يديعوت أحرونوت: تحالف ترامب ونتنياهو يهدد الديمقراطية ويشعل الصراعات
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
قدمت الكاتبة الإسرائيلية ميراف باتيتو، في صحيفة يديعوت أحرونوت، مقارنة لافتة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، متسائلة عن تداعيات تحالفهما السياسي وأثره المحتمل على إسرائيل ومستقبل الديمقراطية.
ووصفت الكاتبة الإسرائيلية نتنياهو وترامب بـ"المفترسَين الفائقَين" اللذين يتقنان فن تدمير المؤسسات الديمقراطية وتعزيز الانقسامات في مجتمعاتهما، وربطت بين أساليبهما في استغلال السلطة وإثارة النزاعات لتعزيز سيطرتهما.
وبدأت باتيتو مقالها بملاحظة أن نتنياهو وترامب "على وشك مشاركة طاولة يُناقش حولها مصيرنا نحن الإسرائيليين". وأشارت إلى أنه إذا تمكن ترامب، بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية، من ثني نتنياهو عن "ميله للحرب إلى أجل غير مسمى"، فقد يتحقق للإسرائيليين بعض الاستقرار والسلام في ظل التحالف الجديد.
لكنها حذرت من العواقب المترتبة على سياسات الرجلين، واصفة إياهما بأنهما "زعيمان يتبنيان الأيديولوجيا الشعبوية نفسها، التي تتيح لهما تحريك الجماهير بطريقة تشجع على التعصب والانقسام".
وقالت باتيتو إن "ائتلاف نتنياهو أزال الشكوك حول العلاقة بين حدثين غير مسبوقين وقعا في كلا الركنين من العالم"، مضيفة أنه أصبح من الواضح أن إزاحة الديمقراطيين عن السلطة ليست مجرد هدف سياسي بل "صفقة مربحة"، خصوصا عندما "تكون بلطجيا سياسيا، مليئا بالغطرسة، ولديك سجلات جنائية، ويتعرض مكتبك لاتهامات بفضائح أمنية خطيرة في زمن الحرب" في إشارة منها إلى نتنياهو.
وأوضحت الكاتبة أن لدى نتنياهو وترامب أسلوبا مشتركا في مواجهة خصومهما السياسيين، فهما لا يتورعان عن استخدام أي وسيلة لتحقيق النصر، حتى وإن كانت على حساب الديمقراطية.
تراجع القيم الديمقراطيةوعلى الجانب الأميركي، ترى الكاتبة أن ترامب شخصية تعبر عن تراجع القيم الديمقراطية، إذ استطاع "تشجيع مجرميه على صعود الكابيتول هيل (مقر الكونغرس الأميركي)، وهو ما يمثل -حسب رأيها- تجسيدا واضحا "للمشاهد المروعة لتدمير الديمقراطية".
وأشارت باتيتو كذلك إلى الاتهامات المتكررة لترامب، بدءا من الاعتداءات الجنسية وصولا إلى تصريحه الشهير بأنه "حتى لو أطلق النار على شخص ما في الجادة الخامسة، فسيظلون يصوتون لي". وترى الكاتبة أن هذا السلوك الاستبدادي كان الأساس الذي دفعه للإعلان عن رفضه المحتمل لقبول نتائج الانتخابات إذا خسر، مما يعكس نفسية الزعيم الذي لا يقبل بالهزيمة مهما كلف الأمر.
في المقابل، سلطت باتيتو الضوء على الوضع في إسرائيل واعتبرت أن نتنياهو، مثل نظيره الأميركي، يتبع أسلوبا مشابها في قمع المعارضة وتعزيز الصراع الداخلي. ففي خضم الحرب، تقول باتيتو، "تم إلقاء الوزير الأكثر فعالية وضميرا في الحكومة، يوآف غالانت، على يد الرجل المتهم"، وأشارت إلى أن شركاء نتنياهو يخضعون للتحقيق بتهم تتعلق بـ"تسريب معلومات سرية"، وأن رئيس الوزراء نفسه "لا يخفي ولعه بحرب مستمرة من دون أهداف مثل إعادة الرهائن".
ثم تعود الكاتبة لتؤكد أن "الأشرار قد فازوا بهذه اللعبة"، وكيف أن تحالف اليمين الإسرائيلي لا يتردد في الاحتفال بمكاسبه السياسية، حتى وسط معاناة الإسرائيليين بسبب النزاعات الداخلية والخارجية.
وانتقدت بشدة الاحتفاء المفتوح من قبل حلفاء نتنياهو بالنجاحات السياسية لترامب، رغم ما يحدث في إسرائيل من تحديات، مشيرة إلى أنه "في اليوم التالي، بينما كنا نركض إلى الملاجئ ونحصي الاعتراضات في السماء، افتتح تحالف الأشخاص المحرجين كشكا لتوزيع تذكارات من يوم ترامب الكبير"!
تحالف ترامب ونتنياهووشددت الكاتبة الإسرائيلية على أن هذا التحالف بين اليمين الإسرائيلي واليمين الأميركي قد يأتي بتداعيات سلبية على المنطقة. فبينما يزداد التوتر في قطاع غزة وشمال إسرائيل، ويتعرض "الجنود الإسرائيليون للمخاطر"، تواصل القيادة السياسية الإسرائيلية احتفالاتها بالانتصارات المتحققة في أماكن أخرى، وهو ما تعتبره الكاتبة انفصالا عن الواقع.
وحذرت باتيتو من أن التحالف بين ترامب ونتنياهو يمثل خطرا على إسرائيل والديمقراطية، مشيرة إلى أن ترامب ونتنياهو على وشك مشاركة طاولة يُناقش حولها مصير الإسرائيليين.
لكنها في الوقت ذاته لفتت إلى أن ترامب، الذي لا يتوانى عن إهانة نتنياهو علنا عند الحاجة، لا يزال حليفا مهما له، ويمكن أن يكون هذا التحالف بينهما مدمرا إذا لم تتم مواجهته بحزم من القوى الديمقراطية.
واختتمت الكاتبة مقالها بتأكيدها أن هذه "السياسات الاستبدادية" التي يتبعها ترامب ونتنياهو تمثل تهديدا لاستقرار المنطقة وللديمقراطية، وأنه يجب على الإسرائيليين التفكير جيدا قبل الانخراط في هذا "التحالف المشبوه"، وعدم الانجرار خلف زعماء لا يترددون في التضحية بالقيم الديمقراطية من أجل طموحاتهم السياسية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترامب ونتنیاهو إلى أن
إقرأ أيضاً:
في يوم عيد ميلاد ترامب.. أمريكا تستعد لاحتجاجات واسعة رفضًا لعسكرة الديمقراطية و"سياسة الملياردير"
تستعد الولايات المتحدة لاحتجاجات واسعة تحت شعار "لا للملوك" ضد ترامب، بينما يحضر الأخير عرضًا عسكريًا في واشنطن بمناسبة الذكرى الـ250 لتأسيس الجيش، في تصادم دراماتيكي بين المعارضة والاحتفال الرسمي. اعلان
تستعد مدن في جميع أنحاء الولايات المتحدة لاحتجاجات حاشدة ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم السبت، في وقت من المقرر أن يحضر فيه عرضًا عسكريًا بالعاصمة واشنطن بمناسبة الذكرى الـ250 للجيش الأمريكي، وهو اليوم ذاته الذي يصادف عيد ميلاده.
ومن المتوقع أن تكون هذه الاحتجاجات الأكبر من نوعها في يوم واحد منذ تولّي ترامب ولايته الثانية، وفق ما أفاد منظمو الفعاليات، الذين توقعوا خروج ملايين المحتجين إلى الشوارع في جميع الولايات الخمسين والكومنولث.
تتضمن خطط الاحتجاج تنظيم مسيرة كبرى تحت شعار "لا للملوك" في مدينة فيلادلفيا، إضافة إلى مظاهرات في مختلف المدن الأمريكية، فيما لم تُخطط أي فعاليات احتجاجية في العاصمة حيث سيُقام العرض العسكري.
Relatedترامب يأمر بنشر قوات المارينز في لوس أنجلوس ويهدد باعتقال حاكم كاليفورنيامظاهرات كاليفورنيا: ترامب يتوعد وحاكم الولاية يصف قرار نشر الحرس بـ"الديكتاتوري"وصول أكثر من 4700 جندي من الحرس الوطني والمارينز إلى كاليفورنيا لقمع الاحتجاجاتتأتي هذه التحركات الاحتجاجية في ختام أسبوع شهد مظاهرات متفرقة في أنحاء البلاد رفضًا للمداهمات الفيدرالية الخاصة بإنفاذ قوانين الهجرة، وقد شهد الأسبوع أيضًا إصدار ترامب أوامر بنشر قوات الحرس الوطني ومشاة البحرية في لوس أنجلوس.
في بعض المواقع، قام محتجون بإغلاق طرق سريعة وإحراق سيارات، فيما ردت الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والقنابل الصوتية. وفرضت السلطات حظر تجول في المدينة، بينما أدان حكام ديمقراطيون نشر القوات، واعتبروه "إساءة استخدام للسلطة" من قبل الإدارة الحالية، ودعوا إلى ضبط النفس من جانب المتظاهرين.
دعا حاكم ولاية واشنطن الديمقراطي بوب فيرغسون المتظاهرين إلى التزام السلمية خلال الاحتجاجات، مؤكدًا أن ذلك يمثل السبيل الوحيد لتجنب إرسال الجيش إلى الولاية. وصرّح في تصريح صحفي: "يريد دونالد ترامب أن يكون قادرًا على القول بأننا لا نستطيع التعامل مع سلامتنا العامة في ولاية واشنطن".
في المقابل، بدأ حكام جمهوريون في عدد من الولايات، من بينها فيرجينيا وتكساس ونبراسكا وميسوري، في حشد عناصر الحرس الوطني لتعزيز قوات إنفاذ القانون ومساندتها في إدارة الاحتجاجات المقررة.
وقال حاكم ولاية فيرجينيا غلين يونغكين للصحفيين الجمعة إن ولايته لن تتسامح مطلقًا مع العنف أو التدمير أو تعطيل حركة المرور، مشددًا على أنه "إذا انتهكت القانون، سيتم اعتقالك". وكرر حاكما نبراسكا وميسوري لهجة مماثلة، حيث أكد الأخير أنه سيتبني نهجًا استباقيًا ولن "ينتظر حتى تحدث الفوضى".
من المنتظر أيضًا تنظيم مسيرة بالقرب من بوابات منتجع مار-أ-لاغو الذي يملكه ترامب في فلوريدا، فيما حذر الحاكم الجمهوري للولاية رون ديسانتيس من أن "الخط واضح جدًا" وأنه لا ينبغي تجاوزه.
وتم تنظيم ما يقارب 2000 احتجاج في جميع أنحاء الولايات المتحدة، تعبيرًا عن رفض ما وصفه المنظمون بـ"الاستبداد" و"سياسة الملياردير أولاً"، فضلًا عن مواجهة ما يرون أنه "عسكرة للديمقراطية" في البلاد.
وتستهدف الاحتجاجات بشكل صريح الاحتفال الذي تنظمه إدارة ترامب بمناسبة الذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأمريكي، والذي شهد إضافة عرضٍ عسكري قبل أسابيع قليلة من الحدث، ومن المتوقع أن يجذب نحو 200 ألف شخص.
ووضعت حركة "50501" شعار "لا ملوك" كشعار موحد للتحركات، حيث يرمز اسم الحركة إلى فكرة التحرك الموحد في 50 ولاية عبر 50 احتجاجًا ضمن حملة واحدة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة