ما قنابل سبايس الدقيقة التي تستخدمها إسرائيل لقصف الضاحية
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
أظهرت صور التقطها مصور لوكالة أسوشيتد برس لغارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت أن إسرائيل استخدمت قنبلة موجهة قوية من طراز "سبايس 2000″، لتدمير برج سكني مما أدى لانهياره في غمضة عين.
وأفادت الوكالة أن الغارة التي استهدفت البرج جاءت بعد 40 دقيقة من تحذير أصدره الجيش الإسرائيلي لسكان البرج ومبنيين قريبين منه بالإخلاء، بدعوى أن تلك المباني تقع قرب مستودعات تابعة لحزب الله.
البرج الذي أصبح أثرا بعد عين، كان غير بعيد من مكان كان مسؤول في حزب الله يتحدث فيه للصحفيين في الضاحية الجنوبية أول أمس الثلاثاء، وتزامن المؤتمر مع إعلان الجيش الإسرائيلي على لسان أحد المتحدثين باسمه عن الموقع المحدد للغارة التي سينفذها في منطقة الشياح القريبة، داعيا السكان إلى مغادرتها.
لحظة تدمير الاحتلال بناية في الضاحية الجنوبية لبيروت. pic.twitter.com/0lld207BXE
— Hisham Abu Shaqrah | هشام أبو شقرة (@HShaqrah) October 22, 2024
الصور التي التقطها الصحفي وثقت لقطة نادرة لإحدى أقوى القنابل في ترسانة إسرائيل، خلال إلقائها على أهداف مدنية في لبنان.
ووفق أسوشيتد برس، فقد أكد باحثون مستقلون في مجال الأسلحة أن السلاح الذي ظهر في الصورة كان قنبلة موجهة، تعرف أيضا باسم القنبلة الذكية، أطلقت من طائرة إسرائيلية.
وعزت الوكالة لريتشارد وير، الباحث في النزاعات والأزمات والأسلحة في منظمة "هيومن رايتس ووتش" قوله إن الرأس الحربي الذي ظهر في الصورة هو للقنبلة المعروفة باسم "سبايس" وتزن 907 كيلوغرامات ومزود بأدوات إرشادية.
وقنابل سبايس هي قنابل موجهة ذكية يتم تطويرها من قبل شركة "رفائيل" الإسرائيلية، وتتميز بأنها تستخدم تقنيات متطورة للتوجيه والضرب بدقة عالية باستخدام نظام ملاحة يعتمد على الأقمار الصناعية ونظام تصوير بالأشعة تحت الحمراء. وتُستخدم هذه القنابل على نطاق واسع في العمليات العسكرية الحديثة، لأنها تتمتع بقدرات متقدمة للتحكم في الذخيرة وتعديل الأهداف حتى بعد إطلاقها.
ومنذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي تشن إسرائيل غارات دموية على لبنان أسفرت عن سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى ونزوح مئات الآلاف. كما بدأت إسرائيل توغلا بريا في جنوب لبنان، ووجه بمقاومة شرسة من مقاتلي حزب الله.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
هل الخيار المتطرف الذي تبحثه إسرائيل في غزة قابل للتنفيذ؟
تدرس المؤسسة الأمنية الإسرائيلية خيارات عدة بعد انتهاء عملية "عربات جدعون"، التي لم تنجح في إحداث تحول في قضية الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، وفق هيئة البث الإسرائيلية، ومن هذه البدائل ما وصفته بـ"خيار متطرف" إلى جانب ضم أراضٍ أو الحكم العسكري.
وأوضحت الهيئة، أن الخيار المتطرف هو فرض حصار على التجمعات السكانية في غزة، ومنع دخول أي مساعدات أو طعام أو ماء، سواء عبر الشاحنات برا أو بالإسقاط جوا، وذلك لإجبار الفلسطينيين على التوجه جنوبا.
وحسب هيئة البث، فإن من يغادر المناطق المحاصرة سيحصل على مساعدات دون قيود.
وفي هذا السياق، يرى المحلل العسكري العميد حسن جوني، أن المؤسسة الأمنية تبحث هذه الخيارات مع المستوى السياسي، لكن "لا يعني بالضرورة أن تكون فكرة المستوى العسكري".
ووصف جوني -في حديثه للجزيرة- هذه البدائل بأنها جرائم حرب وليست خيارات عسكرية، معربا عن قناعته بأن التهجير القسري والتغيير الديموغرافي "غير قابل للتنفيذ عمليا في غزة"، في ظل وجود دور للمقاومة واستمرار تحركاتها وعملياتها وكمائنها المركبة.
وحسب جوني، فإن جزءا من أهداف عملية "عربات جدعون" كان تهجير سكان شمالي القطاع بشكل كامل للتعامل مع المقاومين في المنطقة بشكل ساحق، في وقت لا تزال فيه المقاومة تفرض نفسها في الميدان ومنها مناطق أقصى الشمال.
وشدد الخبير العسكري على أن المستوى العسكري في إسرائيل يبحث خيارات عسكرية "قابلة للتنفيذ"، خاصة أن أهداف الحرب متضاربة، وهو ما أظهر خللا كبيرا في التخطيط الإستراتيجي في بداية الحرب.
ووفق جوني، فإن جيش الاحتلال أخذ 22 شهرا لتنفيذ عملية عسكرية في غزة أهدافها متضاربة، مما أدى إلى سقوط خسائر بشرية أكبر.
وبناء على هذا المشهد الميداني، فإن جيش الاحتلال وصل إلى نقطة الذروة، وهو ما يدركه رئيس الأركان إيال زامير، الذي صار يدعو إلى حل سياسي في قطاع غزة، بعدما "لم يعد بمقدور الجيش تحقيق أشياء إضافية".
إعلانوأشار الخبير العسكري إلى أن جيش الاحتلال لم يحقق أهداف الحرب طيلة المدة التي تمتع فيها بالطاقة القصوى لقدراته، لافتا إلى أنه يستحيل عليه حاليا تحقيق هذه الأهداف بعدما تناقصت هذه القدرات العسكرية بشكل كبير.
ومنذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قُتل 898 عسكريا إسرائيليا، وفق إحصائيات جيش الاحتلال المعلنة، في وقت تؤكد فيه فصائل المقاومة أن الأرقام المعلنة أقل بكثير من الخسائر الحقيقية.