حين تُشوه حركات التحرر الوطني.. MBC نموذجا
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
أن تخرج أصوات عربية سياسية أو إعلامية أو شعبية تندد بعملية "طوفان الأقصى" لعدم جدواها على صعيد حل القضية الفلسطينية في ظل اختلال موازين القوة العسكرية بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي، فهذا رأي في وجاهة ويستحق النقاش دون تخوين أي طرف للطرف الآخر.
وأن تصدر أصوات تدعو إلى نسيان العمل المسلح والالتفات إلى المقاومة المدنية في ظل تغير المزاج العام الدولي منذ ثورة وسائل التواصل الاجتماعي، فهذا رأي فيه وجاهة أيضا ويخضع للنقاش.
لكن، أن تصدر أصوات وجهات إعلامية تصف حركة "حماس" وقادتها بالإرهابيين، فإن هذا خارج المُفكر فيه وخارج أية منظومة معرفية وسياسية وأخلاقية وتاريخية ودينية عربية.
منذ سنوات تقربت مصر والإمارات إلى إسرائيل تقربا بدا مغايرا للإجماع العربي وللثقافة السياسية العربية الرسمية، ثم تحول هذا التقارب إلى تحالف استراتيجي مع إسرائيل على حساب القضية الفلسطينية.
منذ سنوات تقربت مصر والإمارات إلى إسرائيل تقربا بدا مغايرا للإجماع العربي وللثقافة السياسية العربية الرسمية، ثم تحول هذا التقارب إلى تحالف استراتيجي مع إسرائيل على حساب القضية الفلسطينية.أعقب ذلك بوادر انفتاح سعودي على فكرة التطبيع مع إسرائيل، ما جعل أنظار العالمين العربي والإسلامي يترقبون بحذر ما إذا كانت السعودية هي الدولة الأخرى التي ستتجه نحو إسرائيل بعد الإمارات والبحرين.
ومع الحرب الإسرائيلية على غزة عقب عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر العام الماضي، لم يتوقف قطار التطبيع بين السعودية وإسرائيل، بل رفعت الأولى من خطابها السياسي الرسمي ضد سياسة إسرائيل سواء في الحرب القائمة أو في الأسباب الرئيسية للحرب المتمثلة باستمرار الاحتلال للأرض الفلسطينية.
مناسبة هذا الكلام تقرير تلفزيون بثته قناة "MBC" قبل نحو أسبوع يصف فيه حركة "حماس" وقادتها بالإرهاب، في خطوة أثارت استياء فلسطينيا وعربيا.
وإذا كانت المملكة قد أمرت بسحب التقرير من التداول الإعلامي وحذفته من وسائل التواصل الاجتماعي، وفتحت تحقيقا في ذلك، فإن ما جرى ليس مجرد هفوة أو خطأ في التقدير:
أولا، لا يمكن لمثل هذا التقرير أن يرى النور دون موافقة من إدارة القناة، ما يعني أن التقرير يعبر عن الروح السياسية للجهة المالكة للقناة (السعودية).
ثانيا، بالمقابل، كان الموقف السعودي منذ الحرب الإسرائيلية على غزة ولا يزال داعما للقضية الفلسطينية ومنددا بالحرب الإسرائيلية، ما يتنافى تماما مع لغة التقرير التلفزيون، بل يمكن الذهاب أبعد من ذلك عند إعادة قراءة البيانات الرسمية السعودية خلال العام الحالي، ثم الموقف السعودي الذى نفى تصريحات أميركية تحدثت عن استمرار السعودية في جهودها نحو التطبيع مع إسرائيل.
ثالثا، لكن عند قراءة بيان الخارجية السعودية في السابع من أكتوبر العام الماضي من عملية "طوفان الأقصى"، يمكن فهم خلفيات تقرير قناة الـ "mbc"، فقد جاء البيان عاما ومساويا للجانبين كما أي بيان يأتي من دولة بعيدة جغرافيا عن العالم العربي ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بالصراع العربي الإسرائيلي "تتابع السعودية عن كثب تطورات الأوضاع غير المسبوقة بين عدد من الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، مما نتج عنها ارتفاع مستوى العنف..، وتدعو المملكة للوقف الفور للتصعيد بين الجانبين.. وتذكر المملكة من مخاطر انفجار الأوضاع نتيجة استمرار الاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة".
السياسة السعودية الرسمية ثابتة حيال رفض استمرار الاحتلال الإسرائيلي وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم، لكن إلى جانب هذا الثابت القديم ـ الجديد، ظهر ثابت آخر خلال الأعوام القليلة الماضية يتمثل في رفض استخدام الفلسطينيين للعنف في الدفاع عن حقوقه وأرضهم.يُلاحظ في هذا البيان حالة التوتر وعدم الانسجام السياسي، فمن جهة بدأ البيان بالفصائل الفلسطينية ومسؤوليتها عن العنف الحاصل، ومن جهة أخرى أكد البيان أن استمرار الاحتلال للأرض الفلسطينية وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه سبب في انفجار الأوضاع.
رابعا، كيف يمكن حل هذا التناقض؟ تكمن الشيفرة السياسية السعودية بين هذين الحدين لانفجار الأوضاع (عملية طوفان الأقصى، واستمرار الاحتلال للأرض الفلسطينية وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه).
بمعنى أن السياسة السعودية الرسمية ثابتة حيال رفض استمرار الاحتلال الإسرائيلي وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم، لكن إلى جانب هذا الثابت القديم ـ الجديد، ظهر ثابت آخر خلال الأعوام القليلة الماضية يتمثل في رفض استخدام الفلسطينيين للعنف في الدفاع عن حقوقه وأرضهم.
بعبارة أخرى، ظهرت استراتيجية سعودية جديدة تقوم على مبدأ الدبلوماسية بدلا من مبدأ الكفاح المسلح، وهذا هو السبب في أن الرياض اتخذت قرارا بتغيير تعامله مع إسرائيل ضمن سياسة الخطوات الناعمة التدريجية.
هنا نفهم منطوق بيان الخارجية السعودية من عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر العام الماضي عندما حملت الفصائل الفلسطينية مسؤولية الحرب.
خامسا، ضمن ما تقدم أعلاه، يمكن التوصل إلى رأي أن تقرير قناة الـ "MBC" لم يكن خروجا عن السياسة الرسمية السعودية، بقدر ما كان مجرد رفع مستوى الخطاب من جانب القناة في وقت (المقتلة الإسرائيلية في غزة وجنوب لبنان) يضر بالسعودية ويجعلها ليست رافضة للمقتلة الإسرائيلية فحسب، بل شريكا سياسيا معها.
سادسا، هل كشف تقرير الـ "MBC" بهفوته هذه مكنون السياسة السعودية الحقيقية؟ من الصعب الإجابة على هذا السؤال في هذه المرحلة، مرحلة الحرب الشاملة على غزة ولبنان، ولكن الأشهر المقبلة كفيلة بالإجابة على هذا السؤال، وإن كان صاحب هذا المقال وغيره من ملايين العرب يتمنون على السعودية أن تبقى كما عرفناها على الأقل حيال القضية الفلسطينية، قضية العرب الأولى.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية رأي المقاومة غزة الاحتلال احتلال فلسطين مقاومة غزة رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة تفاعلي سياسة أفكار سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی القضیة الفلسطینیة استمرار الاحتلال طوفان الأقصى مع إسرائیل من حقوقه
إقرأ أيضاً:
“حماس”: في ذكرى الانطلاقة الـ 38…طوفان الأقصى محطة راسخة في مسيرة نضال شعبنا
#سواليف
أكدت حركة المقاومة الإسلامية ” #حماس ” في ذكرى انطلاقتها الـ 38، أن ” #طوفان_الأقصى محطة راسخة في مسيرة نضال شعبنا، وماضون على درب القادة #الشهداء، والوفاء لدماء وتضحيات شعبنا حتى #تحرير #الأرض و #المقدسات مهما بلغت #التضحيات”.
وقالت الحركة في بيان صحفي اليوم الأحد، “تأتي الذكرى الثامنة والثلاثون لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مع مرور أكثر من عامين على عدوان همجي وحرب إبادة وتجويع وتدمير، لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، ضدّ أكثر من مليوني إنسان محاصر في قطاع غزَّة، ومن جرائم ممنهجة ضدّ أهلنا في الضفة الغربية والقدس المحتلة ومخططات تستهدف ضمّ الأرض وتوسيع الاستيطان وتهويد المسجد الأقصى، وبعد عامين واجه خلالهما شعبُنا العظيم ملتحماً مع مقاومته الباسلة هذا العدوان الغاشم بإرادة صلبة وصمود أسطوري وملحمة بطولية قلّ نظيرها في التاريخ الحديث”.
وأضافت: “إنَّنا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفي الذكرى الـ 38 لانطلاقتنا المباركة، لنترحّم على أرواح القادة المؤسّسين، وفي مقدّمتهم الإمام الشهيد أحمد ياسين، وعلى أرواح قادة الطوفان الشهداء الكبار؛ هنية والسنوار والعاروري والضيف، وإخوانهم الشهداء في قيادة الحركة، الذين كانوا في قلب هذه المعركة البطولية، ملتحمين مع أبناء شعبهم، كما نترحّم على قوافل شهداء شعبنا في قطاع غزَّة والضفة والقدس والأراضي المحتلة عام 48، وفي مخيمات اللجوء والشتات، وكل شهداء أمتنا الذين امتزجت دماؤهم مع دماء شعبنا”.
مقالات ذات صلة حصيلة العدوان الصهيوني على غزة منذ بداية العدوان 70,663 شهيدًا و171,139 إصابة 2025/12/14وتابعت: “نقف بكل فخر واعتزاز أمام صمود وبسالة وتضحيات وثبات شعبنا العظيم في كل الساحات، وفي مقدّمتهم أهلنا في غزّة العزَّة والإباء والشموخ، الذين جاهدوا وصابروا ورابطوا دفاعاً عن الأرض والمقدسات نيابة عن الأمَّة قاطبة، وفي ضفة الإباء، والقدس، وأراضينا المحتلة عام 48، وفي مخيمات اللجوء والشتات، ونسأل الله تعالى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين والمرضى، والحريّة القريبة للأسرى والمعتقلين والمختطفين في سجون العدو الصهيوني”.
وأكدت الحركة على ما يلي:
أولاً: إنَّ طوفان الأقصى كان محطة شامخة في مسيرة شعبنا نحو الحرية والاستقلال، وسيبقى معلماً راسخاً لبداية حقيقية لدحر الاحتلال وزواله عن أرضنا.
ثانياً: لم يفلح الاحتلال عبر عامين كاملين من عدوانه على شعبنا في قطاع غزة إلاّ في الاستهداف الإجرامي للمدنيين العزل، وللحياة المدنية الإنسانية، وفشل بكل آلة حربه الهمجية وجيشه الفاشي والدعم الأمريكي في تحقيق أهدافه العدوانية.
ثالثاً: لقد التزمت الحركة بكل بنود اتفاق وقف إطلاق النار، بينما يواصل الاحتلال خرق الاتفاق يومياً، واختلاق الذرائع الواهية للتهرّب من استحقاقاته، وهنا نجدّد التأكيد على ما يلي:
مطالبتنا الوسطاء والإدارة الأمريكية بالضغط على الاحتلال، وإلزام حكومته الفاشية بتنفيذَ بنود الاتفاق، وإدانة خروقاتها المتواصلة والممنهجة له. مطالبتنا الإدارة الأمريكية بالوفاء بتعهداتها المعلنة والتزامها بمسار اتفاق وقف إطلاق النار، والضغط على الاحتلال وإجباره على احترام وقف إطلاق النار ووقف خروقه والاعتداء على أبناء شعبنا، وفتح المعابر، خصوصاً معبر رفح في الاتجاهين، وتكثيف إدخال المساعدات. رفضنا القاطع لكلّ أشكال الوصاية والانتداب على قطاع غزَّة وعلى أيّ شبر من أراضينا المحتلة، وتحذيرنا من التساوق مع محاولات التهجير وإعادة هندسة القطاع وفقاً لمخططات العدو، ونؤكّد أنَّ شعبنا وحده هو من يقرّر من يحكمه، وهو قادر على إدارة شؤونه بنفسه، ويمتلك الحقّ المشروع في الدفاع عن نفسه وتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس. ندعو أمتنا العربية والإسلامية، قادة وحكومات، شعوباً ومنظمات، إلى التحرّك العاجل وبذل كل الجهود والمقدّرات للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه وفتح المعابر وإدخال المساعدات، والتنفيذ الفوري لخطط الإغاثة والإيواء والإعمار، وتوفير متطلبات الحياة الإنسانية الطبيعية لأكثر من مليوني فلسطيني. إنَّ جرائم العدو الصهيوني خلال عامَي الإبادة والتجويع في قطاع غزَّة والضفة والقدس المحتلة هي جرائم ممنهجة وموصوفة ولن تسقط بالتقادم، وعلى محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية مواصلة ملاحقة الاحتلال وقادته المجرمين ومحاكمتهم ومنعهم من إفلاتهم من العقاب.رابعاً: لقد كانت الحركة منذ انطلاقتها وستبقى ثابتة على مبادئها، وفيّة لدماء وتضحيات شعبها وأسراه، محافظة على قيمها وهُويتها، محتضنة ومدافعة عن تطلعات شعبنا في كل ساحات الوطن وفي مخيمات اللجوء والشتات، وذلك حتى التحرير والعودة.
خامساً: ستبقى مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى الأسير عنوان الصراع مع الكيان الصهيوني، ولا شرعية ولا سيادة للاحتلال عليهما، ولن تفلح مخططات التهويد والاستيطان في طمس معالمهما، وستظل القدس عاصمة أبدية لفلسطين، وسيظل المسجد الأقصى المبارك إسلامياً خالصاً.
سادساً: إنَّ جرائم حكومة الاحتلال الفاشية بحق الأسرى والمعتقلين من أبناء شعبنا في سجونها، تشكّل نهجاً سادياً وسياسة انتقامية ممنهجة حوّلت السجون إلى ساحات قتل مباشر لتصفيتهم، وهنا نؤكّد أنَّ قضية تحرير أسرانا ستبقى على رأس أولوياتنا الوطنية، ونستهجن حالة الصمت الدولي تجاه قضيتهم العادلة، وندعو المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية للضغط على الاحتلال لوقف جرائمه بحقّهم.
سابعاً: إنَّ حقوقنا الوطنية الثابتة، وفي مقدمتها حقّ شعبنا في المقاومة بأشكالها كافة، هي حقوق مشروعة وفق القوانين الدولية والأعراف الإنسانية، لا يمكن التنازل عنها أو التفريط فيها.
ثامناً: إنَّ تحقيق الوحدة الوطنية والتداعي لبناء توافق وطني لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وفق استراتيجية نضالية ومقاوِمة موحّدة؛ هو السبيل الوحيد لمواجهة مخططات الاحتلال وداعميه، الرَّامية إلى تصفية قضيتنا الوطنية وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس.
تاسعاً: كشفت حرب الإبادة والتجويع التي ارتكبها الاحتلال ضدّ شعبنا على مدار عامين وما صاحبها من جرائم مروّعة وانتهاكات جسيمة لسيادة دول عربية وإسلامية أنَّنا أمام كيان مارق بات يشكّل خطراً حقيقياً على أمن واستقرار أمتنا وعلى الأمن والسلم الدوليين، ما يتطلّب تحرّكاً دولياً لكبح جماحه ووقف إرهابه وعزله وإنهاء احتلاله.
عاشراً: نثمّن ونقدّر عالياً جهود وتضحيات كلّ قوى المقاومة وأحرار أمتنا والعالم؛ الذين ساندوا شعبنا ومقاومتنا، وندعو إلى توحيد جهود الأمَّة ومقدّراتها في المجالات كافة لدعم شعبنا ومقاومته بكل الوسائل، وتوجيه البوصلة نحو تحرير فلسطين وإنهاء الاحتلال.
حادي عشر: نشيد بالحراك الجماهيري العالمي المتضامن مع شعبنا، ونثمّن كل المواقف الرّسمية والشعبية الداعمة لقضيتنا العادلة، وندعو إلى تصعيد الحراك العالمي ضدّ الاحتلال وممارساته الإجرامية بحق شعبنا وأرضنا، وتعزيز كل أشكال التضامن مع قضيتنا العادلة وحقوقنا المشروعة في الحريَّة والاستقلال.