بغداد ترفض أي توسيع للحرب باتجاه طهران
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
بغداد"وكالات": أكّد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين اليوم الأحد رفض بغداد أي "استمرار للحرب وتوسيعها باتجاه" إيران وأي "استغلال للأجواء العراقية كممرّ"، وذلك مع توعّد إسرائيل بالردّ على الهجوم الصاروخي الذي نفذته طهران مطلع أكتوبر.
وقال حسين في مقر وزارته في بغداد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني عباس عراقجي إن "استمرار الحرب وتوسيعها باتجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية واستغلال (إسرائيل) للأجواء العراقية كممرّ أمر غير مقبول ومرفوض بتاتا".
وشدّد على أن قرار خوض بغداد "الحرب أو السلم خاضع للدولة (العراقية) فقط"، وذلك في تذكير بموقف الحكومة العراقية الرافض لتوسيع الصراع وإشراك بغداد فيه.
وفي سياق متصل، وذكر التقرير نقلا عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين أن الرد قد يأتي خلال عطلة عيد الغفران الحالية.
وقالت إسرائيل مرارا وتكرارا إنها سترد على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران في الأول من أكتوبر، والذي جاء ردا على الضربات الإسرائيلية في لبنان وغزة ومقتل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) إسماعيل هنية في طهران.
ووسط تصعيد إقليمي يتفاقم مع استمرار الحرب في قطاع غزة وامتدادها إلى لبنان، تبذل حكومة بغداد جهودا كثيفة لتجنيب العراق الصراع في حين تدعو فصائل عراقية مسلحة إلى الاستعداد لتوسع الحرب.
وأعلنت فصائل معروفة مرارا في الأشهر الأخيرة شنّ هجمات بطائرات مسيّرة على أهداف في إسرائيل تضامنا مع قطاع غزة. ودعت مؤخرا إلى تكثيف هذه الهجمات.
ودعا الأمين العام لكتائب حزب الله أبو حسين الحميداوي "المقاومة إلى أن تستعد لاحتمال توسع هذه الحرب وأن تستمر بتوجيه الضربات المركزة إلى قلب كيان الاحتلال".
وبعد تنفيذ طهران هجوما صاروخيا على إسرائيل في الأول من أكتوبر، توعّدت الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية التي تضم فصائل عراقية مسلحة بأن تكون "جميع القواعد والمصالح الأمريكية في العراق والمنطقة هدفا" لها في حال "استخدم العدو الصهيوني الأجواء العراقية" للهجوم على إيران.
فإضافة إلى إسرائيل، استهدفت الفصائل العراقية المسلحة خلال الأشهر الماضية قواعد في العراق وسوريا تضم قوات أمريكية.
وردّت واشنطن مرارا بتنفيذ ضربات جوية على مواقع للفصائل في البلدَين.
وتنشر الولايات المتحدة زهاء 2500 جندي في العراق ونحو 900 في سوريا المجاورة، في إطار تحالف دولي أنشأته عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش.
وتطالب الفصائل العراقية بانسحاب قوات التحالف من العراق. وأعلنت واشنطن وبغداد في 27 سبتمبر أن التحالف الدولي سينهي خلال عام مهمته العسكرية في العراق.
وحذّر حسين الأحد من أن توسع الحرب "سيؤدي إلى زعزعة الأمن والسلم في كل المنطقة" و"فوضى مسلحة" تسمح "للتنظيمات الإرهابية مثل داعش وغيرها بإعادة تنظيماتها وتنظيم هجماتها الإرهابية".
ولفت إلى أن "وقوع الحرب في المنطقة يؤثر على ممرات الملاحة وخصوصا في الخليج ومضيق جبل هرمز، مما يؤدي إلى تهديد لتصدير الطاقة وبالتالي خلق أزمة دولية كبيرة في مجال تصدير الطاقة والاقتصاد".
ويسعى العراق إلى تعزيز علاقاته المتينة مع طهران، لكنه يحتفظ في الوقت نفسه بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة.
من جانبه، أدان رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني اليوم الأحد العدوان "الصهيوني" الذي استهدف قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان (يونيفيل).
وقال السوداني، خلال استقباله رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق " يونامي" الجديد،الممثل الخاص للأمم المتحدة محمد الحسان، إن هذا الإعتداء يثبت تجاوز الكيان الصهيوني كل الخطوط، وخرقه القوانين والأنظمة الدولية".
ودعا" إلى ضرورة التحرك الدولي في ظل الدعوات الدولية المهمة لحظر توريد السلاح إلى الكيان من أجل إنهاء الحرب المدمرة التي تشنها القوات الصهيونية على لبنان وغزة".
وثمن رئيس الحكومة العراقية" الجهود التي قدمتها بعثة يونامي طوال السنوات الماضية في العراق وأن العلاقة ستستمر مع جميع المؤسسات والمنظمات الدولية".
وحسب بيان للحكومة العراقية، جرى خلال اللقاء، مناقشة طبيعة العلاقة بين العراق والمنظمة الدولية خصوصا بعد إصدار مجلس الأمن القرار الخاص بإنهاء مهمة البعثة في العراق، الذي جاء في ضوء الرسائل بين الحكومة العراقية والأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي التي جرى خلالها التأكيد على مضي الحكومة في تعزيز الاستقرار واستكمال البناء السياسي والاستقرار الأمني.
وفي شأن آخر، ذكرت شبكة إن.بي.سي التلفزيونية أمس أن مسؤولين أمريكيين عبروا عن اعتقادهم أن إسرائيل حددت أهدافا في ردها على الهجوم الإيراني الأخير على البنية التحتية العسكرية والطاقة.
وقال التقرير نقلا عن مسؤولين أمريكيين لم يذكر أسماءهم إنه لا يوجد ما يشير إلى أن إسرائيل ستستهدف منشآت نووية أو تنفذ عمليات اغتيال، مضيفا أن إسرائيل لم تتخذ قرارات نهائية بشأن كيفية وموعد الرد.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الحکومة العراقیة فی العراق
إقرأ أيضاً:
بعد انتقاده بوتين.. هل يمهّد ترامب لتجاهل التسوية السياسية للحرب الأوكرانية؟
موسكو – في وقت بدت فيه العلاقات الروسية الأميركية كأنها تبتعد عن خطاب المواجهة وتقترب من الحوار السياسي لحل الأزمات العالقة بينهما، لا سيما ملف الحرب الأوكرانية، جاءت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب "النارية" ضد نظيره الروسي فلاديمير بوتين لتطرح تساؤلات حول ما إذا كانت هذه التصريحات مقدمة للعودة إلى التوتر بين البلدين.
وكان الرئيس الأميركي صرّح يوم 27 مايو/أيار الجاري بأن "بوتين لا يفهم أنه لولا ترامب لكانت روسيا قد تعرضت لأمور سيئة للغاية"، وقال إن الرئيس الروسي "يلعب بالنار".
وجاءت انتقادات ترامب لبوتين في ظل الغارات الروسية المكثفة على أوكرانيا، وما اعتبره ترامب عدم إحراز أي تقدم في محادثات إنهاء الحرب، مضيفا كذلك أن بوتين "جنّ جنونه" وأنه "يقتل الكثير من الناس دون داعٍ".
ردود مقابلةمن جانبها، سعت موسكو إلى "امتصاص" الهجوم الكلامي لترامب، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن "لكل دولة مصالحها الوطنية التي تحميها، وهذه المصالح فوق كل اعتبار".
وذهب المتحدث في تصريحه إلى ما تشبه إشارات الغزل بقوله إن "الولايات المتحدة، التي تبذل جهودا حثيثة في إطار التسوية السلمية، ترغب في إحراز تقدم في هذه العملية"، مؤكدا أن موسكو ممتنة لواشنطن على هذه الجهود، وأنها تستعد للجولة المقبلة من المفاوضات مع كييف وستحافظ على الاتصالات مع الإدارة الأميركية.
إعلانومن بين جميع المسؤولين الرسميين الروس، وحده ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي غرّد خارج السرب، وقال إن "كلام ترامب عن لعب بوتين بالنار، والأمور السيئة للغاية التي قد تحدث لروسيا.. أعرف شيئا واحدا سيئا للغاية، الحرب العالمية الثالثة. آمل أن يفهم ترامب هذا".
كلام ميدفيديف رد عليه في اليوم نفسه المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص لأوكرانيا وروسيا كيث كيلوغ بقوله إن "زيادة المخاوف بشأن الحرب العالمية الثالثة تصريح مؤسف وغير مسؤول من ميدفيديف، ولا يليق بقوة عالمية"، مضيفا أن "الرئيس ترامب يعمل على وقف الحرب ووضع حد لأعمال القتل. ونحن في انتظار استلام مذكرة التفاهم من روسيا التي وعدتم بها قبل أسبوع. أوقفوا إطلاق النار فورا".
تعبير عن فشليبدو أن ما أعطى تصريحات ترامب الأخيرة صدا واسعا هو أنها لم تقتصر على توجيه انتقادات لاذعة لبوتين، بل حملت تهديدات باحتمال فرض عقوبات جديدة على روسيا. فهل بدأ العد التنازلي لتراجع الإدارة الأميركية عن مقاربتها للصراع الروسي الأوكراني وتفاهماتها الأخيرة مع موسكو؟
وفق وجهة نظر الباحث في الشؤون الدولية ديمتري كيم، فإن التصريحات "القاسية" التي أدلى بها ترامب ضد بوتين تُظهر يأس الولايات المتحدة من محاولة إجبار روسيا على الخضوع للمقاربة الأميركية لوقف الحرب على أوكرانيا.
ويضيف في تعليق للجزيرة نت، أن ترامب يتمتز بفقدانه القدرة على ضبط النفس في التعابير والتوصيفات السياسية. فقد وصف بوتين بـ"المجنون"، وفولوديمير زيلينسكي وكير ستارمر وإيمانويل ماكرون ودونالد توسك وفريدريش ميرز بـ"المُحرِّضين على الحرب"، لكن عجزه عن ضبط انفعالاته هذه المرة مرتبط بفشل واشنطن في مواجهة روسيا وهزيمة بوتين شخصيا.
ويوضح أن واشنطن كانت تأمل أن تتمكن من جرّ أوكرانيا إلى المعسكر الغربي وتوسيع حلف الناتو وإجبار روسيا على الاستسلام، لكن كان ذلك رهانا خاسرا؛ فقد كانت هذه قضية محورية بالنسبة لروسيا عندما ساعدت الولايات المتحدة في الإطاحة بحكومة موالية لموسكو في أوكرانيا، ثم بنت أكبر جيش في أوروبا هناك ودعمته في مواجهة القوات الروسية، حسب قوله.
إعلانعلى هذا الأساس، يضع المتحدث هجوم ترامب على بوتين في سياق التمهيد للتراجع عن الوعود التي قطعها بوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حيث كان رهانه الحقيقي على أن موسكو المنهكة من الحرب والتي لم تعد قادرة على تحمل المزيد من العقوبات، ستتجاوب بسرعة، لكن تبيّن العكس.
"حفظ ماء الوجه"
من جانبه، يرى الخبير في النزاعات الدولية فيودور كوزمين أن ترامب يتظاهر بالغضب الشديد من روسيا، ويحاول الإيحاء بأن بوتين على وشك إحراق "الجسر الذهبي" الذي بناه له، لكن على الأرجح وبالعكس من ذلك، ستؤدي إجراءات محددة إلى تصعيد ضد أوكرانيا.
ويضيف للجزيرة نت أن "ترامب على ما يبدو لا يتلقى معلومات كافية ودقيقة بشأن الصراع في أوكرانيا، إذ يتكلم ويوجه الاتهامات للرئيس الروسي وكأنه لا يعرف بحصول هجمات إرهابية ضخمة تنفذها أوكرانيا كل يوم تقريبا ضد المدن الروسية المسالمة".
ويقرّ المتحدث بأن الولايات المتحدة قد تفرض عقوبات جديدة على روسيا، ولكنه مع ذلك يرى أن هذه القيود ستكون رمزية إلى حد ما بهدف الإظهار "لصقور أوروبا" أن واشنطن تمارس ضغوطا على موسكو.
ويلفت إلى أن ترامب يدرك تماما أن العقوبات الجسيمة لا تضرّ إلا بالمصالح الأميركية لأنها تُقرّب روسيا والصين. لكن إذا فرضت فلن تشمل عقوبات مصرفية جديدة.
ومع ذلك، لا يستبعد كوزمين خيارات أخرى للضغط على روسيا لتقديم تنازلات، بما في ذلك الموافقة على وقف إطلاق نار لمدة 30 يوما.