أكد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق غيورا آيلاند على ضرورة وقف الحرب على قطاع غزة الآن، محذرا من أن استمرارها لن يغير الواقع هناك وسيؤدي إلى موت جميع الأسرى ومقتل المزيد من الجنود.

واعتبر آيلاند، في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، أن استمرار أن الحرب لمدة سنة أخرى لن يحقق أي إنجازات لإسرائيل، ولن يأتي بفائدة استراتيجية في حين "ستتصاعد الخسائر البشرية بين الجنود الإسرائيليين والرهائن دون حدوث تغيير جوهري في معادلة الصراع".

وقال "إذا واصلنا القتال في غزة لمدة ستة أشهر أخرى، أو سنة، فلن يغير ذلك الواقع هناك. سيحدث شيئان فقط: سيموت جميع المحتجزين وسيقتل المزيد من الجنود".

ورغم زعمه أنه من الممكن محاولة تحسين شروط الصفقة خاصة فيما يتعلق بعدد الفلسطينيين الذين سيتم تحريرهم مقابل كل أسير إسرائيلي حي، فقد أكد على أنه "ليست هناك حاجة للإصرار على الهراء، وخاصة ليس على محور فيلادلفيا".

وذلك في إشارة إلى موقف حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرافض للانسحاب من هذا المحور مع الحدود على مصر في أي صفقة يتم التوصل لها مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

أسباب لوقف الحرب

وقدم آيلاند في مقاله 4 أسباب يعتقد أنها قوية تدفع إلى ضرورة وقف الحرب في غزة فورا، معتبرا أن السبب الأهم هو أن "الخسائر البشرية أصبحت تفوق أي مكاسب محتملة".

كما سلط الضوء على المتغير الجديد في المجتمع الإسرائيلي، وقال "في السابق، كان الشعب الإسرائيلي يشعر بالحزن الكبير على كل جندي يُقتل في المعركة، ولكن هذا الشعور تحول إلى نوع من القسوة وعدم الاكتراث، حيث لم يعد المجتمع يبكي على الجنود كما في الماضي".

وأضاف "تحولت قلوبنا قاسية لموت الجنود، أفضل أبنائنا، كما أن الجنود لا يتعرضون فقط للقتل، بل إن الكثير من الجنود يعانون من إصابات جسدية ونفسية تؤثر على حياتهم بالكامل، مثل فقدان الأطراف أو البصر، ما يدمر مستقبلهم بشكل كامل".

كما أشار الجنرال الإسرائيلي إلى سبب آخر، وهو الضغط الهائل الذي يتعرض له الجنود، وخاصة جنود الاحتياط الذين قال إنهم "يعانون من ظروف اقتصادية وعائلية معقدة، يجعل استمرار الحرب عبئًا لا يُحتمل عليهم".

وإلى جانب ذلك يرى الجنرال الإسرائيلي أن التكلفة الاقتصادية للحرب تجعل استمرارها غير مجدٍ، فحسب آيلاند، يُنفق كل يوم من القتال حوالي نصف مليار شيكل (132.3 مليون دولار)، مما يثقل كاهل الاقتصاد الإسرائيلي.

ويقول إنه رغم أن الجبهة اللبنانية تحظى بالتركيز الأكبر حاليا، إلا أن استنزاف الموارد في غزة سيلقي بظلاله الثقيلة على الاقتصاد في المستقبل القريب.

ويضيف آيلاند سببا آخر يكمن في الموقف الدولي الذي يطالب بإنهاء العمليات في غزة. ويقول إن "القتال ضد حزب الله في لبنان يُفهم بشكل أكبر، لكن العالم لا يفهم ما نريد تحقيقه في غزة، وهذا يضع إسرائيل في عزلة دبلوماسية".

الأولوية للأسرى

من ناحية أخرى يرى آيلاند أن أي اتفاق مع حماس يجب أن يكون هدفه الوحيد هو تحرير المحتجزين، دون طلب اي تنازلات إضافية من حماس، لكنه يعتقد أن المعركة الحقيقية هي مع الأطراف الإقليمية، مثل الولايات المتحدة ومصر وقطر، والتي يدعو إلى الضغط عليها لضمان عدم إعادة إعمار غزة إلا بشرط نزع سلاح حماس.

وقال إن "غزة مدمرة بالكامل. ولن تتمكن حماس من إعادة بناء قوتها ما لم يكن هناك مشروع ضخم لإعادة الإعمار. ولن نسمح بذلك دون آلية تدمر بشكل منهجي ما تبقى من البنية التحتية العسكرية".

ويزعم آيلاند أن "هناك خيبة أمل محتملة بين سكان غزة تجاه حماس، لكن هذا التمرد الشعبي لن يحدث طالما استمرت الحرب، وطالما أن القوات الإسرائيلية موجودة في قطاع غزة"، مشيرا إلى أن "إطالة العمليات العسكرية ستؤدي إلى استمرار معاناة السكان وتجدد الأعمال العدائية".

وحرص الجنرال الإسرائيلي على التأكيد على مقولة أن "الحرب التي تهدف إلى إزالة التهديد أمر ضروري وتبرر التكاليف الباهظة التي تنطوي عليها، لكن ليس هذا هو الوضع في غزة".

ووجه  آيلاند اللوم للحكومة الإسرائيلية قائلا: "للأسف، لا تتبع الحكومة الإسرائيلية هذا المنطق، ولا تجتمع حتى لمناقشة تهدف إلى الاختيار بين بديلين: استمرار الحرب في غزة حتى "النصر النهائي"، أو الاستعداد لإنهاء الحرب في غزة مقابل عودة جميع المحتجزين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجامعات فی غزة

إقرأ أيضاً:

وثيقة تكشف محاور اتفاق إنهاء الحرب وتبادل الأسرى في القطاع

صراحة نيوز- نشرت وسائل إعلام أمريكية وثيقة تتضمن المحاور الأساسية الستة للاتفاق الذي وقعته حركة حماس، الحكومة الإسرائيلية، والولايات المتحدة، موضحة الإجراءات المتوقع تنفيذها خلال الأيام المقبلة:

إعلان إنهاء الحرب:
يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسميًا نهاية الحرب، وتلتزم الأطراف بتنفيذ الخطوات اللازمة لذلك.

وقف فوري للعمليات العسكرية:
تبدأ الهدنة فور موافقة إسرائيل، مع توقف كامل للقصف الجوي والمدفعي، وتعليق الرصد الجوي في المناطق التي تنسحب منها القوات الإسرائيلية خلال 72 ساعة.

إدخال المساعدات الإنسانية:
يسمح بدخول فوري وكامل للمساعدات وفق اتفاق 19 يناير 2025، مع خطة تفصيلية للإغاثة.

انسحاب الجيش الإسرائيلي:
تسحب إسرائيل قواتها إلى خطوط محددة خلال 24 ساعة من إعلان ترامب، وتتعهد بعدم العودة طالما التزمت حماس بالاتفاق.

تبادل الأسرى والرهائن خلال 72 ساعة:
تشمل الإجراءات الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، تسليم رفات القتلى، وتبادل المعلومات عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مع الالتزام بالسرية وعدم التغطية الإعلامية.

تشكيل لجنة متابعة دولية:
تُنشأ قوة عمل مشتركة تضم ممثلين عن الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا ودول أخرى للمتابعة والتنسيق بين الطرفين.

مقالات مشابهة

  • مصر وغزة.. القاهرة تنجح في إنهاء العدوان الإسرائيلي وتفشل مخظط التهجير
  • «حماس» تتهم عناصر من عائلة دغمش بالتعاون مع إسرائيل.. ومقتل 4 في اشتباكات مسلحة بغزة
  • حماس ترفض المشاركة في توقيع اتفاق إنهاء الحرب في غزة
  • قيادي في حماس: الحركة لن تشارك في مراسم توقيع الاتفاق مع إسرائيل
  • ألوف يعودون لمنازلهم المدمرة بغزة مع بدء الانسحاب الإسرائيلي
  • مبتكر خطة الجنرالات يذكر ثلاث قضايا تعكر فرحة النصر
  • بن غفير يقول إنه سيصوت ضد اتفاق إنهاء الحرب في غزة
  • وثيقة تكشف محاور اتفاق إنهاء الحرب وتبادل الأسرى في القطاع
  • وزير الأمن الإسرائيلي: سنعمل على إسقاط الحكومة إذا لم يتم إنهاء حماس
  • الاحتلال الإسرائيلي يبدأ انسحاباً محدوداً من القطاع