صلة الرحم تزيد الرزق فهل قطعها تقلله.. دار الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالاً حول تأثير قطع صلة الأرحام على الرزق، وكان السؤال نصه: "هل قطع الأرحام تمنع الرزق عن فاعلها؟".
وجاءت الإجابة من الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، الذي أوضح أن صلة الرحم مرتبطة بزيادة الرزق، مستشهدًا بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "من سره أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه".
وأشار الشيخ شلبي إلى أن الحديث يدل على أن الوصل بين الأرحام سبب من أسباب بركة الرزق وتوسيع سبل العيش، بينما قد يستمر الرزق حتى لمن يقطع أرحامه، رغم أن قاطع الرحم يرتكب معصية ويحاسب عليها، وقد يكون استمرار الرزق في هذه الحالة نوعًا من الاستدراج.
وفي سياق متصل حول طاعة الزوج وصلة الرحم، قدم الدكتور علي فخر، مدير إدارة الحساب الشرعي بدار الإفتاء، توضيحًا حول ما إذا كان للمرأة أن تقطع صلة الرحم مع والدة زوجها إذا طلب منها ذلك.
وأجاب بأنه لا مانع من طاعة الزوج في حال أمرها بمقاطعة حماتها، حيث لا علاقة رحم مباشرة تربطها بها.
إلا أنه أكد أنه إذا طلب الزوج من زوجته أن تقاطع والدتها، فإن طاعته في هذا الأمر لا تجوز، لأن صلة الرحم مع الأم واجب لا يجوز التفريط فيه، ولا يحق للمرأة أن تقطع علاقتها بأمها تحت أي ظرف من الظروف.
وعن كيفية تحقق قطع صلة الرحم، أجاب الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، موضحًا أن قطع الرحم يعتمد على نية القطيعة، فليس كل خلاف أو ابتعاد يعد قطعًا للرحم، وإنما قطع الرحم يتحقق إذا عزم الإنسان على مقاطعة قريب معين، بحيث لا يرد عليه السلام أو يمتنع عن التواصل معه تمامًا.
أما بالنسبة لأشكال صلة الرحم، فهي متعددة ولا تقتصر على الزيارات فقط، حيث يمكن أن تكون من خلال المكالمات الهاتفية أو إرسال الهدايا أو الدعم المالي، وكل هذه الوسائل تعد من صلة الرحم ويمكن أن تفي بالغرض، وتحقق مقصود الشرع في التواصل والمودة بين الأقارب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صلة الرحم قطع صلة الرحم دار الإفتاء زيادة الرزق صلة الرحم
إقرأ أيضاً:
حكم ترك السعي في الحج وعدم صلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم.. الإفتاء تجيب
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال من أحد المواطنين يسأل فيه عن حكم من ترك السعي بين الصفا والمروة، سواء كان تركه بعذر أو بغير عذر.
وأجابت دار الإفتاء، على هذا السؤال من خلال موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت، موضحة أن السعي بين الصفا والمروة هو ركن من أركان الحج والعمرة، لا يتم الحج ولا تتم العمرة إلا به، شأنه في ذلك شأن باقي الأركان كالإحرام والطواف.
وأكدت دار الإفتاء، أن جمهور الفقهاء يرون أن ترك السعي لا يُجبر بدم، أي لا يُكتفى في حال تركه بذبح شاة أو دفع فدية، بل يجب على من تركه، سواء تركه كاملًا أو ترك جزءًا منه، أن يعود إلى مكة ليؤديه من جديد، ولو كان تركه بعذر كأن يكون ناسيًا أو جاهلًا بوجوبه، فالسعي ركن لا يُتسامح في تركه، ولا يسقط بعذر.
وفي المقابل، أوضحت دار الإفتاء أن الحنفية لهم رأي آخر، إذ يرون أن من ترك السعي بين الصفا والمروة كاملًا أو معظم أشواطه بعذر خارج عن إرادته، فلا شيء عليه، ولا يلزمه الرجوع أو ذبح شاة، أما إن كان تركه بغير عذر، فعليه أن يذبح شاة ككفارة ،وأضافوا أن من ترك ثلاثة أشواط أو أقل من السعي، فعليه أن يُخرج نصف صاع من بُر عن كل شوط.
هل يجب اداء ركعتين خلف مقام إبراهيم
وفي موضوع متصل بمناسك العمرة، أجاب الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عن سؤال ورد إليه بشأن الصلاة خلف مقام إبراهيم عليه السلام، حيث قال أحد السائلين: "كنا في العمرة، وكانت شديدة الازدحام، فبعد الطواف توجهنا للسعي دون الصلاة في مقام إبراهيم، فهل عمرتنا صحيحة؟".
فأوضح الدكتور علي جمعة أن الصلاة خلف مقام إبراهيم عليه السلام بعد الطواف سنة مؤكدة، وليست ركنًا من أركان العمرة، وبالتالي فإن من نسيها أو لم يتمكن من أدائها بسبب الزحام، فلا شيء عليه، وعمرته صحيحة بإجماع أهل العلم.
وأشار إلى أن مشروعية الصلاة خلف المقام جاءت من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، حيث إنه بعد أن أتم طوافه، ذهب إلى خلف المقام وقرأ قوله تعالى:
"واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى" [البقرة: 125]،
ثم صلى ركعتين وجعل المقام بينه وبين الكعبة، وقرأ في الركعة الأولى سورة "الكافرون"، وفي الركعة الثانية سورة "الإخلاص".
وأكد فضيلته أن هذه الصلاة لا يشترط أن تكون خلف المقام مباشرة، بل المهم أن يكون المقام أمام المصلِّي، ولو صلى بعيدًا عنه، فلا حرج في ذلك، ما دام المقصود هو الاتباع لسنة النبي ﷺ.
وعلى ذلك فالسعي بين الصفا والمروة ركن لا يصح الحج أو العمرة بدونه، ويجب أداؤه في كل حال عند جمهور العلماء، بينما الصلاة خلف مقام إبراهيم سنة مؤكدة، من أداها نال أجر السنة، ومن تركها فلا شيء عليه.