بدء فعاليات مهرجان عُمان للعلوم 2024م في نسخته الرابعة
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
العُمانية/ بدأت اليوم فعاليات "مهرجان عُمان للعلوم 2024م" في نسخته الرابعة بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض تحت شعار "مواردنا المستدامة"، بمشاركة أكثر من 140 مؤسسة من داخل سلطنة عُمان وخارجها، ويتضمن 520 فعالية علمية متنوعة، ويستمر 8 أيام.
رعى افتتاح المهرجان معالي الدكتور هلال بن علي السبتي وزير الصحة.
وأشاد معالي الدكتور موسى المقريف وزير التربية والتعليم بدولة ليبيا في تصريح له بتفاعل الطلبة مع فعاليات المهرجان ومشاركتهم الفاعلة مع أركانه المهمة وما به من تنوع في الجوانب المختلفة، مؤكدًا أن المهرجان يسهم في تنمية معارف الطلبة، وسيكون له تأثير كبير في تجويد المهارات لديهم خاصة مع وجود نخبة من الأكاديميين والمتخصصين والطلبة في مكان واحد.
ويهدف المهرجان إلى إيصال العلوم للطلبة وأفراد المجتمع بوسائل سهلة وبطرق تفاعلية محفزّة للتفكير الإبداعي، وتوفير اتجاهات إيجابية نحو العلوم والابتكار والبحث العلمي.
ويستهدف المهرجان طلبة المدارس، وطلبة مؤسسات التعليم العالي، والتربويين وأولياء الأمور، والوزارات والمؤسسات الحكومية المدنية والعسكرية، ومؤسسات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، والباحثين والمختصين والأكاديميين، إضافة إلى المهتمين بالعلوم من مختلف الدول.
ويشجّع المهرجان الطلبة على إدراك أهمية العلوم في الحياة وحثّهم على الابتكار ومواصلة التعلم في التخصُّصات العلمية، لمواكبة التوجهات العالمية القائمة على نشر العلوم والتكنولوجيا والتغيُّرات والتطوُّرات المستقبلية المتوقعة، وتعزيز مهاراتهم للاندماج في الاقتصاد القائم على المعرفة.
ويُعدُّ المهرجان حدثًا علميًّا استثنائيًّا ويأتي انعكاسًا لتوجهات وأولويات رؤية "عُمان 2040" الداعية إلى أهمية إيجاد تعليم شامل وتعلم مستدام يسهم في تنمية الابتكار وبناء اقتصاد المعرفة.
ويقدّم المهرجان أكثر من 500 فعالية علمية متنوعة تعرض فيها عدد من المفاهيم العلمية، والمسابقات والدورات العلمية، والأجهزة والتطبيقات التكنولوجية بطريقة جاذبة وماتعة للطلبة والمعلمين وأفراد المجتمع على حد سواء.
ويشهد المهرجان مشاركة 141 مؤسسة من داخل سلطنة عُمان كما تشارك 5 مؤسسات من خارج سلطنة عُمان وهي المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية CERN، ومتحف العلوم الطبيعية في بلجيكا، ومؤسسة SKILLDICT الهنغارية، والمركز الوطني للموهوبين في ماليزيا، ومعرض مشكاة التفاعلي من المملكة العربية السعودية.
وتشمل فعاليات المهرجان إقامة عدد من الورش العلمية التفاعلية، والعروض العلمية، والمسابقات، والمحاضرات، وبعض التجارب العلمية.
ويحتوي المعرض على 24 ركنًا متنوعًا منها التنوع البيئي، والمستقبل الذكي، والصحة والحياة، وأجنحة إلى الفضاء، والمدن الذكية، والسيبرانيات والبراعم، والثروات الطبيعية، والغذاء المستدام ومواردنا المالية، والطاقات النابضة، والحياد الكربوني، والعلوم المزدهرة، والبيئة المستدامة، وجسور العلوم، وعجائب الكون، والتقنيات العسكرية، والقبة الفلكية المتنقلة، ومسابقات الذّكاء الاصطناعي، وهاكاثونات الاستدامة، ومعرض الابتكارات العلمية.
ويُعدُّ مهرجان عُمان للعلوم منصة للابتكار والشغف والتجربة، ومرآة تعكس الطموح في توجهات رؤية "عُمان 2040" والإستراتيجية الوطنية للابتكار.
وتأتي النسخة الرابعة من مهرجان عُمان للعلوم 2024م مكملة لنجاحات النسخ السابقة التي نظمتها وزارة التربية والتعليم في الأعوام 2017م، 2019م، 2022م، واضعة الطلبة محل الاهتمام دائمًا، والعلوم بتقنياتها المتسارعة التي تركز عليها جميع ممارسات الإنسان في مختلف المهن والممارسات الحياتية الأخرى محل اهتمام آخر، والتركيز على قدرة الإنسان على تجاوز التحدّيات التي يواجهها بفضل العلم وإمكاناته الكبيرة وفي حقوله المختلفة.
وتجوّل معالي الدكتور وزير الصحة راعي المناسبة والحضور في أركان المهرجان، واسمتع لشرح وافٍ عما يحويه.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
مهرجان القطيع .. ملتقى سنوي للتراث التهامي والهوية الثقافية في الحديدة
تقرير/ جميل القشم
في تهامة، حيث يلتقي خصب الأرض بعطاء البحر، وتنبع الذاكرة من مواسم الزراعة وأهازيج الصيد، ينبثق مهرجان القطيع كل عام، كحدث ثقافي يُعيد رسم ملامح الهوية التهامية ويمنحها حضورًا حيًا في وجدان الأجيال.
يجّسد مهرجان القطيع ملتقى مفتوحًا، يعكس وجدان الإنسان التهامي، ويعكس التقاليد والمعارف المتوارثة التي ظلّت حاضرة في تفاصيل الحياة اليومية، من الزراعة والصيد إلى الأهازيج والرقص والفنون الشعبية.
تقام فعاليات المهرجان في مدينة القطيع بمديرية المراوعة، في أجواء شعبية، تتداخل فيها الروح التهامية مع نبض المجتمع، وتتحول المساحات العامة إلى ساحات تفاعلية تستعرض فيها ملامح الماضي بلغة الحاضر.
يشهد المهرجان السنوي، عروضًا فنية ومسرحية وبهلوانية، تقدّمها فرق شعبية محلية، إلى جانب استعراضات حيّة لطرق الزراعة القديمة، وأدوات الصيد، وتقنيات حفظ المحاصيل والأسماك، في مشاهد بصرية تنقل الزائر إلى أعماق التاريخ المحلي.
يولي المهرجان، أهمية خاصة للرقصات الشعبية، التي تقدّم بزيها التقليدي وإيقاعاتها المميزة، وهو ما يضفي على الفعالية بُعدًا فنيًا متجذرا في الموروث الشفهي والجسدي للمنطقة، ويعزّز حضور من الثقافة الحركية في المشهد العام.
لا تغيب السباقات التراثية عن المشهد، إذ يحتضن المهرجان سباق الهجن، والخيول، والقفز على الجمال، لتكون مثل هذه العروض بمثابة استدعاء حيّ لمظاهر الفروسية والمروءة في البيئة التهامية.
تظهر الرسالة الثقافية للمهرجان جليّة في حرصه على تمكين المجتمع المحلي من تقديم تراثه بلسانه، دون وساطة، بعيدًا عن التنميط، ما يمنح الفعالية أصالة في الطرح وصدقًا في التلقي.
ويسهم المهرجان في ربط الأجيال بالهوية، إذ يجد فيه الكبار فسحة لاستذكار ما عاشوه، بينما يكتشف فيه الصغار تفاصيل جديدة عن بيئتهم وأصولهم، فتتكون بذلك حلقة تواصل حيّة بين الماضي والمستقبل.
يشكل المهرجان رافعة اقتصادية موسمية، تنتعش الأسواق المحلية، وتعرض المنتجات التهامية التقليدية من مأكولات، وأدوات، وحِرف، في مساحة تفاعلية تجمع بين المتعة والدعم الشعبي للصناعات الصغيرة.
ومن الناحية التعليمية، يقدّم المهرجان تجربة تعلم للأبناء والزوار، حيث تنقل مفاهيم الهوية والانتماء عبر التفاعل المباشر مع العروض والأنشطة، بدلاً من التلقين المجرد في الصفوف.
ويمنح في ذات الوقت، مساحة للمثقف الشعبي، الذي يحمل تراثا غير مكتوب، لعرضه من خلال الأداء أو الحكاية أو الحرفة، مما يعيد الاعتبار للمعرفة الشعبية بوصفها مكونًا مهمًا من الموروث الثقافي الوطني.
يقوم تنظيم المهرجان على جهود مجتمعية واسعة، تتشارك فيه اللجان الأهلية، والمبادرات الشبابية، والجهات الثقافية المحلية، ما يعزّز من روح الشراكة ويجعل من الفعالية مناسبة يتملكها الجميع.
يسعى القائمون على المهرجان الذي عادة ما يُقام في ثاني وثالت أيام عيد الأضحى، إلى تطويره سنويًا، سواء من حيث توسيع الفقرات أو إشراك كافة الفئات المجتمعية، لترسيخ حضوره كفعالية وطنية تتجاوز الطابع المحلي، وتعكس غنى الهوية اليمنية.
ويحرص المهرجان على البقاء بعيدًا عن المظاهر الشكلية، مقدّما نفسه كـ”ملتقى تلقائي” تُستعاد فيه الروح التهامية، وتُترجم فيه الثقافة من الناس وللناس، في سياق شعبي حي يعكس صدق الانتماء وعمق الوعي بالهوية.
يعكس مهرجان القطيع، ذاكرة تهامة الحية، وتنبض تفاصيله في وجوه الناس، وخطوات الراقصين، ونبرات العازفين، وضحكات الأطفال، وحكايات الآباء، ليبقى حدثًا سنويًا يزهر بالحياة كلما عاد، ويعمّق حضور التراث كلما نظم.
سبأ