نائب رئيس جامعة القاهرة يطالب الجامعات بالاضطلاع بدورها نحو تعزيز وحماية اللغة العربية والاهتمام بالتصنيف الدولي للجامعات
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
شهدت دبي -بدولة الإمارات العربية المتحدة-، إقامة المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية، بحضور لفيف من الخبراء والمسؤولين المصريين والعرب، كان من بينهم الأستاذ الدكتور محمود السعيد نائب رئيس جامعة القاهرة للدراسات العليا والبحوث، مدير المجلس العربي للدراسات العليا والبحث العلمي، والذي أكد على أهمية موضوع الندوة التي جمعت بين الأمن الوطني واللغوي وتصنيف الجامعات العربية، لافتًا إلى إن هذا العصر الذي نعيشه يتطلب منا العمل على مواجهة تحديات غير مسبوقة تتعلق بأمننا الوطني واللغوي، وهو ما يستدعي منا بذل جهود متضافرة لحماية هويتنا وثقافتنا وتعزيز حضور اللغة العربية في مختلف المجالات الأكاديمية والعلمية.
وأضاف “السعيد“ خلال كلمته، أن الأمن الوطني واللغوي هما وجهان لعملة واحدة، إذ لا يمكن تحقيق استقرار حقيقي لأي دولة دون تحقيق استقرار مجتمعي وهو لا يتأتى إلا بحماية لغتها وثقافتها، فاللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي جزء لا يتجزأ من هويتنا العربية والإسلامية، ولهذا فعلينا أن ندرك أهمية حماية لغتنا العربية وتعزيز مكانتها على الصعيدين المحلي والدولي كأحد ركائز الأمن القومي لدولنا العربية.
وأكد “مدير المجلس العربي للدراسات العليا والبحث العلمي“ أهمية تصنيف الجامعات العربية في منظومة التعليم العالي، حيث يمثل تصنيف الجامعات مقياسًا لجودة التعليم والبحث العلمي في أي بلد، كما لفت إلى أن تصنيف الجامعات يعكس مستوى التقدم والتطور الذي تحققه مؤسساتنا الأكاديمية، ولكنه أيضًا يعكس مدى اهتمامنا بتدريس وتطوير اللغة العربية كأداة معرفية أساسية.
وأشار ”السعيد” إلى وجود ثلاث أوجه قصور تؤثر على التصنيف الدولي للجامعات العربية وهي، الأولى هي ندرة عدد المجلات العربية المدرجة في القواعد الدولية وعلى رأسها سكوبس وكلاريفت، والثانيه هي أن النسبة الأكبر للنشر باللغة العربية لتخصصات العلوم الاجتماعية والإنسانية على عكس النشر العالمي الذي تكون فيه نسبة النشر للتخصصات العلمية والتقنية هي الأكبر، والثالثة هي قلة عدد براءات الاختراع من جامعاتنا العربية سبب رئيسي في انخفاض تصنيفها حيث إن الابتكار وبراءات الاختراع هي أحد المعايير الهامة للتصنيف بجوار البحث العلمي.
وطالب“مدير المجلس العربي للدراسات العليا والبحث العلمي“ الجامعات العربية الاضطلاع بدورها من خلال تحسين برامج التعليم باللغة العربية وتطوير المناهج لتعزز من قدرة الطلاب على التفكير النقدي والإبداعي باللغة العربية، وكذلك السعي إلى تعزيز البحث العلمي باللغة العربية وتطويره، وتشجيع الأكاديميين والباحثين على نشر أبحاثهم ودراساتهم في مجلات علمية مرموقة باللغة العربية.
وفي ختام كلمتة، أكد “السعيد“ على أن الحفاظ على أمننا اللغوي هو مسؤولية مشتركة بين الحكومات والمؤسسات الأكاديمية والمجتمع ككل، وعلينا جميعًا أن نعمل معًا لتعزيز مكانة اللغة العربية في الجامعات العربية ورفع تصنيفها على المستوى العالمي.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
برعاية أمير منطقة مكة المكرمة.. جامعة الملك عبدالعزيز تستضيف الندوة الدولية “شجاعة العربية”
البلاد (جدة)
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن فيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، الرئيس الفخري لوقف لغة القرآن الكريم، انطلقت اليوم في جامعة الملك عبدالعزيز أعمال الندوة الدولية “شجاعة العربية: مقاربات لغوية ومعرفية” التي ينظمها وقف لغة القرآن الكريم بالجامعة بالتعاون مع مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وذلك في مركز الملك فيصل للمؤتمرات، بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين والباحثين والمهتمين من داخل المملكة وخارجها. واستهل الحفل بكلمة رئيس جامعة الملك عبدالعزيز رئيس مجلس نظارة وقف لغة القرآن الكريم الدكتور طريف بن يوسف الأعمى, أكد فيها أن تنظيم هذه الندوة يجسّد عناية المملكة العربية السعودية باللغة العربية، بوصفها لغة الهوية المعرفية والحضارية، وأداة تأسيس للفكر والإبداع وبناء الوعي الإنساني، مشيرًا إلى أن اللغة العربية تمتلك عناصر القوة والتجدد والقدرة على التفاعل مع العصر، واصفًا إياها بأنها “لغة تملك شجاعة المواجهة والتأثير، وليست مجرد أداة للتواصل، بل وعاء فكر وتاريخ وإنسان”. وأوضح الأعمى أن الندوة تسعى إلى تقديم قراءة علمية عميقة لمفهوم “شجاعة العربية” من خلال محاورها المتخصصة، التي تتناول قدرة العربية على التكيف مع التحولات اللغوية المعاصرة، والانفتاح على التعليم الرقمي، والتفاعل مع الثورة التقنية والصناعة المعجمية الحديثة، واستجابتها لمتطلبات التعريب والترجمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يعزز حضورها عالميًا ويواكب متطلبات التنمية المعرفية. وتضمّن الحفل عرضًا مرئيًا استعرض مشاريع وبرامج وقف لغة القرآن الكريم، ثم أُلقيت قصيدة شعرية للدكتور محمد علي العمري عبّر فيها عن مكانة العربية وعمق حضورها الثقافي وثرائها الدلالي والبياني. عقب ذلك، ألقى الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي، كلمة أكد فيها أن هذا التعاون مع جامعة الملك عبدالعزيز يأتي ضمن جهود المجمع لتعزيز مبادرات خدمة اللغة العربية ودعم حضورها في التعليم والبحث العلمي ومجالات التقنية والابتكار، مشيرًا إلى أن المجمع قدّم برامج ومبادرات نوعية شملت بناء مدوّنات لغوية وتطوير منصات رقمية وإطلاق معاجم متخصصة، إضافة إلى شراكات وطنية تُسهم في تمكين العربية وتعزيز استخدامها المؤسسي. كما شهد الحفل عددًا من الجلسات الحوارية, حيث تناولت الجلسة الافتتاحية “أهمية اللغة العربية وسبل النهوض بها”، التي حضرها عدد من أصحاب المعالي والقيادات الفكرية والعلمية، من بينهم إمام وخطيب المسجد الحرام عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، ووزير الإعلام الأسبق الدكتور عبدالعزيز خوجة، والأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية سابقًا الدكتور عبدالعزيز السبيل، إلى جانب نخبة من العلماء والباحثين، فيما ناقشت الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان “قراءة في بناء المفهوم وأبعاده” منهجيات دراسة مفهوم شجاعة العربية وأبعاده المعرفية واللغوية. واختُتم حفل الافتتاح بتكريم الجهات المشاركة والمتحدثين، وسط تأكيد المشاركين على أهمية دعم المبادرات الوطنية التي تُعنى باللغة العربية وتمكينها عالميًا وتعزيز حضورها في عصر التحول الرقمي. يُذكر أن الندوة تواصل أعمالها يوم غدٍ بطرح عدد من الجلسات العلمية والفعاليات المصاحبة التي تتناول قضايا اللغة العربية في سياقها الحضاري والتربوي والتقني.