مصر تحذر من التصعيد الراهن وتدين إجراءات تهديد أمن واستقرار المنطقة
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
نشرت وزارة الخارجية المصرية في بيان، اليوم السبت، أن جمهورية مصر العربية تتابع بقلق بالغ حالة التصعيد الخطيرة والمتسارعة في الشرق الأوسط، والتي كان أخرها الهجوم الإسرائيلي على إيران صباح اليوم.
كما تدين كل الإجراءات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة وتؤدي إلى تأجيج الوضع الهش بالإقليم وإذكاه حالة الاحتقان واحتدام الصراع بالمنطقة، محذرة من مخاطر التصعيد الراهنة التي قد تؤدي سواء عن عمد أو نتيجة لحسابات خاطئة لانزلاق المنطقة إلى مواجهة خطيرة تهدد الأمن الإقليمي والدولي.
وشدد البيان: «مصر على موقفها الداعي لسرعة التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة في إطار صفقة يتم بموجبها إطلاق سراح الرهائن والأسرى، باعتبارها السبيل الوحيد لخفض التصعيد والأساس الذي سيؤدي إلى إقرار التهدئة المطلوبة في هذا الظرف الخارج بالإقليم».
وتابع: «كما تجدد مطالبتها بوقف فوري إطلاق النار في لبنان وضرورة احترام السيادة اللبنانية على كافة أراضيه».
واختتم: «تعيد جمهورية مصر العربية مطالبتها بضرورة احترام القانون الدولي والإنساني وميثاق الأمم المتحدة، وعدم المساس بسيادة الدول واحترام وحدة وسلامة أراضيه».
اقرأ أيضاً100 مقاتلة إسرائيلية في سماء إيران.. هل نجحت طهران في التصدي لهجوم تل أبيب؟
إيران تنفي صحة الصور والفيديو المتداول للهجوم الإسرائيلي وتصفها بأنها مواد قديمة
مسؤولون أمريكيون: نتوقع ردا إيرانيا محدودا يهدف لوقف التصعيد مع إسرائيل
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مصر قطاع غزة لبنان الخارجية المصرية إيران غزة وزارة الخارجية المصرية ميثاق الأمم المتحدة خارجية مصر الهجوم على إيران سراح الرهائن
إقرأ أيضاً:
إيران تحذر من «كسر الخط الأحمر».. التخصيب مستمر وترامب يتوعد بمنعه بالكامل
وسط أجواء إقليمية مشحونة ومفاوضات نووية متعثرة، وجّهت إيران تحذيراً صارماً إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الغربية من مغبة اتخاذ “إجراءات مسيّسة”، مؤكدة أن أي تحرك بهذا الاتجاه قد يُقوّض تعاونها مع الوكالة الدولية ويهدد المسار الدبلوماسي برمّته.
وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي، عبر منصة “إكس”، إنه عقد سلسلة لقاءات مع سفراء 17 دولة من أعضاء مجلس محافظي الوكالة، بالإضافة إلى ممثلي روسيا والصين وألمانيا وبريطانيا وفرنسا، لشرح موقف إيران من تقرير الوكالة الأخير وجدول أعمال اجتماع مجلس المحافظين.
وشدد آبادي على أن “إيران عضو ملتزم بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وتنفذ اتفاقية الضمانات الشاملة”، ملوحاً في الوقت ذاته بأن استمرار التعاون مع الوكالة “لا يمكن أن يُفترض أنه مضمون” في ظل ما وصفه بالضغوط والتهديدات.
وأكد أن إيران لم توقف عمليات المراقبة ولا تنفيذ التزاماتها رغم اغتيال علمائها النوويين وتعرض منشآتها للتخريب والتهديدات الإسرائيلية، لكن “هذا الوضع لا يمكن أن يستمر إذا استمرت السياسات العدائية”، حسب تعبيره.
في موازاة ذلك، جدّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي موقف بلاده الحازم بشأن “الحق في تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية”، معتبراً أن هذا الأمر يمثل “خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه”، وذلك خلال مراسم توقيع كتابه الجديد “قوة التفاوض” في بيروت.
وقال عراقجي إن المقترح الأميركي بشأن الاتفاق النووي “يعاني من الغموض”، وإن طهران ستقدم ردها خلال أيام، بما ينسجم مع مصالحها الوطنية.
ترامب يتمسك برفض التخصيب
على الجهة المقابلة، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن أي اتفاق جديد لن يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم “تحت أي شكل أو مستوى”، مضيفاً على منصته “تروث سوشال”: “كان يجب منع إيران من التخصيب منذ سنوات، والاتفاق المحتمل لن يسمح لها بذلك إطلاقاً”.
ويأتي هذا التصريح رداً على تقارير أميركية أفادت بأن المقترح المطروح قد يتيح لإيران تخصيب اليورانيوم بمستوى منخفض ولفترة غير محددة، وهو ما نفاه ترامب بشدة.
طهران تطرح فكرة “اتحاد إقليمي” للتخصيب داخل أراضيها
وفي تطور لافت، نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول إيراني كبير، أن طهران منفتحة على فكرة تشكيل “اتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم”، شرط أن يكون مقره داخل إيران، محذّراً من أن أي محاولة لإقامة هذا الكيان خارج حدودها “محكوم عليها بالفشل”.
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، من جهته، أكد في مقابلة متلفزة أن بلاده لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية التزاماً بفتوى المرشد الأعلى، لكنه شدد على أن تخصيب اليورانيوم لأغراض طبية وصناعية وزراعية “حق سيادي لا يمكن التخلي عنه”، مضيفاً:”لن نستسلم لأي مطلب بوقف التخصيب.. إنه فخر الجمهورية الإسلامية”.
زيارة رمزية وتأكيد على “حتمية الهزيمة الإسرائيلية”
في سياق مرتبط بالموقف الإقليمي، زار عباس عراقجي ضريح الأمين العام الأسبق لحزب الله، حسن نصر الله، الذي قُتل في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في سبتمبر 2024، وأكد أن “دماء نصر الله تضمن انتصار محور المقاومة”.
وتأتي هذه الزيارة وسط استمرار الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان، رغم اتفاق وقف إطلاق النار، ما يعكس هشاشة الاستقرار ويزيد من المخاوف حول انفجار واسع في المنطقة.
إلى ذلك، أكد المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم الأربعاء، أن المقترح الأمريكي في المحادثات الأخيرة بشأن الاتفاق النووي يتعارض بشكل كامل مع مبدأ السيادة الإيرانية، مشددًا على أن إيران لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم.
وأضاف خامنئي أن إيران وصلت بجهود أبنائها إلى مرحلة إنتاج الوقود النووي، وأن البرنامج النووي لا يقتصر على إنتاج الطاقة فقط بل يشمل استخدامات تقنية متعددة.
مفاوضات متعثرة وآمال هشة
يشار إلى أن المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بدأت في أبريل الماضي في مسقط، وشهدت خمس جولات بين سلطنة عمان وروما، دون تحقيق اختراق يُذكر، وسط تباعد في المواقف بشأن قضايا التخصيب ورفع العقوبات.
وتبقى الآمال معلقة على جلسة مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المرتقبة، حيث من المتوقع أن تشهد نقاشاً محتدماً حول المسار النووي الإيراني، بين دعوات إلى ضبط النفس، ومطالب بقرارات أكثر صرامة.
فالمشهد النووي بين طهران وواشنطن دخل مرحلة دقيقة، حيث تتقاطع الحسابات النووية مع التوترات الإقليمية، وسط تحدٍ مفتوح على أكثر من جبهة: دبلوماسية، وأمنية، وحتى رمزية.