نيويورك تايمز: هجوم حزب الله على قاعدة للجيش الإسرائيلي يكشف قصورها في مواجهة الطائرات دون طيار
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن هجوم حزب الله على قاعدة للجيش الإسرائيلي كشف أوجه الضعف لدى إسرائيل في مواجهة الطائرات بدون طيار.
ونقلت الصحيفة- في تعليق أوردته، اليوم الثلاثاء- عن الشرطة الإسرائيلية قولها إنه قبل دقائق من هجوم حزب الله بطائرة بدون طيار على قاعدة للجيش في شمال إسرائيل هذا الأسبوع، أخطر ضباط الشرطة القوات الجوية بتقارير تفيد بوجود طائرة مشبوهة.
وأضافت الصحيفة أنه بدا أن تقييم القوات الجوية كان خاطئا: وبعد لحظات، قُتل أربعة جنود إسرائيليين وأصيب العشرات في هجوم حزب الله، وهو الأحدث من بين العديد من الضربات الأخيرة بطائرات بدون طيار والتي سلطت الضوء على نقاط الضعف في الطريقة التي تكتشف بها إسرائيل الطائرات بدون طيار.
وتابعت إن الضربة الأخيرة، على قاعدة تدريب جنوب مدينة حيفا الإسرائيلية، قد سلطت الضوء على كيفية احتفاظ حزب الله بالقدرة على إلحاق الضرر بإسرائيل على الرغم من الهجمات الإسرائيلية المدمرة على قياداته وبنيته التحتية. كما أشارت إلى أوجه القصور الدفاعية الإسرائيلية، مما دفع الجيش الإسرائيلي إلى إطلاق تحقيق والمتحدث الرئيسي باسمه للاعتراف أمس الأول الأحد بأنه: "يتعين أن نقدم دفاعا أفضل".
ونسبت الصحيفة إلى فيكي كادوش وهي واحدة من المدنيين الذين رصدوا الطائرة بدون طيار، قولها، إنها كانت "محبطة للغاية لأنه قبل 10 دقائق من الضربة، اتصلنا للتحذير منها". وفي حديثها أمس الاثنين لمحطة إذاعة جالي تساهال التي يديرها الجيش الإسرائيلي، قالت كادوش: "لقد رصدناها تحلق على ارتفاع منخفض للغاية، فوق منزلنا مباشرة. سمعنا الصوت الذي كانت تصدره ولاحظنا على الفور أن هناك شيئا غريبا بشأنها". ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على هذا الأمر.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن سلسلة هجمات الطائرات بدون طيار تسببت في إثارة القلق في إسرائيل في الوقت الذي تستعد لتصعيد محتمل مع إيران. وبعد أن أطلقت إيران وابلا من الصواريخ الباليستية على إسرائيل قبل أسبوعين تقريبا، من المتوقع على نطاق واسع أن ترد إسرائيل، وهو الرد الذي قد يدفع طهران إلى إطلاق المزيد من الصواريخ والطائرات بدون طيار.
ومضت الصحيفة تقول إنه بينما تمتلك إسرائيل نظاما رائدا عالميا لكشف واعتراض الصواريخ، التي يمكن أن تزيد سرعتها على ألف ميل في الساعة، واجهت أنظمة الرادار الخاصة بها صعوبة أكبر في رصد الطائرات بدون طيار، التي تتحرك أحيانا بسرعة أبطأ من 100 ميل في الساعة، مشيرة إلى أن الطائرات بدون طيار غالبا ما تحتوي على معادن أقل وتنبعث منها حرارة أقل من الصواريخ والقذائف عالية السرعة، مما يعني أنها لا تطلق دائما تنبيهات. وحتى عندما يتم رصدها، فإن الطائرات بدون طيار المعادية يتم الخطأ في تقديرها أحيانا ويعتقد أنها طائرات إسرائيلية بما في ذلك الطائرات الخاصة الصغيرة، لأنها تحلق على ارتفاعات وسرعات منخفضة مماثلة.
من جانبه.. قال رئيس قسم الطائرات بدون طيار السابق في الطيران الإسرائيلي عوفر هاروفي: "كل الأنظمة التي لدينا في العالم الغربي- وليس في إسرائيل فقط- مصممة للدفاع عن المجال الجوي أو حمايته من الطائرات المقاتلة والصواريخ العادية". "إنك بحاجة إلى إعادة تصميم جزء من هذه الأنظمة حتى تتمكن من رؤية وكشف وتتبع هذا النوع من الأهداف بطيئة الحركة".
ويتطلب نظام إسرائيل المضاد للطائرات بدون طيار على وجه الخصوص تطويرا، إذ يعتمد بشكل أساسي على الرادار، والذي تم تصميمه في المقام الأول للكشف عن الأجسام المعدنية الكبيرة نسبيا مثل الطائرات عن طريق إرسال إشارة واستقبال صدى الإشارة المنعكس، وفقا لأون فينج، وهو رئيس شركة /R2 Wireless/ وهي شركة تصمم أنظمة الكشف عن الطائرات بدون طيار وتعمل مع الجيش الإسرائيلي.
وقال إن هناك بدائل، بما في ذلك أجهزة الاستقبال التي تكتشف بشكل سلبي وتصنف موجات الراديو التي تنبعث من الطائرات بدون طيار، وأجهزة الاستشعار البصرية التي تفحص السماء بحثا عن علامات بصرية للطائرات بدون طيار وأجهزة الاستشعار الصوتية التي تكتشف صوت محرك الطائرة بدون طيار.
وأضاف فينيج، أن كل هذه الأنظمة لها مزايا ونقاط عمياء، وتحتاج إسرائيل إلى الجمع بينها من أجل بناء نظام كشف طائرات بدون طيار أكثر قوة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: هجوم حزب الله الطائرات دون طيار الطائرات بدون طیار الجیش الإسرائیلی هجوم حزب الله على قاعدة
إقرأ أيضاً:
كيف فشلت موسكو في صد هجوم الطائرات المسيرة الأوكرانية ؟
وشنت أوكرانيا الأحد، هجومًا بطائرات مسيرة استهدف أربع قواعد جوية في مناطق بعيدة من روسيا، أبرزها قاعدة بيلايا في منطقة إيركوتسك الواقعة على بعد حوالي 4500 كيلومتر من حدود أوكرانيا، بالإضافة إلى قواعد في مورمانسك (شمال الدائرة القطبية)، وريازان، وإيفانوفو، ما أثار تساؤلات عن سبب فشل موسكو في إحباط هذا الهجوم.
وقد ألحقت الضربات أضرارًا كبيرة بطائرات روسية، حيث أعلنت الاستخبارات الأوكرانية إصابة 41 طائرة، من بينها قاذفات استراتيجية وطائرات استطلاع، في حين لم يتضح حتى الآن عدد الطائرات التي خرجت تمامًا من الخدمة.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استخدام 117 طائرة مسيرة في هذه العملية، التي استغرق التخطيط لها أكثر من عام ونصف.
كيف تمكنت أوكرانيا من تنفيذ الهجوم؟
تعتمد موسكو على حماية قواعدها الجوية الواقعة داخل عمقها الجغرافي على بعد آلاف الكيلومترات من الحدود مع أوكرانيا، معتقدة أن المسافات الشاسعة كافية لردع الهجمات.
وبحسب تقرير لشبكة سي إن إن استخدمت أوكرانيا تكتيكًا مبتكرًا عبر تهريب الطائرات المسيرة إلى مواقع قريبة من هذه القواعد داخل الأراضي الروسية، حيث أُطلقت الطائرات المسيرة من هذه النقاط على ارتفاع منخفض، ما صعّب على أنظمة الرادار الروسية رصدها والتعامل معها.
وقد أكدت تقارير صحفية روسية أن الطائرات المسيرة تم نقلها مخبأة داخل صناديق خشبية على شاحنات، تم شراؤها من رجل أوكراني مقيم في روسيا، ما يوضح نجاح عملية التسلل والتخطيط المعقدة.
وأكدت الاستخبارات الأوكرانية أن عناصرها تمكنوا من العودة إلى أراضي أوكرانيا سالمين بعد تنفيذ الهجوم.
ضعف الدفاعات الجوية الروسية
وأضاف التقرير إلى أن أحد الأسباب الرئيسية لفشل الدفاعات الروسية في إجهاض الهجوم هو عدم تجهيز قواعد القواعد الجوية على هذه المسافات الكبيرة بأنظمة دفاع جوي متطورة لمواجهة هجمات الطائرات المسيرة المنخفضة الارتفاع.
فبينما تستخدم روسيا رشاشات ثقيلة لاعتراض الطائرات المسيرة في البحر الأسود، فإنها لم تنشرها بفعالية في المواقع الجوية المستهدفة، ربما بسبب التقليل من احتمالية تعرضها لهجمات على هذا النحو داخل أراضيها.
الخسائر العسكرية وتأثيرها
وفقًا للباحث من المعهد الملكي للخدمات المتحدة بلندن جاستن برونك، فإن تضرر ما يصل إلى 41 طائرة روسية من بينها قاذفات استراتيجية مثل طراز Tu-95 وTu-22M3 وطائرة المراقبة A-50، يشكل ضربة قوية لقدرة روسيا على شن هجمات صاروخية بعيدة المدى، وقد يضعف أيضًا دورها في الردع النووي.
وأشارت الاستخبارات الأوكرانية إلى أن قيمة الأضرار تقدر بحوالي 7 مليارات دولار، وهو رقم لم يتم التحقق منه بشكل مستقل، لكنّه يعكس حجم الخسائر في الأسطول الجوي الروسي.
ويُذكر أن روسيا كانت تملك في بداية 2025 حوالي 55 طائرة من طراز Tu-22M3 و57 من طراز Tu-95، التي لا تزال تُستخدم لإطلاق صواريخ كروز بعيدة المدى.
ردود الفعل الروسية
رغم تقليل المسؤولين الروس من شأن الهجوم، واعتباره "هجمات إرهابية" تم صدها في عدة مناطق، إلا أن البعض انتقد طريقة حماية القواعد، واعتبروها "إهمالا" أدى إلى خسائر فادحة.
يأتي هذا الهجوم في سياق تصاعد الصراع بين روسيا وأوكرانيا، حيث تسعى كييف لكسر الحصار والرد على العمليات العسكرية الروسية التي تستهدف المدن والبنية التحتية الأوكرانية.
وتعكس العملية حجم التطور التكتيكي الذي وصلت إليه القوات الأوكرانية، ودعم حلفائها الغربيين، في مقدمتهم الولايات المتحدة وبريطانيا، التي زودت أوكرانيا بأنظمة صواريخ متقدمة وطائرات مسيرة.
كما يعكس الهجوم أيضًا ثغرات أمنية واضحة في القدرات الدفاعية الروسية داخل أراضيها، ويضع تساؤلات جدية حول مدى استعداد موسكو لمواجهة تهديدات داخلية معقدة ومتطورة تقنيًا.