عاجل| تحليل..هل يصبح عرض"آرلا فودز" الدنماركية على أسهم دومتي فخ للمستثمرين بالبورصة المصرية؟
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
آثار عرض الشراء الإجباري الذي تقدمت به شركة آرلا فودز الدنماركية للاستحواذ حتى نسبة 100% على كامل أسهم دومتي للصناعات الغذائية التى تسيطر عائلة "الدماطي" على هيكل ملكيتها الكثير من التساؤلات، وسط مخاوف من أن يتحول العرض لفخ لصغار المتداولين في البورصة المصرية ويكبدهم خسائر مالية ضخمة.
وأعلنت شركة " آرلا فودز الدنماركية" وفقا لبيان صحفي صادر عنها عن رغبتها في تقديم عرض شراء غير ملزم للاستحواذ على كامل أسهم شركة دومتي للصناعات الغذائية المدرجة بالبورصة المصرية بسعر 31.
ومنذ الإعلان عن العرض، أثار العديد من التساؤلات والاستفسارات بين المحللين وخبراء أسواق المال التي استطلعت "الفجر" آرائهم حوله.
عرض "آرلا الدنماركية" تسعير مبالغ فيه أم تقييم حقيقي:
تعلقت أولي التساؤلات حول التسعير المرتفع التى تقدمت به الشركة الدنماركية لشراء دومتي، والذي فاق نحو 74% من سعر السهم في السوق توقيت أعلنها عن العرض.
وقال إيهاب رشاد نائب رئيس مجلس إدار مباشر لتداول الأوراق المالية، إنه تفاجأ من سعر عرض آرلا الذي تفوق علي السعر السوقي لسهم دومتي بقيم كبيرة، خاصة وأن الشركة كان أمامها فرصة إذا أرادت الاستحواذ بالفعل على دومتي أن تشتري كميات لو بسيطة من الأسهم بسعر السوق ثم تقدم عرض شراء إجباري لاجتذاب باقي الكميات التي تريد الاستحواذ عليها ليحقق لها وفرا كبيرا معها.
وعلق محمد الدماطي العضو المنتدب لشركة دومتى عن سعر العرض في تصريح عبر صفحته الشخصية على فيس بوك، قائلا" إن السعر يوضح مدي الظلم في تقييم الشركة، وانخفاض سعر السهم على مدار 8 سنوات عن سعر الطرح."
وقال "رشاد"، "السوق هو الذي يسعر الأسهم، وإذا كانت تتحدث دومتي عن المظلومية في التسعير.. فماذا عن باقي الأسهم المدرجة بالسوق؟.
وتعاني البورصة المصرية من تدني أسعار الكثير من أسهم الشركات عن القيم العادلة، مما يجعلها فرص امام عمليات الاستحواذ الأجنبية.
وتابع،" ما الذي قدمته دومتي للمتداولين بالسوق لتتحدث عن التسعير العادل، هل قدمت لهم توزيعات أرباح جيدة، أو طرحت حصص اضافية لرفع نسب التداول الحر لتسهيل عمليات التداول على السهم... لا يوجد ما يسمى بـ ظلم تسعري السوق هو الذي يحكم.
وكان أخر كوبون أرباح وزعته دومتي بقيمة 0.50 قرشا للسهم الواحد عن العام المالي 2023، على الرغم من القفزة الهائلة التي حققتها في هذا العام بزيادة 71% عن 2022 مسجلة صافي أرباح 454.43 مليون جنيه.
وسبق وأن قيمة عائلة الدماطي نفسها سعر سهم دومتي منذ نحو عامين عند 5.5 جنيها للسهم الواحد بما يعادل 27 سنتا من خلال عرض شراء إجباري تقدمت به عبر شركة Expedition investment والتي أسستها في دولة موريشيوس، لتستحوذ بعدها على نحو 32% من أسهم دومتي.
ولكن محمود عطا خبير أسواق المال، يرى أن العوامل التى دفعت لتقديم سعر عرض أعلي بكثير من السوق، هي ارتفاعات أرباح ومعدلات نمو دومتي خلال الثلاث سنوات الماضية، وتطور أعمالها بشكل كبير، بجانب أن قطاع الأغذية في مصر أصبح من القطاعات الجاذبة للاستثمار نظرا لما يتمتع السوق من معدلات استهلاك عالية.
وأضاف" عطا"، لا تنسي العامل الأهم في ارتفاع سعر العرض هو انخفاض سعر الصرف الجنيه مقابل العملات الأجنبية، الذي أعاد تقييم تلك الشركات من جديد، مشيرا إلى أن قيمة الصفقة تعد ضعيفة جدا إذا تم تقييمها بالدولار.
وحرر البنك المركزي أسعار صرف العملات الأجنبية في السوق المصري في مارس الماضي، وفقد الجنيه نحو 60% من قيمته أمام الدولار.
وإذا اردنا اعادة تقييم سعر العرض الذي تقدمت به عائلة الدماطي في سبتمبر 2022 مقارنة مع التغيرات التي حدثت في سعر الصرف فإنه سيساوي نحو 13.14 جنيها حاليا، وفقا لأسعار صرف الدولار بالبنك المركزي الحالية والبالغة 48.56 جنيها.
طريقة إعلان غير رسمية:
ليس فحسب فقط سعر العرض الذي أثار التساؤلات، بل أيضا طريقة الأعلان عن العرض التى تمت بطرق غير معتاد عنها في مثل صفقات الشراء الإجباري أو الاختياري التى تتم عبر البورصة المصرية.
وقال إيهاب رشاد، "تعودنا في اغلب عروض الشراء الاجبارية أوغير إلزامية أن يتم تقديمها لهيئة الرقابة المالية على ان يتم دراستها بجدية وتحديد القيمة العادلة والإعلان عنها للسوق، وهو لم يحدث في عرض شراء آرلا لدومتي، الذي أفصحت الشركة عنه وعلق عليه العضو المنتدب سريعا.
واضطرت هيئة الرقابة في بداية تعاملات أمس جلسة الثلاثاء الماضي في وقف السهم عن التداول حتى يتم مخاطبتها حول تفاصيل العرض.
وحتى الآن لم يتم إيداع العرض من قبل شركة آرلا الدنماركية لدي هيئة الرقابة المالية لدراسته، حيث اكتفت شركة دومتي في بيان صحفي بتوضيح العرض، والتي أشارت إليه بأنه "عرض غير ملزم".
وذكر محمد الدماطي العضو المنتدب لدومتي، إن العرض غير ملزم لكلا الطرفين، سواء تمت الصفقة أو لم تتم فإن دومتي مستمرة بزيادة خطوط الإنتاج.
عرض شراء آرلا الدنماركية لدومتي.. هل يصبح فخ للمتداولين؟:
ودفع عرض آرلا الدنماركية وتقييمها المرتفع لسهم دومتي، إلى زيادة الإقبال على شراء سهم دومتي من البورصة المصرية لتقود السهم إلى ارتفاعات قياسية من مستويات 18 جنيها قبل الإعلان عن الصفقة إلى 25 جنيها وفقا لاخر سعر بالبورصة في جلسة اليوم الخميس مما يعني مكاسب بنحو 38% خلال يومين فقط.
وقال "رشاد"، إنه يخشى من عدم اكتمال العرض، عندها سوف يحدث تصحيح قوي على السهم يدفع صغار المتداولين بالسوق الذين اشتروا السهم عند مستويات سعرية مرتفعة لخسائر ضخمة.
عائلة الدماطي الرابح الوحيد من العرض:وسواء تمت أو فشلت الصفقة فستكون عائلة الدماطي هي الرابح الوحيد، حيث يمكنها تسيل جزء لو صغير من محفظة الأسهم التي تمتلكها بالسوق حاليا بعد الارتفاعات الرهيبة التي حدثت للسهم وتحقيق مكاسب خيالية، أو الانتظار حتى إتمام الصفقة وستكون أيضا حققت مكاسب كبيرة بعد أن اشترت 32% من الشركة بسعر 5.5 جنيها في سبتمبر 2022 ليصل ملكيتها لنحو 66% من إجمالي أسهم الشركة.
وتشترط شركة آرلا الدنماركية في عرض شرائها الاستحواذ على 100% من أسهم دومتي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: دومتي سهم دومتي البورصة المصریة سعر العرض عرض شراء
إقرأ أيضاً:
تحليل: الدبلوماسية المنتجة قادت العراق إلى إنهاء الوصاية الأممية
13 دجنبر، 2025
بغداد/المسلة:
لم يكن قرار إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة في العراق وليد تصويت عابر أو ظرف دولي مواتٍ، بل خلاصة مسار حكومي طويل عبر ما بات يُوصف داخل الأوساط الدبلوماسية بدبلوماسية منتجة، نقلت صورة العراق من دولة تطلب العون إلى دولة تعلن الجاهزية وتفرض سرديتها بثقة داخل أروقة مجلس الأمن.
وجسدت هذه الدبلوماسية تحوّلاً واضحاً في لغة الخطاب الرسمي، إذ انتقلت بغداد من مخاطبة المجتمع الدولي بوصفها ساحة أزمات مفتوحة إلى دولة تمتلك مؤسسات قادرة على إدارة الانتخابات والملفات السياسية والحقوقية دون إشراف خارجي، وهو ما انعكس في المذكرات الرسمية والحوارات المغلقة التي سبقت قرار إنهاء المهمة، بحسب توصيف دبلوماسيين تابعوا الملف.
وأكد مسؤول حكومي أن “الحكومة لم تطلب مغادرة يونامي بوصفها عبئاً سياسياً، بل قدمت نفسها كدولة أنهت الأسباب التي استوجبت وجودها”، مضيفاً أن هذا التحول في المنطق هو ما أقنع أعضاء مجلس الأمن بجدية الطلب العراقي.
وأظهر البرنامج الحكومي، الذي أُعلن في تشرين الأول 2023، التزاماً غير مسبوق بإنهاء المهام الدولية غير الضرورية، واضعاً هذا الهدف ضمن مفهوم أوسع لاستعادة القرار الوطني، حيث تعاملت الحكومة مع الملف الأممي كجزء من مشروع سيادي متكامل، لا كإجراء رمزي موجه للاستهلاك الداخلي.
ونجحت بغداد، وفق مراقبين، في تفكيك الأزمات التي كانت تُستخدم ذريعة لاستمرار البعثة عبر حوار هادئ مع الشركاء السياسيين ومع الإقليم، ما سحب من المجتمع الدولي مبررات التدخل الإشرافي، وأعاد تعريف الخلافات الداخلية بوصفها شأناً دستورياً عراقياً قابلاً للحل محلياً.
وقال باحث سياسي إن “الهدوء الذي أدار الملفات الخلافية كان أقوى من أي خطاب سيادي صاخب”، معتبراً أن غياب الأزمات الحادة خلال العامين الماضيين شكّل الدليل العملي على نضج التجربة.
وانتقلت العلاقة مع الأمم المتحدة، وفق الرؤية الحكومية، من صيغة الوصاية السياسية إلى شراكة متطورة تقتصر على الدعم الفني، في مجالات النمو الاقتصادي، والتغير المناخي، وبناء القدرات، وحقوق الإنسان، دون أي تدخل في القرار السياسي أو العملية الانتخابية، وهو تحول نوعي في موقع العراق داخل المنظومة الدولية.
وترسخت هذه المقاربة أيضاً في ملف العلاقة بين بغداد وأربيل، حيث شددت الحكومة على أن القضايا العالقة ستُحل عبر الدستور والحوار الثنائي، دون وساطة دولية، في رسالة تعكس ثقة متزايدة بقدرة الدولة على إدارة تنوعها الداخلي.
وتكشف قراءة التسلسل الزمني أن استعادة السيادة لم تكن قفزة مفاجئة، بل رحلة صبر ونَفَس طويل، بدأت مع إعلان الالتزام الحكومي في تشرين الأول 2023، ثم تُوجت بقرار مجلس الأمن في أيار 2024 استجابة للطلب العراقي، وصولاً إلى كانون الأول 2025 حيث قُدمت الإحاطة الأخيرة وحدد يوم 31 موعداً لإغلاق البعثة نهائياً.
ويغلق هذا المسار حقبة طويلة من التعامل الأمني الدولي مع العراق، ويفتح باب العلاقات الثنائية المباشرة مع العواصم المؤثرة، في لحظة يصفها مراقبون بأنها اختبار الدولة بعد الوصاية، حيث تصبح السيادة ممارسة يومية لا عنواناً سياسياً.
وكتب ناشط على منصة إكس أن “الطريق كان طويلاً وصعباً، لكن الأهم أن نهايته لم تأتِ بالضجيج، بل بالاعتراف الدولي”، في تلخيص مكثف لمعنى اللحظة العراقية الراهنة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts