خالد عامر يكتب.. ماذا بعد فوز ترامب !؟
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
انتهت الانتخابات الأمريكية الرئاسية بفوز ترامب، لكن يبقى السؤال لكل من تابعوا الحدث الذي يستمد أهميته من أن الولايات المتحدة الأمريكية هي القوة العظمي المهيمنة على زمام الأمور في مواضع عديدة في العالم...ماذا بعد نجاح ترامب ورجوعه مرة أخرى إلى البيت الأبيض..هناك من ينشدون أمالا وأحلاما من عودة ترامب مرة أخرى.
لكنني كمراقب لا أتبع هؤلاء الذين يتوسمون فيه خيرا ولا في هاريس وحزبها صاحب المعايير المزدوجة التي فضحتها حرب الإبادة في فلسطين وقطاع غزة والضفة الغربية.
نجاح ترامب بالنسبة لي يقترن بحذر شديد مرتبط بعدد من القرارات هي في مقدرته
أولا، ما مدى قدرته على وقف حرب الإبادة في غزة، ومنع الدعم السياسي والمادي والعسكري غير المشروط لحكومة نتنياهو من أجل احتلال أراضي جديدة.. فبعد إعلان فوز ترامب، وصف رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو ماجري بالنصر العظيم بعد كل ما قدمته إدارة بايدن من دعم سياسي ومالي وحربي دعم لم يقدمه أي رئيس أمريكي من قبل.
إذا ماذا يريد نتنياهو أكثر مما قدمه بايدن؟.. نتنياهو استبق فوز ترامب وأقال وزير الدفاع الإسرائيلي جالانت الذي يرفض الاستمرار في الحرب، لكن في المقابل هناك تصريحات لـ ترامب متضاربة مفادها أنه يريد إنهاء الحروب وأنه يشاهد مساحة إسرائيل على الخريطة صغيرة مقارنة بباقي دول المنطقة.
لكن الحقيقة أن الأراضي المحتلة بالنسبة لـ ترامب تعد كعكة انتخابية حققت له الفوز
وميولة تجاه الكيان المحتل أكثر إيجابية من غيره، إلا انني أتوقع أن ملف الحرب ربما يتوقف ولكن بامتيازات إضافية للكيان ولننتظر لنرى، لأن أمريكا لن تكون وراء أي دعم يحد من قوة إسرائيل.
ثانيا مدى قدرته على وقف الصراع الروسي الأوكراني، وإقناع دول حلف الناتو بوقف دعم أوكرانيا لو قرر ترامب عدم الصدام بروسيا وتغيير المسار الذي سلكه بايدن ستصبح كييف في مهب الريح أمام موسكو وعليها أمرين الخضوع أو الهزيمة.. إذا لو قرر هذا ماذا سيفعل الغرب ؟!.. هل الوقوف حائرين ما بين الصدام أو التحالف معه الذي سيشمل عددا من الملفات وعلي رأسها ملفات روسيا والصين وتايون والدعم الأمريكي للغرب.
أما الخليج بالنسبة لـ ترامب هل سيكون كما صرح من قبل من يريد تمرير أي قرارات أو موقف، عليه الدفع بسخاء أو سيكون هناك قرارات ومطالب مختلفة عن ولايته الأولى فهو لمح في كلمة له بعد فوزه مؤخرا أن النفط الخليجي لا يمثل له أولوية في المرحلة الحالية لامتلاك أمريكا ما يكفيها من مصادر نفطية، لكن المؤكد أن الاقتصاد الأمريكي حالياً أفضل من اقتصادات الدول السبع الكبري، التضخم لا يزال موجودا لكنه تضخم عالمي ومبرر بعد أزمة كوفيد وتبعاتها من أزمة سلاسل الإمدادات لكن الوظائف في أعلى معدلاتها والبطالة في أقل معدلاتها والتضخم ينخفض في الفترة الأخيرة والبورصة عند أعلى نقاط في تاريخها.
لكن مؤكد أن المهاجرين سينالهم النصيب الأكبر من تحمل نتائج فوز ترامب بعدما ينفذ مشروعه الذي يمثل له فكرة وعقيده طرحها في ولاية الأولى، وهي طرد المهاجرين والاكتفاء بعدد معين، المؤكد أن الأيام القادمة ستشهد تغيرات سياسية وجيوسياسية جديدة ستحدث تغير كبير في المنطقة والعالم... ماذا بعد فوز ترامب تساؤل سوف تجيب عنه سنوات حكمه الأربع الجديدة التي ستبدأ مطلع العام المقبل؟!.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
ترامب يوسّع حربه على طلبة الجامعات الأجانب.. ما الذي نعرفه عن قصة التأشيرات؟
تعد جامعات الولايات المتحدة، وجهة مفضلة للطلبة حول العالم، من للالتحاق بالتخصصات العلمية والمهنية، بسبب سمعتها الكبيرة والقدرات التي تمتلكها، والتي قد تفتح أمام الطلبة فرصا للعمل والبقاء في أمريكا.
لكن منذ قدوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة، شرع في حملة ممنهجة ضد تأشيرات الطلبة الأجانب، خاصة أؤلئك المناهضين للاحتلال، بعد أن شكلوا خلال فترة سلفه جو بايدن، مصدر ضغط باحتجاجاتهم واعتصاماتهم في فضح جرائم الاحتلال.
ولجأ ترامب إلى فرض قوانين وتعليمات جديدة، على الهجرة، وخاصة على الطلبة الجامعيين الأجانب، بشكل يهدد مستقبلهم ويحرمهم من مواصلة مسيرتهم التعليمية.
ونستعرض في التقرير التالي، ما هي قصة التأشيرات الجامعية وأنواعها، وكيف تصاعدت قضيتها:
ما هي التأشيرات الجامعية في أمريكا؟:
تنقسم التأشيرات الجامعية في أمريكا إلى 3 أنواع، هي "أف" و"جي" و"أم"
تأشيرة الطالب، الرمز "أف":
تمنح لطلبة الدراسات الأكاديمية، من الطلاب الدوليين الراغبين بالدراسة بدوام كامل في مؤسسة تعليمية معترف بها، مثل الجامعات والكليات والمدارس الثانوية، والكليات ومعاهد اللغة الإنجليزية.
ويتطلب الحصول على التأشيرة، الحصول على قبول رسمي من مؤسسة تعليمية معتمدة ويمنح الطالب نموذجا من المؤسسة التعليمية، من أجل التقدم للحصول على التأشيرة.
وتتيح التأشيرة للطالب التقدم بعد التخرج على برنامج تدريب عملي، لمدة تتراوح ما بين 12-36 شهرا.
تأشيرة الطلبة في برامج التبادل الأكاديمي والثقافي الرمز "جي":
تمنح التأشيرة للطلبة والباحثين والأساتذة المشاركين في برامج التبادل الثقافي والأكاديمي عبر المنح الحكومية أو الاتفاقيات الجامعية.
وتغطي التأشيرة فئات واسعة، مثل الطلاب والباحثين والأطباء والمعلمين والمستشارين والمتدربين، ولأجل الحصول عليها، يمنح الطالب نموذجا خاصا من الجهة الراغب الالتحاق بها.
وتشترط هذه التأشيرة، على بعض الفئات، العودة إلى البلد الأم، بعد انتهاء البرنامج، قبل طلب تأشيرة هجرة أو العمل في الولايات المتحدة.
تأشيرة التعليم المهني والتقني، الرمز "أم":
يتم إصدار التأشيرة، للبرامج غير الأكاديمية أو التقنية، مثل معاهد الطيران والميكانيكا، والفنون التطبيقية.
وتستلزم الحصول على قبول مسبق من مؤسسة مهنية معتمدة في الولايات المتحدة، ولا يسمح للطالب الحاصل عليها، بالعمل خلال فترة الدراسة، ويمنح وقتا قصيرا بعد نهايبة البرنامج لمغادرة البلاد.
متى بدأت القصة؟
مع اندلاع الاحتجاجات الطلابية الواشعة في الجامعات الأمريكية، وتحديدا، في جامعة كولومبيا، في 17 نيسان/أبريل 2024، عبر الاعتصام المفتوح في ساحة الجامعة، بدأت تتعالى أصوات في الولايات المتحدة، لمناهضة الحراك الطلاب ومواجهته وقمعه.
وامتد الحراك الطلاب، والاعتصامات الجامعية، من أجل إجبار إداراتها على سحب الاستثمارات من الشركات الداعمة للاحتلال، بسبب المجازر في غزة، وقام الكونغرس بجلسات استجواب لعدد من رؤساء الجامعات، اتسم كثير منها بالتوبيخ، في كيفية السماح للطلبة بالتظاهر ضد الاحتلال، باعتباره "معاداة للسامية".
وتعرضت الفعاليات الطلابة للقمع الشديد من قبل الشرطة الأمريكية، وجرى توقيف المئات من الطلبة، وتفكيك الاعتصامات، وشاركت عشرات الجامعات في الحراك المناهض للاحتلال.
أبرز المشاركين:
كانت جامعات جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس وجامعة نيويورك وجامعة نورث إيسترن وجامعة جورج واشنطن وجامعة ييل وجامعة براون وجامعة تكساس، من أبرز المشاركين في الاحتجاجات الطلابية والاعتصامات، وشارك عدد كبيرة من أعضاء هيئتها التدريسية في الاعتصامات، رغم التهديدات لكثير منهم بالفصل من العمل.
غضب الاحتلال:
تعرضت الاحتجاجات الطلابية، لحملة قمع كبيرة، سواء من الشرطة، أو مؤيدي الاحتلال، والذين دخلوا إلى الجامعات بحماية من الشرطة الأمريكية، وقاموا بالاعتداء على الطلبة، والتسبب بإصابات لهم، وكشفت تقارير عديدة، أنهم ينتمون إلى جماعات يهودية في الولايات المتحدة، وبعضهم خدم في جيش الاحتلال.
ووصل الأمر بمواجهة الطلبة، إلى حد تهديدهم من قبل جهاز الموساد، بالاحتفاظ ببيانتهم، عبر تقينات التعرف على الوجه، والتلويح بتحطيم مستقبلهم التعليمي والوظيفي في الولايات المتحدة، بسبب مشاركتهم في التظاهرات.
وبلغت ذروة غضب الاحتلال، بدخول رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على خط مهاجمتها، ووصف المشاركين بـ"الغوغاء المعادين للسامية" ومطالبته للرئيس الأمريكي السابق جو بايدن بقمعهم.
المهمة الأولى لترامب.. إلغاء التأشيرات:
مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض، بدأت في تحرك سريع ضد الطلبة الأجانب في الجامعات، وأعلن البدء بإلغاء تأشيرات المشاركين في احتجاجات ضد الاحتلال، باعتبارهم "معادين للسامية".
ولجأت إدارة ترامب، إلى موظفي الهجرة، والذين نفذوا عمليات اعتقال بحق الطلبة، ومعاملتهم بطريقة قاسية كالمجرمين، وإيداعهم في مراكز الاحتجاز التابعة للهجرة، من أجل إلغاء تأشيراتهم وترحيلهم من الولايات المتحدة.
وهدد ترامب، مرارا عبر حسابه بمنصته الخاصة، بفصل الطلبة، بصورة نهائية من الجامعات، والترحيل الفوري إلى بلدانهم، قال إنهم "يدعمون الإرهاب"، ومتعاطفون مع "حركة حماس".
وأول طالب سجل التحرك ضده من قبل إدارة ترامب، كان الفلسطيني محمود خليل، والذي قاد اعتصامات طلابية ضد الاحتلال، في جامعة كولومبيا، والذي لا يزال منذ آذار/مارس الماضي، رهن الاعتقال، رغم الاحتجاجات الواسعة للمطالبة بإطلاق سراحه.
كما أقدمت السلطات الأمريكية، على إلغاء تأشيرات عدد من الطلبة، وترحيلهم على الفور بعد إيصال تهديدات لهم، واعتقلت الطالبة التركية روميساء أوزتورك، الحاصلة على منحة دكتوراه، وإبقائها رهن الاحتجاز لأسابيع قبل إطلاق سراحها بانتظار قرار قضائي بشأنها.
حرب التأشيرات تتوسع إلى الصينيين:
أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أن الولايات المتحدة ستبدأ "بشكل صارم" في إلغاء تأشيرات الطلاب الصينيين، بما في ذلك أولئك الذين تربطهم صلات بالحزب الشيوعي الصيني أو يدرسون في مجالات حيوية، هو قرار تعرض لانتقادات حادة من بكين.
وإذا تم تطبيق هذه الخطوة على شريحة كبيرة من مئات الآلاف من طلاب الجامعات الصينيين في الولايات المتحدة، فإنها قد تعطل مصدرا رئيسيا للدخل للمؤسسات التعليمية الأمريكية وخطا حيويا من أصحاب الكفاءات لشركات التكنولوجيا الأمريكية.
وقال روبيو في بيان إن وزارة الخارجية ستجري أيضا مراجعة لمعايير التأشيرة لتعزيز التدقيق في جميع طلبات التأشيرة المستقبلية من الصين وهونج كونج.
وكانت وزارة الخارجية الصينية قد تعهدت في وقت سابق "بحماية الحقوق والمصالح المشروعة" للطلاب الصينيين في الخارج بقوة، في أعقاب تحرك إدارة ترامب لإلغاء صلاحيات جامعة هارفارد في تسجيل الطلاب الأجانب، وكثير منهم صينيون.
وزارة التجارة الأمريكية قالت إن الطلاب الأجانب، الذين يشكل الطلاب من الهند والصين 54 بالمئة منهم، ساهموا بأكثر من 50 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي في عام 2023.