إرسال قوات كورية شمالية إلى روسيا.. اختبار للعلاقات بين بكين وبيونغ يانغ
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
فيما تتسارع التقارير التي تؤكد إرسال كوريا الشمالية جنود إلى إقليم كورسك الروسي المحاذي للحدود مع أوكرانيا، ليدعموا قوات الكرملين في غزوها لأوكرانيا، قد تترك هذه التطورات أثراً على علاقة بيونغ يانغ ببكين، خاصة أنها تثير قلق الصين.
وأوضح خبراء تحدثوا إلى موقع "صوت أميركا" الإخباري، أن الصين قد تشعر بالقلق من إرسال كوريا الشمالية قوات إلى روسيا، بسبب أن حلف شمالي الأطلسي "الناتو" ينظر إلى بيونغ يانغ على أنها "منطقة نفوذ مهمة لبكين".
وأفاد الأمين العام لحلف الناتو، مارك روت، الإثنين، بأن كوريا الشمالية نشرت وحدات عسكرية في منطقة كورسك، وذلك بعد جاء أن أطلعت وفود كورية جنوبية أعضاء الناتو وأستراليا واليابان ونيوزيلندا على تورط كوريا الشمالية في حرب الكرملين على أوكرانيا.
واعتبر روت أن نشر القوات الكورية الشمالية إلى جانب إرسالها شحنات ذخيرة وصواريخ باليستية، يمثل "توسعًا خطيرًا في حرب روسيا"، ويشكل تهديدًا لأمن منطقتي المحيطين الهندي والهادي والأطلسي الأوروبي.
ولفت الأمين العام لحلف الناتو إلى إلى أن روسيا قد تكون تقدم لكوريا الشمالية "تقنيات عسكرية ودعمًا آخر" لتجاوز العقوبات الدولية المفروضة عليها.
وتُقدر الولايات المتحدة أن كوريا الشمالية أرسلت حوالي 10,000 جندي للتدريب في شرق روسيا.
وأعرب محللون عن قلقهم من أن هذا التطور قد يزيد الضغط على الصين، خاصة أن تحالف كوريا الشمالية مع روسيا قد يدفع الناتو لتعزيز علاقاته مع كوريا الجنوبية، مما يضع بكين في موقف حساس.
وفي هذا الصدد، صرح رامون باشيكو باردو، أستاذ العلاقات الدولية في كلية كينغز في لندن، الذي سبق أن شارك في وفود الاتحاد الأوروبي لمحادثات مع كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية والصين واليابان، بأن "على الصين أن تكون قلقة من زيادة تركيز الناتو على كوريا الشمالية، خاصة أن العديد من أعضاء الحلف يرون أن بكين تقدم دعمًا غير مباشر لبيونغ يانغ".
وأوضح باشيكو باردو أن نشر قوات كوريا الشمالية في روسيا، "قد يدفع الناتو لمتابعة أنشطة بيونغ يانغ في مجالات الأمن السيبراني وبرامج الأسلحة النووية، مما قد يؤثر أيضًا على الصين".
من جانبها، ترى بكين ترى في كوريا الشمالية منطقة عازلة بينها وبين القوات الأميركية الموجودة في كوريا الجنوبية، وتعتبر بيونغ يانغ شريكًا اقتصاديًا مهمًا لها، حيث تعمل على دعم النظام الكوري الشمالي اقتصاديًا على الرغم من العقوبات الدولية المشددة.
ووسط هذه التطورات، عبّرت الصين على لسان المتحدث باسم سفارتها في واشنطن، عن رغبتها في "تهدئة الأوضاع والسعي لحل سياسي"، بينما حث الرئيس الصيني، شي جين بينغ، خلال قمة "بريكس" في روسيا يوم 23 أكتوبر، على "التوقف عن تأجيج النيران" في أزمة أوكرانيا.
وفيما يتعلق بتأثير العلاقات المتنامية بين موسكو وبيونغ يانغ، علّق الباحث في الأمن الصيني بالمكتب الوطني للبحوث الآسيوية، روي كامفوزن، بالقول إن ذلك "قد يعقد خطط بكين التي تحاول دعم روسيا بشكل محدود، بحيث لا يثير ذلك ردود فعل دولية عنيفة، أو يفرض عقوبات اقتصادية عليها".
وأوضح كامفوزن أن "الصين تريد مساعدة روسيا كي تفوز في الحرب تدريجيًا، لكنها تسعى في الوقت ذاته لتجنب العقوبات عليها".
من جانبه، علّق المحلل الأمني في مؤسسة راند، بروس بينيت، بأن بكين قد تكون منزعجة من تنامي النفوذ الروسي في المنطقة عبر التعاون العسكري مع بيونغ يانغ، مشيرًا إلى أن الصين "سمحت بإرسال كوريا الشمالية للذخائر إلى روسيا، على اعتبار أنها خطوة محدودة المدة، بيد أن إرسال قوات كورية شمالية قد يزيد من المخاوف الصينية بشأن تعاظم النفوذ الروسي في شرق آسيا"، على حساب "بلاد التنين".
وفي سياق آخر، فرضت الولايات المتحدة عقوبات هذا الشهر على شركات صينية تتعاون مع روسيا لإنتاج طائرات مسيرة تستخدم ضد أوكرانيا، مما يعزز الضغوط الاقتصادية على الصين، وسط تصاعد القلق الدولي من التحالف الروسي الكوري الشمالي.
واعتبر الباحث في مؤسسة "هيريتيج" لدراسات شمال شرق آسيا، بروس كلينغر، أن الصين "قد لا ترى فائدة كبيرة في تشكيل تحالف ثلاثي رسمي مع روسيا وكوريا الشمالية؛ لأن ذلك قد يعرضها لعقوبات قد تؤثر على اقتصادها".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: کوریا الشمالیة بیونغ یانغ إلى روسیا على الصین
إقرأ أيضاً:
ارتفاع حصيلة القصف الروسي على كييف إلى 26 قتيلاً .. أوكرانيا تطالب بعزل روسيا
تجاوز عدد الضحايا جراء الضربة الروسية التي استهدفت العاصمة الأوكرانية كييف، 26 قتيلاً، بينهم ثلاثة أطفال، وفق ما أعلنته السلطات الأوكرانية، في حصيلةٍ جديدة بعد انتشال عشر جثث إضافية من تحت أنقاض مبنى سكني في منطقة سفياتوشينسكي بالمدينة .
وقع الهجوم خلال الساعات الأخيرة من مساء 31 يوليو 2025، حين شنّت القوات الروسية موجة عنيفة من الطائرات المسيرة والصواريخ، بلغت أكثر من 300 طائرة مسيرة وثمانية صواريخ كروز، ما مكّن من ضرب عدة أهداف في كييف بحدة لم تشهدها المدينة منذ أشهر . وأشار تقرير للهيئة الجوية الأوكرانية إلى أن أحد هذه الصواريخ أصاب مبنى سكني مكوّن من تسعة طوابق، مما أدى إلى إصابة أكثر من 150 شخصًا، بينهم 16 طفلاً وستة عناصر من الشرطة المحلية .
وقد وصف الرئيس فولوديمير زيلينسكي هذه الضربة بأنها تصعيد غير مسبوق، داعياً دول العالم إلى تبنّي تغيير نظام الحكم في روسيا كمدخلٍ لوقف نهائي لموجة العدوان الروسية. وتحدث في كلمةٍ له ألقاها أثناء مؤتمر دولي، مؤكدًا أن النظام الحالي في موسكو يمثل خطرًا على استقرار أوروبا حتى بعد نهاية الحرب، إذا لم يتحقق تغيير فعلي في القيادة الروسية .
في رد فعل دولي، أدان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الهجوم ووصفه بأنه "مقزز"، ملوّحاً بإجراءات عقابية جديدة ضد موسكو، رغم شكوك حول فعالية العقوبات المعمول بها حتى الآن .
كما تبنّى البرلمان الأوكراني قرارًا لرفع استقلالية مؤسستين رقابيتين لمكافحة الفساد، بما يعكس محاولة معالجة اضطرابات داخلية تسبّبت بها خلافات تشريعية سابقًا. ويأمل زيلينسكي أن يسهم هذا الإجراء في تهدئة الشارع وتحسين مسار العلاقات مع الشركاء الأوروبيين .
وتصاعدت المواجهات في مواقع أخرى، حيث أعلنت روسيا سيطرتها على مدينة تشاسيف يار الاستراتيجية في منطقة دونيتسك. بيد أن المؤسسة العسكرية الأوكرانية نفت هذه الادعاءات ووصفتها بأنها "دعاية روسية"، مع استمرارية القتال واشتداد المعارك على الجانب الغربي من المدينة .
يأتي ذلك في سياق تصعيد روسي ممنهج عبر أعوام، يستهدف العناصر المدنية والبنية التحتية في كييف ومناطقه السكنية.، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل أكثر من 12,000 مدني منذ بدء الغزو الروسي، في حين ما تزال المعلومات حول عدد الضحايا الفعلي مرتفعة جدًا، نتيجة توسع نطاق القصف على المدن الأوكرانية .