ما مدى ثقة المستهلك في المنتجات والخدمات المحلية؟
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
تعتبر الثقة في المنتجات والخدمات المحلية أحد العوامل الأساسية التي تؤثر في خيارات المستهلكين وتوجهاتهم في السوق، ومع التحديات الاقتصادية الحالية وتزايد المنافسة بين المنتجات المحلية والمستوردة، يصبح فهم مدى ثقة المستهلك في المنتج المحلي واستعداده لدعمه أمرًا بالغ الأهمية.
في هذا الاستطلاع، نستعرض آراء مجموعة من رواد الأعمال، أصحاب المؤسسات والشركات العُمانية، للاطلاع على تقييمهم حول ثقة المستهلكين في المنتج المحلي، وإمكانية تعزيز الإقبال على شرائه، ومدى رضاهم عن أسعار المنتجات والخدمات المختلفة، كما نستكشف الاستراتيجيات التي يتبعونها لجذب المزيد من المستهلكين نحو منتجاتهم المحلية.
الاستهلاك اليومي
في البداية، قال رائد الأعمال محمد الكندي، صاحب مؤسسة الديوانية للعسل الجبلي: «نلاحظ تزايد ثقة المستهلك في المنتج المحلي نظرًا لجودته، مما يجعله خيارًا أوليًا في الاستهلاك اليومي، وتشهد المنتجات العُمانية إقبالًا متزايدًا من المستهلكين، سواء في المعارض المحلية أو الدولية، ومع ذلك يدرك المستهلك أن الأسعار قد تكون مرتفعة قليلًا مقارنة بالمنتجات المستوردة، ولكن هذه الزيادة تعكس جودة المنتج العُماني».
وأضاف الكندي: «نسعى لجذب المزيد من المستهلكين للمنتجات المحلية من خلال تكثيف الحملات الإعلانية والترويجية، بالإضافة إلى استغلال منصات التواصل الاجتماعي لزيادة الوعي بجودة المنتجات العُمانية وتعزيز مكانتها في السوق».
ثقافة المستهلك
من جانبه، تحدث رائد الأعمال أحمد الهادي، صاحب مؤسسة «عطورات نمونه»، عن ثقة المستهلك في المنتج المحلي، مشيرًا إلى أنها متوسطة وليست عالية، ويرجع السبب في ذلك إلى ثقافة المستهلك التي تجعله ينظر إلى المنتج المحلي كمنتج ذي قيمة وجودة أقل، وهذا اعتقاد خاطئ، حيث إن هناك منتجات عُمانية استطاعت التحول إلى علامات تجارية عالمية تحظى بقبول كبير محليًا وعالميًا.
وحول رأيه في مدى الإقبال على شراء المنتجات العُمانية، يرى الهادي أن الإقبال جيد، لكنه يطمح إلى رفعه لمستويات أعلى من خلال تثقيف المجتمع بأهمية دعم المنتج الوطني، من خلال الندوات والمحاضرات التي تقدمها الجهات المعنية في سلطنة عُمان.
وعن رضا المستهلك عن أسعار المنتجات العُمانية، قال: «المستهلك غير راضٍ بشكل كبير، ويرجع ذلك إلى مبالغة بعض التجار في التسعير بسبب عدم فهمهم الكامل لاستراتيجيات التسعير واحتساب التكلفة والفائدة، فبشكل عام يجب أن يكون سعر المنتج المحلي في متناول الجميع حتى يتمكن من الاستمرار والتوسع».
وكونه رائد أعمال، يسعى الهادي لجذب المستهلك لمنتجات مؤسسته من خلال استراتيجية تسويقية تعتمد على تقديم المنتج نفسه، بدلًا من الاعتماد على الحملات المدفوعة التي غالبًا ما تكون مكلفة، بالإضافة إلى توفير المنتج للمستهلك بأسعار قريبة من التكلفة، مما يتيح للجميع فرصة تجربة المنتجات والتأكد من جودتها، وتعتبر هذه الطريقة من أكثر الأساليب فعالية لجذب المستهلكين وتعزيز ثقتهم بالمنتجات العمانية.
الجودة والسعر
أكّد عثمان الشعيلي، صاحب ورش فخر للحدادة والنجارة؛ أن ثقة المستهلك في المنتج المحلي ترتبط بعدة عوامل أساسية، أبرزها الجودة، والسعر، والقدرة على المنافسة، مُضيفًا «ألاحظ أن هناك توجهًا إيجابيًا متزايدًا نحو دعم المنتجات العُمانية، حيث أصبح المستهلك أكثر وعيًا بأهمية تعزيز الاقتصاد الوطني والإسهام في التنمية المستدامة، لكن يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين الجودة والسعر».
وأشار إلى أن الإقبال على شراء المنتجات العُمانية في ارتفاع مستمر، خاصة بفضل حملات الترويج والدعم الحكومي للقطاع الصناعي المحلي، كما أوضح أن هناك منافسة قوية مع المنتجات المستوردة، خصوصًا في مجالات التكنولوجيا والمنتجات المتخصصة.
وحول أسعار المنتجات العمانية، قال الشعيلي: «الأسعار تشكل دائمًا عنصرًا حساسًا للمستهلك، ويرى البعض أن أسعار بعض المنتجات العُمانية مرتفعة مقارنة بنظيرتها المستوردة، مما يؤثر على مستوى الرضا، لكن حين تكون الجودة متناسبة مع السعر، تزداد الثقة والقبول لدى المستهلكين».
واختتم الشعيلي حديثه بالتأكيد على أهمية الابتكار والجودة المستدامة لتعزيز ثقة المستهلك في المنتجات المحلية، ودعا الشركات المحلية إلى الاستثمار في تحسين جودة منتجاتها، وتقديم خدمات ما بعد البيع المتميزة، بالإضافة إلى تبني استراتيجيات تسويقية مبتكرة تعزز من الوعي بأهمية دعم المنتج الوطني.
مصدر المنتجات
أكّد رائد الأعمال سليمان بن عبدالله البيماني، صاحب مشروع «عسل البيماني» أن ثقة المستهلك في المنتج المحلي كبيرة جدًا، حيث يحرص المستهلكون على معرفة مصدر المنتجات قبل شرائها، وأشار إلى أن هناك إقبالًا كبيرًا على شراء المنتجات العُمانية، خاصة بعد ظهور مشاكل الغش في بعض السلع المستوردة، مما دفع الكثير من الناس إلى البحث عن المنتجات العُمانية ذات الجودة العالية والثقة الكبيرة.
ويرى أن بعض المستهلكين قد لا يكونون راضين عن أسعار بعض المنتجات العُمانية، خصوصًا مع وجود بدائل أقل سعرًا في السوق؛ فالقوة الشرائية للمستهلكين ليست قوية في ظل ارتفاع متطلبات الحياة، مما يجعل البعض يبحث عن الخيارات الأرخص، ومع ذلك توجد بعض المنتجات العُمانية التي تعتبر أسعارها مناسبة جدًا.
وكونه رائد أعمال، يسعى البيماني لجذب المستهلك للمنتجات العُمانية من خلال تشجيع ونشر الثقافة حول أهمية المنتج العُماني كخيار موثوق وآمن، كما يشارك في المعارض التي تؤدي دورًا مهمًا في نشر الوعي بأهمية المنتجات العُمانية وتعزيز مكانتها في السوق.
الدعم للاقتصاد المحلي
أكّد محمد بن سعيد الشنفري، صاحب مؤسسة «منتجات اللبان الطبيعية» أن ثقة المستهلك العُماني في المنتج المحلي قد ازدادت بفضل الوعي المتزايد بجودة المنتجات والعلامات التجارية الوطنية. وقال: «أرى أن المواطن أصبح يثق بشكل أكبر بالمنتج الوطني عندما يدرك مستوى جودته وتميز العلامة التجارية».
وعن الإقبال على شراء المنتجات العُمانية، أوضح أن هذا الإقبال يزداد بشكل ملحوظ عندما يتأكد المستهلك من أن المنتج يُصنع بأيدٍ عُمانية أو من خلال مؤسسة وطنية، مما يعزز شعور الفخر والدعم للاقتصاد المحلي.
وبالنسبة لرضا المستهلك عن أسعار المنتجات العُمانية، أشار إلى أن النسبة الأكبر من المستهلكين غير راضين عن الأسعار؛ وذلك بسبب وجود منتجات مستوردة بجودة أقل تغزو الأسواق المحلية وتتنافس على الشريحة الأكبر من المستهلكين.
وفيما يتعلق باستراتيجيات جذب المستهلك للمنتجات العُمانية، أكّد الشنفري على أهمية رفع مستوى جودة المنتجات بشكل مستمر، وزيادة وعي المستهلك من خلال المقارنة مع المنتجات المنافسة، إلى جانب تقديم العروض والتخفيضات لجذب المزيد من الزبائن.
قيمة مضافة
من جانبه، أوضح رائد الأعمال محمد بن سليمان الصبحي، مؤسس شركة «اقتباس» أن المستهلكين سواء العُمانيين أو الأجانب يفضلون شراء المنتج العُماني لما يتمتع به من قيمة مضافة، حتى وإن كان سعره أعلى من المنتجات الأخرى.
وقال الصبحي: «يدرك بعض المستهلكين قيمة المنتج المحلي وما يميزه من جودة عالية، وهذا ما يدفعهم لاختياره رغم وجود خيارات أخرى بأسعار أقل»، وأكّد أن الإقبال على شراء المنتجات العُمانية مرتفع، خاصة عند توفر قيمة مضافة تميزها عن غيرها من المنتجات.
وأوضح الصبحي، بصفته رائد أعمال أن استراتيجيته لجذب المستهلكين تركز على إبراز القيمة المضافة التي يقدمها من خلال منتجاته، وتسليط الضوء على الفروقات الواضحة بينها وبين المنتجات المنافسة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: أسعار المنتجات من المستهلکین رائد الأعمال جودة المنتج فی السوق عن أسعار من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
شراكة جزائرية – عُمانية واعدة في المجال الصناعي
استقبل وزير الصناعة، سيفي غريب، اليوم، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار بسلطنة عمان، قيس بن محمد اليوسف.
وحسب بيان للوزارة، حضر اللقاء، سفير سلطنة عمان المعتمد لدى الجزائر، ورئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة سلطنة عمان.
كما حضر اللقاء، سعد بن سهيل المخيني بهوان، وهو أحد كبار المساهمين في مجموعة بهوان الاقتصادية والشركة الجزائرية-العُمانية للأسمدة.
وكذا عدد من المسؤولين ورجال الأعمال العمانيين، وإطارات سامية من وزارتي الصناعة والخارجية الجزائرية.
ويأتي هذا اللقاء في سياق تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجزائر وسلطنة عمان، تنفيذاً لتوجيهات رئيس الجمهورية، عقب زياراته الأخيرة إلى سلطنة عمان، وزيارة السلطان هيثم بن طارق إلى الجزائر.
وأشاد وزير الصناعة، سيفي غريب، بالدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان في دعم الشراكة الاقتصادية الثنائية. لا سيما من خلال مساهمتها في مشروع صناعة السيارات “هيونداي” بالجزائر. معتبراً ذلك نموذجاً ناجحاً للتعاون الصناعي النوعي.
كما أبرز الوزير الفرص الكبرى التي تتيحها الجزائر للاستثمار في الصناعات التحويلية والغذائية، والصناعات التدويرية. داعياً إلى رفع وتيرة الشراكة الفعلية وفق مقاربة اقتصادية متكاملة ومربحة للطرفين.
ومن جهته، ثمّن وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار بسلطنة عمان، قرار الجزائر تعيين سلطنة عمان ضيف شرف في الدورة القادمة لمعرض الجزائر الدولي. معتبراً ذلك دليلاً على عمق الروابط الاستراتيجية بين البلدين.
الاتفاق على جملة من المحاور العملية لتعزيز التعاونوفي ختام اللقاء، تم الاتفاق على جملة من المحاور العملية لتعزيز التعاون، من بينها اقتراح إنجاز مناطق صناعية مشتركة لدعم الاستثمار والإنتاج الثنائي.
وكذا اقتراح مشاريع استثمارية في مجالات الصناعات التحويلية، والصناعات الغذائية، والتدوير الصناعي.
ووضع قاعدة بيانات مشتركة لرصد فرص الاستثمار ومرافقة المتعاملين من البلدين. وتشجيع الاستثمار المتبادل وفق نقاط قوة اقتصاد البلدين، عبر توفير آليات تحفيز ودعم فعّالة.
وكذا تشكيل فريق عمل مشترك يضم إطارات سامية من وزارة الصناعة الجزائرية والمؤسسات العُمانية المختصة. لتكليف بوضع خارطة طريق عملية وتنفيذها ميدانياً في أجل لا يتعدى شهراً.
هذا وتؤكد هذه الديناميكية الجديدة الإرادة المشتركة في بناء شراكة صناعية متكاملة. تسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والسيادة الصناعية في كلا البلدين.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور