نتانياهو يتمنى فوز ترامب.. ويخشى "المفاجآت"
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
يفضل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، عودة المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، خلال الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، لكن نتانياهو، الذي يقود حربًا في غزة ولبنان ومواجهة مع إيران، يخشى مواقف ترامب المتقلبة والمفاجئة.
وحظي نتانياهو بدعم غير محدود من الرئيس الديمقراطي جو بايدن، خلال 13 عشر شهرًا من الحرب في غزة ولبنان، لكنها بالمقابل كانت فترة صدامات متكررة حول شكل الحرب وإدارتها ومدى توسيعها، ما جعل أقطاب اليمين في الحكومة الإسرائيلية يعلنون تصريحاً وتلميحاً بتمنياتهم بفوز ترامب في الانتخابات الأمريكية.الموقف الأمريكي ويقول مايكل أورين، المؤرخ الإسرائيلي وسفير إسرائيل الأسبق لدى الولايات المتحدة، إن ترامب كان يقدم دعمًا غير مشروط لإسرائيل، في حين تشترط منافسته الديمقراطية في الانتخابات كامالا هاريس، إقامة دولة فلسطينية.
وتابع "في انتخابات عام 2024 انكشف عمق الانقسام بالكامل حول هذه القضية، وأكدت المرشحة الديمقراطية هاريس مراراً بدعم حق إسرائيل في الوجود، والدفاع عن نفسها، لكن وعودها كانت دائماً مصحوبة بـ(لكن)".
وقال "في المقابل، لا يشترط ترامب دعمه لإسرائيل بإقامة دولة فلسطينية، وقد دعا هو وهاريس إلى إنهاء الحرب، لكنهما يقدمان طرقاً مختلفة تماماً لتحقيق ذلك، إذ تريد هاريس أن تنتهي الحرب من خلال المفاوضات بين إسرائيل وحماس، ويقول ترامب إن الحرب ستنتهي عندما يتم رفع القيود المفروضة على إسرائيل، وإعطاؤها الفرصة لاستكمال العمل".
لكن ما يبدو أنه سقف غير محدود للحرب، بددته تسريبات كشفتها صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن أن "ترامب طلب من نتانياهو إنهاء الحرب في غزة قبل تنصيبه رئيساً في البيت الأبيض إذا فاز في الانتخابات". وسيتم تنصيب الرئيس الأمريكي الفائر في الانتخابات في 20 يناير (كانون الثاني) عام 2025، بعد شهرين ونصف من موعد الانتخابات.
وحول هذا الموقف، يقول أورين: "من المؤكد أن ترامب سيتخذ قراراته بنفسه، ولكن من الصعب أن نقول في هذه المرحلة ماذا ستكون هذه القرارات، وإن كان سجل ولايته الأولى الأكثر تأييداً لإسرائيل في التاريخ، لكن ليس من المضمون تكرار هذا السجل، حال فوزه في ولاية جديدة". سياسة ضبابية بدوره، يرى المحلل السياسي الفلسطيني محمد هواش، أن ترامب بالتأكيد يرغب في أن ينهي الحرب في غزة ولبنان، وحتى موجة التصعيد الحالية مع إيران، مضيفاً "لكن ذلك سيكون وفق الشروط الإسرائيلية، رغم عدم وضوح رؤية ترامب السياسية بشأن التطورات الكبرى التي حدثت بعد مغادرته البيت الأبيض".
وقال لـ24: "لا يوجد وضوح في السياسات التي يقدمها الجمهوري ترامب حتى اللحظة في كثير من القضايا العالقة، وهذا أكثر ما يقلق نتانياهو والحكومة الإسرائيلية التي تعول كثيراً على فوزه"، مستدركاً "لكن نتانياهو يريد إنهاء الحرب حين تنضج بعض المتغيرات الداخلية فقط".
وأضاف: "ترامب سيطلب من إسرائيل وقف الحرب، ولكن وفق ما تراه مناسباً لها ومتوافقاً مع السياسات التي يريدها نتانياهو، حيث إنهاء حماس وإعادة الرهائن المحتجزين لديها".
وتابع "نتانياهو حتى اللحظة ليس لديه استراتيجية للخروج من الحرب، وهو سيبقيها مستمرة حتى يحصل على تأكيدات تبرزها استطلاعات الرأي بإمكانية نجاح في تشكيل حكومة يمينية متماسكة وقوية، تمنع ابتزازه سياسياً من أي طرف".
وأشار المحلل السياسي الفلسطيني أن "فوز ترامب بالنسبة للفلسطينيين لن يكون أقل سوءاً من سياسات الإدارة الحالية".
وقال إنه "لا يتوقع استنساخاً للسياسات السابقة لترامب خلال فترة ولايته الأولى"، لكنه توقع انتعاش مسار "صفقة القرن"، التي دعمها ترامب خلال ولايته السابقة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية جو بايدن الحرب في غزة لبنان ترامب الانتخابات الأمريكية ترامب كامالا هاريس الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل ترامب لبنان بايدن هاريس عام على حرب غزة إيران وإسرائيل السنوار فی الانتخابات فی غزة
إقرأ أيضاً:
عُمان التي أسكتت طبول الحرب
في ركنٍ من هذا العالم العربي الملتهب، حيث تتشابك مصالح الإمبراطوريات وتتصادم استراتيجيات الدول الكبرى على حساب الجغرافيا والتاريخ، هناك دولة اختارت طريقًا مختلفًا.
سلطنة عُمان هذه الواحة الهادئة وسط صحراء النزاعات لم تسمح لنفسها أن تكون بيدقًا في رقعة الشطرنج الدولية، ولم تُبدّد مكانتها في لعبة المحاور والاصطفافات، بل وقفت كـ«السيدة الحكيمة»، كما يسميها المراقبون، تمسح عن الوجوه غبار الحروب، وتفتح للخصوم أبوابًا لم يكونوا يتوقعونها.
في منطقة تتوزعها الرياح بين الطموح النووي الإيراني، والوجود الأمريكي الصارم، والاشتباك العربي المزمن، رفعت سلطنة عمان راية أخرى: راية «الاحترام المشترك»، و«الحوار قبل الضربة»، و«اليد الممدودة بدل الإصبع على الزناد».
وهنا، يكمن الاستثناء العُماني: دولة لم تُقامر يومًا بدماء جيرانها، ولم تبنِ مجدها على ركام الدول الأخرى. بل آمنت أن دورها الحضاري ليس بالتحالف مع الأقوى، بل بالوقوف على مسافة واحدة من الجميع.
في السادس من مايو، بينما كانت شاشات الأخبار تغرق في صور الانفجارات، وبينما كانت المؤشرات تنذر بتوسّع خطير في الصراع الدائر بين جماعة أنصار الله والتهديدات أمريكية المتصاعدة تجاه استهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر، خرجت مسقط باتفاق ناعم لكنه جلل: وقف إطلاق نار مؤقت بين واشنطن وصنعاء، يضمن سلامة الملاحة، ويمنح للسلام فرصة ليلتقط أنفاسه.
ولم تكن هذه المبادرة وليدة لحظة، بل هي نتيجة شهور من الحوار الصامت الذي أجرته سلطنة عُمان، بهدوء، بعيدًا عن الأضواء، في قنوات خلفية لا تعتمد على التصعيد، بل على بناء الثقة، حجرةً بعد حجرة.
لكن الأمر لم يتوقف عند اليمن.
إذ حملت الأيام التالية مفاجأة أكبر: إيران تُعلن موافقتها على مبادرة عُمانية لاستضافة جولة رابعة من المفاوضات مع الولايات المتحدة.
في وقتٍ كانت فيه التوترات تنذر بالانفجار، وبين تحركات بحرية ومواقف سياسية حادة، قررت طهران أن تستمع لصوت مسقط.
لماذا؟ لأن هذه الدولة التي لا تلوّح بالقوة، تملك ما هو أثمن من ذلك: تملك المصداقية.
لقد فهمت سلطنة عمان منذ بداية الجمهورية الإسلامية في إيران، ومنذ لحظة دخول الأساطيل الأمريكية للخليج، أن دورها ليس الوقوف في الضد، بل الوقوف في المنتصف، لا كحياد باهت، بل كوسيط نشط، بكرامة وهدوء.
فما الذي يجعل هذا البلد العملاق برسالته، ينجح فيما فشلت فيه دول كبرى، ذات أبواق وسفارات وميزانيات مهولة؟ الجواب، ببساطة، إنه لا يُمارس السياسة من أجل العنوان، بل من أجل الغاية.
ففي السياسة كما في الطب، لا يحتاج الطبيب الجيد إلى صخب، بل إلى يد ثابتة ونية خيّرة.
وهذا ما فعلته سلطنة عُمان.
اقتربت من الجراح وهي تهمس لا تصرخ، ووضعت الضمادة لا الحطب.
لقد وُلدت هذه الفلسفة من تاريخ طويل في العلاقات الإنسانية والسياسية.
فسلطنة عُمان، التي تفتح أبوابها للحجاج والدبلوماسيين على حد سواء، تعرف أن الكلمة الطيبة تُغيّر العالم أكثر مما يفعل الرصاص.
عرفت ذلك عندما وقفت على مسافة متزنة من كل صراعات المنطقة، وعندما شاركت في مساعي الاتفاق النووي مع إيران، وعندما رفضت أن تدخل تحالفات استنزفت الدول وأغرقتها في الرمال.
عُمان لا تُراهن على النصر، بل على النُبل.
لا تُقايض بالتحالفات، بل تُبادر بالثقة.
لا ترفع شعارات، بل ترسم جسورًا.
وفي لحظةٍ يخشى فيها العالم اندلاع حربٍ جديدة بين قوى كبرى، تُطفئ مسقط الشرارة قبل أن تصبح نارًا.
تجمع طهران وواشنطن تحت سقف واحد، لا لتفرض رأيًا، بل لتفتح نافذة.
هذا المقال ليس تمجيدًا لدبلوماسية، بل احتفاء بأخلاق دولة.
بدولةٍ فهمت أن القيادة لا تحتاج صراخًا، بل رقيًّا.
وأن التاريخ لا يخلّد الأصوات العالية، بل الأفعال العظيمة التي تمشي على أطراف الأصابع.
تحية إلى عُمان، دولة الأفعال الهادئة التي كلما اقتربت الحرب، قررت أن تكتب فصلًا جديدًا للسلام.