#سواليف

أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو لأول مرة باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) #إسماعيل_هنية، في قصف لمقر إقامته أثناء زيارة للعاصمة الإيرانية #طهران نهاية يوليو/تموز الماضي.

وفي كلمة ألقاها مساء أمس الاثنين أمام الكنيست، قال نتنياهو “أريد أن أذكر أين كنا قبل عام وأين نحن اليوم.

لقد عانينا من ضربة رهيبة ومذبحة فظيعة. أسوأ هجوم على الشعب اليهودي منذ المحرقة”، في إشارة لعملية #طوفان_الأقصى ضد إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأضاف “ما حدث أننا قلبنا الوعاء رأسا على عقب. لقد انتقلنا من الحرب الدفاعية إلى الحرب الهجومية. وانتهينا من التحرك الرئيسي ضد #حماس وتحركنا شمالا”، وذكر أن إسرائيل قضت على الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله والقائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف (الذي تنفي حماس مقتله) ورئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية.

مقالات ذات صلة أطباء ونشطاء كويتيون: شعب غزة لن تثنيه الافتراءات على نساء غزة / شاهد 2024/10/29

وهذه المرة الأولى التي يقر فيها نتنياهو باغتيال هنية، الذي استشهد في قصف لمقر إقامته أثناء زيارة لطهران نهاية يوليو/تموز الماضي، بهجوم ألقيت مسؤوليته على إسرائيل، رغم عدم إقرار الأخيرة بذلك منذ ذلك اليوم حتى حديث نتنياهو أمس.


الهجوم على إيران

وتطرق نتنياهو للهجوم الذي شنته بلاده على إيران السبت الماضي، وقال “ألحقنا أضرارا جسيمة بأنظمة الدفاع الإيرانية وقدرتها على إنتاج الصواريخ الموجهة نحونا.. نحن في خضم حرب النهضة.. نخوض حربا تغير وجه الشرق الأوسط”.

وتابع “إستراتيجيتنا تفكيك محور الشر ومنع إيران من الحصول على سلاح نووي جديد، نحن في بداية حقبة تاريخية جديدة.. لن أستسلم ولن أتخلى عن تحقيق هذا الهدف المركزي. إن وقف البرنامج النووي الإيراني في مقدمة أولوياتنا، ولأسباب واضحة لا أستطيع أن أشارككم جميع أعمالنا وخططنا في هذا الصدد”.

وفجر السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي شن هجوم استمر 4 ساعات على إيران، التي أكدت أنها تصدت بنجاح “لمحاولات الكيان الصهيوني مهاجمة بعض النقاط في طهران والبلاد”. وأسفر الهجوم الإسرائيلي عن مقتل 4 جنود ومدني واحد، بحسب بيانات رسمية.

وجاء الهجوم على خلفية إطلاق إيران أكثر من 180 صاروخا على إسرائيل، مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في هجوم قالت طهران إنه “انتقام” لاغتيال كل من هنية ونصر الله، والقائد بالحرس الثوري عباس نيلفوروشان.​​​​​​​

من جانب آخر، تحدث نتنياهو عن سعيه لتوقيع مزيد من اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية عقب نهاية الحرب، وقال “أطمح لمواصلة العملية التي بدأتها قبل بضع سنوات لتوقيع اتفاقيات أبراهام التاريخية وتحقيق السلام مع المزيد من الدول العربية”.

وتابع “هذه الدول، ودول أخرى، ترى بوضوح الضربات التي نوجهها لمن يهاجموننا، محور الشر الإيراني. يتطلعون، مثلنا، إلى شرق أوسط مستقر وآمن ومزدهر”.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف نتنياهو إسماعيل هنية طهران طوفان الأقصى حماس

إقرأ أيضاً:

سلطنة عُمان.. الوسيط الأمين في نزاعات الشرق الأوسط

 

 

 

أ.د. دينغ لونغ **

خلال الفترة من أبريل إلى يونيو من العام الجاري، وتحت رعاية سلطنة عُمان، عقدت الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية 5 جولات من المفاوضات غير المباشرة حول الملف النووي الإيراني؛ وهي أول محادثات بين الجانبين منذ انسحاب الولايات المتحدة بشكل منفرد من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018.

وفي 6 مايو، أعلنت عُمان أيضًا أنه بناءً على مشاوراتها مع الجانب الأمريكي والسلطات المعنية في صنعاء باليمن، توصلت الولايات المتحدة وجماعة أنصار الله "الحوثيون" إلى اتفاق لوقف إطلاق النار؛ مما أنهى "أكبر عملية عسكرية أمريكية في الخارج خلال ولاية ترامب الثانية" ضد الحوثيين والتي بدأت في 15 مارس. هذان الحدثان الكبيران المتعلقان بأمن الشرق الأوسط والوضع الدولي جذبا الأنظار العالمية نحو عُمان.

 

 الحياد الجيوستراتيجي يمنح "قوة وساطة"‌

عُمان كانت تاريخيًا محورًا رئيسيًا للتجارة البحرية بين الشرق والغرب، حيث منحها موقعها الجغرافي الفريد إمكانية الوصول والاتصال بجميع الأطراف. كدولة يبلغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة فقط، تدرك عُمان جيدًا أهمية البيئة المحيطة السلمية والمستقرة لبقائها وتنميتها. لذلك، منذ تولي السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم في عام 1970، حافظت عُمان على سلامتها وسط المشهد الجيوسياسي المعقد المحيط بها والمليء بالدول الكبرى والاضطرابات المستمرة، واتبعت بحذر سياسة الحياد، ونفذت دبلوماسية متوازنة بين القوى الإقليمية.

وتقع عُمان بين العملاقين الإقليميين التاريخيين، السعودية وإيران، اللذين تربطهما علاقات متوترة تاريخيًا؛ مما يجعلها غير قادرة على الانحياز لأي طرف، مع تجنب الوقوع ضحية لصراعاتهما؛ مما يفرض عليها الحفاظ على الحياد بين القوى الإقليمية. لم تشارك عُمان في العمليات العسكرية التي تخوضها دول الخليج في اليمن منذ عام 2015 ضمن "قوات التحالف"، وحافظت على مسافة مُحايدة من الكتلة الخليجية. لذلك، تنظر إيران إلى عُمان على أنها "جار غير معادٍ". وبعد تعثر العمليات العسكرية للتحالف العربي في اليمن، بدأت السعودية تفهم موقف عُمان، وأصبحت مستعدة للسماح لها بالعمل كوسيط بينها وبين الحوثيين. وخلال الصراع اليمني، سمحت عُمان بدخول المساعدات إلى اليمن عبر ميناء صلالة، واستقبلت جرحى كلا طرفي الصراع لتلقي العلاج في عُمان؛ حيث ساعد ذلك في تخفيف الأزمة الإنسانية في اليمن، كما راكم رصيدًا لعُمان في جهود الوساطة اللاحقة؛ مما جعلها "البوابة الوحيدة إلى اليمن".

كما عززت العلاقة المرنة مع الولايات المتحدة وضع عُمان المحايد. ورغم كونها حليفة للولايات المتحدة، حافظت عُمان دائمًا على مسافة منها؛ فعلى سبيل المثال، في عام 2020، قاومت عُمان الضغوط الأمريكية ورفضت التوقيع على "اتفاقيات إبراهيم" لتطبيع العلاقات مع إسرائيل؛ حيث تدرك عُمان قيمة استقلاليتها وحريتها في اتخاذ القرار، مما أكسبها الحياد والمصداقية اللازمين لأداء دور الوسيط.

 

كيف تنجح الوساطة‌؟

اتَّبعت عُمان دائمًا أسلوبًا دبلوماسيًا هادئًا وعمليًا وغير صاخب، وهذا هو سر نجاح جهود وساطتها؛ ففي عمليات الوساطة، غالبًا ما تؤدي عُمان دورًا "خلف الستار" من خلال نقل المعلومات والحفاظ على قنوات الاتصال واستضافة لقاءات سرية. وعلى سبيل المثال، بين عامي 2011 و2013، سهلت عُمان سرًا الاتصالات الأولية بين دبلوماسيين أمريكيين وإيرانيين في عاصمتها مسقط، وأدت إلى التوصل لاتفاق نووي مؤقت؛ مما مهد الطريق لاتفاق 2015 النووي الإيراني. وفي عام 2020، بعد اغتيال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وصلت الولايات المتحدة وإيران إلى حافة المواجهة العسكرية، وفي اللحظة الحاسمة، قامت عُمان بتفعيل آليات الاتصال السرية؛ مما منع تصعيد الوضع.

ومنذ أبريل هذا العام، استغلت عُمان مرة أخرى التوقيت الملائم للوساطة بنشاط بين الولايات المتحدة وإيران، وبين الولايات المتحدة والحوثيين. ولاحظت عُمان أن إدارة ترامب وقعت في موقف حرج مع استمرار الضربات العسكرية ضد الحوثيين. فحاملة الطائرات "ترومان" اضطرت للانسحاب أمام هجمات الحوثيين، وكان الجيش الأمريكي يستهلك ذخائر بقيمة 750 مليون دولار يوميًا. في الوقت نفسه، علمت عُمان بأن الحوثيين يخشون قيام الولايات المتحدة بعملية اغتيال ضدهم "عملية قطع الرأس". لذلك، نقلت عُمان إلى الجانب الأمريكي تقييمًا لقدرات الحوثيين القتالية المستمرة؛ مما دفع الولايات المتحدة لاتخاذ قرار وقف إطلاق النار.

كما استغلت عُمان التوقيت الملائم مع رغبة قوية من الجانبين الأمريكي والإيراني في تجديد المحادثات؛ فبالنسبة للولايات المتحدة، ينتهي اتفاق 2015 النووي الإيراني في أكتوبر هذا العام، وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد بحلول ذلك الوقت، ستفقد الولايات المتحدة الأساس القانوني لمواصلة تقييد برنامج إيران النووي. ووفقًا لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تمتلك إيران الآن أكثر من 100 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي نظريًا تمتلك القدرة على تصنيع عدة رؤوس نووية، وتزداد مخاوف الولايات المتحدة من تجاوز إيران عتبة التسلح النووي يومًا بعد يوم.

بالنسبة لإيران، تحت ضغوط الولايات المتحدة "الحد الأقصى"، شهدت العملة الإيرانية انخفاضًا حادًا، وتعرقلت صادرات النفط بشدة بسبب "الولاية القضائية طويلة المدى" الأمريكية، وتدهورت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية بشكل كبير، مما يتطلب من الحكومة الإيرانية إيجاد مخرج. إضافة إلى ذلك، فإن مسقط تبعد ساعتين طيران فقط عن العاصمة الإيرانية طهران، مقارنة بمدن أوروبية مثل فيينا وجنيف؛ مما يوفر بيئة أكثر ملاءمة لتجنب التدخلات الدبلوماسية والمراقبة الاستخباراتية والتغطية الإعلامية. لذلك، بناءً على اقتراح عُمان، استؤنفت المفاوضات بين الجانبين بعد انقطاع دام سنوات.

وتمتلك عُمان أيضًا "مهارات وساطة" فريدة. وأثناء المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، رتّبت عُمان "لقاءات صدفة" بين ممثلي الجانبين في مكان الإقامة؛ مما أدى إلى لقاء وتحدث قصير بين المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اللذين كانا يقيمان في غرف منفصلة. وصرّح ماكغورك أن الجانب الأمريكي يرغب في التوصل لاتفاق ومُستعد لمساعدة إيران في جذب استثمارات غربية وحتى أمريكية؛ بينما دعا عراقجي الجانب الأمريكي لرفع العقوبات عن إيران، ودعا ماكغورك لزيارة إيران. وفي وساطتها لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين؛ فاحترمت عُمان الدور المهم للقبائل في المجتمع اليمني، وطبّقت نظام ضمان مشايخ القبائل، حيث شهد شيخ أكبر قبيلة يمنية، قبيلة حاشد، عبر اتصال فيديو، على التزام الحوثيين بوقف إطلاق النار.

 

 الدول الإقليمية والقوى الخارجية لا تزال بحاجة للعمل معًا‌

عُمان ترفض بوضوح الفكر المتطرف، وتدعو إلى "الابتعاد عن الفتنة" وحل الخلافات بالطرق السلمية؛ حيث سمحت صفات الحياد والاعتدال لعُمان بأن لا تُنظر كتهديد لأي طرف، مع الحفاظ على حوار مع إيران؛ إذ إن سياستها الخارجية العملية التي تتجاوز الخلافات المذهبية جعلتها جسر تواصل نادر في منطقة الخليج.

وفي السنوات الأخيرة، شهدت منطقة الشرق الأوسط "موجة وساطات"؛ حيث تنافست دول مثل عُمان وقطر والسعودية في الوساطة لحل النزاعات الإقليمية والدولية، مُستخدِمة ذلك كوسيلة مهمة لتعزيز قوتها الناعمة ومكانتها الدولية. ويُثبت نجاح عُمان أنه في الخريطة الجيوسياسية للشرق الأوسط، أنه يمكن للدول المُحايدة أيضًا أن تؤدي دورًا لا غنى عنه من خلال تحديد موقعها بدقة. وتكمن خبرتها الأساسية في تحويل النقص الجيوستراتيجي إلى ميزة حيادية، وكسر الجمود السياسي بالحكمة الدبلوماسية، وتجاوز الحواجز الأيديولوجية بالرنين الثقافي.

ومع ذلك، لا تزال قدرات الوساطة العُمانية تواجه قيودًا، وغالبًا ما تجد صعوبة في تحقيق حلول دائمة وجذرية للصراعات والتناقضات. وفي ظل استمرار النزاعات في الشرق الأوسط اليوم، لتحقيق تهدئة شاملة ودائمة للأوضاع الإقليمية، يبدو أن الأمر لا يزال يتطلب جهودًا مشتركة من الدول الإقليمية والقوى الخارجية لدفع حل المشكلات معًا.

 

** أستاذ بمعهد الدراسات شرق الأوسطية في جامعة شنجهاي للدراسات الدولية، الصين

مقالات مشابهة

  • ارتفاع أسعار النفط السعودي ينعكس على العراق وأسواق الشرق الأوسط
  • نتنياهو: معركتنا لا تقتصر على حماس… بل تشمل إيران ووكلاءها
  • رئيس الأركان الإسرائيلي يزور المواقع التي تسيطر عليها إسرائيل في جنوب لبنان: نفذنا أكثر من 600 غارة
  • قنبلة إسرائيل الكبرى التي ألقاها نتنياهو
  • العراق الأكثر تضررا.. القبة الحرارية تضرب الشرق الأوسط
  • عاجل | الخارجية الأردنية: ندين تصريحات نتنياهو التي قال فيها إنه متعلق بما تسمى رؤية إسرائيل الكبرى
  • نتنياهو: أسعى لتحقيق إسرائيل الكبرى التي تضم أراضي فلسطينية وأجزاء من الأردن ولبنان وسوريا ومصر
  • سلطنة عُمان.. الوسيط الأمين في نزاعات الشرق الأوسط
  • ترامب يتجنب دعم هجوم إسرائيل على غزة ويؤكد صعوبة الإفراج عن الرهائن | تقرير
  • مشروع “الشرق الأوسط الجديد” بين الطموح الصهيوني والفشل المتكرر أمام محور المقاومة