جي بي تي يدخل سباق محركات البحث نهاية العام
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
يستعد محرك البحث الجديد من ChatGPT، المعروف باسم SearchGPT، لإطلاقه قبل نهاية هذا العام، مما يمثل تطوراً جديداً في روبوت الدردشة الخاص بشركة OpenAI. هذا المحرك المنافس لجوجل يعتمد على الذكاء الاصطناعي، ويهدف إلى تغيير طريقة البحث عبر الإنترنت من خلال تقديم إجابات سريعة دون الحاجة للتنقل بين المواقع.
بحسب ما ذكرته صحيفة "Press Gazette"، أكد فارون شيتي، رئيس قسم الإعلام في شركة OpenAI، خلال مؤتمر في بروكسل أن الشركة تنوي إطلاق SearchGPT كجزء من ChatGPT بحلول "نهاية العام".
أقرأ أيضاً.. أسرع وأرخص.. إصدار جديد من "جي.بي.تي"
ومع ذلك، فإن SearchGPT لا يزال في مرحلة الاختبار، وتشير التقارير إلى أن أدائه لم يكن مثاليا حتى الآن. ففي سبتمبر، نُشِرت تقارير صحفية تضمنت انطباعات عملية عن المحرك، واوضحت أن منافس جوجل لا يزال بحاجة إلى الكثير من التطوير.
تأكيد شيتي بأننا سنتمكن من تجربة SearchGPT قبل نهاية عام 2024 يشير إلى أن OpenAI قد تمكنت من تحسين المنتج ليكون على مستوى المحركات الأخرى المعتمدة على الذكاء الاصطناعي مثل Perplexity وArc Search.
أخبار ذات صلة
صراع محركات البحث
إطلاق محرك البحث من OpenAI قد يكون نقطة تحول في تطور الذكاء الاصطناعي وصراع الهيمنة على محركات البحث. على مدار عقود، بقيت جوجل بلا منازع، لكن إذا كان هناك منتج ذكاء اصطناعي قادر على تحدي هيمنتها، فمن المحتمل أن يكون هذا المنتج من تطوير OpenAI الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
مقارنةً بمحركات البحث التقليدية، سيجيب SearchGPT على الأسئلة بلغة طبيعية مع الإشارة إلى مصادر الإجابات بحيث يتمكن المستخدمون من الوصول السريع إلى المقالات الكاملة. وأوضح شيتي أن "هذه هي التجربة الأساسية التي نبنيها، وهنا يظهر التوازن الذي نحاول تحقيقه بين المستخدمين والناشرين".
أقرأ أيضاً.. "أوبن إيه آي" تطلق ميزة "كانفس" للتعزيز استخدام "تشات جي بي تي" في الكتابة والبرمجة
في الوضع الحالي، إذا سألت ChatGPT عن إجابة، فإنه سيقدمها لك دون ذكر مصدر المعلومات. وصول SearchGPT قد يساعد في إرضاء المتشككين في الذكاء الاصطناعي الذين يرغبون في قراءة المحتوى الأصلي بدلاً من الحصول على ملخص سريع مولد بواسطة الذكاء الاصطناعي.
المصدر: وكالاتالمصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: تشات جي بي تي محركات البحث جوجل الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
البشر يتبنون لغة الذكاء الاصطناعي دون أن يشعروا
في ظاهرة تبدو كأنها خرجت من قصص الخيال العلمي، كشفت دراسة حديثة أن البشر بدؤوا بالفعل تبني أسلوب لغوي يشبه إلى حد كبير أسلوب الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل تشات جي بي تي.
هذا التحول الصامت، الذي رصده باحثون في معهد "ماكس بلانك لتنمية الإنسان" في برلين، لم يقتصر على المفردات فحسب، بل امتد إلى بنية الجمل والنبرة العامة للحديث، مما يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل اللغة والتنوع الثقافي في عصر هيمنة الآلة ومنطقها في التفكير.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"كل ما نريده هو السلام".. مجتمع مسالم وسط صراع أمهرة في إثيوبياlist 2 of 2سيرة أخرى لابن البيطار بين ضياع الأندلس وسقوط الخلافةend of list تسلل إلى حواراتنا اليوميةاعتمدت الدراسة، التي لم تنشر بعد في مجلة علمية وتتوفر حاليا كنسخة أولية على منصة (arXiv)، على تحليل دقيق لمجموعة ضخمة من البيانات اللغوية، شملت ما يقرب من 360 ألف مقطع فيديو من منصة يوتيوب الأكاديمية و771 ألف حلقة بودكاست. وقام الباحثون بمقارنة اللغة المستخدمة في الفترة التي سبقت إطلاق" تشات جي بي تي" في أواخر عام 2022 وما بعدها، وكانت النتائج لافتة.
لاحظ الفريق البحثي زيادة حادة في استخدام ما أطلقوا عليه "كلمات جي بي تي"، وهي مفردات يفضلها النموذج اللغوي، مثل "delve" (يتعمق)، "meticulous" (دقيق)، "realm" (عالم/مجال)، "boast" (يتباهى/يتميز)، و"comprehend" (يستوعب). هذه الكلمات، التي كانت نادرة نسبيا في الحوار اليومي العفوي، شهدت طفرة في الاستخدام. على سبيل المثال، ارتفع استخدام كلمة "delve" وحدها بنسبة 48% بعد ظهور تشات جي بي تي.
وللتأكد من هذه "البصمة اللغوية"، قام الباحثون باستخلاص المفردات التي يفضلها النموذج عبر جعله يعيد صياغة ملايين النصوص المتنوعة. ووجدوا أن استخدام هذه الكلمات في كلام البشر المنطوق ارتفع بنسبة قد تصل إلى أكثر من 50%، مما يؤكد أن التأثير لم يقتصر على النصوص المكتوبة، بل امتد إلى المحادثات اليومية.
تغير في الأسلوب والنبرةالمفاجأة الكبرى في الدراسة لم تكن في المفردات فحسب، بل في النبرة الأسلوبية العامة. لاحظ الباحثون أن المتحدثين بدؤوا يتبنون أسلوبا أكثر رسمية وتنظيما، وجملا أطول، وتسلسلا منطقيا يشبه إلى حد كبير المخرجات المنظمة للذكاء الاصطناعي، بعيدا عن الانفعالات العفوية والخصوصية اللغوية. هذه الظاهرة تعني أننا نشهد مرحلة غير مسبوقة: البشر يقلدون الآلات بطريقة واضحة.
إعلانيصف الباحثون ما يحدث بأنه "حلقة تغذية ثقافية مغلقة" (closed cultural feedback loop)؛ فاللغة التي نعلمها للآلة تتحول، بشكل غير واع، إلى اللغة التي نعيد نحن إنتاجها.
يقول ليفين برينكمان، أحد المشاركين في الدراسة: "من الطبيعي أن يقلد البشر بعضهم بعضا، لكننا الآن نقلد الآلات"، في مشهد يؤكد تحول الذكاء الاصطناعي إلى مرجعية ثقافية قادرة على التأثير في الواقع البشري.
تآكل التنوع اللغويرغم الطابع الطريف الذي قد تبدو عليه هذه الظاهرة، فإن الدراسة تحمل في طياتها تحذيرا جادا حول مستقبل التنوع الثقافي واللغوي. يلفت الباحثون الانتباه إلى أن اعتمادنا المفرط على أسلوب لغوي موحد، حتى لو بدا أنيقا ومنظما، قد يؤدي إلى تآكل الأصالة والتلقائية والخصوصية التي تميز التواصل الإنساني الحقيقي.
وفي هذا السياق، يحذر مور نعمان، الأستاذ في معهد "كورنيل تك"، من أن اللغة عندما تكتسب طابع الذكاء الاصطناعي قد تفقد الآخرين ثقتهم في تواصلنا، لأنهم قد يشعرون بأننا نسعى لتقليد الآلة أكثر من التعبير عن ذواتنا الحقيقية.
تشير الدراسة إلى أن ما بدأ كأداة للمساعدة في الكتابة والبحث قد تحول إلى ظاهرة ثقافية واجتماعية مرشحة للتوسع. فإذا كان الإنترنت قد أدخل على لغتنا اختصارات تقنية مثل "LOL"، فإن ما يحدث اليوم هو انعكاس مباشر لعلاقة أعمق وأكثر تعقيدا بين الإنسان والذكاء الاصطناعي.
وتؤكد هذه النتائج أن اللغة ليست مجرد كلمات، بل هي مرآة للسلطة الثقافية ومنبع للهوية. ومع تحول الذكاء الاصطناعي إلى جزء من هذه السلطة، فإن تبنينا لأسلوبه قد يعني أننا، وبشكل غير محسوس، نفقد جزءا من شخصيتنا وهويتنا اللغوية الفريدة في ساحة معركة هادئة تكتب فيها فصول جديدة من تاريخ التواصل البشري.