تبنى منظومة الحياة الزوجية على أسس ثابتة تتضمن الاحترام المتبادل وتقدير قيمة الآخر بالإضافة لضرورة وجود الثقة المتبادلة في التصرفات .

غير أن هناك شعورا هادما  يتسلل خلال الحياة الزوجية اسمه الغيرة وهو شعور طبيعي في العلاقة  المبنية على الحب وأهمية الحفاظ علي الأخر من نظرات خارجية غير بريئة. غير أن عدم وجود الغيرة بين الزوجين هو الأمر الشاذ بينهما فإما أن الزوجين لديهما ثقة زائدة بالنفس أو أن العلاقة بينهما بلغت  نهايتها في الأهتمام وبلغت  مرحلة اللامبالاة بتصرفات كلا منهما .

. وهذا خطر يهدد إستمرار العلاقة الحميمة 
و يتلاشى الإحساس بينهما بالأمان .

الغيرة الطبيعية العاقلة هي إشارة من القلب بمدي الحب الذي يكمن في المشاعر بصدق و بثقة في الأخر ، و أحيانا تعبر عن الخوف الشديد علي فقدان الحبيب لكن هناك غيرة  ترتبط ببعض التصرفات الغير مقبولة و تتحول إلي غيرة هادمة لاستقرار الأسرة عندما تتخللها ظنون  وشكوك سيئة في تصرفات الأخر وتبدأ المشاجرات ونقد تصرفات الأخر  تنتهى بتدمير الإستقرار والانفصال عن الحبيب . لذلك يجب ألا نكثر من الغيرة التي تصحبها شك في الأخر ..

يتحول الشك إلي غيرة مرضية وهي حالة خطرة تؤدي لارتكاب جرائم قتل لشريك الحياة أحيانا بدافع الشك في قيامه بالخيانه أو الانتحار . وتمتد أضرار الغيرة أحيانا لعنف ضد طرف ثالث يشتبه أنه في علاقة غرامية مع شريك الحياة .

من أهم إخطار الغيرة الأسرية المرضية معاناة الأبناء حيث يتعرض الأبناء لإيذاء جسدي عند تمادي المشاجرات بين الزوجين أو عاطفي جراء الوهم الذي يسيطر أحيانا علي الزوج المصاب بالغيرة المرضية، حينما يعيشون المشاجرات ويسمعون الإتهامات للأخر و الأخطر حينما ترتبط تلك الإتهامات بالخيانة الزوجية حينها يفقد الأبناء تدريجيا إحترامهم للوالدين ، ومن الأمور الغير صحية هي الاستعانة بأحد الأبناء للتجسس علي شريك الحياة الأخر أو البحث في هاتفه أو مقتنياته أمام الأبناء ..

هنا يجب على الشريك العاقل الأكثر ثباتاً أن يتلاشى التعرض للشك في سلوكياته مثل عدم التباهي بالزينه أمام الآخرين أو التحدث مع طرف ثالث كثيراً في وجود شريك الحياة .وتفهم أن الغيرة هي 
عاطفة إنسانية طبيعية  وحافز لتحسين  العلاقات،  وليست رغبة في التملك والخوف من فقدان الشريك لكي لا تتحول إلي اضطراب نفسي، وهو ما يسمي  "متلازمة عطيل" أو الغيرة الوهمية المرضية. فتسبب اضطراب نفسي وعقلي بتوهم خيانه الطرف الآخر وعدم إخلاصه للعلاقة الزوجية بدون دليل وتنمو داخله مشاعر ضارة تجاه 
الأصدقاء وأفراد الأسرة وزملاء العمل

تعود تسمية هذه المتلازمة للطبيب النفسي البريطاني جون تود 1955 الذي أشار لغيرة غير عقلانية جسدها أحد أبطال مسرحية"عطيل" للكاتب المسرحي ويليام شكسبير، حين قتل "عطيل" زوجته ديدمونه بالخنق حين سيطر عليه شك في خيانتها الوهمية له ، ثم انتحر بسبب سوء فهمه و اكتشافه براءتها، وهو ما يحدث في الواقع أحيانا ..

قد تتغلغل متلازمة عطيل في الشريك المصاب بأفكار وهمية حول خيانة شريكه، ويظل يراقبه ويفتش في تصرفاته لإثباتات شكوكه ويراقب كلام و ملابس وهاتف شريكه لإثبات خيانته الوهمية ،

تلك الغيرة التلصصية تؤدي لخلل في العلاقة الزوجية ،
عندما يراقب الشريك المصاب بالغيرة أماكن وجود الأخر باستمرار أو مراقبة أو ملابسه أو علاقاته الاجتماعية وعزله عن الأصدقاء والعائلة ومحاولة تقليل احترامه لذاته ويصاب دائما ببعض الإضطرابات النفسية مثل التوتر والاكتئاب أو الوسواس القهري .أو تعاطي  المخدرات

من المؤكد أننا نهتم في حياتنا الزوجية بالشريك الأخر لدرجة التملك لنا فقط   حينها تنشأ الغيرة و تطفو علي العلاقات وقد تتحول لشيء إيجابي يزيد من قوة العلاقات العاطفية ، وهي 
عاطفة  مؤلمة ينكرها كثيرا منا لأنها اعتراف وهمي بأن شريك حياتك يفكر في غيرك وتعجز عن منع ذلك .

من المؤسف أن تلك الغيرة  تؤثر علي حياة الرجل فهي تترك أثرها على صحته  النفسية و الجسدية وتجعله  يعيش قلق وتوتر و تفكير وهمي زائد ، يؤدي لصعوبة في النَّوم، و الشعور بالاكتئاب و النفور من المنزل،

ويجب أن يتجنب الرجل الحديث عن امرأة اخري وإظهار جمالها أو مميزاتها فهذا تصرف المريض و الجاهل . أيضا تتجنب  المرأة الحديث عن رجل آخر أو الاهتمام بأخر ، خاصة أمام زوجها ، احتراما لمشاعره .. و يجب أن يبتعد كل شريك عما يثير شك الأخر فيه ويحاول تعزيز مكانته في قلبه وإبراز حبه داخله .

الزوج الذي  لا يغار على زوجته عليه علامات استفهام لأنها أهم اهتمامه. أحيانا تكون الغيرة على الزوجة من الرجولةِ، وانعدامُها علامة حمراء في شخصية الزوج .

يجب علي الشريك الذي  يغار عليه الأخر أن يتعامل مع الأخر برقي والأكثار من المودة و الاحترام له وزرع الثقة فيه وأن يعبر  عن مشاعره باستمرار وتجنب ما يغضبه لانه يحبك فعلا . حاول أن تكون داخله ومعه حتي في غيابك دوما تتواصل معه تخبره بما تفعل وأشركه في قراراتك . فلابد أن يشعر بأهميته في حياتك وقلبك وروحك وأنه يعيش كل تفصيله من جميع تصرفاتك  و قراراتك ولا تتجاهل شعوره بالغيرة بل اقترب أكثر وأكثر من روحه . أكثر من تقديره 
و إظهار أنه الأول و الأخير في حياتك ..

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: شریک الحیاة

إقرأ أيضاً:

باحث أسري: التوازن بين الغيرة والسيطرة هو مفتاح العلاقة العاطفية الناضجة

قال الكاتب والإعلامي حازم توفيق، الباحث في شؤون الأسرة والمجتمع، إن العلاقات العاطفية السليمة لا تُقاس بمدى التعلّق أو الغيرة المفرطة، بل بقدرة الطرفين على تحقيق توازن صحي بين الغيرة والسيطرة، يضمن استمرار العلاقة بشكل ناضج ومستقر.

إلهام شاهين: السيسي أعاد لمصر مكانتها في الشرق الأوسط باتفاق شرم الشيخ بعد وقف الحرب| محمد نجاتي: التاريخ سيُسجل ما فعله الرئيس السيسي من أجل فلسطين الموسيقار حسن دنيا: الفن المصري فقد بوصلته بعد ثورة يناير وأغاني المهرجانات أفسدت الذوق العام بعد إحالته للمحاكمة.. الموسيقار حسن دنيا يفتح النار على محمد رمضان (تفاصيل) بعد وقف حرب غزة.. إلهام شاهين: مصر ستظل رمز الإنسانية والضمير الحي للأمة العربية سعرها 25 مليون.. محمد سامي يهدي مي عمر سيارة فارهة في عيد ميلادها (شاهد) إيناس الدغيدي تحتفل بعقد قرانها على رجل الأعمال أحمد عبد المنعم (صور) ماريا كورينا ماتشادو تهدي جائزة نوبل للسلام للرئيس ترامب.. وتوضح السبب (تفاصيل) اقتنصت "جائزة نوبل للسلام" من ترامب.. قصة خطف واعتقال المرأة الحديدية ماريا كورينا ماتشادو منة شلبي تكشف عن (تفاصيل) الحالة الصحية لوالدتها زيزي مصطفى بعد أزمة مرضها الأخيرة

وأوضح توفيق خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن بعض الأشخاص وخاصة النساء قد يقعن فريسة الارتباط العاطفي غير المتزن نتيجة طبيعة التربية أو الحس العاطفي الزائد، مشيرًا إلى أن الغيرة إذا تجاوزت حدودها الطبيعية تتحول إلى سلوك تحكمي يخلق توترًا نفسيًا للطرفين.

 

وأضاف أن العلاقة الناضجة تقوم على الثقة والاحترام والحرية المتبادلة، بينما تتحول العلاقة المؤذية إلى حالة من الاعتماد النفسي تشبه الإدمان، إذ يصبح وجود الطرف الآخر ضرورة للبقاء، لا خيارًا نابعًا من الحب الحقيقي.

 

وأكد الباحث الأسري أن فهم طبيعة الاختلاف بين الرجل والمرأة في التعبير عن مشاعرهم هو الأساس لبناء علاقة ناجحة، مبينًا أن الرجل قد يعبر عن ضعفه أو غيرته بطرق مختلفة عن المرأة، لكن الوعي بطبيعة الطرف الآخر يقلل من الصدام ويزيد من التفاهم.

 

وختم توفيق حديثه بالتشديد على أن العلاقات الناضجة لا تُبنى على الخوف أو السيطرة، بل على الأمان النفسي والمشاركة الوجدانية، داعيًا إلى إعادة النظر في أنماط التربية والعادات الاجتماعية التي تغذي التعلق المفرط أو الغيرة المرضية.

مقالات مشابهة

  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (في حديقة الشوك)
  • بعد تعيينه بالشيوخ.. سيد عبد العال: الرئيس حريص على إثراء الحياة النيابية
  • "كيف تختار شريك الحياة المناسب" ندوة بمكتبة المستقبل.. غدًا
  • أسس الحياة الزوجية السعيدة.. الإفتاء توضح
  • توقعات الأبراج حظك اليوم برج الميزان: تسعى لحل مشاكلك مع الشريك
  • خالد الشناوي يكتب: السادات و المسجد الأحمدي بطنطا
  • خبير اجتماعي وأسري يحذر: الغيرة تتحول إلى سيطرة مدمّرة في هذه الحالة
  • أحمد الشناوي: مصر أعادت الحياة لغزة وفرضت منطق السلام على الجميع
  • باحث أسري: التوازن بين الغيرة والسيطرة هو مفتاح العلاقة العاطفية الناضجة
  • قناة الحياة تعرض آخر حوار تلفزيوني مع د. أحمد عمر هاشم قبل وفاته