اجابت دار الافتاء المصرية عن سؤال ورد اليها عبر موقعها الرسمي مضمونة:" ما حكم من فاته بعض التكبيرات في صلاة الجنازة؟ حيث تأخرتُ عن بداية صلاة الجنازة مع الإمام، وكان الإمام قد كبَّر تكبيرتين فدخلتُ معهم في الصلاة وهو في التكبيرة الثالثة، وبعد أن سلَّم الإمام تحركت الجنازة فأكملتُ ما بقي لي من التكبيرات.

فما الحكم الشرعي في ذلك؟". 

لترد دار الإفتاء المصرية موضحة انه إذا أدركتَ الإمام وهو في التكبيرة الثالثة؛ فلكَ أن تُتابعَ الإمام على ما أدركتَهُ من تكبيرات؛ فتكبِّر الثالثة على أنها ثالثة في حقِّكَ، والرابعة على أنها رابعة أيضًا في حقك، ثم تقضي التكبيرتين المسبوقتين؛ فتقرأ بالفاتحة في الأولى، ونصف التشهد الأخير في الثانية؛ كما هو مذهب الجمهور، ولكَ أن تكبِّرَ مع الإمام على أنها الأولى في حقِّكَ، ومن ثَمَّ تكون التكبيرة الرابعة له هي الثانية في حقِّكَ، ثم بعد سلامه تؤدي التكبيرتين المسبوقتين على أنهما الثالثة والرابعة؛ كما هو مذهب الشافعية.


آراء الفقهاء في حكم من فاته بعض التكبيرات في صلاة الجنازة
إذا تأخر حضور المأموم عن صلاة الجنازة فسبقه الإمام ببعض التكبيرات: كبَّر المأموم، وصلَّى مع الإمام ما أدركه، ثم أتى بما فاته من تكبيرات بعد سلام الإمام، وذلك على تفصيل بين الفقهاء في هل ينتظر المأموم المسبوق حتى يكبِّر الإمام التكبيرة التالية ويكبِّر معه، أو يدخل معه ولا ينتظره؟ وهل يبني على ما فاته من التكبيرات، أو يستأنف؟
فذهب الإمام أبو حنيفة ومحمد بن الحسن والمالكية إلى أنه ينتظر حتى يكبِّر الإمام التكبيرة التالية ويكبِّر معه، خلافًا لما ذهب إليه القاضي أبو يوسف من الحنفية والشافعية والحنابلة القائلين بدخول المسبوق مع الإمام حيث أدركه من غير انتظار للتكبيرة التالية.
كما يرى جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة: أن ما يأتي به المأموم بعد سلام الإمام هو قضاء ما فاته؛ فإن أدرك مع الإمام التكبيرة الثالثة والرابعة فقد فاتته التكبيرة الأولى والثانية؛ فبعد سلام الإمام يأتي بتكبيرتين؛ سواء رفعت الجنازة فورًا أو بقيتْ، مع اشتراطهم الانتهاءَ من القضاء قبل رفع الجنازة عن الأرض؛ فإن خاف رفعها والى بين التكبيرات دون قراءةٍ أو ذِكرٍ.
جاء في "الفتاوى الهندية" (1/ 164-165، ط. دار الفكر): [إذا جاء رجلٌ وقد كبَّر الإمام التكبيرة الأولى ولم يكن حاضرًا انتظره حتى يكبِّر الثانية ويكبِّر معه، فإذا فرغ الإمام كبَّر المسبوق التكبيرة التي فاتته قبل أن ترفع الجنازة، وهذا قول أبي حنيفة ومحمد رحمهما الله تعالى، وكذا إن جاء وقد كبَّر الإمام تكبيرتين أو ثلاثًا، كذا في "السراج الوهاج"] اهـ.
وقال العلامة الحصكفي في "الدر المختار" (ص: 120، ط. دار الكتب): [(والمسبوق) ببعض التكبيرات لا يكبِّر في الحال، بل (ينتظر) تكبير (الإمام ليكبر معه) للافتتاح؛ لما مرَّ أن كل تكبيرة كركعة، والمسبوق لا يبدأ بما فاته، قال أبو يوسف: يكبِّر حين يحضر (كما لا ينتظر الحاضر) في (حال التحريمة)؛ بل يكبر اتفاقًا للتحريمة، لأنه كالمدرك، ثم يكبران ما فاتهما بعد الفراغ نسقًا (بلا دعاء إن خشيا رفع الميت على الأعناق)] اهـ.
وقال العلامة السغناقي في "النهاية في شرح الهداية" (4/ 140، ط. جامعة أم القرى): [وقال أبو يوسف: يكبّر حين يحضر، وتفسير المسألة على قوله: فإنّه لما جاء وقد كبّر الإمام تكبيرة الافتتاح كبّر هذا الرجل حين حضر تكبيرة الافتتاح، فإذا كبّر الإمام الثانية تابعه فيها، ولم يصر مسبوقًا بشيء، وعندهما لا يُكبّر تكبيرة الافتتاح حين حضر، ولكن ينتظر حتّى يكبّر الإمام الثانية فيكبّر معه التكبيرة الثانية، ويكون هذا التكبير تكبيرة الافتتاح في حق هذا الرجل، فيصير مسبوقًا بتكبيرة يأتي بها بعدما يسلم الإمام. وجه قول أبي يوسف قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «اتبعْ إمَامَك فِي أيّ حَالٍ أَدرَكْتَه»، وقاس هذا بسائر الصلوات، فإن المسبوق يكبّر للافتتاح فيها حين ينتهي إلى الإمام فهذا مثله] اهـ.
وقال القاضي عبد الوهاب المالكي في "المعونة" (ص: 355، ط. المكتبة التجارية): [ومَن فاته بعض التكبير: قضى ما فاته، ودعا بين التكبيرات، إن لم يخف رفع الجنازة قبل فراغه، وإن خاف أن ترفع عن سرعة قضاه قضاء نسقًا؛ لأنه إذا خاف ذلك لم يمكنه أن يدعو؛ لأنه إن تشاغل بالدعاء حصل منه أن يكون مصليًا عليها بعد رفعها، وذلك غير جائز، وإذا أَمِن ذلك دعا بين التكبيرات؛ كما كان لو أدركها من أولها لزوال الضرورة] اهـ. ومعنى نَسَقًا؛ أي: يَعطِفُ ويَستأنِفُ التكبيرَ بعضَه على بعضٍ.
وقال العلَّامة الخرشي المالكي في "شرح مختصر خليل" (2/ 119، ط. دار الفكر): [(ص): ودعا إن تُركَت وإلَّا والى. (ش): يعني أن المسبوق إذا سلَّم الإمام فإنه يدعو بين تكبيرات قضائه إن تركت الجنازة، ويخفف في الدعاء إلا أن يُؤَخَّر رفعها فيتمهل في دعائه] اهـ.
وقال العلامة الرحيباني في "مطالب أولي النهى" (1/ 888-889، ط. المكتب الإسلامي): [(ويقضي مسبوق ندبًا) إذا سلم إمامه (ما فاته على صفته).. فيتابع إمامه فيما أدركه فيه، ثم إذا سلَّم إمامه كبَّر، وقرأ الفاتحة؛ لأن ما أدرك آخر صلاته، وما يقضيه أولها.. (فإن خشي) المسبوق (رفعها)، أي: الجنازة (تابع)، أي: والى بين (التكبير) من غير قراءة وصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا دعاء، (رفعت) الجنازة (أو لا)، قدمه في "الفروع" وحكاه نصًّا. (وإن سلَّم) مسبوقٌ عقب إمامه (ولم يقض) ما فاته؛ (صحّت) صلاته.. (ولا توضع) الجنازة بعد أن صُلِّي عليها (لصلاة أحد بعد رفعها) عن الأرض؛ تحقيقًا للمبادرة إلى مواراة الميت] اهـ.
وقال الإمام الشوكاني في "السيل الجرَّار" (ص: 215، ط. دار ابن حزم): [واللاحق ينتظر تكبير الإمام ثم يُكبِّر ويُتمُّ ما فاته بعد التسليم قبل الرفع] اهـ.
وذهب الشافعية إلى أنَّ ما يدركه المأمومُ مع الإمامِ هو أوَّلُ صلاته؛ فإن كان الإمام في التكبيرة الثانية؛ فهي الأولى للمأموم، فيقرأ فيها فاتحة الكتاب، وإن كان الإمام في التكبيرة الثالثة، فهي الثانية في حقِّ المأموم، فيصلي فيها على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهكذا بحيث يسير في صلاته وترتيبها على نظم الصلاة لو كان منفردًا، ويأتي بالأذكار في مواضعها، وسواء بقيت الجنازة أو رفعتْ.
قال شمس الدين الرملي في "نهاية المحتاج" (2/ 481، ط. دار الفكر): [(ويكبِّر المسبوق، ويقرأ الفاتحة، وإن كان الإمام في) تكبيرة (غيرها)؛ كالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو الدعاء؛ لأن ما أدركه أول صلاته، فيراعى ترتيبها] اهـ.
وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في "فتح الوهاب" (1/ 112، ط. دار الفكر): [ويسنّ ألَّا ترفع الجنازة حتى يتم المسبوق، ولا يضرُّ رفعها قبل إتمامه] اهـ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: صلاة الجنازة إقامة صلاة الجنازة صلى الله علیه وآله وسلم صلاة الجنازة فی التکبیرة کان الإمام دار الفکر الإمام فی مع الإمام ر الإمام اهـ وقال م الإمام ما فاته

إقرأ أيضاً:

البحث عن الغزالي مثقف القرن الخامس

إيهاب الملاح

(1)

ظاهرة عجيبة تستلفت الباحث والناظر في تاريخ الثقافة الإسلامية والعربية، والفكر الإسلامي عموما، وهي ارتباط محطاته الفصلية ولحظات تحوله الأساسية بشخصيات رجال دين (باستثناءات محدودة) وأقصد هنا برجل الدين الذي كان إسهامه الأساس ومنجزه الأكبر مرتبطا بالإنتاج المعرفي في علوم الدين ومجالاتها المعروفة؛ نجد هذا الأمر عند الأئمة الأربعة؛ الإمام أبو حنيفة، الإمام الشافعي، الإمام مالك، الإمام أحمد بن حنبل، وسنجد الأمر ذاته لدى أئمة الشيعة وغيرهم من مذاهب وفرق المسلمين.

في كل قرن هجري، وبخاصة الخمسة الأولى، سنتوقف عند شخصية أو أكثر تجسد فيها ومن خلال أشكال وإشكال الفكر الإسلامي والعربي في تصوراته الكامنة والعميقة وآليات اشتغاله وتأثيرها في ذهنية الأغلبية وتوجيه سلوكهم ومواقفهم وتناقضاتهم أيضا.

في القرن الخامس الهجري، يبرز اسم الإمام أبي حامد الغزالي الملقب بحجة الإسلام باعتباره الشخصية الفكرية الأبرز والأهم والأكثر تأثيرا فيما جرى من مجريات الفكر والصراع الفكري والاتجاهات الفكرية والنظرية والسلوك الديني لقرون تالية وحتى وقتنا هذا!

(2)

بحسب دارسين ثقات لفكره وفلسفته وتأثيره، يُبجّل الغزالي اليوم من قِبل ملايين المسلمين بوصفه في طليعة المفكرين الدينيين في عصره. فتأثيره في التقليد الإسلامي العلمي مماثل لتأثير الأكويني في التقليد المسيحي، وتأثير موسى بن ميمون في التقليد اليهودي. وكثير من أعماله، ولا سيما كتابه "إحياء علوم الدين"، لا تزال تُقرأ في المؤسسات الرسمية وغير الرسمية حول العالم سواء أكان ذلك بلغتها العربية الأصلية أو بعدد لا يحصى من اللغات المحلية التي تُرجمت إليها. لكنْ، في السنوات الأخيرة، كان الغزالي بارزًا أيضًا في دوائر أخرى، ولأسبابٍ أخرى.

ومن غير المفاجئ، بحسب فرانك جريفل، أن كثيرًا من المسلمين اعتنقوا أيضًا هذه الآراء حول الغزالي. فالمسلمون المتحررون "العقلانيون" يعتبرونه مسؤولًا عن موت الفلسفة والعلوم الطبيعية في العالم الإسلامي، ويُنظر إليه على أنه يجسّد كل ما هو خاطئ في الإسلام التقليدي.

بالمقابل، يرى المحافظون في دحضه المزعوم للفلسفة سببًا وجيهًا لكبح التفكير الفلسفي في المجتمعات الإسلامية. لكن، ماذا لو كان الغزالي نفسه فيلسوفًا؟ وكان يُعَدّ هكذا من قبل تلامذته المباشرين؟ ماذا لو أن أعماله لم تدمر التفكير الفلسفي في الإسلام بل ولّدت أنواعًا جديدة منه؟

عديد الكتب بالعربية واللغات الأجنبية حاولت الإجابة عن هذه الأسئلة؛ كان آخرها هذا الكتاب الضخم الصادر عن دار المعارف بالقاهرة (يقع في 410 صفحات من القطع الكبير) للباحثة والأكاديمية والروائية المعروفة ريم بسيوني؛ بعنوان "برفقة أبي حامد الغزالي - إصلاح القلب"..

(3)

وُلد في طوس بخراسان، ودرس علم الكلام في نيسابور على إمام الحرمين الجويني وهو أحد أئمة أصول الفقه المبرزين، ثم قدِم على مجلس نظام الملك وزير السلطان السلجوقي، وظل فيه حتى أُسند إليه منصب التدريس في بغداد.

خلال هذه الفترة أخذت الشكوك تستبد به، فأقبل على دراسة "الفلسفة" والمنطق لعلها تخرجه من شكوكه. وقد درس كتب الفلاسفة، ولا سيما الفارابي وابن سينا، ثم ألَّف كتاب مقاصد الفلاسفة (أو معيار العلم) يلخِّص فيه مسائل الفلسفة غير متعرض لنقدها، مُرجئًا ذلك إلى كتب تالية، كان أهمها وأخطرها وأبعدها أثرا وتأثيرا "تهافت الفلاسفة" الذي يعد أقسى هجوم على الفلسفة، حتى لقد تصور الناس زمنًا طويلًا أنه قضى عليها نهائيًّا أو اضطرها لاتخاذ موقف الدفاع عن نفسها.

ولم يلبث بعد تأليفه هذا الكتاب طويلًا في منصب التدريس ببغداد، فانقطع عنه، عاودته الشكوك، وبعد تردد طويل بين نوازع الدنيا ودواعي الآخرة هتف به هاتف باطني فاعتزل العالم وخلا إلى نفسه يروِّضها استعدادًا لما هو مقبل عليه (راجع المنقذ من الضلال!).

وانتهى به الأمر إلى مغادرة بغداد كلها حيث لبث عشر سنين متنقلًا، ينصرف إلى العبادة والتأليف. وأغلب الظن أن أكبر كتبه وهو "إحياء علوم الدين" قد أُلِّف في الشطر الأول من هذه الفترة. ذهبت به الأسفار إلى دمشق وبيت المقدس والإسكندرية ومكة والمدينة، ثم رجع إلى وطنه حيث استأنف مهنة التدريس زمنًا وجيزًا في نيسابور، حتى وافته منيته في مسقط رأسه طوس.

استعرض الغزالي مختلف التيارات في ثقافة عصره فوجد أربعة اتجاهات تتمثل في جماعات أربع هي جماعة المتكلمين الذين يؤدون مهمة المدافع عن العقيدة، ولكنهم يبنون دفاعهم على أساس التسليم أولًا بالوحي المُنزَّل، وهو دفاع أن أقنع المؤمن فهو لا يقنع غير المؤمن، وجماعة الباطنية الذين يزعمون أنهم يقتبسون علمهم من الإمام المعصوم، فكل ما يعرضونه مستند إلى النقل عن معلمهم لا إلى حجة مقنعة، وأما الفلاسفة، فعلى الرغم مما لهم من فضل في تثقيف الناس بعلوم برهانية لا سبيل إلى الشك فيها كالرياضيات والفلك والطبيعيات في بعض جوانبها التي لا تخالف الدين، إلا أنهم قد يتعرضون في سائر بحوثهم للتناقض وفساد الرأي (ومن أهم المسائل التي عُني الغزالي بإبطال رأي الفلاسفة فيها ثلاث: نظرية قِدم العالم، والقول إن الله يعلم الكليات وحدها دون الجزئيات، وإنكار بعث الأجساد على أساس قولهم إن الأرواح وحدها هي التي لا يجوز عليها الفناء) ثم جماعة المتصوفة الذين لا يجدون في الأقيسة العقلية أداة صالحة لمعرفة الحق، بل الأداة الصالحة عندهم هي الحدس أو الذوق الباطني ومن ثم فقد أخذ بنظرتهم دون

الجماعات الثلاث الأخرى.

(4)

كانت هذه إطلالة سريعة غاية في الإيجاز عن سيرة الإمام أبي حامد الغزالي؛ وإن كانت شخصية الغزالي وسيرته الذاتية ومحاولات تدوين سيرته الفكرية والروحية وتحولاتهما أيضا قد حظيت بعناية المعاصرين (منذ الربع الأول من القرن العشرين وحتى وقتنا هذا)؛ عناية فائقة كل من منظوره ووفق رؤيته، فمنهم من درسه في إطار الفلسفة وتاريخ الفلسفة الإسلامية والصراع بين الفقهاء والفلاسفة، ومنهم من درسه صوفيا روحانيا، ومنهم من درسه متكلما مجادلا، ومنهم من وقف عند إنتاجه النقلي السني في الفقه وأصوله والدفاع عن السنة.. إلخ.

ولدينا في هذه الدائرة عشرات الكتب المهمة (راجع على سبيل المثال: مؤلفات الغزالي للدكتور عبد الرحمن بدوي، و"دراسات في

مذاهب فلاسفة المشرق" للدكتور محمد عاطف العراقي، وكذلك انظر تحقيقات الدكتور سليمان دنيا القيمة لنصوص الغزالي، فضلا عن مؤلفاته عنه ككتابه الممتاز "الحقيقة في نظر الغزالي"، بالإضافة إلى كتابات الدكتور عبدالحليم محمود وطه عبدالباقي سرور، وغير ذلك الكثير).

(5)

ويأتي كتاب ريم بسيوني الصادر أخيرًا، لينضم إلى هذه الجوقة الضخمة من الكتابات والمؤلفات عند أبرز شخصية في الفكر الإسلامي في القرن الخامس الهجري، وتصحبها في رحلة ممتعة تتحرر فيها من الآراء المسبقة والتصورات المعلبة، وتذهب مباشرة لاستكشاف "الغزالي" في تجلياته النصية، ومكابداته الروحية، وعذاباته المعرفية، لتسجل نتاج هذه الرفقة في هذا الكتاب الذي يقع في 410 صفحات من القطع الكبير؛ لكنه ورغم ذلك فإنه يقرأ في سياق سردي متصل، متتابع الوحدات، منتظم الفصول والتبويب والترتيب، وتعيد من خلال هذه الرحلة المنضبطة "موضعة" القضايا والإشكالات الكبرى التي شغلت دارسي الغزالي وخصومه على السواء، وتقدم قراءتها واستبصاراتها بفكر الغزالي ومراحله وتحولاته ظاهرا وباطنا في هذا الكتاب الذي تقول عنه في مقدمتها له: "هذا الكتاب رحلة داخل أنحاء القلب لمحاولة إصلاحه حتى يضيء، ولا يظلم حتى يعرف، ولا يجهل حتى يحيا ولا يموت. برفقة أبي حامد الغزالي سنعرف أنفسنا أكثر ونعرف آفات القلوب ومرضها وطرق علاجها. الغزالي رحيم معنا يحكي عن نفسه،

فيشجعنا على النهوض كما نهض. يضعف أمامنا كإنسان فندرك أن معارج الحقيقة ليست مستحيلة على من طهر قلبه، وحافظ عليه. تعال معي برفقة أبي حامد الغزالي.. وما أجملها من صحبة".

(وللحديث بقية)

مقالات مشابهة

  • تعرف على موعد ومكان صلاة الجنازة علي بونجا
  • البحث عن الغزالي مثقف القرن الخامس
  • سباحة أميركا ترد على «موكب الجنازة» و«شاهد القبر»!
  • حكم صلاة من صلى شاكًّا في دخول الوقت ولم يتثبت
  • بحضور سعد الصغير.. تشييع جثمان والد معتمد جمال من شبرا الخيمة| شاهد
  • هل صلاة الرجل مع زوجته في البيت تعتبر جماعة؟.. دار الإفتاء تجيب
  • محدش يصلي عليّ.. أمين الإفتاء يعلق: الجنازة حق لأهل الميت وليس له
  • وزير الأوقاف يؤدي صلاة الجمعة بمسجد الإمام الحسين بحضور محافظ القاهرة
  • شقيق الفنان لطفي لبيب يظهر لأول مرة خلال صلاة الجنازة «صور»
  • بالصور.. الاستعدادات النهائية لخروج جثمان لطفي لبيب لتشييع الجنازة