أحمد الشهاوي يخوض تجربة عشق في كتابه «أتحدَّثُ باسمكِ ككمان»
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
صدر حديثا عن الدار المصرية اللبنانية ديوان «أتحدَّثُ باسمكِ ككمان»، للشاعر أحمد الشهاوي، يضم ستين قصيدة كتبها خلال عامي 2023 و2024.
الشاعر أحمد الشهاوي يقدم تجربةً شعريةً مختلفةً تتأسس على الباطن والظاهر في الحب، مضافًا إليها التوظيف التراثي شعريًّا وصوفيًّا، والذهاب نحو القرآن والحديث، متواصلا بالرمز والإشارة مع شخصيات شعرية ودينية منذ آدم، وسليمان، وبلقيس، وموسى، وبشار بن برد ، وقيس بن الملوّدح «مجنون ليلى» وشكسبير وسواهم، مواصلًا وصل ضمائره في نحتٍ لغوي محبب لدى الشاعر، إضافةً إلى استخدامه الضمائر المنفصلة أيضًا، وهو هنا مولع بالغرائب غير الشاذة؛ ليصل إلى المعنى المرغوب والموسيقى الجاذبة، محتفظًا بخصوصيته في التعبير وجدته، مؤمنا بأن الشعر كالحب حر وموجز وذاتي، وسرعصي ومختصر في كثافته.
فالشاعر أحمد الشهاوي في كتابه الشِّعري «أتحدثُ باسمكِ ككمان» يغادر عوالمه ليخوض تجربة عشقٍ لها ملامح مختلفة، منفصلة عما سبق له من كتبٍ شعرية أو نثرية، فتجربته هذه المرة تقترب من الأرضي والحسي والدنيوي بشكلٍ حميمٍ من دون أن يجرد الأنثى، حيثُ نراهُ في هذا الكتاب الشعري يحيلها إلى كائنٍ أرضي، فنشم في لغته الروائح، ونرى الأماكن، ونحس بالمشاعر حيةً تسير فوق الأرض، فالعشق ليس مقصودًا لذاته بقدر ما صار تعبيرًا عن رقي الجسد ورغباته وطريقًا إلى رفعة الروح البشرية.
وجوهر الحب كما يراهُ الشاعر جعله ينسج علاقاتٍ لغويةً جديدةً لا تتنافر بل تتصل بسلاسةٍ تفاجىء متلقيها بما تحمله من مجازاتٍ وصورٍ فنية واستخداماتٍ لغوية، تؤكد انتصارَ الحب، وأن النفس لا تحتاجُ سوى الحب كي تصل، لأنه إرادةُ الخير للمحبوب، إذ هو قيمةٌ مطلقةٌ ثابتةٌ لا تقبلُ الاختلاف والتغيير وليست نسبيةً، لأنه إيثار غير مشروطٍ بين اثنين صارا حرفًا مشددا في اللغة.
وفي هذا الديوان لا يبارح حديث الحب خيال الشاعر مثل أسلافه من الشعراء.
يعود الشاعر أحمد الشَّهاوي في كتابه الشعري «أتحدَّثُ باسمِكِ كَكَمان» إلى الإيقاع – الذي هو أكبر من الوزنِ؛ حيث إنه يشمل البنية العروضية والبنية الصوتية والتركيبية - متتخدما إيقاعاتٍ شعريةٍ تتناسب مع حالِ الحب التي تحمل الكتاب؛ ليخلق فضاءَ الجمال؛ وإيقاع هذا الكتاب الشعري هو تتابع وتواتر ما بين حالتي الصمت والكلام، يستجيب للتجربة، ودائم التجدد طوال الوقت، وهو حرٌّ ورحبٌ.
إذ تؤكد النصوص أن الكتابة الأبقى والأنقى والأصفى والمختلفة هي التي يكون كاتبها عاليًا في مقام العشق، الذي هو أعلى المراتب وأرقاها وأفضلها، ويكون العشق فيها هو شدة الشوق إلى الاتحاد، بوصفه أعم من المحبة، فليس كل عاشق محب، وليس كل محب عاشقًا كما يرى سلاطين الوجد.
ويستخدم الشاعر عناصر ومفرداتٍ ولغاتٍ وعلاقاتٍ جديدةٍ في العشق، تأتي جميعها على قدر المعشوق، إذ يؤمن الشاعر بأن القصيدة تساوي أو تعادل المرأة بوصفها كائنًا تامًّا مكتملًا، ولا تعبر فقط عما هو حسي، بل تذهب إلى الروحي وتعول عليه بالأساس، إذ هو مفتاح الأسرار في التجربة العشقية المقدسة، إذ تصير المرأة كل الأشياء وأصلها، وهي البلد الذي «يحمل كل الأسماء».
ويأتي هذا الكتاب بعد ديوانه «ما أنا فيه» الذي صدر عن الدار المصرية اللبنانية عام 2020 ميلادية، ووصل إلى القائمة الطويلة لجائزة زايد للكتاب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدار المصرية اللبنانية أحمد الشهاوي تجربة شعرية أحمد الشهاوی
إقرأ أيضاً:
هل كلام الحب بين المخطوبين حرام؟.. الإفتاء تجيب
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا تقزل صاحبته: هل حرام أن أقول كلامًا حلوًا لخطيبي؟وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي عن السؤال قائلة: إن الخِطبة مجرد وعد بالزواج يمكن لأحد الطرفين فسخه متى شاء، حتى إن الخاطب له أن يستردَّ الشبْكة من مخطوبته إذا أراد ذلك ولو كان الفسخ من جهته؛ لأنها جزء من المهر الذي يُستحق نصفه بالعقد ويُستحق كله بالدخول؛ أي إن الخاطب والمخطوبة أجنبيان عن بعضهما، وبقدر ما تكون البنت أصْوَنَ لنفسها وأحرص على عِفَّتِها وشَرَفِها وأبعد عن الخضوع والتكسُّرِ في كلامها وحديثها، بقدر ما تعلو مكانتها ويعظم قدرها عند من يراها ويسمعها وتزداد سعادتها في زواجها، ومن تَعَجَّلَ الشيء قبل أوانه عُوقِب بحرمانه.
حكم تبادل كلمات الحب بين المخطوبين
قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن للحب معانً كثيرة، ومنها قول الصديق لصديقه: إني أحبك، ومعناها التقدير والاحترام وأنه يقدر دور هذا الصديق في حياته.وتابع عبر فيديو بثته دار الإفتاء على قناتها الرسمية على يوتيوب، ردًا على سؤال: هل يحق لنا التصريح بكلمات الحب قبل الزواج ؟ أن هناك معنى آخر للحب وهو ميل قلب الشخص لغيره من الجنس الآخر، مؤكدًا أن هذا النوع لابد أن يكون مصحوبًا بنوع من الميل إلى التواصل الجسدي.
وأوضح أن هناك نوعًا ثالثًا من معاني الحب، وهو الإعجاب الذي يعد أولى خطوات حب الميل القلبي.
وأكد أمين الفتوى بدار الإفتاء أن تصريح الشاب أو الفتاة لغيره بالحب الذي معناه الميل القلبي، لا يجوز قبل الزواج، لأن الميل القلبي يقتضي الميل التواصل الجسدي.
وأوضح أن كلام الخاطب مع مخطوبته قبل الزواج؛ جائز إن كان بالمعروف، مشيرًا إلى أن المشاعر التي تكمن داخل نفس الإنسان لا يحاسب الإنسان عليها، بخلاف السلوك والتصرفات التي يترجمها الشخص بناءًا على هذه المشاعر.وتابع أن هذه المشاعر الكامنة في قلب الإنسان لابد أن يتم إحاطتها بإطار شرعي وأخلاقي؛ حتى لا يحدث تجاوز جسدي أو لفظي، ناصحا الشاب والفتاة بتأجيل التصريح بالحب قبل الزواج، معللًا بأن تكرار التصريح قد يؤدي إلى ضياع القيم التي يجب الحفاظ عليها أثناءفترة الخطبة.حدود العلاقة بين المخطوبين
قال الدكتور محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه لا توجد بين الخاطب ومخطوبته علاقة شرعية تجيز له أن يمسك بيدها، لافتًا إلى أن الخاطب عندما يمسك يد مخطوبته ليلبسها خاتم الخطبة؛ فإن ذلك يكون تجاوزًا.
وأوضح «عبدالسميع» في فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على سؤال: هل يجوز للخاطب ان يمسك بيد مخطوبته؟ أنه الخاطب رجل أجنبي عن مخطوبته؛ فهو ليس من محارمها، مؤكدًا أنه ليس بين المخطوبين علاقة تتجاوز مجرد الوعد بالزواج.
كانت دار الإفتاء قد ذكرت أن الخِطبة مجرد وعد بالزواج يمكن لأحد الطرفين فسخه متى شاء، لافتةً إلى أن للخاطب أن يستردَّ الشبْكة من مخطوبته إذا أراد ذلك ولو كان الفسخ من جهته؛ لأنها جزء من المهر الذي يُستحق نصفه بالعقد ويُستحق كله بالدخول.