اعتبر الرئيس فؤاد السنيورة  أنه " الفريق الاسرائيلي وفريق حزب الله كلاهما أصبحا مأزومَيْن استناداً إلى ما وصل إليه حال كل منهما حتى الآن. وهذه الأزمة باتت تطاول أيضاً الصورة على الصعيد الإسرائيلي في ما يتعلّق بما يفعله في غزة والضفة الغربية".

وقال في حديث إلى قناة "الحدث":"يتبيّن من ذلك بأن كل فريق من أولئك الفرقاء قد اندفع في خوضه هذه المعركة العسكرية المتعددة الجبهات من دون ان يكون لديه وضوح كامل بشأن حجمها ولا بمداها ومدتها، ولا كيف يمكن له أن يخرج منها، وماذا يمكن أن يحققه من نتائج.

هذا مع شديد حرص كل من هؤلاء الفرقاء بألا يدفع بالأمور الى ان تصل الى نهايات لا يريدها ولا يمكن له التحكّم فيها، التي يمكن ألا تكون في صالحه".

أضاف:"على الصعيد اللبناني، نرى الآن، وفي خضم هذه الأحداث الصادمة في عنفها الإجرامي والتدميري التي نشهدها، وحيث تقوم إسرائيل بتوسيع نطاق هجومها وقصفها الجوي على لبنان، وعلى أشخاص بعينهم تستهدفهم، والذي بدأ يطاول مناطق عديدة في كل لبنان، وليس فقط في منطقة الجنوب أو في الضاحية الجنوبية لبيروت، ولكن ليشمل أيضاً مناطق أخرى في مختلف أنحاء لبنان. وها قد وصل القصف اليوم الى منطقة حارة صيدا شرقي مدينة صيدا، حيث تم استهداف أحد القياديين في حزب الله، الذي كان من نتيجة هذا القصف، كالعادة سقوط وجرح عدد كبير من المدنيين الأبرياء".

وأشار إلى أن"الحقيقة هي أنّ إسرائيل، حتى بعد الإنجازات العسكرية التدميرية والإجرامية والاغتيالية التي تقول أنها قد حققتها في غزة، وكذلك أيضاً في لبنان، فإنها فعلياً لم تستطع وحتى الآن أن تحقق أي من الأمور الأساسية التي وعدت بتحقيقها. ومن ذلك، ما يتعلَّق باستعادة الرهائن، ولا أن تعيد أيضاً النازحين الاسرائيليين إلى قراهم وبلداتهم في الشمال، كما انها لم تستطع وحتى الآن أن تنهي حماس، وكذلك لم تستطع أن تنهي حزب الله. على عكس ذلك، إنّ إسرائيل من جانب آخر، باتت تتعرّض الآن لضربات قاسية وموجعة جداً في عمليتها العسكرية البرية التي بدأتها وتخوضها في حملتها على لبنان".

على صعيد آخر، اعتبر أن "حزب الله وعندما عاد إلى ممارسة مقاومته لإسرائيل بأسلوب الكوماندوس أو من خلال عمليات حرب العصابات، هي التي يمتاز بها ويحقق إنجازًا فيها، وذلك خلافاً لما لجأ اليه الحزب خلال السنوات الماضية، عندما تحوَّل إلى ما يشبه جيشاً نظامياً، وهو التحوّل الذي يبدو أنه أسهم  في انكشافه أمنيًا. وحيث بات الحزب يُسْتَعملُ من إيران التي دفعته إلى أن يتدخل في الاشتباكات الدائرة في المنطقة، وذلك لزيادة سيطرة إيران على تلك الدول". ورأى أن "الحزب الآن مضطر إلى الانسحاب من العراق ومن سوريا، وربما من اليمن. وأصبح مأزوماً، إذْ لم يكسب شيئاً من تدخله هناك إلاّ بما حققته إيران لجهة زيادة سيطرتها على تلك الدول. هذا علماً بأنّ الحزب، تعرّض خلال هذه الفترة، إلى استهدافات موجعة في لبنان بنتيجة القصف المجرم والقاتل والمدمر وعمليات الاغتيال التي مارستها إسرائيل عليه مستهدفة الكثير من قياداته العسكرية والسياسية، ولاسيما أنّه كجيش لا يتساوى مع الجيش الإسرائيلي بقوته النارية والجوية والاستخباراتية والتكنولوجية، وكذلك بالدعم اللامحدود الذي يحصل عليه من الولايات المتحدة. وها هو الحزب يحاول أن يعوّض عن أزمته هنا وهناك من خلال ما يحاول أن يُنْجِزَهُ الآن في حرب العصابات التي يخوضها ضد إسرائيل، والتي يحاول أن يظهر أنه مازال قادراً أن يؤثر في مجريات الأحداث".

واعتبر ردا على سؤال أنه " إذا نظرنا إلى الأمور بكل موضوعية، وهو ما علينا أن نقوم به، عند إنجاز القرار 1701 في 11 آب 2006، وذلك عندما كنت أنا رئيساً للحكومة اللبنانية، يتبيّن لنا أنّ المشكلة الحقيقية كانت موجودة لدى الطرفين، أكان ذلك على صعيد إسرائيل أم على صعيد حزب الله، وذلك أن كلاهما دخلا إلى عملية تطبيق هذا القرار الدولي، ونيتهما الحقيقية في ألا يطبقا هذا القرار".

أضاف:"من المعروف أنّ إسرائيل استمرّت فعلياً خلال يومي الثاني عشر والثالث عشر من آب موعد سريان مفعول القرار، أي قبل الرابع عشر من آب، في إمطار لبنان بملايين القنابل العنقودية. كما أنَّ حزب الله عندما باشر ظاهرياً عملية تنفيذ هذا القرار بعد الرابع عشر من آب 2006، فإنّه لم يتقيد بما ينص عليه القرار 1701، أكان ذلك في عدم تقيده بإخراج أسلحته الثقيلة من منطقة جنوب الليطاني، ولا في التوقف عن إدخال السلاح الثقيل إلى لبنان، وهو الأمر الذي استمرّ على مدى كل الفترة الماضية. كما أنّ إسرائيل من جهتها استمرّت في اختراقها وتحليقها في الاجواء اللبنانية منتهكة السيادة اللبنانية. وهكذا مرّت وحتى الآن 18 سنة، ولم يطبق هذا القرار الدولي بشكلٍ صحيح، وان حزب الله، وكذلك أيضاً إسرائيل لم ينفذا هذا القرار ولا يلتزمان بتطبيقه".

تابع: "الجميع يقول الآن إنه يريد أن يطبق القرار 1701. هذا بعد أن عمد الطرفان، على مدى الأعوام الماضية، منذ تاريخ إقراره، إلى إعلان التزامه بالشكل ومخالفته بالمضمون. هذا علماً ان اسرائيل تحاول الآن أن تضيف الى القرار 1701 ضرورة تطبيق القرار الدولي 1559، الذي أُتِيَ على ذكره من ضمن بناءات القرار 1701. ولاسيما أنّ ما ينص عليه القرار 1559 هو بالفعل ما نصّ عليه اتفاق الطائف في العام 1989، لجهة احتكار الدولة اللبنانية وبالمطلق لحمل أو استعمال أي سلاح في لبنان من قبل طرف، باستثناء القوى العسكرية والأمنية الشرعية اللبنانية".

 

ولفت إلى أن "الطرفين المعنيين بالقرار 1701- إسرائيل وحزب الله - باتا الطرفين اللذين يطالبان الآن بتنفيذه، ولكن كلٌّ على طريقته، ولاسيما بعد أن نال كل منهما ما ناله من نتائج سلبية بسبب عدم تطبيقه. أولاً، بسبب ما ناله حزب الله من خسائر كبرى في قياداته، وما ناله حزب الله ولبنان أيضاً من خسائر بشرية كبرى وتدمير وخسائر لا تحصى ولا تعد. ثانياً، لما تتعرض له إسرائيل من خسائر كبيرة في جنودها الآن في العملية البرية التي تقوم بها وتخوضها في لبنان، وهي باتت مضطرة لأن تستمر بهذه العملية العسكرية بالرغم من كل هذه الخسائر التي تتكبدها، والتي لا تستطيع أن تتحملها. لذلك ما هو مطلوب الآن، ويجب أن يحصل، ضرورة بذل جهد متناسق ومتضافر على الصعد المحلية في لبنان، وكذلك على الصعيدين العربي والدولي".

أضاف:"على الصعيد اللبناني، هناك دور كبير لرئيسي مجلس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من اجل الخروج بموقف جدي يستطيعان من خلاله أن يبينا للعالم بأن لبنان سوف يلتزم حرفياً بالقرار 1701، ولاسيما بعد انتخاب الرئيس وتأليف الحكومة اللبنانية الجديدة بكل أمانة وصدق وجدية من أجل العودة إلى اكتساب الصدقية بتعهدات لبنان. وعندما نقول تطبيق القرار 1701 يجب أن نعني ما نقوله وليس من أجل أن نردّد كلاماً لا نعنيه، وبالتالي لا نطبقه. هذا الامر يجب أن ينطبق أيضاً على إسرائيل لجهة التطبيق الصحيح للقرار 1701، وهو ما يتطلًّب صدقاً في النوايا وفي الممارسات".

تابع:"أما على الصعيدين العربي والدولي، فينبغي أن يُصار إلى مواكبة هذا التطبيق الصحيح من قبل لبنان وممارسة الضغط اللازم على إسرائيل للتقيد من طرفها بتطبيق هذا الاتفاق".

ورأى ردا على سؤال أن "حزب الله ما زال حتى الآن في ما يشبه حالة إنكار، وهو لا يقول كل الحقيقة. لكنه بنفس الوقت لا بد لنا أن نعترف بأنه يحقّق انجازات على صعيد المعارك البرية الجارية الآن في جنوب لبنان، وحيث تواجه إسرائيل مقاومة عنيفة من حزب الله، هي التي تستمر في قصفها وتدميرها للعديد من البلدات والقرى على الحدود اللبنانية. لكن هذا لا يعني أنّ حزب الله غير مأزوم، على النقيض من ذلك فهو قد تعرّض ويتعرّض لخسائر جسيمة في قياداته وفي أسلحته وذخائره وفي الخسائر البشرية والمادية الكبرى التي يتعرّض لها الحزب في بيئته، والتي تعرّض ويتعرّض لها لبنان".

وقال:" أعتقد أن الحزب بات يدرك تدريجيًا بأنّه مأزوم وبحاجه الى رأب الصدع الذي أصابه في صفوفه وفي بيئته الداخلية وفي علاقاته مع باقي اللبنانيين. وهي بمجملها من الأمور التي يمكن أن تهدّد بمخاطر كبرى على الصعيد الداخلي اللبناني إذا لم يجرِ غدارة الأمور بشكلٍ متبصر وصحيح وعلى أساس عودة جميع اللبنانيين إلى كنف الدولة بشروط الدولة. هناك إشكالية في أنّ الحزب قد بات عليه أن يعالج هذا الجو اللبناني المتشنج الذي يطالبه وبشدة وبوضوح كبير في ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وفي ضرورة التخلي عن مبدأ ربط مصير لبنان بمصير الحرب الإسرائيلية التي تشنها على غزة. كذلك في تسهيل عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعيداً عن أي اشتراطات".

وبالنسبة إلى المخاطر، أجاب:" المخاطر الداخلية ليست قليلة على الإطلاق. إذ إنه، على صعيد الوضع الداخلي في لبنان، يجب أن ندرك مسائل هامة وأساسية، بدايةً، أن هناك تقريباً نحو مليون نازح من اللبنانيين الذين هُجِّروا قسرًا من الضاحية الجنوبية، وهُجروا من الجنوب ومن مناطق عدة في لبنان، وباتوا منتشرين في جميع أنحاء المناطق اللبنانية، يعيشون حالًا صعبة ومزرية وهذا غير مقبول إنسانياً. وهم موجودون في مناطق عدة داخل الاحياء السكنية اللبنانية في مختلف المدن والبلدات والقرى، والتي هي أساسا مكتظة بالسكان، وأوضاعهم الخدماتية والمعيشية سيئة أصلاً، الجميع يعرف أنّ لبنان كان يعاني، قبل الثامن من تشرين الأول2023 أزمة النازحين السوريين. الجميع يعرف ان لبنان كان يستضيف نحو مليون ومئتي ألف نازح سوري، أضيف إلى ذلك كله نتائج هذه الأزمة والكارثة الجديدة، حيث نزح قرابة المليون نازح لبناني. وكل ذلك يأتي في خضم أزمة وطنية وسياسية واقتصادية ومعيشية ضاغطة على أعصاب وعلى مستوى ونوعية عيش جميع اللبنانيين، فتأمل ماذا يمكن أن يعني هذا، ولاسيما أننا أصبحنا على مقربة من فصل الشتاء. صحيح ان بعضا من أولئك السوريين قد عاد الى سوريا، وأنّ بعضاً من أولئك اللبنانيين النازحين ذهب الى سوريا، ولكن تبقى المشكلة مشكلة كبرى بكل المقاييس على كل الصعد الداخلية اللبنانية، وكذلك على الصعد السياسية والاقتصادية والمعيشية والأمنية".

تابع: "أرى أن هناك حاجة لتزخيم العمل من قبل الرئيسين بري وميقاتي من أجل إنجاز تقدم كبير وسريع من أجل التوصل مع حزب الله إلى تصور واضح للخروج من هذه الأزمة الخانقة. حتمًا الان كل ما نسمعه من حزب الله هو كلام في معظمه موجه إلى بيئته، وبالتالي علينا أن ندرك أنّ ليس من الممكن أن يعلن حزب الله الان انه قد وافق على مسألة التقيد بالقرار 1701 هكذا علناً. لذلك، بالتالي، يجب أن ندرك أن إتمام هذه العملية لا يكون إلاّ من خلال المفاوضات، وبعيداً عن الإعلام، ومن خلال التواصل الذي ينبغي أن يجريه الرئيس بري مع المسؤولين الجدد في حزب الله وبالاتفاق مع الرئيس ميقاتي، وأن يكون هذا العمل سرياً إلى أن يُنجز، وبالتالي يمكن إعلانه بعد ذلك".

وقال ردا على سؤال:"يراودني كثير من القلق بشأن الامور التي ظن البعض بأنها قد انتهت، وذلك بشأن المسرحية الهزلية والبكائية التي جرى إخراجها ما بين إسرائيل والولايات المتحدة، وأعلمت بها إيران مسبقاً بشأن الردّ الاسرائيلي على الهجوم الإيراني، وحيث وكما شهدنا كيف ردَّت إسرائيل بهجومها الجوي على ما قامت به إيران من هجوم بالصواريخ على إسرائيل مطلع هذا الشهر. ذلك لأنّ هناك أخباراً تقول ان إيران ربما تعود إلى الرد من جديد على هذا الهجوم الأخير الذي قامت به إسرائيل. هذا ما يعني أنّ هناك احتمالا لأن تُحاول إيران من جديد محاولة الرد على الرد. السؤال الآن: هل سترد إيران على إسرائيل بشكلٍ مباشر، وذلك عبر اشعال الجبهة بينها وبين اسرائيل مرة جديدة، أم انها سوف ترد عليها من خلال أذرعها الخارجية، والتي يمكن ان تكون، وبشكلٍ أساسي، من خلال فتح جبهة لبنان، بشكلٍ أكبر وأعنف، ويكون لبنان بالتالي الساحة الجديدة لهذا الصراع ما بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل؟".

وقال:"هذا الأمر يحمل معه مخاطر كبيرة من جهة أولى، على إمكان توسع نطاق هذه الحرب بشكلٍ غير منضبط. وكذلك، ومن جهة ثانية، تداعياتها على لبنان بالتحديد بكونه سيكون ساحة الصراع الأساسية في المنطقة ومع ما يعنيه ذلك من مصائب وكوارث أكبر بكثير سوف تحلّ على لبنان".

أضاف ردا على سؤال: " الأرجح عندي أن ليس هناك من حلول أساسية قبل إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. لكن، من دون أدنى شك، فإن الجميع، حيث يريد كل فريق أن يعتمد طريقته من اجل الخروج من مأزقه، وليس بالضرورة أن ينجح في ذلك من دون كلفة معينة. الولايات المتحدة مأزومة وإلى حدٍّ بعيد بسبب الانتخابات، وهي تريد ان تخرج بشبه انتصار لتقول انها قد حققته قبل الخامس من تشرين الثاني القادم بالقول إنها نجحت بتجنب الحرب الشاملة في المنطقة، وأنها نجحت بتهدئة هذه الجبهات. على صعيد آخر، إسرائيل مأزومة أيضاً وأنها بهذا الموضوع لا تريد ان تصعِّد أكثر مع إيران، وأكثر مما قامت به حتى الآن. كذلك، إيران مأزومة، وبشكلٍ كبير، ولا تريد ان تصعِّد مع إسرائيل وتخشى من انعكاسات ذلك عليها لأنها مازومة بالداخل الإيراني، ومتخوفة من تداعيات الحرب عليها من إسرائيل في الداخل الإيراني. وهي مأزومة في أذرعتها ومأزومة في صراعها مع الولايات المتحدة واسرائيل ومأزومة من خلال الهجوم المتكرّر عليها من قبل إسرائيل. كذلك الحال هو أيضاً وبشكلٍ آخر بالنسبة لحماس في غزة ولحزب الله في لبنان. كل هذه المجموعة من الأزمات المتفاقمة مع بعضها، والتي لها جميعاً صلة بالأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والتي يتعرّض لها مختلف الأطراف المتدخلة في هذا الصراع، والجميع قد وصل الى نقطة يريد، ويجب عليه الخروج منها بأقصى سرعة ممكنة".

أما بشأن الموفد القطري، فأعرب عن اعتقاده ان "لقطر دائما دورًا مقبولًا ومرحبًا به في لبنان. ولهذا يتوقع اللبنانيون ان تقوم قطر بمبادرة في هذا الامر من أجل الإسهام في عملية وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من المناطق التي أصبحت فيها موجودة في لبنان، وكذلك من أجل طمأنة حزب الله في ما خصّ باليوم التالي لانتهاء الحرب. ولاسيما في ما خصّ موضوع اعادة الإعمار، وماذا سيحصل بالنسبة للحزب في الفترة القادمة. وهذا الأمر يشكِّل مصدر قلق كبير لدى حزب الله، لأنّه وعندما يهدأ المدفع، فإنّ السؤال الكبير: ماذا ستكون عليه الأمور، وكيف ستجري معالجة نتائج هذه العمليات العسكرية، وما هو مصير حزب الله وسلاحه ونفوذه في لبنان؟ وما بشأن نفوذ إيران في لبنان؟ وهذه كلّها مجموعة واحدة من التساؤلات الكبيرة حول مجريات الأمور. ومن ذلك أيضاً ما يمكن أن يقوم به الموفد القطري على مسار اقناع الأطراف اللبنانيين، ولا سيما بالنسبة إلى حزب الله من أجل أن يصار إلى التحرك على مسار انتخاب رئيس جمهورية جديد للبنان، الأمر الذي ينبغي ان يحصل البارحة قبل اليوم، ولاسيما في ضوء استمرار الاستعصاء من قبله في هذا الامر".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: ردا على سؤال على إسرائیل إسرائیل من هذا القرار على الصعید على لبنان القرار 1701 فی لبنان حزب الله على صعید حتى الآن من خلال یمکن أن الآن فی من أجل یجب أن إلى أن من ذلک من قبل

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تكشف عن تنفيذ 500 هجوم في لبنان منذ التهدئة وتعلن مقتل الآلاف!

أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته الجوية نفذت نحو 500 غارة على الأراضي اللبنانية منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024، مشيراً إلى أن ثلث الإنجازات العملياتية ضد حزب الله تحققت خلال فترة التهدئة، في ما اعتُبر تراجعًا غير مسبوق لقوة الحزب منذ تأسيسه.

ووفقاً لبيان الجيش، أدت تلك الهجمات إلى مقتل أكثر من 230 مقاتلاً من حزب الله خلال 243 يوماً، فيما جرى تدمير آلاف الصواريخ، و90 منصة إطلاق، و20 مقراً عسكرياً، وخمسة مواقع لإنتاج الأسلحة، ومعسكرات تدريب، وبنية تحتية أساسية تابعة للحزب.

وفي الأسابيع الأخيرة فقط، أعلن الجيش عن تدمير حوالي 3000 صاروخ ومنشآت تحت الأرض جنوب الليطاني. كما أكد مقتل أكثر من 4000 عنصر من حزب الله منذ بدء الحملة، بينهم معظم القادة الميدانيين، مما خلق “فراغاً قيادياً” داخل الحزب بحسب التقديرات العسكرية.

وأكدت الاستخبارات الإسرائيلية أن نصف القوة النظامية لحزب الله البالغ عددها 25 ألف مقاتل فقط جاهزة للقتال حالياً، مشيرة إلى أن الحزب لم يعد قادراً على خوض مواجهة طويلة أو تنفيذ غزو للأراضي الإسرائيلية.

وأفاد التقرير أن “قوة الرضوان” النخبوية المكلفة بالاقتحام تحولت إلى مهام داخلية أمنية لحماية أصول الحزب، ما يشير إلى تحول استراتيجي في دورها.

ورغم امتلاك الحزب آلاف الصواريخ القصيرة المدى، قال الجيش إن مئات منها فقط يمكنها الوصول إلى وسط إسرائيل، ويواجه الحزب صعوبة في إطلاقها بسبب نقص منصات الإطلاق.

كما نفت الاستخبارات وجود شبكة أنفاق مشابهة لتلك في غزة، وأشارت إلى أن ما تم العثور عليه في لبنان لا يتعدى أنفاقًا محلية محدودة.

وأوضح التقرير أن السلاح الأكثر فاعلية المتبقي لدى حزب الله هو الطائرات المسيّرة، التي تملك قدرة على تعطيل الحياة في الشمال، كاشفاً عن محاولات لاستئناف إنتاجها قرب بيروت، حيث تم استهداف مباني صناعية من قبل الطيران الإسرائيلي.

وبشأن العلاقة مع طهران، أكد الجيش أن إيران موّلت الحزب بمليار دولار لإعادة الإعمار وتعزيز قدراته العسكرية، مقابل ربع مليار دولار فقط خصصها المجتمع الدولي لإعادة بناء لبنان والجيش اللبناني.

وأشار الجيش إلى أن حزب الله تردد في الانخراط الكامل بالحرب دعماً لإيران خوفاً من تفككه، رغم توقعات طهران بأنه سيكون فاعلاً أساسياً في أي صراع إقليمي واسع النطاق.

وفي سوريا، أفاد الجيش الإسرائيلي بأن القيادة الجديدة هناك شكّلت قوتين أمنيتين جديدتين هما “جهاز الأمن العام” و”الجيش السوري الجديد”، المرتكز على ميليشيات سابقة. وأشار إلى أن الرئيس السوري الجديد فاروق الشرع يعمل على إعادة هيكلة المؤسسة الأمنية وإقصاء رموز النظام السابق.

وأوضح الجيش أن الهجوم الإسرائيلي على دمشق بعد أحداث السويداء أوصل رسالة حازمة، دفعت الشرع إلى إعادة رسم الخطوط داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية.

الموفد الأميركي يضغط.. وبيروت تتحرك لتعديل خطة نزع السلاح تدريجياً

أعرب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري عن استغرابه من تصاعد ما وصفه بـ”التهويل المتكرّر بحرب واسعة على لبنان” من أطراف داخلية، معتبرًا أن ذلك يجري “بمعزل عن طبيعة النوايا الإسرائيلية”، في وقت تشهد فيه الساحة اللبنانية تجاذبات مكثفة حول ملف السلاح والعلاقات مع إسرائيل.

وفي تصريحات لصحيفة “الجمهورية”، أشاد بري بنهج رئيس الجمهورية جوزاف عون في التعامل مع ملف التفاوض وسلاح “حزب الله”، واصفًا طريقته بـ”الجيدة”، ومؤكدًا دعمه للبحث عن “حلول وطنية متفق عليها تحفظ السيادة وتمنع الانزلاق إلى صدام داخلي”.

ورأى بري أن تصريحات المبعوث الأمريكي توم باراك، بشأن “وجوب اتخاذ خطوات عملية لنزع سلاح حزب الله”، موجّهة إلى الحكومة اللبنانية، مشددًا على أن معالجة هذا الملف يجب أن تبقى ضمن الأطر الوطنية.

وقبيل الجلسة التشريعية المقررة اليوم الأربعاء، دعا بري إلى إقرار قانوني استقلالية القضاء وهيكلة القطاع المصرفي، مؤكدًا أن “الإصلاحات تمثل حاجة وطنية قبل أن تكون مطلبًا خارجيًا”، في ظل التدهور الاقتصادي الذي يعيشه لبنان.

مصادر لبنانية مطّلعة كشفت عن جلسة لمجلس الوزراء الخميس المقبل لبحث مسألة حصر السلاح بيد الدولة، في خطوة تأتي تمهيدًا لموقف مرتقب للرئيس عون في الأول من أغسطس المقبل، يتناول فيه تفاصيل الملف الأمني والسلاح والتفاهمات الدولية الجارية.

وكان “حزب الله” قد أعلن مؤخرًا استعداده لمناقشة مبدأ حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، مشترطًا انسحاب إسرائيل من خمس نقاط لبنانية محتلة، ووقف الانتهاكات المستمرة، مؤكدًا أن السلاح “شأن داخلي” يُناقش ضمن استراتيجية دفاعية وطنية.

وفي مواقف موازية، أكدت مصادر سياسية أن الرئيس بري، الذي ينقل موقف “حزب الله”، يعمل على توحيد الموقف اللبناني إزاء الورقة الدولية المقترحة، وسط مساعٍ لإدخال تعديلات على الجدول الزمني لتسليم السلاح بما يراعي المتغيرات الميدانية ويضمن الانسحاب الإسرائيلي الكامل.

الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، شدد من جهته على رفض أي تدخل إسرائيلي في النقاش اللبناني الداخلي، مؤكدًا أن “التهديد والقوة لن تُجدي نفعًا”، وأن الحزب يعالج ملف سلاحه ضمن الاتفاقات المبرمة مع الدولة اللبنانية، وليس وفقًا للإملاءات الخارجية.

وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات على الحدود الجنوبية، وسط ضغوط دولية مكثفة لدعم الاستقرار في لبنان وتطبيق القرار الدولي 1701، مع تزايد الدعوات الداخلية والدولية لتسوية شاملة تضمن سيادة لبنان ووحدته ومنع انزلاقه نحو مواجهة داخلية أو إقليمية جديدة.

قائد الجيش اللبناني: “العدو الإسرائيلي يمعن في انتهاك قرارات دولية ويهدد نسيجنا الاجتماعي”

أكد قائد الجيش اللبناني، العماد رودولف هيكل، اليوم الأربعاء، أن “العدو الإسرائيلي يواصل انتهاكاته للقرارات الدولية ويعمل على اختراق النسيج الاجتماعي اللبناني”، في تصريح بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الجيش اللبناني.

وشدد هيكل في بيانه على أن لبنان يواجه تحديات جسيمة، على رأسها التهديدات والاعتداءات الإسرائيلية على البلاد وشعوب المنطقة، مؤكدًا أن الجيش لن يتهاون في إحباط أي محاولة تستهدف الأمن والسلم الأهلي، أو تحاول جر الوطن إلى الفتنة.

وأوضح أن الجيش مستمر في تنفيذ مهامه المتمثلة في بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، والحفاظ على الأمن ومكافحة الجريمة، إضافة إلى ضبط الحدود وتطبيق القرار الدولي 1701 بالتعاون مع قوات اليونيفيل.

يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار بين “حزب الله” وإسرائيل دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، عقب أكثر من عام على إعلان “حزب الله” لجبهة إسناد لقطاع غزة. رغم ذلك، لم تلتزم إسرائيل بانسحابها الكامل من المناطق المحتلة في جنوب لبنان، الذي كان مقررًا بحلول 26 يناير 2025، حيث أبقت على وجودها العسكري في خمس نقاط استراتيجية بحجة حماية مستوطنات الشمال، مع استمرارها في شن هجمات متفرقة على لبنان.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن مؤخرًا القضاء على قائد قطاع بنت جبيل التابع لـ”حزب الله” في جنوب لبنان، في خطوة تعكس تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • أزمة مالية تضرب حزب الله؟
  • يضون بارك بإقرار تعديل بدل الإدارة للمديرين
  • وزير الدفاع وبلاسخارت: تشديد على التعاون مع اليونيفيل والالتزام بالقرار 1701
  • واشنطن تصعّد ضغوطها على بيروت: لا حوار دون التزام بنزع سلاح «حزب الله»
  • بَللو: الديناميكية التي يشهدها قطاع السينما تعكس التزام الدولة إلى بعث الصناعات الإبداعية
  • إسرائيل تكشف عن تنفيذ 500 هجوم في لبنان منذ التهدئة وتعلن مقتل الآلاف!
  • متري: لبنان ملتزم بتنفيذ القرار 1701
  • محللون: لبنان يريد نزع سلاح حزب الله لكنه لا يضمن إسرائيل
  • هل ستستمرّ إسرائيل باستهداف قادة حزب الله؟.. مصدر أمنيّ إسرائيليّ يُجيب
  • السنيورة: مؤتمر نيويورك خطوة مهمة نحو حل الدولتين