني: إسرائيل لن تضرب إيران ما دام المفاوضات الأمريكية الإيرانية مستمرة
  • ترامب: لا تخصيب لليورانيوم في أي اتفاق مع إيران.. وخامنئي يرد: “ليس لكم رأي”