جنرال إسرائيلي يحدد 3 معالم لليوم التالي لوقف الحرب الشاملة في المنطقة
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
تتصاعد المطالبات الإسرائيلية بإنهاء الحرب بطريقة سياسية عقب ما تزعم أنها "إنجازات" عسكرية تحصل في العديد من الجبهات القتالية، من خلال بذل جهد سياسي منسق على جميع الجبهات للاستفادة في وضع أسس لنظام إقليمي جديد، لاسيما مع ما يقوم الاحتلال من جهد عسكري يتسم بالتدمير الميداني والبشري أساساً في الجبهتين الشمالية والجنوبية.
الجنرال عاميت ياغور، نائب الرئيس الميداني السابق في قسم التخطيط في جيش الاحتلال، ورئيس الميدان الشمالي في الاستخبارات البحرية، ذكر أنه "بالتزامن مع النشاط العسكري الذي يقوم به الجيش، لاسيما في الاغتيالات الأخيرة في غزة ولبنان، لابد من الذهاب إلى بذل جهد سياسي متضافر على كافة الجبهات، ولكن تحت النار، وليس في نهاية الحرب، بزعم استمرار الجهد العسكري على كافة الجبهات للتأثير والمساهمة في الجهد السياسي، الذي سيتركز على ثلاثة محاور رئيسية تجري في نفس الوقت، وهي: قضية المختطفين، والنظام الإقليمي الجديد الشرق الأوسط، والملف الإيراني".
وأضاف في مقال مطول نشرته صحيفة "معاريف"، وترجمته "عربي21" أن "المحور الأول الخاص بالمختطفين في غزة يعتبر الجهد الرئيسي والأهم، بحيث يتم تغيير مصطلح "الصفقة" الذي استخدمه الجميع منذ عام كامل، لأنه لا يمثل التغييرات التي شهدتها الحرب خلال الأسابيع والأشهر الأخيرة، والانتقال إلى مصطلح أكثر دقة ويتعلق بالبقاء الشخصي على قيد الحياة لدى الخاطفين، لا سيما بعد اغتيال السنوار، مما يعني الافتراض أننا سنكون أمام خط أكثر مرونة، وتركيز الجهد نحو الحفاظ على من تبقى من قادة حماس في غزة لإدارة "اليوم التالي"، سواء ببقائهم في غزة نفسها، أو خروج تكتيكي للخارج، والعودة إليها مستقبلا".
وأشار إلى أن "المحور الثاني يتعلق بإقامة نظام إقليمي جديد في الشرق الأوسط، بحيث يأخذ الاحتلال مرحلة انتقالية مؤقتة لمدة عام بهدف تصميم هذا النظام، وفي هذه المرحلة، سيحدد جيش الاحتلال شريطًا عازلًا سميكًا بين مستوطناته والجانب الآخر الذي سيستمر في البقاء فيها في الوقت الحالي، سواء في غزة أو لبنان، مع السيطرة على شيء ما من مساحة أراضي الخصم، تكون بمثابة منطقة عازلة، حيث يتركز فيها الجيش، دون إعطاء الأمم المتحدة دوراً في ترتيبات "اليوم التالي"، لأنها جزء من المشكلة، وليس الحل، وهذا ينطبق على الأونروا في غزة، واليونيفيل في لبنان"، على حد تعبيره.
وزعم أن "الترتيب لهذا النظام الإقليمي الجديد يتضمن السعي، للمرة الأولى، إلى اتفاق سلام مع لبنان يتم تسويته في نهاية المرحلة الانتقالية المؤقتة، وهي رسالة لا لبس فيها، ومن الصعب جداً التراجع عنها، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وتعزيز المشاركة الفعالة لدول التطبيع، مع التركيز على السعودية، في قوات السيطرة والإنفاذ على الأرض في غزة ولبنان، وينبغي إدراج سوريا في أي نظام إقليمي جديد، مع التركيز على موقف لا لبس فيه ولا هوادة فيه فيما يتعلق بإزالة القوات الإيرانية منها".
ودعا الكاتب إلى "إشراك العوامل الاقتصادية العالمية في النظام الجديد، حيث تتمتع المنطقة بإمكانات كبيرة، وقد تمت صياغة بعض الأفكار بالفعل في الولايات المتحدة، خاصة في صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والمؤسسات الكبرى والشركات الخاصة في العالم، وبدء الحديث الآن عن إعادة الإعمار في غزة ولبنان، بحيث تشارك إسرائيل بنشاط في هذه العملية، بالحوار مع الولايات المتحدة ووكالات التمويل، وما يتعلق بخصائص إعادة الإعمار، وحدودها، والاستبعاد الكامل لأي كيان له علاقات بإيران وحزب الله وحماس".
وأوضح أن "المحور الثالث يتعلق بالملف الإيراني برمّته، لأنه لأول مرة تقف إيران بشكل مباشر ضد إسرائيل، التي باتت تتمتع بالشرعية الدولية للرد على إيران، التي يعاني حلفاؤها من التراجع العسكري والقيادي والسياسي، وهذه ظروف استراتيجية لن تعود قريباً، رغم أن إيران ستسعى في السنوات المقبلة لاستعادتها، مما يستدعي استغلال هذه الفرصة لفصل إيران عن النظام الجديد، وإلحاق الضرر بها، بما من شأنه تعزيز الاتجاهات الاجتماعية السلبية داخلها، مما يضمن إضعافها بشكل كبير كقوة دافعة، وتركيزها داخل حدودها في السنوات المقبلة، تمهيدا لإرساء جذور النظام الإقليمي الجديد".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية الاحتلال غزة اليوم التالي لبنان لبنان غزة الاحتلال اليوم التالي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
هل تشهد إيران تحولا في خطاب النخب السياسية عن الحجاب؟
طهران- شهدت إيران في الأسابيع الأخيرة تصاعدا جديدا في السجال السياسي والإعلامي حول قضية الحجاب، ولا سيما بعد تصريحات غير مسبوقة لمسؤولين كبار أعادت إلى الواجهة ملفا طالما اعتبر حجر الزاوية في الهوية الأيديولوجية لهذه الجمهورية منذ عام 1979.
وفي داخل مؤسسات النظام، بدأت أصوات تتساءل عن جدوى الإكراه في فرض الحجاب والزي الاجتماعي، مما أشعل مواجهة كلامية حادة بين رموز التيار الإصلاحي والمعتدل من جهة، والمحافظين والأصوليين من جهة أخرى، مؤكدة الانقسامات العميقة حول هذه القضية الحساسة.
وجاءت بداية الجدل بتصريح رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان، الذي قال في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية إنه لا يؤمن بـ"فرض الحجاب" وإنه يرى أن "الإكراه لا يمكن أن يحافظ على القيم الدينية".
وأضاف بزشكيان أن حكومته لا تسعى للتصعيد في هذا الملف، بل إلى "خفض التوتر الاجتماعي والسياسي المرتبط به".
التبنّي والرفض
وبعد أيام فقط، جاءت تصريحات محمد رضا باهنر النائب السابق لرئيس البرلمان وعضو "مجمّع تشخيص مصلحة النظام" حين قال إن القيود القانونية لفرض الحجاب "لم تعد قائمة" مشيرا إلى أن اللائحة التي كانت تمنح الأجهزة التنفيذية صلاحية فرض العقوبات لم تعد قابلة للتطبيق بعد قرارات المجلس الأعلى للأمن القومي.
وأوضح باهنر أن "الإلزام القانوني أو الغرامات أو الإجراءات الأمنية لم يعد لها سند قانوني" مضيفا أن "الإكراه في الحجاب لا يمكن أن يُنتج التزاما حقيقيا أو استقرارا اجتماعيا".
وأثار هذا التصريح الدهشة في أوساط كثير من الإيرانيين، إذ نادرا ما تصدر مثل هذه المواقف من شخصيات محسوبة على النظام، واعتُبر من قبل كثيرين مؤشرا على تحوّل تدريجي في خطاب بعض النخب السياسية تجاه مسألة الحجاب بعد الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها البلاد عام 2022 عقب وفاة الشابة مهسا أميني أثناء اعتقالها بسبب الحجاب لدى دورية الإرشاد المعروفة بشرطة الآداب.
إعلانوفي المقابل، قوبلت هذه التصريحات بعاصفة من الانتقادات من جانب التيار الأصولي (اليمين) داخل البرلمان والإعلام الرسمي. واعتبر عدد من النواب حديث باهنر "دعوة مبطنة إلى خلع الحجاب" وطالبه آخرون بـ"الاعتذار أو مواجهة المساءلة القانونية".
ونشر الصحفي المحافظ ومدير صحيفة کیهان، حسين شريعتمداری، مقالا شديد اللهجة دعا فيه باهنر إلى "توضيح مواقفه التي تتنافى مع القوانين والمبادئ الإسلامية" متسائلا "كيف يقول شخص جلس لسنوات على كرسي نائب رئيس البرلمان إن الحجاب لم يعد له أساس قانوني؟".
وذهب بعض النواب إلى حد تذكيره بـ"تاريخه العائلي والشهداء من عائلته" قائلين إن عليه "أن يخجل من دماء أبناء حزب الله (وهو وصف يطلقه اليمين على أبناء تياره) الذين أوصلوه إلى السلط".
رافضاً اتهامه بالوقوف ضد الحجاب.. الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يذكّر بمنعه الطلاب الشباب من فحص النساء أثناء توليه رئاسة جامعة العلوم الطبية في تبريز، مشدداً في الوقت نفسه على أن الحجاب لا يمكن فرضه بالقوة حتى على ابنته pic.twitter.com/bTAF4y7WY3
— Rudaw عربية (@rudaw_arabic) August 10, 2025
ثقافة ودينمن جانبه، يعتقد محمد علي صنوبري رئيس تحرير مؤسسة الرؤية الجديدة للدراسات الإستراتيجية في طهران أن المواقف التي صدرت عن بعض الشخصيات السياسية -مثل بزشكيان وباهر- لم تعبر عن الموقف الرسمي للنظام، بل عكست رؤى شخصية وحزبية مرتبطة بحسابات انتخابية ومحاولات لجذب جزء من الرأي العام عبر تصريحات مثيرة للجدل.
وأشار صنوبري -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن القيادة الإيرانية والمؤسسات الرسمية لم تتبنَّ "الحجاب الإجباري" كما يُروَّج، بل اعتبرت الحجاب واللباس الإيراني الإسلامي جزءا من الهوية الثقافية والدينية، وضرورة للحفاظ على الأسرة والصحة الاجتماعية.
وبيّن أن ظاهرة عدم الالتزام بالحجاب شهدت منذ عام 2022 تحولا نوعيا، إذ أصبحت في بعض مستوياتها حركة احتجاجية وسياسية، وفي مستويات أخرى أداة لإيجاد استقطاب وأزمات اجتماعية، تُغذيها بعض وسائل الإعلام المرتبطة في الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل.
ولفت صنوبري إلى أن الجمهورية تعاملت مع قضية الحجاب في معظم الأحيان بطريقة توعوية وإيجابية، لكنها اضطرت في بعض المراحل إلى استخدام الآليات القانونية في مواجهة التحركات المنظمة والمخالفة للبنية الاجتماعية.
كما أوضح أن كسر القواعد الاجتماعية أمر مرفوض في مختلف دول العالم، حتى في الولايات المتحدة وأوروبا، مستشهدا بتجربته أثناء كأس العالم في قطر، حيث شاهد فرقا من الشرطيات يوجهن التنبيه أو يعتقلن من يتجاوز الأعراف المحلية.
وختم صنوبري بالتأكيد على أن القوانين والأعراف في إيران استندت إلى الثقافة الإسلامية والإيرانية، غير أن بعض الأفراد استغلوا الظروف الاقتصادية أو التوترات السياسية للترويج للانفلات الاجتماعي، بينما فضّل بعض السياسيين الانتهازيين ركوب الموجة بدل العمل على إصلاح المجتمع ومواجهة الظواهر المناهضة للثقافة.
ورغم الانقسامات الرسمية، لا يزال الإلزام بالحجاب مطبقا في أجزاء واسعة من البلاد، خصوصا المؤسسات العامة والمدارس الحكومية. ومع ذلك، تظهر مؤشرات تراجعا فعليا في تطبيق العقوبات القانونية ضد المخالفين.
إعلانوبالمقابل، تستمر السلطات بملاحقة بعض الفعاليات التي تتحدى التقييد الصارم، كما حدث في فعالية محلية بجزيرة "كيش" تحمل عنوان "حفلة القهوة" حيث تم اعتقال عدد من الشباب وإغلاق بعض المقاهي، مما يعكس استمرار التناقض بين الخطاب الرسمي الإصلاحي والواقع الأمني الميداني.
وتظهر مشاهدات ميدانية أن النساء غير المحجبات بشكل اختياري يزداد عددهن في المدن الكبرى، مع تراجع الردود الحكومية المباشرة على بعض المخالفات، بينما تظل مناطق أخرى أكثر التزاما، مما جعل هناك واقعا متباينا بين المدن الكبرى والمناطق المحافظة.
ومن جهته، أوضح روزبه علمداري رئيس تحرير موقع "جماران" في طهران أن قضية الحجاب "في وضع طبيعي ومستقر، دون توتر يُذكر" حيث تعايشت النساء بمختلف أنماط اللباس بشكل سلمي في الحياة اليومية.
النظام في إيران أنهى إلزامية إرتداء الحجاب الإسلامي ! pic.twitter.com/2if4bvDmJ4
— علي الغرباوي (@allowan1) October 8, 2025
وأشار في حديثه للجزيرة نت إلى أن التوقف عن التعامل الرسمي مع ظاهرة "عدم ارتداء الحجاب" -والمقصود بها في السياق الإيراني عدم ارتداء غطاء الرأس- جعل الأوضاع أكثر هدوءا وطبيعية، كما أن التحركات الاحتجاجية المرتبطة بسياسات الحجاب أصبحت أقل مما كانت عليه في السابق.
وأضاف علمداري أن الحجاب ما يزال يُراعى في المؤسسات الحكومية والجامعات، ولا تُسجَّل توترات تُذكر في هذا المجال.
وأوضح أن بعض التيارات السياسية الراديكالية، رغم علمها بطبيعة السياسات المتبعة من قبل النظام، تسعى بين الحين والآخر لإحياء خطابها من خلال افتعال قضايا جديدة "كان آخرها الهجوم على باهنر".
وختم علمداري بالقول إنه من المستبعد أن تتأثر المؤسسات "العاقلة" في إيران بهذه التيارات، مشيرا إلى أنه حتى التجمع الاحتجاجي الذي كان مقررا ضد باهنر تم إلغاؤه نهاية المطاف.