قال الدكتور محمد عبود، أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس، إن هناك علاقة طردية بين نجاة بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء حكومة الاحتلال، سياسياً وبين توسيع دائرة الصراع، مشيراً إلى أنه أحاط نفسه بحكومة يسيطر عليها التيار اليمينى الفاشى، وهذا التيار أحكم الخناق حوله. وأوضح «عبود»، فى حواره لـ«الوطن»، أن الحكومة الإسرائيلية فشلت فى ملفات كثيرة، أبرزها إعادة الأمن للمواطن الإسرائيلى، رغم هذه الحرب الشعواء فى غزة ولبنان، وهذه الحكومة فشلت فى الملف الاقتصادى وهبطت بتصنيف إسرائيل، ليس بسبب الحرب فقط، ولكن بسبب السياسات الاقتصادية الخاطئة.

. وإلى نص الحوار:

ما تقييمك لتصرّفات بنيامين نتنياهو منذ 7 أكتوبر 2023؟

- عملية السابع من أكتوبر تعتبر أضخم هجمة فلسطينية فى العمق الإسرائيلى منذ عام 1948، ويتفق عدد من المقرّبين من نتنياهو على أنه فقد توازنه النفسى لمدة 48 ساعة، وواجه صعوبة فى لملمة شتات نفسه بسبب إدراكه أن هذا التقصير حدث تحت ولايته، وأن المجتمع الإسرائيلى لن يغفر له هذا التقصير الفادح، غير أنه وفريقه السياسى استطاعوا تعويم أنفسهم مرة أخرى عبر ثلاث مسارات متوازية: أولاً: شن حرب إبادة ضد البشر والحجر والشجر فى قطاع غزة، مما يغذّى شهوة الانتقام لدى المواطن الإسرائيلى. ثانياً: اتباع سياسة فرّق تسد فى الساحة السياسية الإسرائيلية لمنع تبلور أى حركة احتجاجية ضد نتنياهو، ثالثاً: الرهان على عنصر الوقت، وهذا الرهان نجح فيه نتنياهو، حيث عاد يرتفع مرة أخرى فى استطلاعات الرأى، ونجح فى تعويم نفسه فى الساحة السياسية.

ما العلاقة بين لجوء نتنياهو لتوسيع دائرة الصراع والبقاء على رأس الحكومة؟

- هناك علاقة طردية بين نجاة نتنياهو سياسياً وبين توسيع دائرة الصراع، نتنياهو أحاط نفسه بحكومة يسيطر عليها التيار اليمينى الفاشى، وهذا التيار أحكم الخناق حوله، وصار رمانة الميزان فى الحكومة، وهذا التيار انسحب من الحكومة وأسقطها، وإن رضى هذا التيار اليمينى أبقى نتنياهو ملكاً على إسرائيل، وهذا التيار الذى يتزعمه سموتيرتش وبن جفير يرى فى عملية السابع من أكتوبر فرصة لاحتلال قطاع غزة واستيطانها وتهجير الفلسطينيين وإنهاء حلم الدولة الفلسطينية، وفرض أوضاع جيواستراتيجية جديدة، ونتنياهو يعلم أن هذا التيار اليمينى هو آخر حلفائه فى الساحة السياسية، وإن تخلوا عنه سوف يواجه سقوط الحكومة ومحاسبة قانونية وسياسية لا ترحم، لذلك يتبع نتنياهو بتأثير هذا التيار اليمينى الفاشى سياسة حافة الهاوية ويعمل على توسيع الصراع والقضاء على كل فرصة لإنهائه.

هل سينجح فى الانتخابات المقبلة؟

- الساحة السياسية الإسرائيلية تتسم بالسيولة والتقلّبات السريعة، ترفع أحزاباً وتضع أحزاباً أخرى، وتحلق بزعماء سياسيين إلى قمة الهرم السياسى وتلقى بآخرين، ولا أميل للجزم المبكر بنجاح نتنياهو فى الانتخابات المقبلة، وهذه الانتخابات حتى الآن سوف تتم فى عام 2026، وبحسابات اللحظة الراهنة فإن حكومة نتنياهو مستقرة وستُكمل مدتها حتى نهايتها ما لم يحدث تطور هائل يضطر نتنياهو للاستقالة والدعوة إلى انتخابات مبكرة.

مَن الشخصيات الأخطر على مستقبل نتنياهو السياسى داخل إسرائيل؟

- هناك مرشحون كثيرون يعملون على وراثة نتنياهو، منهم بينى جانتس رئيس حزب معسكر الدولة، وهو شخصية عسكرية ورئيس أركان ووزير دفاع سابق، وتتنبأ له استطلاعات الرأى بعدد لا بأس به من المقاعد. وهناك زعيم المعارضة ورئيس حزب «يوجد مستقبل» الذى قد لا يتمكن من تشكيل حكومة بمفرده، لكنه سوف يكون جزءاً من أى تحالف ينهى حكم نتنياهو. لكننى أعتقد أن فرس الرهان فى الانتخابات المقبلة قد يكون رئيس الوزراء السابق «نفتالى بينيت»، الذى يعمل على العودة إلى الساحة السياسية وتكوين حزب جديد يتحالف مع قوى يمين الوسط لمواجهة تيار نتنياهو، ونرى أن استطلاعات الرأى تتنبأ بأنه قادر على هزيمته فى حال إجراء الانتخابات الآن.

لماذا يتعنّت نتنياهو فى التوصل إلى أى اتفاق لوقف إطلاق النار؟

- من الواضح أن نتنياهو يحاول شراء الوقت حتى يرى نتائج الانتخابات الأمريكية، ومن الواضح والمعلن أن معسكر اليمين فى إسرائيل يتمنى نجاح المرشح الجمهورى دونالد ترامب من أجل تنفيذ المخططات الإسرائيلية فى المنطقة، لذلك يتبع نتنياهو سياسة المراوغة والتسويف والعمل على إفشال كل فرصة لإتمام صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وهو مستمر فى هذه السياسة حتى الاستحقاق الانتخابى الوشيك فى الولايات المتحدة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إسرائيل نتنياهو الاحتلال غزة لبنان الشرق الأوسط الولايات المتحدة فلسطين بيروت الساحة السیاسیة وهذا التیار هذا التیار

إقرأ أيضاً:

أمازون تفصل أحد موظفيها لاعتراضه على تعاونها مع الحكومة الإسرائيلية

فصلت إدارة "أمازون" أحد موظفيها عقب اعتراضه على تعاون الشركة مع الحكومة الإسرائيلية والدور الذي لعبته في تزويدها بالخدمات السحابية، وذلك وفق ما نشرته "بلومبيرغ".

وبررت الشركة فصل المهندس الفلسطيني أحمد شحرور البالغ من العمر 29 عاما بأنه خرق مجموعة من سياسات الشركة الداخلية، بما فيها نشر تصريحات تهدف إلى تهديد وإرهاب زملائه في العمل، فضلا عن التدخل في شؤون كبار الموظفين والقادة بالشركة، وهو ما دفع "أمازون" لإيقافه عن العمل منذ شهر تقريبا.

ويذكر أن أحمد شحرور كان يعمل في الوحدة المسؤولة عن متجر بيع الأغذية التابع للشركة بمقرها في سياتل، وقام هناك بتوزيع مجموعة من المنشورات داخل المقر تعارض تعاون الشركة مع الحكومة الإسرائيلية.

كما استخدم مجموعات "سلاك" (Slack) الخاصة بالشركة لانتقاد العلاقة بين "أمازون" وإسرائيل أمام كافة موظفيها، وهو من المجموعة التي غزت مكتب براد سميث مدير "مايكروسوفت" ضمن الاحتجاجات التي حدثت في أغسطس/آب الماضي.

@aljazeera

في مقابلة مع الجزيرة، كشف المهندس الفلسطيني الأمريكي أحمد شحرور كيف أوقفته شركة أمازون عن العمل بعد نشره رسالة داخلية توضح أن بنية الشركة السحابية تُشغّل أنظمة ذكاء اصطناعي إسرائيلية تُمكّن من القتل الجماعي للمدنيين في غزة عبر "مشروع نيمبوس" البالغ قيمته 1.2 مليار دولار #فيديو #غزة #فلسطين

♬ original sound – الجزيرة – الجزيرة

ومن جانبه، أوضح شحرور سابقا في مقابلة مع الجزيرة أنه كان يسعى للاستقالة وتشجيع أكبر عدد من الأشخاص على الاستقالة معه كنوع من أنواع الاعتراض على ما يحدث، كما أنكر أنه تسبب في مضايقات أو اعتدى على أي شخص في "أمازون" مشيرا إلى أنه يملك مقاطع فيديو وأدلة تثبت أن هذا لم يحدث أبدا بل قامت به إدارة الشركة ضده.

ومن جانبها أوضحت "أمازون" على لسان براد غلاسر المتحدث باسمها في بيان موجه إلى "بلومبيرغ" أن الشركة لا تتساهل مع أي تصرفات يمكن تفسيرها على أنها تمييز عنصري أو إزعاج أو تهديد ضد موظفي الشركة بأي شكل من الأشكال، وأضاف أن الشركة أجرت التحقيقات اللازمة وهي التي أدت إلى فصل شحرور.

إعلان

ويذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تواجه "أمازون" فيها انتقادات ومظاهرات بسبب تعاونها مع الحكومة الإسرائيلية، وكذلك "غوغل" واجهت الاحتجاجات نفسها.

وتتعاون الشركتان مع الجيش الإسرائيلي في مشروع خدمات سحابية ضخم يدعى "نيمبوس" (Nimbus)، وهو الذي وصفه أحمد شحرور في منشوراته بكونه مساهمة فعالة في أفعال الجيش الإسرائيلي، مضيفا "أمازون ليست مراقبا محايدا".

مقالات مشابهة

  • القناة 14 الإسرائيلية: معبر رفح لن يفتح دون موافقة إسرائيلية نهائية
  • الحكومة الإسرائيلية: نتنياهو يعاني من التهاب في القصبة الهوائية
  • الحكومة الإسرائيلية: لم نوقف تدفق مساعدات غزة وهذا ما نتوقعه من حماس 
  • الحكومة الإسرائيلية تكشف طبيعة مرض نتنياهو
  • دعم جنبلاطي مرتقب لارسلان وعِقَد مُستحيلة تمنع التحالف مع التيار
  • باسم يوسف: حوار بيرس مورغان قلب الدنيا ضدي.. ويهود في أمريكا وأوروبا بيحضروا عروضي
  • أمازون تفصل أحد موظفيها لاعتراضه على تعاونها مع الحكومة الإسرائيلية
  • الحكومة: لا مؤشرات على وجود تلوث في سد الموجب
  • قائد الجيش: الاعتداءات الإسرائيلية تمثل تهديدًا مستمرًا للبنان
  • بعد قليل.. نقابة الأطباء تعلن نتائج انتخابات التجديد النصفي في مؤتمر صحفي