الجزيرة:
2025-05-16@14:43:51 GMT

الأدوية المشعّة بصيص أمل في معالجة السرطان

تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT

الأدوية المشعّة بصيص أمل في معالجة السرطان

قلّما يلجأ أطباء الأورام راهنا إلى حقن الجسم بمكوّنات مشعّة لتدمير الخلايا السرطانية مباشرة، إذ لم تحظ هذه التقنية العلاجية بعد بمكانة كبيرة ضمن ترسانتهم، لكنّ هذا العلاج يبدو واعدا أكثر فأكثر، وباتت صناعة الأدوية تستثمر مليارات الدولارات فيه.

ولاحظت المحللة المالية المتخصصة في قطاع تصنيع الأدوية  جميلة البوقريني في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية أن هذه الأدوية المشعة "تتوافق مع روح العصر".

وليس أدلّ على ذلك من الإعلان في منتصف تشرين الأول/أكتوبر عن شراكة بين شركتين فرنسيتين عملاقتين هما مجموعة "سانوفي" لصناعة الأدوية، وشركة "أورانو" (أريفا السابقة) المتخصصة في المجال النووي.

وأثار هذا الإعلان الدهشة والتساؤلات عمّا يمكن أن يجمع بين علب الأدوية ومحطات الطاقة النووية في أورانو؟

وتكمن الإجابة في مفهوم الطب النووي نفسه، وبشكل أكثر تحديدا في أدوية من نوع فريد، تعمل شركة "أورانو" على تطوير أحدها من خلال شركة تابعة لها ستستحوذ "سانوفي" على حصة صغيرة منها في مقابل 300 مليون يورو.

تستخدم هذه الأدوية مكونات مشعّة لتدمير الأورام. ولتتمكن من ذلك، يُرفَق بها جزيء يُحدّد العلامات النموذجية للخلية السرطانية، وبالتالي، يكون هذا الجزيء بمثابة "ناقل" لأخذ العنصر المُشعّ مباشرة إلى الخلية.

والمبدأ العام معروف جيدا لأنه مبدأ العلاج الإشعاعي، الذي يُعالَج بواسطته غالبية مرضى السرطان أصلا. ولكن بدلاً من إطلاق الأشعة على الشخص، تسعى هذه المكوّنات المشعّة إلى إصابة الخلايا السرطانية بشكل مباشر بدقة عالية جدا.

وهي تاليا علاجات إشعاعية "مستهدِفة". وسبق أن اعتُمِد هذا المفهوم بالمعنى الواسع طوال عقود في علم الأورام إذ يُستخدَم اليود المشع بانتظام لمعالجة بعض أنواع سرطان الغدة الدرقية.

لكنّ اليود يشكّل حالة خاصة، لأنه ينجذب بشكل طبيعي إلى الغدة الدرقية، وبالتالي لا يحتاج إلى "ناقل" مرفق به. ومن ناحية أخرى، في السنوات الأخيرة، حققت الأدوية نتائج إيجابية بفضل الجمع بين مكوّن مشعّ وناقل بيولوجي.

وكانت نقطة التحول الكبرى شراء شركة "نوفارتيس" السويسرية عام 2018 الدواء الإشعاعي "لوتاثيرا" Lutathera لقاء نحو أربعة مليارات دولار.

وقالت اختصاصية الطب النووي في مستشفى نانت الجامعي في غرب فرنسا فرنسواز كرابر بوديريه لوكالة الصحافة الفرنسية "لم يكن أحد مهتما في السابق بتخصصنا".

اندفاع الشركات

إلا أن الدواء "لوتاثيرا" مخصص حصرا لسرطانات الجهاز الهضمي النادرة. وما لبثت "نوفارتيس" بعد مدة قصيرة أن اشترت حقوق دواء إشعاعي آخر هو "بلوفيكتو" Pluvicto في مقابل مليارَي دولار، يُستخدم في معالجة بعض أنواع سرطان البروستاتا، ونشرت بيانات إيجابية عنه في مطلع العقد الجاري.

ومنذ ذلك الحين، اندفعت شركات الأدوية العملاقة نحو هذا الخيار. في الأشهر الأخيرة، دفعت شركات "أسترازينيكا" و"بريستول مايرز سكويب"، و"إيلاي ليلي" ومجددا "نوفارتيس" مليارات الدولارات لشراء شركات التكنولوجيا الحيوية المتخصصة في العلاجات الإشعاعية المستهدِفة.

ويُعَدّ الاندماج بين "سانوفي" و"أورانو" أحدث مثال على هذه الحركة.

وأكدت البوقريني أن هذه الصفقة "تضع سانوفي بين أكثر الجهات تقدما في العلاج الإشعاعي".

فالدواء الذي طورته "أورانو"، والقائم على الرصاص 212، ينتمي إلى جيل جديد من العلاجات الإشعاعية التي تعتمد على جسيمات تُسمّى ألفا.

وتطلق هذه الجسيمات طاقة إشعاعية أكثر من جزيئات بيتا، وهي أساس معظم العلاجات الموجودة، ولكن على مسافة أقصر. وبالتالي فإن هذا يعطي الأمل في أسلوب عمل أكثر انتقائية.

ويتعين التأكد مما إذا هذا الأمل سيُترجم فعلا إلى نتائج سريرية مقنعة. ولم تُجرَ إلى الآن تجارب واسعة النطاق على معظم علاجات ألفا، لكنّ "أورانو" تتهيأ لاتخاذ هذه الخطوة.

وبينما يظل الأخصائيون حذرين، فإنهم متفائلون. وقالت كرابر-بوديريه "النتائج السريرية الأولى تجعلني أتوقع أن تكون هذه العلاجات فاعلة". واضافت "لو سألني أحد قبل خمس سنوات، لقلت إن الأمر لا يزال محفوفا بالمخاطر بعض الشيء. أما الآن، فأعتقد أن علينا المضي قدما".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

الصحة تتحرّك بسرعة.. «الغوج» يترأس اجتماعات مكثّفة لضمان توفر الأدوية

عقد وكيل عام وزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية، المكلف بمهام الوزير، الدكتور محمد الغوج، ثلاث اجتماعات أمس الخميس، لمتابعة توجيهات رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة.

وتناول الاجتماع، الذي حضره رئيس لجنة إدارة جهاز الإمداد الطبي وممثلون عن مركز طب الطوارئ والدعم، أبرز التحديات المتعلقة بتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية، وآليات تعزيز التنسيق بين جهاز الإمداد الطبي والمرافق الصحية لضمان استمرارية التدفق المنتظم للإمدادات وفقاً للاحتياجات الفعلية.

وشدد الدكتور الغوج، على ضرورة ضمان استمرارية تقديم الخدمات الصحية للمواطنين، مؤكدًا أهمية الاستجابة الفورية لتغطية الاحتياجات، خاصة في ظل الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها البلاد.

الغوج يترأس اجتماعًا موسعًا لتنفيذ توجيهات الدبيبة بشأن دعم المرافق الصحية في أبوسليم

وفي وقت سابق أمس، ترأس وكيل عام وزارة الصحة المكلّف بمهام الوزير، الدكتور محمد الغوج، اليوم اجتماعًا موسعًا ضم عددًا من القيادات الصحية، وذلك لمتابعة تنفيذ توجيهات رئيس حكومة الوحدة الوطنية، السيد عبدالحميد الدبيبة، بشأن دعم وتطوير الخدمات الصحية في منطقة أبوسليم.

وشارك في الاجتماع كل من رئيس لجنة جهاز الإمداد الطبي، ورئيس مركز طب الطوارئ والدعم، إلى جانب مديري مستشفيات طرابلس المركزي، أبوستة للصدرية، الخضراء العام، وأبوسليم للحوادث، إضافة إلى مدير مساعد مركز طرابلس الطبي، ومديري العيادتين المجتمعتين بطريق المطار وأبوسليم.

واستعرض الاجتماع الوضع الصحي العام في المنطقة، وناقش سبل توفير الاحتياجات الأساسية للمستشفيات، بما يضمن استمرارية تقديم الخدمات الطبية وتحسين جودتها. كما تم التطرق إلى المشاريع الصحية المتوقفة، وخطط استكمالها، إلى جانب بحث أولويات المرحلة المقبلة لتحسين البنية التحتية الصحية.

وأكد الدكتور الغوج خلال الاجتماع على أهمية التنسيق بين مختلف الجهات المعنية لضمان تنفيذ التوجيهات الحكومية على نحو فعّال وسريع، مشددًا على أن الوزارة تواصل جهودها لتعزيز كفاءة القطاع الصحي وضمان وصول الخدمات لكافة المواطنين، لا سيما في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية مثل أبوسليم.

مقالات مشابهة

  • الرعاية الصحية تبحث مع سانوفي العالمية التعاون في علاج الأمراض الجينية والمناعية
  • الصحة تتحرّك بسرعة.. «الغوج» يترأس اجتماعات مكثّفة لضمان توفر الأدوية
  • استشاري: شكل الندبة ولونها هو ما يحدد طريقة علاجها .. فيديو
  • اليونيسف تدعم توفير مياه شرب آمنة لأكثر من 5 ملايين شخص في السودان
  • ضبط شخص ينصب على المواطنين فى مستلزمات الأدوية
  • السيسي يوجه بتسهيل جذب الاستثمارات في صناعة الأدوية
  • متحدث الصحة يكشف عن خطوات توطين صناعة الأدوية والأجهزة الطبية
  • رسالة ماجستير بجامعة الأزهر حول معالجة الإعلام الصهيوني لقضايا العالم العربي
  • أورانو الفرنسية تقاضي النيجر بعد مصادرة ممتلكاتها واعتقال موظفيها
  • ضمن فعاليات معرض وتريكس.. جلسة حوارية مهمة حول ملف المياه بمصر