تستعد الولايات المتحدة لاحتجاجات واسعة تحت شعار "لا للملوك" ضد ترامب، بينما يحضر الأخير عرضًا عسكريًا في واشنطن بمناسبة الذكرى الـ250 لتأسيس الجيش، في تصادم دراماتيكي بين المعارضة والاحتفال الرسمي. اعلان

تستعد مدن في جميع أنحاء الولايات المتحدة لاحتجاجات حاشدة ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم السبت، في وقت من المقرر أن يحضر فيه عرضًا عسكريًا بالعاصمة واشنطن بمناسبة الذكرى الـ250 للجيش الأمريكي، وهو اليوم ذاته الذي يصادف عيد ميلاده.

ومن المتوقع أن تكون هذه الاحتجاجات الأكبر من نوعها في يوم واحد منذ تولّي ترامب ولايته الثانية، وفق ما أفاد منظمو الفعاليات، الذين توقعوا خروج ملايين المحتجين إلى الشوارع في جميع الولايات الخمسين والكومنولث.

تتضمن خطط الاحتجاج تنظيم مسيرة كبرى تحت شعار "لا للملوك" في مدينة فيلادلفيا، إضافة إلى مظاهرات في مختلف المدن الأمريكية، فيما لم تُخطط أي فعاليات احتجاجية في العاصمة حيث سيُقام العرض العسكري.

Relatedترامب يأمر بنشر قوات المارينز في لوس أنجلوس ويهدد باعتقال حاكم كاليفورنيامظاهرات كاليفورنيا: ترامب يتوعد وحاكم الولاية يصف قرار نشر الحرس بـ"الديكتاتوري"وصول أكثر من 4700 جندي من الحرس الوطني والمارينز إلى كاليفورنيا لقمع الاحتجاجات

تأتي هذه التحركات الاحتجاجية في ختام أسبوع شهد مظاهرات متفرقة في أنحاء البلاد رفضًا للمداهمات الفيدرالية الخاصة بإنفاذ قوانين الهجرة، وقد شهد الأسبوع أيضًا إصدار ترامب أوامر بنشر قوات الحرس الوطني ومشاة البحرية في لوس أنجلوس.

في بعض المواقع، قام محتجون بإغلاق طرق سريعة وإحراق سيارات، فيما ردت الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والقنابل الصوتية. وفرضت السلطات حظر تجول في المدينة، بينما أدان حكام ديمقراطيون نشر القوات، واعتبروه "إساءة استخدام للسلطة" من قبل الإدارة الحالية، ودعوا إلى ضبط النفس من جانب المتظاهرين.

متظاهرون يسيرون خلال مظاهرة ضد اعتقالات المهاجرين الفيدرالية يوم الأربعاء 11 يونيو 2025 في سياتل.Ryan Sun/Copyright 2025 The AP. All rights reserved

دعا حاكم ولاية واشنطن الديمقراطي بوب فيرغسون المتظاهرين إلى التزام السلمية خلال الاحتجاجات، مؤكدًا أن ذلك يمثل السبيل الوحيد لتجنب إرسال الجيش إلى الولاية. وصرّح في تصريح صحفي: "يريد دونالد ترامب أن يكون قادرًا على القول بأننا لا نستطيع التعامل مع سلامتنا العامة في ولاية واشنطن".

في المقابل، بدأ حكام جمهوريون في عدد من الولايات، من بينها فيرجينيا وتكساس ونبراسكا وميسوري، في حشد عناصر الحرس الوطني لتعزيز قوات إنفاذ القانون ومساندتها في إدارة الاحتجاجات المقررة.

وقال حاكم ولاية فيرجينيا غلين يونغكين للصحفيين الجمعة إن ولايته لن تتسامح مطلقًا مع العنف أو التدمير أو تعطيل حركة المرور، مشددًا على أنه "إذا انتهكت القانون، سيتم اعتقالك". وكرر حاكما نبراسكا وميسوري لهجة مماثلة، حيث أكد الأخير أنه سيتبني نهجًا استباقيًا ولن "ينتظر حتى تحدث الفوضى".

من المنتظر أيضًا تنظيم مسيرة بالقرب من بوابات منتجع مار-أ-لاغو الذي يملكه ترامب في فلوريدا، فيما حذر الحاكم الجمهوري للولاية رون ديسانتيس من أن "الخط واضح جدًا" وأنه لا ينبغي تجاوزه.

موظف فيدرالي يحتج خلال مظاهرة "لا يوم الملوك" في يوم الرؤساء 17 فبراير/شباط 2025، بالقرب من مبنى الكابيتول في واشنطن.Jacquelyn Martin/Copyright 2025 The AP. All rights reserved."لا ملوك"

وتم تنظيم ما يقارب 2000 احتجاج في جميع أنحاء الولايات المتحدة، تعبيرًا عن رفض ما وصفه المنظمون بـ"الاستبداد" و"سياسة الملياردير أولاً"، فضلًا عن مواجهة ما يرون أنه "عسكرة للديمقراطية" في البلاد.

وتستهدف الاحتجاجات بشكل صريح الاحتفال الذي تنظمه إدارة ترامب بمناسبة الذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأمريكي، والذي شهد إضافة عرضٍ عسكري قبل أسابيع قليلة من الحدث، ومن المتوقع أن يجذب نحو 200 ألف شخص.

ووضعت حركة "50501" شعار "لا ملوك" كشعار موحد للتحركات، حيث يرمز اسم الحركة إلى فكرة التحرك الموحد في 50 ولاية عبر 50 احتجاجًا ضمن حملة واحدة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل إيران هجمات عسكرية البرنامج الايراني النووي النزاع الإيراني الإسرائيلي صواريخ باليستية إسرائيل إيران هجمات عسكرية البرنامج الايراني النووي النزاع الإيراني الإسرائيلي صواريخ باليستية احتجاجات الجيش الأمريكي دونالد ترامب استعراض عسكري جيش إسرائيل إيران هجمات عسكرية البرنامج الايراني النووي النزاع الإيراني الإسرائيلي صواريخ باليستية سوريا الحرس الثوري الإيراني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة اعتداء إسرائيل

إقرأ أيضاً:

كاتب أميركي: الولايات المتحدة لم تعد بلدا مستقرا

يرى الكاتب الأميركي ديفيد فرنش أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تتعامل مع الاحتجاجات في مدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا برؤية قتالية كما لو أن الولايات المتحدة على شفا حرب، مؤكدا أن المؤشرات تتزايد يوميا على أن أميركا لم تعد بلدا مستقرا.

وكتب فرنش، في مقال رأي في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أن "إدارة ترامب تتأهب للقتال في شوارع أميركا" في تعاملها مع أعمال العنف التي اندلعت في أوساط المهاجرين في لوس أنجلوس إثر احتجاجات على الاعتقالات التي قام بها موظفو إدارة الهجرة والجمارك ضد المهاجرين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست تستطلع آراء ألف أميركي بشأن احتجاجات لوس أنجلوسlist 2 of 2صحيفة إسرائيلية: تحالف نتنياهو والحاخامات يحبط آمال الجيش بتجنيد الحريديمend of list

ولاحظ الكاتب أن مستوى أعمال العنف في لوس أنجلوس لا يزال حتى الآن محدودا، والأهم من ذلك أنه في مقدور مسؤولي ولاية كاليفورنا ومدينة لوس أنجلوس التعامل معه، لكن إدارة ترامب تميل للتعامل مع الوضع بأنه "تمرد" كما ورد على لسان ستيفن ميلر، أحد أقرب مستشاري الرئيس ترامب وأهم مهندس لسياسات الهجرة في إدارته.

"غزو"

ومن جانبه، يرى جي دي فانس نائب الرئيس الأميركي أن ما يجري في لوس أنجلوس هو "غزو"، وكتب في تدوينة على منصة إكس "لدينا مواطنون أجانب ليس لديهم حق قانوني في الوجود في البلاد، يلوحون بأعلام أجنبية ويعتدون على سلطات إنفاذ القانون. يا ليت لدينا كلمة طيبة تُعبّر عن ذلك".

إعلان

وفي المنحى نفسه، برر وزير الدفاع بيت هيغسيث، في تدوينة على منصة إكس، لجوء الإدارة الأميركية إلى نشر الحرس الوطني لدعم قوات إنفاذ القانون الفدرالية في لوس أنجلوس وحشد قوات مشاة البحرية للغرض نفسه.

ونشر الرئيس ترامب السبت الماضي تدوينة على موقع "تروث سوشيال"، قال فيها إنه "إذا لم يتمكن غافن نيوسكوم حاكم كاليفورنيا، وكارين باس رئيسة بلدية لوس أنجلوس، من القيام بوظائفهما، وهو ما يعلم الجميع أنهما لا يستطيعان القيام به، فإن الحكومة الفدرالية ستتدخل وتحل مشكلة أعمال الشغب والنهب بالطريقة اللازمة".

وفي اليوم الموالي، قال ترامب إنه أعطى توجيهات لوزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، ولوزير الدفاع بيت هيغسيث، والمدعية العامة بام بوندي، بالتنسيق مع جميع الوزارات والهيئات المعنية الأخرى، لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتحرير لوس أنجلوس مما سماه "غزو المهاجرين".

انتهاك لسيادة الولاية

واستدعى ترامب 2000 عنصر من الحرس الوطني للخدمة الفدرالية، ونشرهم في لوس أنجلوس، رغم أن كارين باس وغافن نيوسوم لم يطلبا ذلك التدخل لأن ولاية كاليفورنيا تمتلك موارد هائلة للتعامل مع الاضطرابات الحضرية، في وقت لم يترك لهما ترامب الفرصة لإجراء اللازم.

وطلب نيوسوم من ترامب إلغاء نشر قوات الحرس الوطني، واصفا إياه بأنه "انتهاك خطير لسيادة الولاية".

وتوقف الكاتب مليّا عند مغزى قرار ترامب، وقال إنه بالتدقيق في الأمر "نجد أن تصرفات إدارة ترامب لا تتطابق تماما مع قلقها. نشر ترامب الحرس الوطني، لكنه لم يُفعّل قانون التمرد، وهذا تمييز قانوني بالغ الأهمية".

واستشهد الكاتب برأي ستيفن فلاديك، وهو أستاذ القانون بجامعة جورج تاون، والذي قال إن "ترامب أمر الحرس الوطني بالتوجه إلى لوس أنجلوس بموجب قانون مختلف، يسمح للرئيس باستدعاء الحرس الوطني عندما يكون هناك تمرد أو خطر تمرد ضد سلطة حكومة الولايات المتحدة".

إعلان

وبموجب ذلك القانون، فإن قوات الحرس الوطني تتمتع بسلطة "قمع التمرد"، لكنها لا تتمتع بالسلطة الكاملة لإنفاذ القانون التي قد يمتلكها الجنود إذا قرر الرئيس نشر وحدات الجيش بموجب قانون التمرد.

وبالتالي فإن مهمة قوات الحرس الوطني التي أمر ترامب بنشرها في كاليفورنيا، تتمثل في حماية موظفي وزارة الأمن الداخلي من هجمات المتظاهرين، وفق تفسير ستيفن فلاديك.

لغة متطرفة

يخلص الكاتب إلى أن إدارة الرئيس ترامب تستعمل لغة متطرفة وأبدى تخوفه من أن تكون الخطوة التالية هي التعامل مع الأمر بأنه "تمرد" و"غزو المهاجرين" لتبرير المزيد من السيطرة العسكرية، وربما اللجوء إلى "قانون التمرد".

ويرى الكاتب أن صياغة "قانون التمرد" فضفاضة ومن شأنها أن تمنح الرئيس كل السلطة القانونية اللازمة لنشر عشرات الآلاف من الجنود في الشوارع، مشيرا إلى أن ترامب أعرب علنا عن ندمه لعدم استخدام المزيد من القوة لقمع الاضطرابات عام 2020 ويُقال إن حلفاءه وضعوا خططا لتفعيل قانون التمرد خلال ولايته الثانية.

وتساءل الكاتب: هل يريد ترامب إيذاء المتظاهرين؟ وهناك يتذكر الكاتب أن وزير دفاع ترامب السابق مارك إسبر صرّح بأن ترامب سأل رئيس هيئة الأركان المشتركة آنذاك الجنرال مارك ميلي عام 2020 "ألا يمكنك إطلاق النار عليهم ببساطة، إطلاق النار على أرجلهم أو شيء من هذا القبيل؟".

ويرى الكاتب أن خلفية الصراع بين ترامب وحاكم كاليفورنيا الديمقراطي غافن نيوسوم تكمن في تلويح إدارة ترامب بإلغاء واسع النطاق للتمويل الفدرالي لولاية كالفورنيا، في حين اقترح نيوسوم حجب أموال ضرائب كاليفورنيا عن الحكومة الفدرالية، مشيرا إلى أن سكان كالفورنيا يدفعون للحكومة الفدرالية ضرائب أكثر مما تتلقاه الولاية من تمويل فدرالي.

مقالات مشابهة

  • قوات مشاة البحرية الأميركية تنفذ أول اعتقال في لوس أنجلوس وسط توقعات بمزيد من الاحتجاجات
  • آلاف يتظاهرون في أنحاء الولايات المتحدة ضد سياسات ترامب
  • عاجل. ترامب: الولايات المتحدة كانت على علم بخطط إسرائيل لمهاجمة إيران
  • استطلاع: انقسام أميركي بشأن استخدام ترامب للجيش باحتجاجات الهجرة
  • كاتب أميركي: الولايات المتحدة لم تعد بلدا مستقرا
  • احتجاجات واسعة بأميركا ضد سياسات الهجرة وسط تصعيد رئاسي
  • واشنطن بوست تستطلع آراء ألف أميركي بشأن احتجاجات لوس أنجلوس
  • الولايات المشتعلة.. هل يقود قرار ترامب بطرد المهاجرين أمريكا نحو المجهول؟
  • على الخريطة.. مناطق الاحتجاجات ضد ترامب وسياسات الهجرة وما هو متوقع السبت