الإعلام السعودي.. أدوار خبيثة في الحرب على المقاومة في غزة ولبنان
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
الثورة/
يلعب الإعلام السعودي، منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة دوراً أساسياً بالوقوف إلى جانب الاحتلال، بعدة أشكال، فمن تبني المصطلحات التي يستخدمها الاحتلال، إلى الترويج لروايته، وتبني خطاب يحمل طابع التشكيك بل وحتى التشهير بقوى المقاومة.
ويرجع ذلك إلى اتباع وسائل الإعلام السعودية لأجندات التحالف العالمي ضد المقاومة جملةً وتفصيلاً، واعتبار نفسها الوسيط الإعلامي لهذه الأجندات، فيما تتربع قناة العربية على عرش هذه الوسائل، التي تركت المجال مراراً وتكراراً لمهاجمة الشهيدين يحيى السنوار وحسن نصر الله، وبث السموم الفكرية من خلال استضافة محمد الحسيني، الهارب من لبنان بسبب اتهامه بالتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي، في حين تقدمه القناة كمحللٍ سياسي يهاجم حزب الله في لبنان والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ويسعى لضرب الحاضنة الجماهيرية للمقاومة، من خلال ربطها بـ”مشروع إيراني” على حد وصف القناة، دون اعتبارها مقاومة ضد احتلال يعيث دماراً وقتلاً في غزة ولبنان.
ولم تقتصر جهود الإعلام السعودي بمهاجمة المقاومة والتعاون مع الاحتلال على قناة العربية فحسب، بل يوظف في ذلك صحيفة الشرق الأوسط وقناة الحدث، من خلال ترويج الأكاذيب على لسان فصائل المقاومة من جهة، ونشر معلوماتٍ لا أساس لها من صحة ومضللة عن قادة المقاومة.
ومن النماذج على الممارسات الخبيثة التي يروج لها الإعلام السعودي، ما تناقلته قناة الحدث يوم أمس الأحد ونسبته إلى مصدرٍ قفي حزب الله جاء فيه: “قوة عسكرية غير معروفة قامت بتنفيذ عملية إبرار بحري على شاطئ البترون، حيث وصلت بكامل أسلحتها وعتادها إلى شاليه قريب من الساحل وأن القوات اختطفت المواطن اللبناني عماد فاضل أمهز، وهو قبطان بحري، وفقا لمصادر لبنانية، واقتادته نحو الشاطئ قبل أن تغادر عبر زوارق سريعة باتجاه عرض البحر”.
في حين نفت العلاقات الإعلامية في حزب الله اللبناني، يوم أمس السبت ما تداولته قناة الحدث بشأن أخبار منسوبة إلى مصدر في الحزب.، وقالت العلاقات الإعلامية، إن قناة الحدث دأبت على نشر أخبار تنسبها إلى مصدر في حزب الله لا سيما فيما يتعلق بالاعتداء الإسرائيلي في منطقة البترون.
وأكد حزب الله، أنّ سياسته واضحة تمامًا وسبق أن شرحها وأكدها في بيانات سابقة، أنّه لا توجد مصادر في حزب الله أو مصادر مقربة من حزب الله، أو مصادر مزعومة تُعطي معلومات إلى قناة الحدث وشقيقاتها المنخرطين بشكل سافر ومعاد في آلة الدعاية الصهيونية ضدّ المقاومة والشعب اللبناني.
أما صحيفة الشرق الأوسط، فقد نشرت معلومات مزعومة حول مصير القائد العام لكتائب القسام محمد ضيف، في حين ردت حماس على هذه المزاعم بتصريح مقتضب يوم أمس السبت.
وقالت الحركة في تصريحها: “لا صحة لما جاء في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية منسوباً إلى ما قالت إنه مصدر في الحركة، حول مصير القائد المجاهد محمد الضيف – حفظه الله”، في حين وجهت الحركة دعوةً إلى كافة وسائل الإعلام لتحري المصداقية والمهنية”.
لا تكتفي الأنظمة العربية بالصمت إزاء حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ عام ضد الفلسطينيين، وطال بطشها اللبنانيين، بل تمارس أدواراً متعددة بمساندة الاحتلال، من خلال جسور الدعم والإسناد، مروراً بحماية مجاله الجوي وجعل الوطن العربي مسرحاً للقواعد الجوية الأمريكية ومنظومات الدفاع الجوي، وصولاً إلى حملة من الإسناد الدعائي من خلال وسائل الإعلام وممارسة الأدوار الخبيثة.
ولا يمكن حصر الخطاب الإعلامي السعودي والإماراتي وموالاته للاحتلال، نظراً لكثافته على مدار عام، ولكن يمكن الجزم أن هذه الأدوار الممارسة، تستند بشكلٍ أساسي إلى الأنظمة الحاكمة، ثم إلى المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، وأهدافها بتدمير البلاد والمقاومة التي تتصدى لهذه المخططات.
المصدر :شبكة قُدس ـ فلسطين
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الإعلام السعودی فی حزب الله قناة الحدث من خلال فی حین
إقرأ أيضاً:
حل الدولتين حلم ملوث بالأوهام
أحمد يحيى الديلمي
فيما سُمّي بـ»مؤتمر حل الدولتين» الذي عُقد في نيويورك مؤخراً، ورعته السعودية وفرنسا كانت الكلمات تتبارى وتبحث عن الألفاظ الجزلة، وكأن الجميع في محفل للبحث عن وطن بديل للفلسطينيين، كما حدث في وعد بلفور، والعنوان الخارجي للموضوع هو «حل الدولتين»، كم كنت أتمنى لو أن وزير خارجية السعودية عاد بالذاكرة إلى الوراء 22 سنة واستحضر تلك الهالة من الشعارات والتصريحات التي رافقت إعلان ما سُمي بالمبادرة العربية في مؤتمر بيروت الذي عُقد عام 2002م، ومن تلك اللحظة بدأت فكرة تهجير الفلسطينيين تتصاعد وتجد لها آذاناُ صاغية حتى لدى بعض العرب والمسلمين الخانعين لأمريكا وفي المقدمة تُركيا، وهُنا تكمن المشكلة!؟ لأن مثل هذه المحافل التي تُعقد وتجعل من فلسطين واجهة لها وفي الأخير يتضح أنها مقدمة لعمل أكثر سوءاً على الشعب الفلسطيني، وهذا ما حدث عقب إعلان ما سُمي بمبادرة السلام العربية، التي حملها إلى قمة بيروت الأمير عبد الله بن عبد العزيز وكان يومها ولياً للعهد .
منذ تلك اللحظة و العرب ينتظرون رد الكيان الصهيوني، وهذا الأخير لم يرد ولم يعط المبادرة أي اهتمام، وأعتبرها مجرد نزوة أو هدية من دول الاعتدال «كما تُسمى»، فتحت آفاقها لأشياء كثيرة لتصفية القضية الفلسطينية، ولولا ظهور محور المقاومة بزعامة القائد التاريخي العظيم حسن نصر الله «قدس الله روحه» لكان الكيان الصهيوني قد توغل ووصل إلى تحقيق حلمه الأزلي لقيام دولة إسرائيل من الفرات إلى النيل، وهو الحلم الذي سيظل يراود الصهاينة إلى أبد الآبدين ولن يجد فرصة للتحقق في ظل وجود قوى عربية صادقة تؤمن بالقضية وعلى استعداد أن تقدم الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عنها، كما هو حال الشهيد حسن نصر الله «قدس الله روحه» والسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي «حفظه الله» ومعهما القوى الوطنية الصادقة في الدول العربية والإسلامية، وفي المقدمة الأشقاء في إيران الذين لم يبخلوا على المقاومة من مدد وعون مكن هذه المقاومة من المواجهة والتصدي، خاصة في الفترة التي أسهم في بلورة فكرة محور المقاومة الشهيد خالد الذكر قاسم سليماني قائد فيلق القدس، الذي اغتالته أمريكا عنوة في مطار بغداد كانتقام منه لدوره في بلورة محور المقاومة وإخراجه إلى حيز الوجود .
وهذه حقائق لا يُمكن أن يُنكرها أحد، يكفي أن نُشير إلى الدور الحيوي البارز الذي تقوم به القوات المسلحة اليمنية اليوم، وكما قال أحد الكُتاب البريطانيين لقد أصبحنا ننتظر ظهور الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع على شاشات التلفزيون، كما كُنا ننتظر خطابات عبد الناصر، لأنه في كل ظهور يُقدم جديداً ويُدخل ملايين الصهاينة إلى الملاجئ، وهذا يكفي لإفزاع إسرائيل ومسؤوليها ومواطنيها، هذا بعض ما قيل من المحللين السياسيين غير العرب .
أما المواطنون العرب، فإنهم يستقبلون تصريحات وبيانات العميد يحيى سريع بالترحاب، وتتوارد التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي للإشادة بكل فعل تقوم به القوات المسلحة اليمنية، لأنها أصبحت الوحيدة التي تنازع دولة الكيان الصهيوني إلى جانب أبطال غزة الميامين، الذين لم يتركوا لإسرائيل أي فرصة، رغم الأسلحة الفتاكة التي تزودت بها من أمريكا وما يرافقها من تصريحات مجنون البيت الأبيض «ترامب» الذي يتناقض مع نفسه ويُبدل تصريحاته كما يُبدل ملابسه، فكما نعلم أنه قبل شهر قال وقتها «بأن الخميس القادم سيتم الوصول إلى وقف إطلاق النار في غزة» وبالأمس القريب تغيّر تماماً وقال إنه يبحث عن المدخل الذي يُمكّن نتنياهو من تطهير غزة وإخراج الرهائن، تخيّلوا هذه تصريحات رئيس دولة عظمى تعتبر نفسها مسؤولة عن إدارة النظام الدولي العام، تتبدل بين لحظة وأخرى وتتحول إلى الضد دوماً، بما يوحي أن أمريكا هي التي وضعت خطة التهجير للفلسطينيين من غزة، وهي تترقب اللحظة التي تتحقق فيها هذه الغاية، لتخرج بعد ذلك عن صمته وتقنع النتن ياهو بالتوقف عن إطلاق النار، وهذا احتمال ضعيف إذا ما قورن بطموحات هذا «الترامب» الاستفزازية الوقحة التي لم تترك أي شيء للأخلاق والمبادئ والقيم الإنسانية .
الكلام يطول في هذا الجانب، ولكني أكتفي بما أوردت، والنصر إن شاء الله صبر ساعة، والله من وراء القصد …