تل أبيب تضرب تحذيرات واشنطن بعرض الحائط.. تجويع غزة مستمر مع اعتراض 254 شحنة أممية إنسانية للقطاع
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
ناشد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" السلطات من أجل توفير الوصول الآمن إلى غزة، وذلك بعد أن منع الجيش الإسرائيلي خلال الـ 20 يومًا الماضية وصول 189 مساعدة إنسانية، واحتجز 65 مساعدة أخرى على الحواجز.
وقالت المنظمة الأممية إنها "بحاجة ماسة إلى وصول آمن وغير معاق إلى غزة"، مطالبةً بتوفير ضمانات لمرور المساعدات، خاصةً في ظل عدم إدخال أي معونات غذائية إلى شمال غزة منذ 22 يومًا.
وبحسب تقييم حديث للأمن الغذائي، فإن حوالي 1.95 مليون شخص في غزة، أي 91% من السكان، سيواجهون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي.
في هذا السياق، أشار المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى أن الجيش الإسرائيلي منع إدخال أكثر من ربع مليون شاحنة مساعدات منذ بدء الحرب.
رسم إنفوغرافي يظهر كيف تعوق إسرائيل المساعدات الأممية لقطاع غزة خلال 20 يوما الماضياللافت أن تعليقات المنظمات الدولية ومناشدات الهيئات الحكومية في القطاع جاءت بعد وقت قصير من تحذير الولايات المتحدة الأمريكية الدولة العبرية من أنها ستقطع عنها "الإمدادات العسكرية" إذا لم يتم توفير وصول أفضل للمساعدات في القطاع.
فقد أشار البيت الأبيض إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أوصلا "تحذيرًا" إلى وزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر بشأن منع إسرائيل وصول المساعدات، حيث منحت "واشنطن" حليفتها مهلة أقصاها 30 يومًا لتفادي "العواقب" المترتبة في حال امتنعت تل أبيب عن معالجة الأزمة الإنسانية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية قبل الانتخابات وبعد الإعصار.. هاريس وترامب يصبان تركيزهما على ولاية كارولينا الشمالية الحاسمة قصر بيلتمور التاريخي يستأنف نشاطه بعد إعصار هيلين مهرجان "ووفستوك" في بروكسل يحتفي بالكلاب وأصحابها مجاعة واشنطن تل أبيب حصار غزة المساعدات الإنسانية ـ إغاثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 روسيا إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إعصار الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 روسيا إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إعصار مجاعة واشنطن تل أبيب حصار غزة المساعدات الإنسانية ـ إغاثة الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 روسيا إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إعصار حفل موسيقي مخيم جباليا قطر قطاع غزة حركة حماس أوكرانيا السياسة الأوروبية یعرض الآن Next تل أبیب
إقرأ أيضاً:
حربٌ تدور في واشنطن
الخصومة الحالية بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وحليفه رجل الأعمال إيلون ماسك نشبت فجأة، وسرعان ما تحوّلت إلى حرب بجبهات كثيرة، وخسائر كبيرة. أتاحت طبيعة العلاقة بين الطرفين والثقة التي سادت بينهما في سابق الأوقات، الفرصة أمام كل طرف للنيل من الآخر.
ورغم ما يميّز المتخاصمين من شُهرة وثَراء، فإن الكفّتين غير متعادلتين، لأن ترمب رئيسٌ منتخبٌ لأقوى دولة في العالم عسكرياً واقتصادياً، وبيده صُنع القرار، هذا أولاً. أما ثانياً، فإنّه من غير المسموح لأي رئيس دولة أن يُهزم في خصومة شخصية مُعلنة، فما بالك برئيس أميركا؟
في السياسة أو التجارة وعالم الأعمال، أو الرياضة، حفظ لنا التاريخ وقائع حروب كثيرة، بين إخوة وأصدقاء وشركاء وحلفاء. نتائج تلك الحروب قد لا تحتاج إلى تذكير. لكن البشر لا يقرأون التاريخ. وإذا قرأوه فإنهم لا يتّعظون بدروسه. ولذلك السبب يكررون الأخطاء نفسها، بالتعثر في المطبّات نفسها، ولا يتورعون عن الوقوع بعيون مفتوحة في الحفر نفسها، رغم كثرة علامات التحذير المنصوبة على جوانب الطرق!
الرئيس ترامب وحليفه السابق ماسك ليسا في حاجة إلى تذكير بتلك الحقائق. إلا أنّهما اختارا طريق الحرب، وخوض ما لا بدّ من خوضه من معارك. هل كان بالإمكان ترميم ما تصدّع من جسور قبل انهيارها؟
الإجابة قد تكون بنعم، أو بلا. الأمر يتوقّف على الزاوية التي ينظر منها المرء إلى علاقة كانت تعدُّ استثنائية، تحت بند تحالف سياسي. تلك العلاقة ولدتْ وشبّتْ وكبرتْ بسرعة عجيبة، وتهشّمتْ شظايا في وقت قصير جداً، وبسرعة أكبر.
نحن الآن جميعاً مدعوون لنكون شهود عيان ومراقبين ومتفرجين أيضاً؛ لأنّ حرباً تنشبُ بين أغنى رجل أعمال في العالم، وأقوى رجل سياسي في العالم، وتدار معاركها على صفحات الجرائد، وشاشات التلفزيون، ومواقع الإنترنت، نادرةُ الحدوث. وقد لا تكتفي بما هو متوفر لها من حبال نشر غسيل، لكثرة ما سيتم عرضه.
الآن، وقد نشبت الحرب، ظهر كثيرون على الملأ يتبجحون بكونهم تنبأوا بحدوثها منذ وقت مضى. وهذا ليس بغريب. فالحقيقة، كما علمتنا التجارب، هي أولى الضحايا في أي حرب. والحرب الدائرة حالياً بين الرئيس ترامب وحليفه سابقاً رجل الأعمال ماسك لن تكون استثناءً. وقد لا يكون مهمّاً الآن البحث عمن بادر بإطلاق النار أولاً. لكن من المهمّ التذكير بأن الرجلين يشتركان في كونهما نرجسيين.
يُعرّف علماء النفس الشخص النرجسي بأنه «شخص لديه إحساس مبالغ فيه بأهميته. ويحتاج ويسعى إلى الحصول على كثير من الاهتمام... ويفتقر إلى القدرة على فهم مشاعر الآخرين والإحساس بهم. لكن خلف قناع الثقة الشديد، فإنه غير متأكد من قيمته الذاتية، وينزعج بسهولة من أدنى انتقاد».
التقارير الإعلامية الغربية عموماً، والأميركية خصوصاً، تؤكد أن الرئيس ترامب قادر على إنزال ضربات قاتلة بخصمه، لاحتواء ترسانته على أسلحة فتّاكة. أبرزها امتلاكه صلاحية إصدار قرارات بسحب كل العقود الحكومية من شركات إيلون ماسك، ومنعه من الحصول على أي عقود أخرى. وهذا ما حدث مؤخراً. السؤال حول مدى قدرة الخصم على تحمّل هذه الضربة ليس صعب الإجابة. ثروة إيلون ماسك ليست أموالاً مكدسة في حسابات مصرفية، بل هي أصول ثابتة، ترتفع وتنخفض قيمتها في الأسواق المالية وفق الظروف. التقارير الإعلامية تقول إن قيمتها مؤخراً انخفضت 150 مليار دولار أميركي، أو أكثر.
مشكلة رجل الأعمال ماسك أنه تورط في طرد آلاف الموظفين الحكوميين من أعمالهم، خلال ترؤسه لوزارة الكفاءة، بغرض تخفيض العجز في الميزانية بالحد من الإنفاق. وأدّى ذلك إلى غضب شعبي كبير تمثل في حملة مضادة كبيرة في أميركا وخارجها تدعو إلى مقاطعة شراء ما تنتجه شركاته من منتجات وأبرزها السيارات الكهربائية من ماركة «تسلا». ونجحت الحملة بشكل كبير، وأضرّت به وبالمساهمين.
وها هو الآن، يجد نفسه محصوراً بين ثقلي حجري رحى العداء مع الرئيس وأنصاره، وخسارة أمواله، وعداء الآلاف ممن تسبب في طردهم، إضافة إلى ذلك غضب ونقمة شركائه المستثمرين. الرئيس ترمب أوصد كل الأبواب أمامه للصلح. وفي الوقت ذاته، بدأ المساهمون في شركاته في الدعوة علناً إلى استبداله بواسطة مدير تنفيذي آخر؛ حرصاً على عدم إفلاس الشركات.
وفي خضم تسارع الأحداث، لم يعد السؤال عن السبب وراء اندلاع الحرب مهمّاً، لأن الحرب، حسب وصف نائب الرئيس جي دي فانس، دخلت مرحلة استخدام السلاح النووي.
الشرق الأوسط