بعد تهديدات قاسم..هل يمكن لحزب الله المضي في الحرب؟
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
يوم الأحد الماضي، وجه حزب الله اللبناني ضربة قوية ضد قاعدة عسكرية إسرائيلية، وقتل 4 جنود وجرح عشرات آخرين، ورأى البعض في ذلك عودة واستفاقة للحزب بينما قال آخرون إنها محاولة غير مجدية لوقف النزيف، وتأجيل اندثاره، بعملية قال البعض إنها "ضربة حلاوة الروح".
واليوم الثلاثاء، عاد نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، للتهديد والوعيد، مشحوناً بعاطفة الانتصار الجزئي، قائلاً، إن "حزب الله انتقل اليوم من مرحلة الإسناد إلى الحرب مع إسرائيل، ومشدداً على أنها بدأت منذ تفجيرات البيجر في الشهر الماضي.
وأكد قاسم، أن الحزب تلقى ضربات مؤلمة بعد اغتيال القيادات، لكنه عاد ورمم هيكله وقدراته العسكرية، لافتاً إلى أن بقايا صواريخ إسرائيل المضادة تسقط على بلدات إسرائيلية.
وجاءت كلمة نعيم قاسم، بعد سلسلة ضربات إسرائيلية مدمرة ضد حزب الله، خلفت أيضاً آلاف القتلى، وعجت المستشفيات بعشرات آلاف الجرحى، وفتحت المدارس في أنحاء لبنان أبوابها على مدار الساعة تستقبل أفواج النازحين الفارين من الجنوب.
إيلام العدو..حزب الله ينسف جهود التسوية: سنستهدف أي نقطة في إسرائيل - موقع 24أعلن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، انتقال الحزب من مرحلة إسناد غزة إلى مالتصدي للعدوان الإسرائيلي على لبنان، وإرساء معادلة جديدة، أطلق عليها "إيلام العدو"، وذلك بالتزامن مع محاولات ودعوات دولية كثيرة، لضبط النفس، وتخفيف الصراع وإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية لوقف الحرب. خسائر فادحةكان من أهداف إسرائيل بعد أن حولت ثقلها العسكري من غزة إلى لبنان في سبتمبر (أيلول) الماضي، تدمير حزب الله والإجهاز عليه، لاستعادة القدرة على الردع، وإعادة مواطنيها النازحين إلى الشمال، بعد مناوشات واشتباكات متقطعة دامت أكثر من 10 أشهر بسبب حرب غزة، إثر هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ودخول حزب الله على خط المواجهة "جبهة إسناد"، كما يقول.
ونجحت إسرائيل حتى الآن، في تنفيذ جزء كبير من تهديداتها في جنوب لبنان، فاستطاعت في أقل من شهر تدمير ترسانة هائلة لحزب الله، واغتيال عدد كبير من قادته في مقدمتهم الأمين العام حسن نصر الله، وقائد وحدة الأمن الوقائي نبيل قاووق، والمسؤول الميداني المباشر عن قيادة جبهة الجنوب علي كركي، وقائد وحدة "بدر" إبراهيم قبيسي، وقائد وحدة الطائرات دون طيار محمد سرور، وآخرون.
خطة جديدةويرى خبراء ومحللون، أن حزب الله يحاول تدارك خسائره، بخطة جديدة، أصبحت واقعاً ملموساً، بعد توجيه ضربة الأحد ضد معسكر لواء غولاني، في بلدة بنيامينا بشمال إسرائيل بسرب من الطائرات دون طيار.
ويضيف الخبراء، أن الحزب كسب جولة الأحد، بعد تبنيه الخطة الجديدة، واستعادته منظومة القيادة والسيطرة، وسد الفراغات في القيادة العسكرية والسياسية، باستقدام كوادر من الحرس الثوري الإيراني، بما يتماشى وخطة المواجهة مع إسرائيل.
ترسانة حزب اللهحسب تأكيدات الجيش الإسرائيلي، فإن حزب الله، يملك قوة عسكرية تعدادها بين 20 ألف و25 ألف مقاتل، بالإضافة إلى عشرات الآلاف في قوات الاحتياط. وفي مقدمة كتائب حزب الله المسلحة، هناك وحدة الرضوان، المعروفة بكفاءتها القتالية وأهميتها الاستراتيجية.
وعلى صعيد الأسلحة النوعية، يملك الحزب أكثر من 150 ألف صاروخ، بينها صواريخ "فجر-5"، و"زلزال-2" المصنوعة في إيران، و400 صاروخ وقذيفة بعيدة المدى 180-700 كم، ومئات الصواريخ الدقيقة الموجهة، وبمدى 70-250 كم، إضافة إلى 4800 صاروخ متوسط المدى 40-180 كم، و65 ألف صاروخ قصير المدى 20-40 كم، و140 ألف قذيفة هاون.
وعلى مدار عام كامل من الحرب، فقد الحزب أكثر من 500 مسلح، بينهم عدد من كبار القادة، وخسر جزءاً كبيراً من ترسانته، وتؤكد إسرائيل من حين لآخر، تدميرها أسلحة، ومخازن صواريخ، للحزب في جنوب لبنان.
على مدار العام الماضي، استخدم الحزب نوعاً صغيراً من الصواريخ الموجهة، وصواريخ فلق وبركان قصيرة المدى من مناطق تبعد عدة كيلومترات، عن الحدود مع إسرائيل. لكنه ومنذ الأسبوع الماضي، استخدم صواريخ "فادي" متوسطة المدى، للهجوم على ضواحي تل أبيب ومدينة حيفا الشمالية.
وتؤكد وكالة "أسوشيتيد برس" في تقرير في 1 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، أن حزب الله لم يستخدم بعد كل الأسلحة التي يُعتقد أنه يملكها، بما في ذلك صواريخه الموجهة بدقة، وصواريخ أرض-بحر مثل "ياخونت"، روسية الصنع.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون، إن قصفهم لمساحات كبيرة من لبنان في الأسبوع الماضي كان لتدمير ترسانة الحزب، وتعطيل خطوط الإمداد، ومع ذلك، ومنذ بداية التصعيد، واصل الحزب شن هجمات عبر الحدود وكشف أيضاً أنواعاً جديدة من الأسلحة.
ويؤكد الكاتب والمحلل اللبناني أمين بشير لـ24، أنه "بلغة العقل وبعيداً عن العاطفة والتأثر بالأساطير، لاحظنا أخيراً فورة شعبية لدى البعض خاصة في بيئة حزب الله بعد عملية معسكر لواء غولاني، والتي لجأ فيها إلى المناورة وإشغال القبة الحديدية برشقات صاروخية متتالية تتيح له إدخال طائرة دون طيار إلى أجواء إسرائيل بنجاح دون رصدها أو تتبعها".
هجوم حزب الله على قاعدة إسرائيلية: مقتل 4 جنود وإصابة العشرات - موقع 24قُتل 4 جنود إسرائيليين وأصيب 58 آخرون في غارة لطائرة بدون طيار شنتها حزب الله على قاعدة عسكرية بالقرب من بنيامينا في شمال وسط إسرائيل، الأحد.وأضاف بشير، أنه على مقياس الربح والخسارة عند حزب الله وأنصاره، عد الهجوم إنجازاً كبيراً، لكن عند مقارنته مع حجم الخسائر على الساحة اللبنانية، وقتل إسرائيل للآلاف وتشريد الملايين، يصبح نقطة في بحر.
وأوضح، أن الجميع رأى في الضربة الأخيرة استفاقة وعودة قوية، لكنها من وجهة نظره، فهي وكما نقول بالعامية البسيطة "حلاوة الروح" ومحاولة غير مجدية للبقاء بعد خسائر مهولة متتالية منذ منتصف سبتمبر (أيلول).
وأضاف المحلل، أن حزب الله انتهى فعلياً، بقرار دولي، يشمل أيضاً كل من يقف في صفه ويواليه من أذرع إيران وميليشياتها في المنطقة، وبتنفيذ من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وأضاف أمين قائلاً، إن "حزب الله ينطلق في هجماته الأخيرة من عقيدته الإيرانية التي لا تسمح له بالتوقف والانتحار".
وتطرق المحلل، إلى منظومة ثاد الدفاعية الأمريكية التي وصلت أجزاء منها إلى إسرائيل اليوم الثلاثاء، قائلاً إنها "لا تأتي لتحصين سماء إسرائيل ضد الهجمات الإيرانية، بل لحماية أجوائها وتعزيز أمنها ضد صواريخ حزب الله"، مشيراً إلى أن "تل أبيب ستمضي قدماً في ضرب إيران، لكن بعيداً عن الأهداف النووية والنفطية الحساسة، ومن ثم معاودة حربها لاجتثاث حزب الله نهائياً".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حزب الله إسرائيل لبنان حسن نصر الله إيران إسرائيل وحزب الله حسن نصرالله لبنان إيران لحزب الله حزب الله دون طیار
إقرأ أيضاً:
حزب الله من رسالة البابا إلى زيارة السفارة البابوية… تأكيد كيانية لبنان
شكلت الزيارة التاريخية التي قام بها البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان مناسبة استثنائية لإعادة فتح الملفات المتصلة بالعلاقات الإسلامية – المسيحية، ولإبراز طبيعة التوازنات الدقيقة التي يقوم عليها الكيان اللبناني. وفي هذا السياق، برز انفتاح حزب الله الواضح تجاه الفاتيكان من خلال الترحيب الحار بالزيارة البابوية، والرسالة الرسمية التي وجهها إلى الحبر الأعظم، وما تضمنته من إشارات واضحة إلى أهمية العيش المشترك واحترام التنوع والتعددية والتمسك بهذا الكيان وبوحدة هذا البلد. هذا الانفتاح ليس تفصيلاً عابراً، بل يعكس توجهاً سياسياً – اجتماعياً يهدف إلى تثبيت حضور الحزب ضمن معادلة الاستقرار الوطني، وإبراز التزامه بالدور الجامع للدولة وبالنموذج اللبناني الذي يقوم على الشراكة بين مكوّناته.في الرسالة التي بعثها حزب الله إلى البابا، عبّر عن تقدير لموقع الفاتيكان المعنوي في لحظة حسّاسة تمر بها البلاد. وجاء التركيز على جمال لبنان وتنوّعه الطائفي المنظّم كمدخل لإعادة التذكير بأساسيات الصيغة اللبنانية، وبأن العيش الواحد والتوافق العام هما ركيزتان لا بدّ منهما لاستقرار النظام السياسي وأمنه الوطني.
واستحضرت الرسالة مقولة البابا يوحنا بولس الثاني الشهيرة: لبنان ليس مجرد وطن بل رسالة لتربط بين التجربة التاريخية للبنان وبين دوره الحضاري كجسر يصل بين المسيحية والإسلام، وبين الاتجاهات الثقافية والدينية المختلفة في الشرق والغرب. بهذا المعنى، حاول الحزب التأكيد أن التنوع ليس مصدر تهديد، بل هو جوهر الهوية اللبنانية ورسالتها إلى العالم.
تكشف الرسالة بوضوح رغبة حزب الله في تقديم نفسه طرفاً حريصاً على حماية الصيغة اللبنانية وعلى عدم المس بالحضور المسيحي في البلاد،. وتأتي هذه المقاربة في لحظة يتصاعد فيها الكلام عن سيناريوهات مواجهة واسعة على الحدود الجنوبية، وعن ضغوط إسرائيلية متواصلة على لبنان، ما يجعل أي خطاب حول الشراكة الوطنية ذا دلالات خاصة.
يسعى الحزب من خلال هذه المقاربة إلى القول إنه شريك في حماية لبنان لا طرفاً يهدد ركائزه، وهو يعتبر بحسب مصادره، أن تعزيز الثقة بين المكونات اللبنانية، وفي مقدمتها المسيحيون، ضرورة لصد محاولات زعزعة الاستقرار أو استثمار التناقضات الداخلية في سياق الضغوط الدولية.
يرى الحزب أنّ الفاتيكان قادر على لعب دور يتجاوز الرمزية الروحية إلى التأثير الدبلوماسي، خصوصاً في مواجهة الاندفاعة الإسرائيلية نحو التصعيد. ومن هنا جاء مضمون الرسالة ليطالب ولو بشكل غير مباشر بوقوف الفاتيكان إلى جانب لبنان في محطات حرجة، وبأن يكون الصوت المسيحي العالمي عاملاً مساعداً في تثبيت الاستقرار ومنع الانزلاق إلى حرب واسعة.
يترافق إرسال الرسالة مع استعداد وفد من حزب الله لزيارة السفارة البابوية قريباً، في خطوة تحمل أكثر من إشارة. فهي تعبير عن تمسك الحزب بالصيغة اللبنانية بكل عناصرها، وعن حرصه على تأكيد التزامه بالكيان الوطني ووحدة البلاد. كما تأتي لتقول إن الديمقراطية التوافقية ليست مجرّد صيغة حكم، بل أساس لاستمرار لبنان كفضاء مشترك بين مكوّناته. فالزيارة المرتقبة إلى السفارة البابوية هي رسالة إضافية تؤكد أهمية العلاقات الروحية والوطنية في الحفاظ على تماسك المجتمع اللبناني، وتمهد لنقاشات أوسع وأكثر تنظيماً حول الملفات الوطنية الكبرى خصوصاً في ظل المتغيرات المتسارعة التي تتطلب مقاربات جديدة أكثر هدوءاً وعقلانية.
يبرز في خطاب الحزب مقاربة مختلفة تجاه مفهوم حماية البلد. فهو يشير بوضوح إلى أنّ مسؤولية الدفاع عن لبنان وصون استقراره مسؤولية جماعية لا تقع على عاتقه وحده، بل تتشارك فيها المؤسسات الدستورية والجيش والشعب والقوى السياسية. هذه المقاربة تعكس محاولة تنظيم أولويات المرحلة المقبلة، وفتح الباب أمام نقاش وطني هادئ حول دور كل طرف في حماية الأمن الوطني. وفي هذا الإطار، يبدو الحزب كأنه يهيئ الأرضية لحوار منظم حول الاستراتيجية الدفاعية، بعيداً عن الاصطفافات التي حكمت النقاش في مراحل سابقة.
لم تكن الرسالة الحالية خطوة معزولة، فالعلاقة بين حزب الله والسفارة البابوية شهدت خلال السنوات الماضية، بحسب مصادر الحزب ، تواصلاً مستمراً كلما دعت الحاجة إلى التشاور حول ملفات تخص اللبنانيين. كما سعى الحزب إلى إبقاء خطوط التواصل مفتوحة مع بكركي، رغم الاختلافات السياسية والاضطرابات التي شهدتها العلاقة في الآونة الأخيرة. وقد ساهمت اللجنة المشتركة بين الطرفين في وضع إطار مؤسساتي للحوار، ما سمح بتخفيف التوترات واحتواء الخلافات وتعزيز فرص التفاهم
إن رغبة حزب الله في الانفتاح على المسيحيين، وإظهار التزامه بالشراكة الوطنية، ليست إجراءً شكلياً بل جزءاً من استراتيجية سياسية تسعى إلى تحصين الداخل اللبناني في زمن التحديات الكبرى. ففي ظل التحولات الإقليمية المتسارعة، يبدو الحوار المسيحي – الإسلامي ضرورة لا خياراً، ومساراً ملحّاً للحفاظ على ما تبقى من استقرار في لبنان.
المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة قاسم: أرحب بزيارة البابا إلى لبنان وكلفنا أشخاصاً من المجلس السياسي لزيارة السفارة البابوية وتقديم رسالة من "حزب الله" إلى البابا Lebanon 24 قاسم: أرحب بزيارة البابا إلى لبنان وكلفنا أشخاصاً من المجلس السياسي لزيارة السفارة البابوية وتقديم رسالة من "حزب الله" إلى البابا