د. هيثم مزاحم **

 

تعد مسألة الحوار بين الحضارات من أهم المبادرات التي تسعى إلى الجمع بين القيم الإنسانية والخير المتأصل في الأمم والشعوب، مهما كانت اختلافاتهم الحضارية والثقافية. فالناس يعبّرون عن قيمهم الحضارية بشكل متنوع، ولكن هذا لا يعني وجود أمة متحضرة في مقابل أمة بدائية همجية. بل يتعلق الأمر بكيفية تعبير كل أمة عن قيمها الخاصة.

تواجه عملية فهم هذه التعبيرات الحضارية العديد من العوائق، مثل اللغة والجغرافيا والأديان والأحكام المسبقة. لذلك، يصبح الحوار بين الحضارات ضرورة أساسية لتعزيز التعارف بين الأمم، مما يفتح المجال للتعاون والتحالف.

يقول الله تعالى في القرآن الكريم: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (الحجرات: 13). الآية تؤكد على إرادة الله عز وجل في خلق التنوع والاختلاف سواء كان في الجنس، الذكر والأنثى، أو في العرق والقومية، الشعوب والقبائل، وإن الله قد خلق هذا التنوع والاختلاف سببًا للتعارف بين الشعوب والتفاعل بين الحضارات، وأن الأفضل بين الناس هو أتقاهم، والتقوى هي خشية الله وتجنب ارتكاب المعاصي، بما في ذلك من آذية الآخرين والإساءة إليهم والاعتداء والقتل والنهب.

كما يقول تعالى في آية أخرى: "وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚوَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" (النحل: 93). وهذه الآية تؤكد بدورها على تعمّد خلق الله التنوع القومي والأممي فهو كان قادرًا على خلق الناس من عرقية واحدة أو أمة واحدة أو جعلهم من ديانة واحدة، لكن هذا هو الامتحان الإلهي في تعامل البشر والشعوب مع التنوع والاختلاف. كما يعكس حديث النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، دعوة الإسلام إلى البحث عن القيم المشتركة بين الأمم، ويجعل من المسلمين أولى من يسعى لإيجاد هذه الروابط الحضارية.

 

ولا يُعدّ مفهوم الحضارة اليوم مفهومًا حديثًا، إنّما هو مفهومٌ ضاربٌ في القدم منذُ تاريخِ وجودِ الإنسان على هذه الأرض. وعُرِّفت الحضارة بكثير من التعريفات من قِبل علماء الأنثروبولوجيا، فقال رالف بيدنغتون إنّ حضارة أيّ شعب ما هي إلا حزمة أدواتٍ فكرية ومادية تُمكّن هذا الشعب من قضاء حاجاته الاجتماعية والحيوية بإشباع وتُمكّنه كذلك من أن يتكيّف في بيئته بشكلٍ مناسب. كما عرَّف إدوارد تايلور الحضارة بأنّها: الكلُّ المركب الذي يجمع في داخله جميع المعتقدات، والقيم، والتقاليد، والقوانين، والمعلومات، والفنون ، وأيّ عادات، أو سلوكات، أو إمكانات، يُمكن أن يحصل عليها فردٌ ما في مجتمعٍ ما. ويُمكن تعريف الحضارة في النّهاية على أنّها إرثُ الإنسان المادي والمعنويّ الذي خلّفه في الماضي، والذي اعتمد عليه الإنسان لإكمال مسيرة حياته وتقدّمه الحالي، سواءٌ أكانت مظاهر معنوية كأسلوب الحياة، والمعيشة اليومية، والعلوم، والمعارف، أو أدواتٍ ووسائل ماديّة بقيت أثرًا لوجوده كالبُنيان، والمسكوكاات والأعمال اليدوية المختلفة؛ مثل الخزف، والفخار، وغيرها.

ومصطلح "الحضارة" في اللغة العربية، وفقًا لابن فارس، يشير إلى الانتقال من البداوة إلى التحضر، حيث يرتبط الحضري بالاستقرار في المجتمعات وتفاعل الإنسان مع الطبيعة والمحيط. هذا التفاعل المستمر يُنتج حالة من التمدن. في السياق الحديث، يتم استخدام مصطلح الحضارة بطريقتين:

المعنى الوصفي: يعبّر عن واقع أمة ما، بما يشمل تقاليدها، وتاريخها، ولغتها، ودينها، إضافة إلى إنجازاتها العمرانية، من دون النظر إلى مكانتها بين الأمم. المعنى التقويمي: يركّز على تميّز أمة معيّنة في مجال معيّن من المعرفة أو الابتكار، مما يجعلها مميزة عن غيرها.

الحضارة، إذن، ليست مجرد بناء أو تكنولوجيا؛ بل هي حالة من التفاعل الفكري والمعرفي المستمر مع العالم. ويكمن جوهرها في السعي إلى الاستفادة من الموارد وتطوير المجتمع، سواء من خلال العمران أو الابتكار الفكري.

ويُعد الحوار بين الحضارات جزءًا مهمًا من الهيكلة التي قامت عليها الأمم المتحدة؛ فالأمين العام الأسبق للمنظمة كوفي أنان قد شدد على أن الحوار يمكن أن يتغلب على الخلافات وأن التنوع يُعتبر فضيلة عالمية. الصراعات غالبًا ما تنشأ بسبب عدم التسامح، والذي يعود إلى الجهل. فالتنوع العالمي يُعزز التعايش السلمي من خلال التعلّم المتبادل وتبادل الأفكار.

ووفقًا لمنظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، فإن الحوار بين الثقافات يسهم في بناء التماسك الاجتماعي وخلق بيئة داعمة للتنمية المستدامة. فالجامعات ومؤسسات التعليم العالي تلعب دورًا بارزًا في تعزيز الحوار من خلال تمكين الشباب من المشاركة في التغيير الاجتماعي والاقتصادي، ودعم التفاهم المتبادل.

حوار الحضارات في مقابل نظرية "صراع الحضارات"

طرح المفكر السياسي الأميركي صامويل هنتنغتون في عام 1996 نظرية "صراع الحضارات" التي أثارت جدلًا واسعًا. وهو افترض أن الصراعات بعد الحرب الباردة ستكون حضارية ودينية، وليس سياسية أو اقتصادية. وقد استند في نظريته إلى الهوية الثقافية كأساس للتوترات العالمية.

هنتنغتون رأى أن الاختلافات بين الحضارات الكبرى، مثل الغرب والإسلام، ستؤدي إلى صراعات عميقة حيث رأى البعض أن هذه النظرية تبرر الهيمنة الغربية، بينما اعتبرها آخرون تفسيرًا معيبًا للأسباب المعقدة للصراعات.

مبادرة الصين لتعزيز الحوار الحضاري

وفي ظل قيادة الرئيس الصيني شي جين بينغ، تسعى الصين إلى تعزيز الحوار بين الحضارات كوسيلة لتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة. هذه المبادرة تعتمد على مبادئ التعددية الثقافية، والتعاون الدولي، والتعلّم المتبادل بين الشعوب. اذ تدعو الصين إلى احترام الثقافات الأخرى وتجنّب فرض نموذج حضاري موحد على الجميع، وهي ترفض "المركزية الغربية" التي تفرض قيمًا معينة على العالم.

ومن خلال منصات مثل الحضارة العالمية و"منتدى الحضارات الآسيوية" و"منتدى الحزام والطريق"، تعزز الصين التبادل الثقافي والتعاون الدولي. فمبادرة الحضارة العالمية تشجّع على التعلّم المتبادل بين الحضارات، مشيرة إلى أن كل حضارة تمتلك قيمًا وتجارب يمكن أن تثري الحضارة أو الحضارات الأخرى. كذلك، تحذر الصين من الهيمنة الثقافية، مؤكدة أن كل حضارة لها خصوصيتها ولا يجب فرض نموذج حضاري واحد على الجميع.

رؤية شي جين بينغ: الحوار الحضاري كأساس للاستقرار العالمي

إذن، تقوم رؤية الرئيس الصيني شي جين بينغ لحوار الحضارات على الاحترام المتبادل والتعاون الثقافي، مع الاعتراف بالتنوع الحضاري كقوة مشتركة للبشرية. يرى شي أنه من خلال الحوار، يمكن للبشرية التغلّب على التحديات العالمية مثل التغيّر المناخي والأزمات الإنسانية.

الصين تؤمن بأن الحوار الحضاري يعزز الاستقرار والازدهار المشترك، وأنه يمكن للبشرية أن تعمل معًا لتحقيق مستقبل مشترك. ترى الصين أن مبادرات مثل "الحزام والطريق" تسهم في تعزيز التفاهم المتبادل والتعاون الدولي من أجل مصلحة البشرية جمعاء.

محمد خاتمي وحوار الحضارات: البديل للصراع

الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي (1997-2005) يُعد من أبرز الشخصيات التي قدمت مفهوم "حوار الحضارات" على الساحة الدولية. خاتمي اقترح هذه الفكرة كبديل عن نظرية "صراع الحضارات" لصامويل هنتنغتون. ففي حين تنبأ هنتنغتون بأن التوترات ستنجم عن صدامات حضارية، رأى خاتمي أن الحل يكمن في الحوار والتفاهم المتبادل.

وفي عام 1998، دعا خاتمي الأمم المتحدة إلى اعتماد عام 2001 كـ"عام حوار الحضارات"، وتم تبني هذا الاقتراح، مما أعطى مبادرته بعدًا دوليًا. أهداف حوار الحضارات لدى خاتمي تركزت على تعزيز الفهم المتبادل وبناء السلام العالمي. واعتبر خاتمي أن التوترات بين الثقافات والحضارات تنبع من الجهل وسوء الفهم، لذا فإن الحوار هو الوسيلة الأمثل لتجنّب النزاعات.

ونوضح أبعاد حوار الحضارات في رؤية خاتمي كما يلي:

البعد الثقافي؛ حيث يرى خاتمي أن كل حضارة لها تراثها الخاص الذي يجب احترامه، وأن الحوار يجب أن يكون متكافئًا. البعد الديني؛ إذ شدد خاتمي على أن الأديان تحمل في جوهرها رسائل السلام والتفاهم، وأن التعاون بين الأديان المختلفة يمكن أن يسهم في تحقيق العدالة والسلام. البعد السياسي، في السياسة الخارجية، روّج خاتمي للحوار الدبلوماسي كبديل عن المواجهة العسكرية.

وعلى الرغم من أن مبادرة خاتمي لم تؤدِ إلى تغيير جذري في العلاقات الدولية، إلا أنها ساعدت في تعزيز فكرة أن الحوار هو البديل الأفضل عن الصدام بين الثقافات والحضارات. وفي عام 2001، أعلنت الأمم المتحدة "عام حوار الحضارات" بناءً على اقتراحه. وقد واجهت مبادرة خاتمي تحديات كبيرة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001؛ حيث غَزَت الولايات المتحدة مع بعض الدول الغربية أغغانستان والعراق مما أثار العداء مجددًا بين الغرب والعالم الإسلامي، وتراجعت فكرة الحوار في ظل تصعيد الصراعات السياسية والعسكرية.

حوار الحضارات كوسيلة للتفاهم العالمي

وتظل فكرة "حوار الحضارات" التي قدمها الرئيس محمد خاتمي ورؤية الزعيم الصيني شي جين بينغ للحوار الحضاري ذات أهمية كبيرة في العلاقات الدولية.

وتتمحور رؤية كل من شي جين بينغ ومحمد خاتمي حول تعزيز التفاهم المتبادل بين الحضارات، إلا أن لكل منهما مقاربة مختلفة تعكس سياقات بلديهما وتجربتيهما السياسيتين.

وجاءت رؤية خاتمي لحوار الحضارات كرد فعل على نظرية "صراع الحضارات" لصموئيل هنتنغتون، حيث اقترح أن الحوار هو السبيل الأمثل لتجنب النزاعات بين الثقافات المختلفة. ودعا إلى تعزيز التفاهم والسلام العالمي من خلال الحوار الديني والثقافي، مشددًا على أن الجهل وسوء الفهم هما السببان الرئيسيان للتوترات بين الأمم. كان خاتمي يرى أن كل حضارة لها تراثها الخاص الذي يجب احترامه، وأنه يمكن للأديان المختلفة أن تسهم في تحقيق العدالة والسلام من خلال التعاون.

في المقابل، يعتمد فكر الرئيس شي على رؤية أوسع للحوار الحضاري كأداة لتعزيز التنمية المستدامة والتعاون الدولي. يركز شي على أهمية احترام التنوع الثقافي ورفض فرض نموذج حضاري موحد على جميع الشعوب. من خلال مبادرات مثل "الحزام والطريق"، يسعى إلى تعزيز التبادل الثقافي والاقتصادي بين الدول، مؤكدًا أن كل حضارة تمتلك قيمًا وتجارب تسهم في إثراء الحضارات الأخرى. كما يرى شي أن الحوار الحضاري يمكن أن يساعد في مواجهة التحديات العالمية مثل التغير المناخي والأزمات الإنسانية.

إذن ركز خاتمي على الحوار لتفادي الصراع وتعزيز السلام العالمي، بينما ركز شي على الحوار كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة والتعاون الدولي. وقدم خاتمي حوار الحضارات كبديل للصراع الحضاري والديني، في حين قدم شي الحوار كوسيلة لتعزيز التفاهم المتبادل والتنمية المشتركة.

وتنبع رؤية خاتمي من التوترات بين الغرب والعالم الإسلامي، بينما رؤية شي تأتي في سياق تعزيز دور الصين على الساحة العالمية والتعددية الثقافية.

لكنَّ كلتي الرؤيتين تتفقان على أهمية الحوار، لكنهما تختلفان في الأهداف والوسائل وفقًا للسياقات المختلفة التي قدما فيها أطروحاتهما. فبينما يغلب الجانب الديني والثقافي على رؤية خاتمي، يغلب الجانب الاقتصادي والتنموي على رؤية شي.

** ملخص ورقة قدمت الى مؤتمر عن التعلم والاستفادة المتبادلين بين الحضارتين العربية والصينية في شنغهاي

** رئيس مركز الدراسات الآسيوية والصينية ببيروت

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حوار الوفد مع العشماوي عن وظيفة الرؤى والكرامات في الإسلام

وظيفة الرؤى والكرامات في الإسلام! ذكر الدكتور محمد إبراهيم العشماوي أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف فى حواره مع الوفد وقال سيد الطائفة، الإمام الجنيد البغدادي رضي الله عنه: "الحكايات جند من جنود الله، يقوِّي بها قلوب المريدين!".

وقال سيدنا الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه: "الحكايات عن العلماء والصالحين؛ أحبُّ إليَّ من كثيرٍ من الفقه؛ لأنها آداب القوم وأخلاقهم!".

إن الرؤى والكرامات عبارة عن حكايات، يحكيها المرء عن نفسه، أو يحكيها غيره عنه، وهي أوقع في النفوس من العلم المجرد، ومن الوعظ المباشر؛ ولهذا قال الجنيد: "إنها تقوِّي قلوب المريدين!".

أي: تثبِّت اعتقادهم، وتقوِّي يقينهم!

ولهذا لا تعجب إذا وجدتَ تراجِم علماء الإسلام - في كتب التراجِم والتواريخ والطبقات - محشوَّة بذكر الرؤى والكرامات، فهي من أهم عناصر الترجمة؛ لدلالتها على فضله وصلاحه، بل يذكرها علماء الحديث في تراجِم الرواة، كالدليل على عدالتهم!

ونحن نتساءل: من أين عرف المؤرخون والمترجِمون هذه الرؤى والكرامات؟!

والجواب الضروري لهذا السؤال؛ أن الرائي حكاها عن نفسه أو عن غيره؛ لأنه لا سبيل إلى معرفة الرؤيا المنامية إلا من الرائي!

فلماذا حكاها إذن؟! أليس هذا تزكية للنفس؟!

والجواب: أن لهم في حكايتها مقاصد لا تخفى على بصير، وهي تختلف باختلافهم، فمنهم من يحكيها دفعًا للتهمة عن نفسه، أو ترغيبا للناس في الأخذ عنه، أو في فعل الخيرات وترك المنكرات، أو لغرس محبة الصالحين في قلوبهم، وتقوية الجانب الروحي عندهم. وغير ذلك من المقاصد الصالحة!

أما الرؤيا الصالحة نفسها فهي جزء من النبوة، كما صرح به المعصوم - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري في [صحيحه]، وسماها (مبشرات)، فبين بذلك بعض وظائفها، وهي أنها تبشر صاحبها بأنه على خير!

والقول في الكرامات كالقول في الرؤى والمنامات، غير أن الكرامة قد يشاهدها كثير من الناس، فتكون حكايتها من الناس لا من صاحبها!

ويكفي لكي تعلم مكانة الرؤيا أن الله تعالى ذكرها في غير موضع من القرآن، محتفيا بها، سواء وقعت لأنبياء أو لغيرهم!

كما احتفى بها أهل الحديث، فترجم البخاري في صحيحه كتابًا، وسماه كتاب [التعبير]، وأورد فيه كثيرا من المرائي!

وصنف الحافط ابن أبي الدنيا كتاب [المنامات]، وأورد فيه كثيرا من الرؤى المنامية!

وذكر الفقيه ابن أبي جمرة في مقدمة [شرحه على البخاري] عشرات الرؤى المنامية، التي ساقها للاستبشار بها، وللدلالة على فضل كتابه!

ووقفت على رؤيا للقرطبي حكاها عن نفسه، في [شرحه على صحيح مسلم]، في موضع لا يحضرني ذكره الآن!

هذا جانب من احتفاء القرآن والسنة وأهل العلم بهما، بمسألة الرؤى والمنامات!

على أنه لا ينبغي أن نبني عليها أحكاما شرعية، ولا أن تتوقف حياتنا عندها، وإن كان يستحب العمل بما وافق الشريعة منها، وقد ذكر ابن القيم في كتابه [الروح] عمل بعض السلف بالرؤى المنامية الصادقة!

وأما الكرامات فليس أدل على احتفاء القرآن بها؛ من ذكرها في مواضع مختلفة، كما وقع لسيدتنا مريم، ولأهل الكهف، ولصاحب موسى!

وترجم لها الإمام النووي في [رياض الصالحين] بباب [كرامات الأولياء]، وصنف الشيخ يوسف النبهاني كتابًا ضخما سماه [جامع كرامات الأولياء]!

ومما يدل على أهميتها؛ ذكرها في كتب العقائد الإسلامية، لاتصالها بمعجزات الأنبياء، بل قالوا: "كل ما كان معجزة لنبي؛ جاز أن يكون كرامة لولي، إلا ما اختص به الأنبياء!".

وأنشد الشيخ اللقاني في منظومته المباركة [جوهرة التوحيد]:

وأثبتنْ للأوليا الكرامةْ

ومن نفاها فانبذنْ كلامهْ!

هذه سطور كتبتها - على عجَل - جوابًا على سؤال مَن سأل: لماذا تذكر الرؤى المنامية الصالحة التي رأيتَها أو رؤيت لك؟!

مقالات مشابهة

  • حوار الوفد مع العشماوي عن وظيفة الرؤى والكرامات في الإسلام
  • زاهي حواس يرد على شائعات وادي الملوك .. فيديو
  • صراع تاريخية الحضارة المصرية .. مناظرة قوية بين زاهي حواس ووسيم السيسي | فيديو
  • الإعفاء المتبادل من التأشيرة بين الأردن وروسيا يدخل حيز التنفيذ غدًا
  • حوار مع صديقي المصري عاشق السودان
  • تسرب مياه يضر مئات مجلدات الحضارة المصرية في متحف اللوفر بفرنسا
  • سر الأهرامات.. مواجهة ساخنة بين زاهي حواس ووسيم السيسي على صدى البلد
  • الخطيب: تعزيز الحوار الإفريقي المشترك ودعم الأولويات التنموية للقارة في مفاوضات منظمة التجارة العالمية
  • الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تبحثان تعزيز التعاون الاقتصادي خلال الحوار رفيع المستوى
  • تعزيز الحوار مع المستوردين والمستخلصين ووكلاء الشحن الجوى حول منظومة «ACI»