سودانايل:
2025-12-12@21:20:18 GMT

متى تجاوب النخب على هذه الأسئلة؟

تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT

أن مدرسة فرانكفورت عندما التفتت إلي ما يسمى ب " العقل الأداتي" و نقدته باعتباره نتاج سالب إلي الفلسفة الرأسمالية و تطوراتها في نسق الاستغلالية، و أيضا اعتبرته نمط تفكير لحلول مشاكل المجتمعات الرأسمالية دون الإلتفات لمضمون هذه الحلول و تأثيرها على المجتمع، و اعتبر منظروا المدرسة أن العقل الأداتي يمثل خطرا كبيرا على المجتمعات، و هبرماس الذي يعتبر أحد رواد هذه المدرسة المعاصرين قدم نقدا لفلاسفة مدرسة فرانكفورت و ارجع نقدهم للعقل الأداتي بسبب حالات الفشل التي كانوا قد واجهوها في مسيرتهم النقدية.

.
أن المدرسة نفسهم تعتبر هي رائدة فلسفة " ما بعد الحداثة" التي اعتمدت في نقدها للمجتمع الرأسمالي على المنهج " التاريخي الديالكتيكي" و أيضا نقدت الماركسية باعتبار أن أدواتها عجزت أن تلاحق عمليات التطور التي حدثت في فلسفة الرأسمالية.. هذه المقدمة حقيقة أوردتها بأن عملية النقد مسألة ضرورية في أي مجتمع، و نحن في السودان نحتاج إلي مراجعات فكرية، تنطلق من القراءة الموضوعية للأحداث بعيدا عن الانحيازات العاطفية، و بعيدا عن شعارات دخلت الساحة السياسية السودانية أيام نشاط حركة القوميين العرب بكل تفرعاتهم، و هي الحركة هزمتها تصوراتها غير الموضوعية و عدم قراءتها الجيدة للأحداث و تحليلها بموضوعية، و هي حركة اعتمدت في وصولها للسلطة على المؤسسات العسكرية " الانقلابات" و في استمرارها في السلطة على الأجهزة الأمنية.. الأمر الذي عطل العقل و انتاج العقل و لذلك جاءت بالشعارات كبديل لتحل مشكل عجز الانتاج الفكري الذي يجعلها في حالة تصادم مستمر مع " السلطة الحاكمة" هذا التراجع الذي حدث بقوة بعد هزيمة " 1967م" حاول أن يخلق بدائل، و لكنها بدائل تسير في ذات طريق النظم الشمولية، و تخلق ردود فعل سالبة وسط القوى الحية في المجتمع خاص " الطبقة الوسطى" لذلك تجد في السودان؛ تكثر الشعارات دون أن تكون نتاج لأفكار جيدة، تحاول بها صياغة الواقع على نسق جديد يخلق حوارا في المجتمع بهدف خلق وعي جديد بديل للذي كان سائدا و فاشلا..
أن الإنسان حقيقة يحتار؛ عندما تجد ما يطلق عليهم نخب الوعي في المجتمع، و هم لا يختلفون كثيرا عن العامة في رفع الشعارات، و دون أن يكون لها أي أثر فاعل في تحريك العقل للبحث عن الحلول الناضجة.. أن أية طريقة للتفكير الجديد في المجتمع تريد أن تتجاوز حالات الفشل المستمرة لابد أن تجاوب على العديد من الأسئلة الأتية؛-
1 – هل الأحزاب السياسية الموجودة الأن في الساحة السياسية و تنادي بعملية التحول الديمقراطي في البلاد؛ هي نفسها تمارس الديمقراطية داخل هذه المؤسسات لكي تكون فاعلة في عملية التغيير أم هي شعارات للتسكين فقط؟
2 – هل القيادات السياسية المطروحة في الساحة قدمت أفكارا تبين أن لها قدرة في إنتاج الألإكار التي تساعد على عملية التغيير؟
3 – الأحزاب الطائفية " الاتحادي و الأمة" إلي جانب " الإسلاميين – الحزب الشيوعي" قادرين أن يقدموا أطروحات سياسية ناقدة لمسيرتهم التاريخية التي فشلت في تحقيق الاستقرار و التنمية في البلاد، و يبينوا تصوراتهم من خلال ضخ أفكار في المجتمع يخلقوا بها حوارا سياسيا و مجتمعيا يتجاوز ثقافة الماضي؟
4 – أن الأحزاب السياسية خاصة الطائفية " الاتحادي – الأمة القومي" لم يستطيعوا أن يخرجوا أحزابهم من دائرة الأٍسرة لكي تصبح أحزابا جديدة مفتوحة للأجيال الجديدة، فهل هذه الطائفية قادرة أن تنفتح على المجتمع و تجدد نفسها بعيدا عن دائرة قدامة المحاربين الذين لم ينجزوا أية نجاح في مسيرتهم السياسية؟
5 – هل الحزب الشيوعي قادر أن يعيد صياغة الحزب من جديد لكي يكون متلاءم مع شعارات الديمقراطية التي يرفعها، و يحدث تغييرا في القيادات الاستالينية التي لا تجيد غير حفظ النصوص دون أن يكون لها أثر في معالجة مشكل أو إحداث تغيير، و يقدم عناصر عندها القدرة على الإنتاج الفكري، و عدم الاعتماد على العناصر التي تحاول فقط إرضاء الشلة القابضة على مفاصل الحزب؟
6 – الحركة الإسلامية مطالبة بتقديم نقد موضوعي لتجربتها السابقة التي حاولت بها السيطرة منفردة على السلطة و تقديم هوامش للأخرين.. و هل تستطيع أن تحدث تجديدا في خطابها السياسي يتماشى مع عملية التحول الديمقراطي؟
7 – أن القوميين العرب فشلوا أن يقدموا نقدا لتجاربهم السياسية في الحكم، و تظل شعاراتهم المرفوعة " وحدة حرية اشتراكية" دون رابط جدلي بينهما.. و أن مركزية القضية " فلسطين" هل مازالت هي محور الصراع السياسي في المنطقة؟ و إذا كانت كذلك أين يضعوا مشاكل السودان في سلم أولوياتهم؟
أن الحرب لابد أن تكون نهاية لمسيرة الفشل السياسي في السودان.. و لن تكون كذلك إلا إذا حدث تغييرا جوهريا في طريقة التفكير السائدة، و لا يحدث تغير في طريقة التفكير، إلا إذا كان هناك نقدا بالمنهج النقدي و ليس التبريري يبين أسباب الفشل السابقة.. هناك البعض يحلوا سوف يسألوا لماذا لم تتطرق للجيش لآن القوى السياسية عندما تقدم لعملية النقدم و تقدم مشروعاتها البديلة هي التي تتطرق لقضية الجيش، لآن الجيش يتدخل في العملية السياسية عندما تفشل القوى السياسية و تضعف في أداء مهامها... نسأل الله التوفيق و حسن البصير..

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی المجتمع

إقرأ أيضاً:

دراسة: الأنظمة الغذائية النباتية قد تكون صحية للأطفال.. ولكن بشروط

قال باحثون إن الأطفال الذين يتّبعون أنظمة غذائية نباتية قد يحتاجون إلى مكملات غذائية أو أطعمة مدعّمة لضمان الحصول على ما يكفي من العناصر الأساسية.

خلصت مراجعة رئيسية جديدة إلى أنّ الأنظمة الغذائية النباتية أو الخالية تماماً من المنتجات الحيوانية يمكن أن تكون صحية للأطفال، لكنهم على الأرجح سيحتاجون إلى أطعمة مُدعّمة أو مكملات للحصول على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجون إليها.

ووفقاً للدراسة، قد توفر الأنظمة الغذائية النباتية أيضاً بعض الفوائد الصحية للأطفال، بما في ذلك صحة قلبية وعائية أفضل مقارنةً بالأطفال الذين يتناولون اللحوم. وقد نُشرت الدراسة في Critical Reviews in Food Science and Nutrition.

وتشير النتائج إلى أنّ "الأنظمة النباتية والنباتية الصِرفة المُخطط لها جيداً والمُدعّمة على نحو مناسب يمكن أن تلبي الاحتياجات الغذائية وتدعم النمو الصحي لدى الأطفال"، بحسب ما قالت مونيكا دينو، المؤلفة الرئيسية للدراسة وباحثة في جامعة فلورنسا في إيطاليا، في بيان.

وقال الباحثون إن هذه الدراسة هي الأكثر شمولاً حتى الآن بشأن الأنظمة الغذائية النباتية لدى الأطفال.

حلّلوا بيانات نحو 49 ألف طفل ومراهق في 18 دولة، متابعين عاداتهم الغذائية ونتائجهم الصحية ونموّهم وحالتهم التغذوية. وشملت الأنماط الغذائية النباتيين (يتناولون منتجات الألبان والبيض ولا يأكلون اللحوم أو السمك أو الدواجن) إضافةً إلى النباتيين الصرف وآكلي كلّ شيء.

يميل الأطفال النباتيون إلى تناول كميات أكبر من الألياف والحديد والفولات وفيتامين سي والمغنيسيوم مقارنة بآكلي كلّ شيء، لكنهم يحصلون على طاقة وبروتين ودهون وفيتامين بي 12 وفيتامين دي وعنصر الزنك بكميات أقل.

وكانت الأدلة أقلّ بشأن الأنظمة النباتية الصِرفة، لكن الأنماط كانت متشابهة. ووجدت الدراسة أن الأطفال النباتيين الصرف لديهم تناول منخفض بشكل خاص للكالسيوم.

وقال الباحثون إن الأطفال الذين يتبعون أنظمة غذائية نباتية قد يحتاجون إلى تناول مكملات أو أطعمة مُدعّمة لتجنّب نقص بعض العناصر الغذائية الأساسية.

وقالت جينيت بيزلي، وهي إحدى مؤلفات الدراسة وأستاذة مشاركة في جامعة نيويورك في الولايات المتحدة: "من اللافت أن مستويات فيتامين بي 12 لا تصل إلى الحد الكافي من دون مكملات أو أطعمة مُدعّمة، وكان تناول الكالسيوم واليود والزنك غالباً عند الحد الأدنى من النطاقات الموصى بها".

تمتع الأطفال النباتيون الصرف والنباتيون بصحة قلبية وعائية أفضل من الأطفال الذين يتناولون اللحوم. ويميل النباتيون إلى أن يكونوا أقصر قليلاً وأنحف، مع مؤشر كتلة جسم (BMI) وكتلة دهنية ومحتوى معدني عظمي أقل.

Related لماذا يحذر الخبراء من إعطاء الأطفال مكملات غذائية كالفتيامينات؟

وكانت لديهم أيضاً مستويات كوليسترول أقل، بما في ذلك كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، وهو الشكل "السيئ" أو "غير الصحي" من الكوليسترول الذي يمكن أن يؤدي إلى تراكم اللويحات في الشرايين.

لكن للدراسة بعض القيود؛ فمثلاً من الصعب إثبات ما إذا كانت الأنظمة الغذائية للأطفال سببت مباشرة الفروق في نتائجهم الصحية. وقد تختلف الأسر التي تختار الأنظمة النباتية عن آكلي اللحوم من حيث الوضع الاجتماعي الاقتصادي أو عوامل نمط الحياة.

يوصي الباحثون بأن يضع الآباء أنظمة أبنائهم الغذائية بعناية، على سبيل المثال، بدعم من أطباء الأطفال وأخصائيي التغذية.

وقالوا إنه ينبغي أن تكون هناك إرشادات رسمية أكثر لمساعدة الأسر التي تعتمد الأنظمة النباتية على ضمان تلبية الاحتياجات الغذائية لأطفالها خلال نموّهم.

وقالت دينو: "نأمل أن تقدّم هذه النتائج إرشادات أوضح بشأن فوائد الأنظمة النباتية ومخاطرها المحتملة، بما يساعد العدد المتزايد من الآباء الذين يختارون هذه الأنظمة لأسباب صحية أو أخلاقية أو بيئية".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • “قداسة البابا “: من الأسرة يخرج القديسون وهي التي تحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها
  • دراسة: الأنظمة الغذائية النباتية قد تكون صحية للأطفال.. ولكن بشروط
  • “كتاب جدة” يستهل ندواته الحوارية بـ”الفلسفة للجميع”
  • رحلة العمر
  • المشرف على الرواق الأزهري: الاجتهاد فريضة إسلامية والحرية الفكرية منهج علماء هذه الأمة
  • كأس العرب 2025.. رينارد: مواجهة فلسطين مصيرية ولن تكون سهلة
  • السكتيوي يحذر قبل مواجهة سوريا: "مباراة لن تكون سهلة"
  • كجوك لممثلي المجتمع التجاري: القيادة السياسية تدعم بقوة مسار الثقة والشراكة والمساندة للقطاع الخاص
  • مشعل: السلطة بغزة يجب أن تكون فلسطينية ولدينا مقاربات بشأن السلاح
  • برودة القدمين في الشتاء .. متى تكون علامة خطر؟