تشبثا بالأرض.. عائلة جابر مستعدة للعيش في خيمة.. منتظرة العودة إلى منزلها بقرية المحيبيب جنوبي لبنان
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
تستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكثر من عام، وعلى لبنان منذ أكثر من شهر. وبين هذين البلدين يروي الناس قصص تهجيرهم، فتارة يتحدثون عن بيوتهم التي دمرت، وعن مدارسهم وجامعاتهم، وتارة عن ذكرياتهم الجميلة التي شوهها الدمار. هذه هي قصة جابر وعائلته من إحدى قرى جنوب لبنان، التي تنتظر موعد العودة.
تحدث أيمن جابر عن "حبيبته" في لقاء صحفي، فهل كان يقصد سيدة عشقها أم قريته التي هام في غرامها.
يبدو أنه كان يتحدث عن كلتا الحبيبتين، فهذا الرجل الذي يبلغ من العمر 45 عاما له ذكريات كثيرة تتعلق بقصة حب عاشها في موطنه جنوب لبنان، حيث الصورة تميل إلى السوداوية في هذه الأيام.
تحدث جابر، فني الطيران، عن ذكرياته عن حبيبته في مرحلة الطفولة، وعن لقائه محبوبتَه في ساحة قريبة من بيت عمه. ابتسم قائلا: "كنت أنتظرها هناك لأراها. كان نصف أهل القرية يعرفوننا".
أما الآن، فتعرضت هذه الذكريات للتشويه، ويبدو أنه سيعاني لو أراد أن "يقف على الأطلال". إذ سويت قرية محيبيب بالأرض بسلسلة من الانفجارات في 16 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
تقع تلك القرية في محافظة مرجعيون على تلة قريبة من الحدود الإسرائيلية اللبنانية. ونشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو يظهر انفجارات تدمر القرية، وعشرات المنازل فيها.
لم يقتصر المشهد على قرية العاشق، بل تكرر في قرى عدة في جنوب لبنان منذ أن بدأت إسرائيل حربها قبل شهر تقريبا.
وتقول إسرائيل إنها تريد تدمير شبكة ضخمة من أنفاق حزب الله عند الحدود. ولكن بالنسبة للبنانيين الذين نزحوا، فإن الهجمات تدمر ذكريات العمر.
"هل ما زالت أبقاري على قد الحياة"؟لقد تعرضت قرية محيبيب لاستهداف متقطع منذ أن بدأ تبادل إطلاق النار في 8 تشرين الأول/أكتوبر في العام 2023 بين إسرائيل وحزب الله.
وقبل الحرب كان جابر يعيش في "عرمون" بجنوبي بيروت مباشرة، وتم إجلاء بقية أفراد عائلته بعد الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، وذهب بعضهم إلى سوريا. أما والدا جابر وشقيقتاه زينب وفاطمة فانتقلوا للعيش معه.
تقول زينب وهي تجلس في غرفة المعيشة بمنزلهم المؤقت: "والدي يحطم قلبي. إنه ضعيف وعمره 70 عامًا، ومنذ أكثر من عام وهو ينتظر أن يعود إلى محيبيب. لقد ترك بقراته الخمس هناك. ويظل يسأل "هل تعتقدين أنها لا تزال على قيد الحياة؟".
وأضافت: ""أنا لا أنتمي إلى أي جماعة سياسية".."لماذا سُلبت بيتي وحياتي؟". وقالت إنها لا تستطيع مشاهدة فيديو تدمير قريتها. وأوضحت: "عندما قام أخي بتشغيل الفيديو، ركضت خارج الغرفة".
أما فاطمة فتقول: "لقد استغرقنا عشر سنوات لإضافة غرفة واحدة فقط إلى المنزل. في البداية، وضع والدي الأرضيات، ثم الجدران، والسقف والنوافذ الزجاجية. باعت والدتي ما يعادل عمل عام من المربى الذي كانت تصنعه في المنزل بيديها من أجل وضع الأثاث في المنزل. وأضافت "واختفى كل ذلك في لحظة".
تزوجت زينب بهدوء في الحرب، وهي الآن حامل في شهرها السادس. وكانت تأمل أن تعود إلى محيبيب قبل الولادة.
Related392 يوما من الحرب: شمال غزة بين مخالب الموت والمجاعة والأوبئة ولا حل في لبنان قبل انتخابات أمريكاصور بالأقمار الصناعية.. هل تسعى إسرائيل إلى إنشاء منطقة عازلة عبر مسار التدمير الممنهج في جنوب لبنانانتهاك صارخ لسيادة لبنان: كوماندوز إسرائيلي ينفذ إنزالا بحريا في البترون ويختطف قبطانا"سننصب الخيام إذا اضطررنا"كانت محيبيب قرية ريفية متماسكة، فيها نحو 70 منزلاً تاريخيًا من الحجر. وكانت العائلات تزرع التبغ والقمح والملوخية والزيتون. واشتهرت القرية أيضًا بضريح يقال إنه للنبي بنيامين بن يعقوب، وقد تعرض للقصف عام 2006 وجرى ترميمه.
يتذكر جابر السفر من بيروت إلى محيبيب ومروه، عبر نقاط التفتيش عندما كانت القرية تحت السيطرة الإسرائيلية. ويقول: "كانت هناك عمليات تفتيش أمنية واستجوابات. وكانت العملية تستغرق يومًا كاملاً أو نصف يوم".
فرت العائلة من القرية أثناء الحرب في العام 2006 ثم تمكنت من العودة إلى المنازل التي بقيت موجودة رغم ما لحق بها من دمار. لكن أسرة جابر تخشى هذه المرة من أنها إن عادت فلن تجد المنزل ولا المزروعات المحيطة به.
ويخشى جابر أن تعيد إسرائيل السيطرة على جنوب لبنان مجددا، وألا يستطيع إعادة بناء المنزل الذي بناه على مدى السنوات الست الماضية لنفسه ولزوجته وولديهما.
ويقول أيمن بهدوء: "عندما تنتهي هذه الحرب، سنعود. وسننصب الخيام إذا اضطررنا، وسنبقى حتى نعيد بناء منازلنا".
المصادر الإضافية • أ ب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية اليونيسف تُطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان: طفل واحد على الأقل يقتل يومياً منذ 4 أكتوبر عاملات منزليات تركن لقدرهن وأوصدت عليهن الأبواب.. كيف فجرت الحرب في لبنان أبشع أنواع العنصرية؟ أكسيوس: مبعوثا بايدن في تل أبيب الخميس لبحث إنهاء الحرب في لبنان غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني جنوب لبنان نزوح حزب الله لاجئونالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 غزة دونالد ترامب روسيا كامالا هاريس فيضانات سيول الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 غزة دونالد ترامب روسيا كامالا هاريس فيضانات سيول غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني جنوب لبنان نزوح حزب الله لاجئون الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 غزة دونالد ترامب إسرائيل كامالا هاريس فيضانات سيول روسيا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا عاصفة ضحايا إسبانيا ألمانيا یعرض الآن Next جنوب لبنان
إقرأ أيضاً:
رفض العودة إلى منبر جدة .. حميدتي يهدد بتوسيع نطاق الحرب نحو الأبيض والشمالية
هدد قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، بشن هجوم على مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان والولاية الشمالية، وجدد إتهامه لمصر و إريتريا بدعم الجيش، فيما أعلن رفضه القاطع بالعودة إلى محادثات جدة التي ترعاها المملكة العربية السعودية.
الخرطوم ـــ التغيير
تأتي هذه التهديدات في ظل تمركز قوات الدعم السريع حول الأبيض من ثلاث اتجاهات، بعد أن حشدت مقاتلين من دارفور وكردفان واستعادت السيطرة على الخوي والدبيبات نهاية الأسبوع الماضي.
وفي خطاب مسجل بثته قناة الدعم السريع على تلغرام، قال حميدتي موجهاً حديثه للجيش: “لو فكرتوا تستخدموا الأبيض كنقطة انطلاق لقصف دارفور وكردفان، نحن سوف نأتي إليكم، قوتنا جاهزة للتحرك في أي وقت.” ونصح سكان الأبيض بالبقاء في منازلهم وإغلاق متاجرهم وعدم الاقتراب من المواقع العسكرية، وهي ذات النصيحة التي قدمها لأهالي الولاية الشمالية التي أوضح أن قواته في طريقها لمهاجمتها.
قوائم استهدافذكر حميدتي أن قواته تملك قوائم تنوي استهدافها في مدن مروي والدبة ودنقلا بالولاية الشمالية، مشدداً على أن كل من يوالي الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي، والقياديين فيها أحمد هارون وأسامة عبد الله، “هدف مشروع لهم”.
واعتبر حميدتي استعادة قواته السيطرة على الدبيبات بجنوب كردفان والخوي بغرب كردفان بمثابة “نصر عظيم”، معلناً أن الدعم السريع دمرت 70% من “القوة الصلبة لمتحرك الصياد” التابع للجيش، والذي يسعى لاستعادة السيطرة على النهود والخوي والضعين وفك الحصار عن الفاشر.
و يُعد متحرك الصياد من أكبر متحركات الجيش، وقد استطاع استعادة مناطق حيوية في شمال كردفان وفك الحصار عن مدينة الأبيض.
اتهامات لمصر لإريترياجدد قائد الدعم السريع اتهاماته لمصر بدعم الجيش وإمداده بثماني طائرات يقودها طيارون مصريون تقلع من مدينة دنقلا لقصف كردفان ودارفور، معتبراً ذلك “عدواناً سافراً على الشعب السوداني”. وأوضح أن مصر أدخلت أمس الأول الأحد 32 شاحنة عسكرية تحمل أسلحة وذخيرة ووقوداً للطيران، معلناً مواجهة “أي تدخل خارجي يهدد السودان”. كما حذر إريتريا من استمرار دعم الجيش بالعتاد والمقاتلين.
نهاية النزاع ورفض المفاوضات
توقع حميدتي نهاية الحرب قريباً، وقرن إنهاء الحرب بنهاية تنظيم الحركة الإسلامية، في وقت أعلن رفضه العودة إلى محادثات جدة. وأضاف: “انتهى عهد المساومات، لا تفاوض مع من يقتل شعبه بالطيران، ولا سلام مع من يرفض الاعتراف بجرائمه. نحن مستعدون للحل السياسي، لكن ليس مع القتلة والمجرمين”.
وشدد على أنه ليس من دعاة الحرب، وقال إنه عمل على عدم اندلاعها بإبلاغ علي كرتي “بأن الجيش سوف يدمر البلاد”. وأفاد بأن الجيش خطط قبل للتخلص منه ومن نائبه “شقيقه” عبد الرحيم دقلو، بغرض الانتصار على الدعم السريع، مشدداً على أن الأخير سوف يظل موجوداً حتى لو قدم استقالته من قيادة القوات أو اعتزل الحرب، بعد أن أصبح الأمر قضية بحسب زعمه.
وأعلن حميدتي عزمهم تشكيل لجنة تحقيق بشأن مقتل أسير دهساً بسيارة عسكرية، داعياً قواته إلى تسليم الأسرى لمحاكم ميدانية. وكانت قوات الدعم السريع قد نشرت مقطع فيديو، بعد نهاية معركة الخوي، يظهر مقتل جندي دهساً تحت إطارات سيارة عسكرية بصورة متعمدة.
الوسومالولاية الشمالية شمال كردفان شن هجوم قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) مدينة الأبيض منبر جدة