ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم الشرع فيمن يتولى الخطابة والدَّعوة دون الحصول على مؤهل يؤهله لذلك العمل؟

أركان الفتوى في الشريعة الإسلامية .. أمور يجب مراعاتها أنواع صدقة التطوع في الشريعة الإسلامية.. تعرف عليها

وقالت دار الإفتاء في إجابتها عن السؤال، إنه لما كان أمرُ الدِّين وأحكامُ الشَّريعة الإسلاميَّة من الأمور العظيمة والخطيرة فقد حرَّم الله القولَ في ذلك والتصدِّي لمعرفة أحكامِه دون علمٍ ودرايةٍ وتخصصٍ، بل جعل الله التَّصدي لذلك في المرتبة العليا في التحريم.

فقال تعالى في كتابه الكريم ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: 33]، وقال سبحانه في كتابه العزيز ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ﴾ [النحل: 116].

وذكرت دار الإفتاء أنه في الآية الأولى: القولُ عامٌّ في ذات الله وصفاته ودينه وتشريعه، ووفي الآية الثانية: أبان الله تعالى أنه لا يجوز للمسلم أن يقول هذا حرامٌ وهذا حلالٌ إلا إذا كان يعلم دليل الحِلِّ والحُرْمَةِ.

وفي "سنن أبي داود" من حديث مسلم بن يسار رضي الله عنه قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا فِي جَهَنَّمَ، وَمَنْ أَفْتَى بِغَيْرِ عِلْمٍ كَانَ إثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ، وَمَنْ أَشَارَ عَلَى أَخِيهِ بِأَمْرٍ يَعْلَمُ أَنَّ الرُّشْدَ فِي غَيْرِهِ فَقَدْ خَانَهُ».

فمن هذه النصوص يتبين أن من يتصدَّى للإرشاد والدعوة إلى الله يجب أن يكون متخصصًا، حافظًا لكتاب الله، دارسًا للأحاديث النبوية وكتب الفقه والتفسير، حتى يستطيع أن يُقيمَ الدَّليلَ على حِلِّ الأمورِ أو حرْمَتِها، بل ويجب عليه أن يكون دارسًا لأصول الفقه حتى يستطيع استنباط الأحكام من أدلَّتها الشرعية، وإلا كان قاصرًا ومُقَصِّرًا، وقد يصل الأمر إلى عدمِ فهمه لحكمٍ معيَّنٍ أن يضل الناس بغير علمٍ؛ فتعُمّ المفاسد والمصائب.

وفي واقعة السؤال: فإن دار الإفتاء ترى أنه يجب على المرشدين والواعظين وكل من يعمل في حقل الدعوة إلى الله أن يكون عالمًا متخصصًا، حافظًا ودارسًا لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وكتب الفقه والتفسير والحديث وأصول الفقه، وغير ذلك من العلوم التي تؤهِّلُه لهذا الأمر العظيم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الخطابة الدعوة الفقه المفاسد دار الإفتاء ى الله

إقرأ أيضاً:

ما الفرق بين الروح والنفس.. وهل تموت الروح؟

أوضحت دار الإفتاء المصرية الفروق الدقيقة بين الروح والنفس، مؤكدةً أن الكلمتين تردّدتا كثيرًا في القرآن الكريم، وأن كلمة النفس وردت مفردة وجمعًا في قرابة ثلاثمائة موضع، مما يعكس اتساع معانيها وتنوع دلالاتها، وقد استعرضت الدار آراء العلماء في التفريق بينهما، ومعاني كل منهما في القرآن والسنة، إضافة إلى حقيقة موت الروح، وما يتعلق بها من مسائل عقدية.

 

الروح والنفس.. هل هما شيء واحد أم متغايران؟أشارت دار الإفتاء إلى أن العلماء اختلفوا في مسألة تمييز الروح عن النفس:

الفريق الأول رأى أنهما شيء واحد، مستدلين بأحاديث نبوية جاء فيها إطلاق الروح على النفس والعكس، ومنها الحديث الذي رواه البزار عن أبي هريرة، وفيه ذكرُ خروج نفس المؤمن وصعود روحه إلى السماء، مما يدل على استعمال اللفظين بمعنى واحد.

أما الفريق الثاني فذهب إلى أن الروح شيء والنفس شيء آخر؛ فالروح هي سرّ الحياة، جسم نوراني علوي لا يقبل التحلل، يسري في الجسد بإذن الله كما يسري الماء في الورد. 

أما النفس فتمثل الجسد بروحه، وهي التي يظهر فيها الفرح والحزن والشهوة والغضب وسائر الصفات الإنسانية. ويترقى الإنسان بروحه إذا غلب عليه الصلاح والإنابة، بينما يشقى إذا غلبت عليه ميول النفس وشهواتها.

 

معاني الروح في القرآن والسنةبيّنت دار الإفتاء أن كلمة الروح في القرآن جاءت بعدة معانٍ، منها:الوحي: كما في قوله تعالى: ﴿يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ﴾ [غافر: 15].القرآن الكريم: إذ يوصف بالروح لأنه يحيي القلوب.جبريل عليه السلام: لقبه في عدة آيات مثل: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ﴾ [الشعراء: 193-194].روح القدس: وهو جبريل أيضًا في قوله: ﴿وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ﴾ [البقرة: 253].الروح المذكور في سؤال اليهود عن حقيقتها، وهي الروح التي يحيا بها الإنسان، وقد بيّن الله أن العلم بحقيقتها مخصوص به وحده، في قوله:﴿قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾ [الإسراء: 85].

وأكدت الدار أن هذه الروح سرٌّ من أسرار الله تعالى، لم يطّلع عليه أحد من خلقه، وهي التي نفخها في آدم وذريته.

 

معاني النفس في الاستعمال القرآني واللغوي

ذكرت دار الإفتاء أن كلمة النفس تحمل معاني متعددة في اللغة والقرآن، من أبرزها:

تطلق بمعنى الروح عند قول: "خرجت نفسه".

تأتي بمعنى الذات أو حقيقة الإنسان؛ كما في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ﴾ [النساء: 29].

تُستخدم بمعنى الدم: "سالت نفسه".

وقد وردت في القرآن بمعنى العلم أو الغيب في قوله تعالى: ﴿تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ﴾ [المائدة: 116].

وخلصت الدار إلى أن استعمال النفس والروح قد يتقارب في بعض المواضع، لكنه غالبًا ما يكون على سبيل المجاز، لأن لكل منهما دلالة خاصة.

 

هل تموت الروح؟أوضحت دار الإفتاء أن أهل العلم اختلفوا في مسألة موت الروح:

فريق يرى أنها تموت، استنادًا إلى قوله تعالى: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ [القصص: 88].

وفريق آخر يرى أنها لا تموت، لثبوت نعيمها وعذابها بعد مفارقة الجسد.

ونقلت الدار ما ذكره القاضي محمود الألوسي في تفسيره حول أن موت الروح هو مفارقتها للجسد، أما فناؤها وانعدامها بالكامل فلا يكون؛ فهي تبقى ما شاء الله لها أن تبقى، ثم تعود إلى جسد الإنسان عند البعث.

 

أكدت الدار أن النفس هي مجموع الجسد والروح، بينما الروح ذاتٌ نورانية خُلقت بأمر الله، وهي أساس الحياة الإنسانية. وتبقى الروح سرًّا إلهيًا لا تدركه العقول، ولا يعرف كنهه أحد.

مقالات مشابهة

  • حكم بيع الثمار بعد ظهورها على الأشجار وقبل أن تطيب.. الإفتاء توضح
  • دعاء لمن تراكمت عليه ديون.. 7 كلمات تقضي عنك ولو كانت مثل جبل
  • كنت مخطوبة وقولتله زوجتك نفسي واتجوزت غيره.. الإفتاء تجيب
  • خاص الوفد.. لماذا الانتقاد قبل عرض فيلم "الست" يظلم العمل والفنانة| ماجدة خير الله تجيب
  • هل يجوز إخراج زكاة المال وفق التقويم الميلادي ؟.. الإفتاء تجيب
  • حكم تسمية شركة باسم البخاري.. الإفتاء توضح
  • يُحاسب عليه الشرع.. عالم بـ الأزهر يكشف مخاطر الخوض في حياة المشاهير
  • ما الفرق بين الروح والنفس.. وهل تموت الروح؟
  • عاجل. نعيم قاسم عن اغتيال الطبطبائي: هذا اعتداء سافر وجريمة موصوفة من حقنا الرد وسنحدد التوقيت لذلك
  • ما حكم الدم النازل بعد الإجهاض؟.. الإفتاء تجيب