سواليف:
2025-12-12@18:53:45 GMT

ما الخطر الذي يخشاه الأردنيون؟

تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT

ما #الخطر_الذي_يخشاه_الأردنيون؟ د. #منذر_الحوارات

صار الحديث عن الخطر الوجودي الذي يهدد كيان الدولة وهويتها في آن معاً حدثاً يومياً في #نقاشات العديد من #الفئات_الاجتماعية، لقد أخذت هذه المخاوف عدة أبعاد بعضها يرى أن الخطر داخلي والآخر يراه خارجياً فما القصة؟ من يرون أن الخطر خارجي فيركزون على مستقبل القضية الفلسطينية والمشروع الإسرائيلي العامل على تصفيتها ومحاولة الحل على حساب الأردن، وبعض المخاوف تركز على فوضى الإقليم وما يمكن أن تؤول إليه، أما الطرف الآخر فيرى أن الخطر الحقيقي يأتي من الداخل وتداعياته، فالأزمات الاقتصادية وانعكاساتها الخطيرة على المستوى الاجتماعي يمكن أن تكون نقطة انطلاق لفوضى اجتماعية تهدد بخطر جسيم، لكن هناك من يرى أن هذا الخطر قابل للتجاوز والاحتواء، ولكن ما يخيفهم هو الهلامية الهوياتية؛ والمعنى هنا هوية الدولة والكيان السياسي بالإضافة إلى الهوية الثقافية، التي باتت حديث كل مشغول بالشأن العام وبالطبع يرى هؤلاء أن الدولة تحوي بين ثناياها عناصر موترة كثيرة.

لكل هذه المخاوف ما يبررها فلو أخذنا #الخطر_الجيوسياسي سنجد أن الأردن في عين كل #عواصف_الإقليم، وهذه يعرفها القاصي والداني وتحيط بالأردن مثل إحاطة السوار بالمعصم وتهدد بنسف أي إنجاز وطني يمكن تحقيقه، وكلها مدعاة للقلق لكن حتى الآن تنجح الدولة في إيجاد معادلة إقليمية ودولية تمكنها من التملص من التأثيرات المؤلمة لهذه الأحداث، أما عند الذهاب إلى الخطر الاقتصادي فإنه يشكل بؤرة حقيقية لمستقبل غير آمن، فلا شيء أكثر من انعدام الفرص قدرة على إنتاج الغضب والتمرد.

لكن من الواضح أن الخوف على الهوية الوطنية الأردنية بمعناها السياسي والثقافي هو مصدر القلق الحقيقي بسبب ربما تغيرات ديمغرافية مقبلة، كما أن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة عَمّق من هذه المخاوف لما رافقه من تهكم بعض الفئات الاجتماعية على موقف الحكومة الأردنية، الذي رأى فيه كثيرون تجاوزاً ونكراناً لمفهوم الانتماء الوطني وفكرة المواطنة، لكن يجب الوقوف مطولاً عند مفهوم الهوية الوطنية الأردنية فالبعض يراها راسخة في القدم، والبعض الآخر يراها وليدة نشوء الدولة الأردنية الحديثة، وبالتالي هي كغيرها من الهويات الوطنية الثقافية لدول المنطقة ما تزال رهن التشكل، لكن يتم إغفال حقيقة جوهرية أن هذه الهوية الأردنية تميزت بذكاء استثنائي، فقد تبنت العديد من المشاريع الكبرى وامتزجت فيها وغاصت في رحابها دون أن تختفي، إبتداء من المشروع القومي العربي وعبوراً بالإسلامي ولا ننسى المشروع الوطني الفلسطيني وهي نفسها تلقت عشرات الهجرات بكل ما تحويه من ثقافات متعددة، ولكنها خرجت في النهاية وهي أكثر غزارة وقوة ومتانة برغم ما يعتقده البعض ويروّج عن ضعفها وهشاشتها، رغم أنها كهوية ثقافية لم تشهد، إلا حديثاً، بداية التركيز عليها وإعطائها بعضا مما تستحق من التظهير والاهتمام، أما قبل ذلك فقد اختفت في سياق تلك المشاريع الكبرى.

مقالات ذات صلة هارس ام ترامب 2024/11/05

مع بدء التركيز هذا ظهر التزاحم بين مشروع التأكيد على الأردنية وبين المشروعين المتبقيين على قيد الحياة؛ المشروع الإسلامي والذي يرى أن أي دولة جزء من مشروعه وليس كل مشروعه، وبالتالي لا يمكن الحديث عن هوية وطنية ناجزة في ظله، والثاني هو المشروع التحرري الفلسطيني المسلح والذي اختفى تقريباً مع أوسلو ولكنه عاد مع ظهور حماس، والأخيرة استطاعت أن تستحوذ على قلوب وعقول كثير من الأردنيين بالذات بعد طوفان الأقصى، مما فجر الكثير من المخاوف بانزلاق الدولة إلى مواجهة تتصاعد مع الأيام بالذات حالة التبني المجتمعي شبه الكلية والتي وضعت (حماس) في موقع المقدس ووضعت الدولة في موقع المتآمر، طبعاً في الجهة الأخرى هناك من رأى في هذا الموقف نكراناً للأردن ولالتزامات المواطنة، وأنه يشكل طعناً بالأردن ومواقفه تجاه القضية الفلسطينية، وهنا بالذات بدأت المواجهة تستعر والتي يرى الكثيرون أنها مصدر الخطر الحقيقي الذي يهدد كيان الدولة على اعتبار أن هذا التناقض الهوياتي لا يمكن السكوت عنه.

يمكن لهذه المواجهة أن تكون خطرة لكنها غير مستدامة، إذ سرعان ما ستهدأ النفوس بالذات مع ظهور نتائج وتداعيات المرحلة الحالية، فعندما سينجلي غبار المرحلة سيرى كل واحد مصداقية قناعاته وموقفه، فهذه المرحلة تميزت بفيض هائل من الانفعالات والأحلام الطوباوية والتي سرعان ما سنصحو منها على واقع أليم وموجع وهذا هو الخطر الحقيقي الذي ينبغي علينا الاستعداد له بشكل جدي، على كل الأحوال لا يجب أبداً المغامرة بالتخلي عن الانفتاح المتبادل؛ لأنه وحده القادر على تهدئة النفوس وإزالة المخاوف للوصول إلى المستقبل بشكل آمن.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: نقاشات الفئات الاجتماعية عواصف الإقليم یرى أن

إقرأ أيضاً:

عاصفة شرق المتوسط: مصر خارج دائرة الخطر وبايرون تدخل بلاد الشام

أوضح عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية الدكتور محمود القياتي تفاصيل التأثير الفعلي للعاصفة "بايرون" على الطقس في مصر، موضحاً أن الظاهرة بدأت كمنخفض جوي فوق اليونان وقبرص قبل تحركه تدريجياً نحو منطقة بلاد الشام.

وأوضح القياتي، في تصريحات خاصة لموقع مصراوي، أن المنخفض فقد جزءاً كبيراً من حدته أثناء انتقاله شرقاً، ليتحوّل إلى منخفض جوي متعمق ينعكس على سوريا ولبنان والأردن بأمطار غزيرة ورعدية ونشاط ملحوظ في الرياح، من دون بلوغ مستوى العاصفة. وأشار إلى أن الطبيعة الجبلية لتلك الدول تسهم في زيادة فرص تشكّل السيول.

وأضاف أن السحب الرعدية المرتبطة بالمنخفض عادةً ما تصاحبها هبّات رياح هابطة قوية، ما يؤدي لانخفاض محسوس في درجات الحرارة وارتفاع مفاجئ في سرعة الرياح.

وفيما يخص مصر، أكد القياتي أن البلاد تتأثر فقط بأطراف المنخفض في طبقات الجو العليا، ما يؤدي إلى:

– فرص أمطار متفاوتة الشدة على السواحل الشمالية والوجه البحري
– أمطار خفيفة وعشوائية على القاهرة الكبرى

وشرح أن المنخفض يصل إلى أقصى درجات تعمّقه فوق البحر، لكنه يضعف تدريجياً مع عبوره اليابسة، وهو ما يقلل بدرجة كبيرة من تأثيره على مصر. وشدّد على عدم وجود أي مؤشرات لعواصف أو تقلبات جوية خطيرة، مؤكداً أن ما يحدث يندرج ضمن المعدلات الطبيعية لهذا الوقت من العام.

وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" التابعة للاحتلال الإسرائيلي أن عمليات البحث مستمرة في قبرص عن يخت مفقود اختفى بعد انقطاع الاتصال به قرب سواحل بافوس، وكان على متنه أربعة أشخاص، بينهم ثلاثة من قرية شبلي البدوية في الجليل الأسفل ورابع من منطقة الكرمل.

 


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

خليل اسامة

انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند عاصفة شرق المتوسط: مصر خارج دائرة الخطر و"بايرون" تدخل بلاد الشام وثيقة مسرّبة تهدد بتفريق أوروبا: ترامب يسعى لفصل أربع دول عن الاتحاد الأوروبي تركيا تضغط لاستكمال اتفاق غزة.. ماذا يلزم للانتقال للمرحلة الثانية؟ منخفض جوي قاتل في غزة: البرد ونقص الدواء يهددان حياة أكثر من 100 ألف طفل من أبرز رموز الثورة الفلسطينية..بن غفير يهدد قبر القسام وحماس تستنكر Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اقرأ ايضاًزيندايا بفستان عمره أكثر من 25 عاما في ميت غالا وأسرار حصرية نكشفها

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • رقم صادم.. محام يدق ناقوس الخطر من عدد الطلاق اليومي في مصر
  • خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة
  • عاصفة شرق المتوسط: مصر خارج دائرة الخطر وبايرون تدخل بلاد الشام
  • الأردنيون ينتظرون خفضا جديدا لأسعار الفائدة
  • لون القيء الأخضر المائل للأصفر يدق ناقوس ‫الخطر
  • لقاء زيلينسكي وميلوني.. ما الدور الذي يمكن أن تلعبه إيطاليا في محادثات السلام؟
  • استقرار أسعار النفط مع تراجع المخاوف بشأن الإمدادات
  • من الخرطوم .. تحذير من مدير جهاز المخابرات السوداني .. الخطر ما زال قائمًا
  • محادثات لبنانية - عمانية مثمرة وتحرك ديبلوماسي لم يبدد المخاوف من تجدد التصعيد الاسرائيلي
  • حقن الفيلر.. تقنية جديدة تكشف الخطر مبكراً