في ذكرى ميلاده.. أعمال فنية تناولت شخصية الزعيم مصطفى كامل
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
كان ملهما تاريخيا وأبًا روحيًا للثورية، ساهمت خطبه الرنانة في تشكيل وجدان عدد كبير من المصريين، واستمر في قيادة الأمة حتى نالت التوفيق في تحقيق مطالبها، إنه الزعيم الراحل مصطفى كامل، والذي تحل علينا اليوم ذكرى ميلاده، ونستعرض خلال السطور التالية أبرز محطات حياته والأعمال الفنية التي تناولتها.
حياة الزعيم مصطفى كاملوُلد الزعيم مصطفى كامل فى 14 أغسطس عام 1874 فى محافظة الغربية، تلقى تعليمه الثانوى فى المدرسة الخديوية، أفضل مدارس مصر فى ذلك الوقت، ثم التحق بمدرسة الحقوق عام 1891، وأتقن اللغة الفرنسية والخطابة، ثم التحق بمدرسة الحقوق الفرنسية، حيث أكمل سنوات دراسته، ثم التحق بكلية الحقوق فى تولوز، حيث حصل منها على شهادة الحقوق.
وهو أشهر زعماء الوطنية المصرية الذين ناهضوا الاستعمار، أسس الحزب الوطنى وجريدة اللواء، وعُرف بدوره الكبير فى مجالات النهضة، مثل نشر التعليم وإنشاء الجامعة الوطنية، كما أدت مجهوداته إلى فضح جرائم الاحتلال البريطانى، والتنديد به فى المحافل الدولية، خاصة بعد مذبحة «دنشواى» فى 13 يونيو عام 1906، التابعة لمحافظة المنوفية، التى أدت إلى سقوط اللورد كرومر، المندوب السامى البريطانى فى مصر فى ذلك الوقت، وتحتفل محافظة المنوفية بعيدها القومى يوم 13 يونيو من كل عام تخليدًا لشجاعة أهل دنشواى.
على الرغم من دوره الوطني الكبير، إلا أن شخصية الزعيم مصطفى كامل لم تظهر من خلال الدراما سوى في أعمال قليلة للغاية، أبرزها ما يلي:
فيلم مصطفى كاملالفيلم العربي « مصطفى كامل»، والذي تناول سيرة حياة الزعيم الخالد، وكيف قضى حياته كلها في الدفاع عن قضية بلده، حتى وافته المنية في سن صغيرة، وجسد دور الزعيم الراحل الفنان أنور أحمد، وشارك في بطولة العمل ماجدة، أمينة رزق، محمود المليجي، زينب صدقي، ومن تأليف أحمد أنور وفتحي رضوان، وإخراج أحمد بدرخان، وعُرض الفيلم بالسينمات عام 1952.
مسلسل قاسم أمينمسلسل «قاسم أمين»، ظهرت شخصية الزعيم مصطفى كامل، من خلال أحداث المسلسل، وجسد شخصية الزعيم الراحل الفنان أحمد الشافعي، وعرض المسلسل موقفه الرافض والمندد بمذبحة دنشواي، وعلاقته بالمفكر قاسم أمين، والمسلسل بطولة كمال أبو رية، أحمد خليل، جمال عبد الناصر، نورهان، ميرنا وليد، أحمد سعيد عبد الغني، ومن تأليف محمد السيد عيد، وإخراج أنعام محمد علي.
فيلم سيد درويش
فيلم «سيد درويش»، لم تظهر شخصية الزعيم مصطفى كامل في الفيلم بشكل واضح، بل اكتفى المخرج بالاستعانة بصوت رخيم في إحدى المشاهد التي تجمع عدد كبير من الجمهور، الذين يلتفون حول خطاباته، وانتهى المشهد بتصفيق حاد، وظهرمن خلال المشهد كيف أن الزعيم الراحل كان له بالغ الأثر على سيد درويش منذ أن كان طفلا.
وفاة مصطفى كاملوجاء يوم الرحيل معلنا نهاية الرحلة التي دامت في خدمة الوطن لسنوات طوال، حيث توفي الزعيم الراحل مصطفى كامل في 10 فبراير 1908، وهو لم يتجاوز 34 عامًا، إلا أن التاريخ ما زال مسطرا أعماله وإنجازاته التاريخية بأحرف من ذهب.
اقرأ أيضاًفي ذكرى وفاة «الثعلب».. رحلة سمير الإسكندراني من الفن إلى إنقاذ عبد الناصر
«ستظل حبيبنا».. بوسي شلبي في ذكرى وفاة نور الشريف
«ستظل حبيبنا».. بوسي شلبي في ذكرى وفاة نور الشريف
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مصطفى كامل فی ذکرى
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلاده.. صلاح نظمي «شرير الشاشة» الذي انتصر للحب وتحدى المرض والظلم
تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان القدير صلاح نظمي، أحد أعمدة السينما المصرية في القرن العشرين، الذي اشتهر بأداء أدوار الشر بحضور طاغٍ وأداء هادئ، جعله مختلفًا عن غيره من نجوم جيله، لم يكن مجرد ممثل يكرر نفسه، بل صاحب مسيرة استثنائية امتدت من الهندسة إلى الفن، ومن وفاء الزوج إلى انتصارات على الشائعات، ليكتب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الفن المصري.
النشأة والبداية
وُلد صلاح الدين أحمد درويش الشهير بصلاح نظمي في 24 يونيو عام 1918 بحي محرم بك بمدينة الإسكندرية، لأسرة مثقفة؛ إذ كان والده يعمل رئيسًا لتحرير جريدة "وادي النيل"، إلا أن القدر لم يمهله طويلًا، فرحل عن عالمه ونجله لم يتجاوز الأشهر الستة.
هذا الغياب ترك أثرًا عميقًا في وجدان الطفل، لكنه ورث عن والده مكتبة غنية شكّلت وعيه الثقافي والفكري.
بعد دراسته في مدارس الإرساليات، التحق صلاح نظمي بـكلية الفنون التطبيقية، وعمل لاحقًا كمهندس بهيئة التليفونات، حتى وصل لمنصب مدير عام بها قبل أن يتفرغ نهائيًا للفن ويتقاعد عام 1980.
من الهندسة إلى الفن
رغم نجاحه المهني كمهندس، لم يُطفئ ذلك شغفه بالفن، التحق بـمعهد الفنون المسرحية، وبدأ مسيرته الفنية من على خشبة المسرح، من خلال فرق شهيرة مثل فرقة فاطمة رشدي وفرقة رمسيس، وشارك في مسرحيات بارزة مثل: "مايسة"، "بترفلاي"، و"بمبي كشر".
وكانت الانطلاقة السينمائية الحقيقية له عام 1945 من خلال فيلم "هذا جناه أبي"، ومن هنا بدأ مشوار طويل من التميز في أدوار الشر التي جسّدها بعمق وهدوء بعيدًا عن الصراخ والمبالغة، ليصبح أحد أبرز "شريري" الشاشة المصرية على مدار عقود.
رصيد فني يتجاوز الـ300 عمل
قدّم صلاح نظمي أكثر من 300 عمل فني متنوع بين السينما والمسرح والتلفزيون، من أبرزها: جميلة بوحيرد، الناصر صلاح الدين، أبي فوق الشجرة، بين الأطلال، الرباط المقدس، إسماعيل ياسين للبيع، أنف وثلاث عيون.
كما خاض تجربة الكتابة، حيث كتب قصة فيلم "ساعة الصفر" (1972)، وشارك في كتابة سيناريو وحوار فيلم "المتهم" (1980).
حياته الشخصية
في عام 1950، تزوج صلاح نظمي من سيدة أرمنية الأصل تدعى "رقية"، وقد اعتنقت الإسلام، وأنجبا ابنهما الوحيد حسين. لكن بعد فترة، أصيبت زوجته بمرض نادر ألزمها كرسيًا متحركًا لمدة ثلاثين عامًا، ورغم معاناتها طلبت منه الزواج بأخرى، إلا أنه رفض وكرّس حياته لخدمتها، في قصة وفاء نادرة تُدرّس.
خصومة مع العندليب انتهت بالمحبة
من المواقف الشهيرة في حياة صلاح نظمي، ما حدث بينه وبين عبد الحليم حافظ، عندما وصفه الأخير في أحد البرامج الإذاعية بـ "أثقل ظلًا في السينما".
شعر نظمي بالإهانة ورفع دعوى قضائية ضده، لكن المحكمة برأت عبد الحليم بعد أن أوضح أن حديثه كان عن طبيعة أدوار الشر، وليس عن شخص نظمي.
انتهت الخصومة بصلح، بل وشارك لاحقًا مع العندليب في فيلم "أبي فوق الشجرة".
نهاية حزينة ورحيل هادئ
تُوفيت زوجته بعد معاناة طويلة، ولم يتحمل صلاح نظمي فراقها، إذ تدهورت صحته سريعًا، ليرحل بعدها بعدة أشهر في 16 ديسمبر عام 1991، عن عمر ناهز 73 عامًا، إثر قصور كلوي.
إرث فني وإنساني خالد
يظل صلاح نظمي واحدًا من أبرز الممثلين الذين منحوا لأدوار الشر أبعادًا إنسانية وفنية عميقة، كما ترك خلفه مثالًا نادرًا للوفاء في حياته الشخصية ورغم رحيله، فإن اسمه لا يزال محفورًا في ذاكرة جمهور أحب أداءه، واحترم مسيرته.