خالد الجندي: أنتقص من نومي لأجل القراءة والتأليف والكتب أغلى ممتلكاتي
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الإمام ابن الجوزي يقول في كتابه "صيد الخاطر"، كلامًا عجيبًا، حيث قال: عاصرت أهل العلم، فلم أجد أحدًا منهم ينام ليلًا قط".
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على فضائية "dmc"، اليوم الخميس، أن أهل العلم مشكلتهم أنهم لا يعرفون النوم، لأنهم طوال الليل مهمومون بفكر أو بتأليف أو بقراءة أو بتعلم أو بتعبد، مؤكدا أن التعبد أمر محمود، لكن في حياة العلماء، كان العلم والقراءة والتأليف أكثر أهمية من القيام بتكاليف العبادة العادية، مثل النوافل.
وتابع: "أنا أكون زعلان من النوم، والله العظيم.. متعة القراءة والمطالعة شيء مبهج للغاية"، فقاطعه الشيخ رمضان عبد المعز بقوله: "ما شاء الله، أنتم لديكم مكتبة، ومن ينظر إليها يشعر بالامتنان لله تعالى"، ورد الجندي: "الحمد لله، والله ستر ونعمة، فهي أغلى ما أملك، لقد بلغ بي الأمر أنني أشتري الكتاب ثلاث مرات، شاهدت بعيني أنني أشتري الكتاب ثلاث مرات، حتى لو فقدت كتابًا أو أراد أحدا أن يأخذ كتابًا مني".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية متعة القراءة المطالعة الشيخ خالد الجندي خالد الجندي لعلهم يفقهون المجلس الأعلى للشئون الإسلامية عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الأعلى للشئون الإسلامية
إقرأ أيضاً:
مؤمن الجندي يكتب: مدحت شلبي.. أبو طارق التعليق الرياضي
في قلب الزحام، عند ناصية حارة مرية قديمة تنبعث منها رائحة البصل المحمّر ودفء الذكريات، يقف الكشري المصري كأنه راوية شعبي، لا يقرأ من كتاب، بل يحكي من الذاكرة.. يحكي عن وطنٍ يجيد خلط المتناقضات، عن فقرٍ شريف يتجمّل بالبخار الصاعد من الصحن، عن شعبٍ يصنع من العدس والمكرونة والخلّ مأدبة لا يُقاوم سحرها، ولا يُنسى طعمها.. هو أكثر من طبق، هو قصة تتكرّر كل يوم، ولا تُشبه نفسها أبدًا.
في كل صوتٍ تميز، وفي كل لهجةٍ نكهة، لكن هناك أصوات لا تُسمع فحسب، بل تُؤكل بالشغف كما يُؤكل الكشري المصري.. بطبقٍ ممتلئ بالحكاية، بالبصل المحمّر، وبالذكريات.
وفي زحام التعليقات، كما في زحام الشوارع، تظهر دائمًا "الحالة المصرية" بصورتها الأصدق: تلقائية، مشبعة بالحياة، ممتلئة بالنكهة... تمامًا كطبق كشري من أبو طارق، وهو المقدم لنا لكن هذه المرة في مباريات كرةالقدم، من المعلق الرياضي مدحت شلبي.
مدحت شلبي ليس مجرد معلق رياضي. هو طبق كشري مصري متكامل.. عدس، مكرونة، حمص، بصل محمّر، صوص حار، ودمعة مفاجئة من خلّ.
مدحت شلبي الذي اعتبره ماكينة إفيهات لا تهدأ، صوت بميكروفون بلدي الطابع، مصري الهوى "بيلبس التعليق بدلة العُمدة، ويحط فوقها كرافتة خفيفة من خفة الدم".
مدحت شلبي، كالكشري، حالة.. تذوقه فتبتسم، لا لأن كل مكوّن فيه متقن، بل لأنّ التجربة الكاملة لا تتكرر.
مدحت شلبي.. رشة دقة تؤكد الهويةهو ليس المحايد الجامد، ولا المتحمس الفوّار، لكنه يختار الكلمة كما يختار المصريون "رشّة دقة" فوق وجبة دسمة.. كلمة واحدة تغيّر الطعم، وتؤكد الهوية.
صوته يحمل في طبق التعليق ما يكفي لإشباع الروح.. جمله المتفردة، نبرته المميزة، و"أفيه" يخرج في الدقيقة الحاسمة فيصنع به لحظة تاريخية.. ليس صوت استوديو بارد، بل صوت شارع… شارع طويل يبدأ من الميكروفون، وينتهي عند كل بيت فيه عيلة بتتفرج، بتضحك، بتندهش.
ومثلما تتعدد المحاولات لصنع كشري يشبه كشري "أبو طارق"، تعددت المحاولات لتقليد مدحت شلبي. لكن الكشري مش بس وصفة، هو روح.. ومدحت شلبي مش مجرد إفيه، هو ذاكرة.
في مباراة الهلال ومانشستر سيتي، تحمّس كما تحمّس غيره، واحتفى كما يحتفي كل عربيٍ حين يرى ناديًا عربيًا يقف ندًا أمام بطل أوروبا.. لكن الفارق أن حماسه كان بطعمه المعتاد، بنكهة مدحت شلبي التي لم تتغيّر منذ أن عرفته الملاعب، وعشقته الجماهير.. هو الذي جعل المباراة مشهدًا سينمائيًا، والأهداف أغاني، والأخطاء نُكاتًا، والبطولات حكايات تُروى.
ربما تختلف معه، وربما تفضّل الطعم "الهادئ" في التعليق، لكن لا يمكنك أن تُنكر أن مدحت شلبي، كما الكشري، طعم مصري أصيل.. لا تراه كل يوم، لكنك حين تشتاق، لا يملأ غيابه أحد.
لكن مباراة الهلال ومانشستر سيتي فتحت بابًا للنقد، والسبب؟ إنه اتحمس للهلال، واحتفل بجون سالم الدوسري، واتكلم بحب عن فريق عربي بيلعب قدام بطل أوروبا..
يعني باختصار، عمل اللي أي معلق عربي بيعمله لما مصر بتلعب.
لكنني رأيته تحمّس كما تحمّس غيره، واحتفى كما يحتفي كل عربيٍ حين يرى ناديًا عربيًا يقف ندًا أمام بطل أوروبا.. لكن الفارق أن حماسه كان بطعمه المعتاد، بنكهة مدحت شلبي التي لم تتغيّر منذ أن عرفته الملاعب، وعشقته الجماهير.
اسألوا فارس عوض، اسألوا عامر عبدالله، شوفوا عصام الشوالي وهو بيقول "تحيا مصر" كأنها خارجة من قلبه، مش من حنجرته!
في النهاية، مدحت شلبي سيُكتب اسمه حيث يُكتب التاريخ الرياضي العربي، لا لأنه صاحب "أفيهات"، بل لأنه صاحب تأثير، ولأن صوته صار جزءًا من ذاكرة الملاعب.. تمامًا كأهدافها.
للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا