سودانايل:
2025-07-28@04:36:37 GMT

متى تجاوب النخب على هذه الأسئلة؟

تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT

أن مدرسة فرانكفورت عندما التفتت إلي ما يسمى ب " العقل الأداتي" و نقدته باعتباره نتاج سالب إلي الفلسفة الرأسمالية و تطوراتها في نسق الاستغلالية، و أيضا اعتبرته نمط تفكير لحلول مشاكل المجتمعات الرأسمالية دون الإلتفات لمضمون هذه الحلول و تأثيرها على المجتمع، و اعتبر منظروا المدرسة أن العقل الأداتي يمثل خطرا كبيرا على المجتمعات، و هبرماس الذي يعتبر أحد رواد هذه المدرسة المعاصرين قدم نقدا لفلاسفة مدرسة فرانكفورت و ارجع نقدهم للعقل الأداتي بسبب حالات الفشل التي كانوا قد واجهوها في مسيرتهم النقدية.

.
أن المدرسة نفسهم تعتبر هي رائدة فلسفة " ما بعد الحداثة" التي اعتمدت في نقدها للمجتمع الرأسمالي على المنهج " التاريخي الديالكتيكي" و أيضا نقدت الماركسية باعتبار أن أدواتها عجزت أن تلاحق عمليات التطور التي حدثت في فلسفة الرأسمالية.. هذه المقدمة حقيقة أوردتها بأن عملية النقد مسألة ضرورية في أي مجتمع، و نحن في السودان نحتاج إلي مراجعات فكرية، تنطلق من القراءة الموضوعية للأحداث بعيدا عن الانحيازات العاطفية، و بعيدا عن شعارات دخلت الساحة السياسية السودانية أيام نشاط حركة القوميين العرب بكل تفرعاتهم، و هي الحركة هزمتها تصوراتها غير الموضوعية و عدم قراءتها الجيدة للأحداث و تحليلها بموضوعية، و هي حركة اعتمدت في وصولها للسلطة على المؤسسات العسكرية " الانقلابات" و في استمرارها في السلطة على الأجهزة الأمنية.. الأمر الذي عطل العقل و انتاج العقل و لذلك جاءت بالشعارات كبديل لتحل مشكل عجز الانتاج الفكري الذي يجعلها في حالة تصادم مستمر مع " السلطة الحاكمة" هذا التراجع الذي حدث بقوة بعد هزيمة " 1967م" حاول أن يخلق بدائل، و لكنها بدائل تسير في ذات طريق النظم الشمولية، و تخلق ردود فعل سالبة وسط القوى الحية في المجتمع خاص " الطبقة الوسطى" لذلك تجد في السودان؛ تكثر الشعارات دون أن تكون نتاج لأفكار جيدة، تحاول بها صياغة الواقع على نسق جديد يخلق حوارا في المجتمع بهدف خلق وعي جديد بديل للذي كان سائدا و فاشلا..
أن الإنسان حقيقة يحتار؛ عندما تجد ما يطلق عليهم نخب الوعي في المجتمع، و هم لا يختلفون كثيرا عن العامة في رفع الشعارات، و دون أن يكون لها أي أثر فاعل في تحريك العقل للبحث عن الحلول الناضجة.. أن أية طريقة للتفكير الجديد في المجتمع تريد أن تتجاوز حالات الفشل المستمرة لابد أن تجاوب على العديد من الأسئلة الأتية؛-
1 – هل الأحزاب السياسية الموجودة الأن في الساحة السياسية و تنادي بعملية التحول الديمقراطي في البلاد؛ هي نفسها تمارس الديمقراطية داخل هذه المؤسسات لكي تكون فاعلة في عملية التغيير أم هي شعارات للتسكين فقط؟
2 – هل القيادات السياسية المطروحة في الساحة قدمت أفكارا تبين أن لها قدرة في إنتاج الألإكار التي تساعد على عملية التغيير؟
3 – الأحزاب الطائفية " الاتحادي و الأمة" إلي جانب " الإسلاميين – الحزب الشيوعي" قادرين أن يقدموا أطروحات سياسية ناقدة لمسيرتهم التاريخية التي فشلت في تحقيق الاستقرار و التنمية في البلاد، و يبينوا تصوراتهم من خلال ضخ أفكار في المجتمع يخلقوا بها حوارا سياسيا و مجتمعيا يتجاوز ثقافة الماضي؟
4 – أن الأحزاب السياسية خاصة الطائفية " الاتحادي – الأمة القومي" لم يستطيعوا أن يخرجوا أحزابهم من دائرة الأٍسرة لكي تصبح أحزابا جديدة مفتوحة للأجيال الجديدة، فهل هذه الطائفية قادرة أن تنفتح على المجتمع و تجدد نفسها بعيدا عن دائرة قدامة المحاربين الذين لم ينجزوا أية نجاح في مسيرتهم السياسية؟
5 – هل الحزب الشيوعي قادر أن يعيد صياغة الحزب من جديد لكي يكون متلاءم مع شعارات الديمقراطية التي يرفعها، و يحدث تغييرا في القيادات الاستالينية التي لا تجيد غير حفظ النصوص دون أن يكون لها أثر في معالجة مشكل أو إحداث تغيير، و يقدم عناصر عندها القدرة على الإنتاج الفكري، و عدم الاعتماد على العناصر التي تحاول فقط إرضاء الشلة القابضة على مفاصل الحزب؟
6 – الحركة الإسلامية مطالبة بتقديم نقد موضوعي لتجربتها السابقة التي حاولت بها السيطرة منفردة على السلطة و تقديم هوامش للأخرين.. و هل تستطيع أن تحدث تجديدا في خطابها السياسي يتماشى مع عملية التحول الديمقراطي؟
7 – أن القوميين العرب فشلوا أن يقدموا نقدا لتجاربهم السياسية في الحكم، و تظل شعاراتهم المرفوعة " وحدة حرية اشتراكية" دون رابط جدلي بينهما.. و أن مركزية القضية " فلسطين" هل مازالت هي محور الصراع السياسي في المنطقة؟ و إذا كانت كذلك أين يضعوا مشاكل السودان في سلم أولوياتهم؟
أن الحرب لابد أن تكون نهاية لمسيرة الفشل السياسي في السودان.. و لن تكون كذلك إلا إذا حدث تغييرا جوهريا في طريقة التفكير السائدة، و لا يحدث تغير في طريقة التفكير، إلا إذا كان هناك نقدا بالمنهج النقدي و ليس التبريري يبين أسباب الفشل السابقة.. هناك البعض يحلوا سوف يسألوا لماذا لم تتطرق للجيش لآن القوى السياسية عندما تقدم لعملية النقدم و تقدم مشروعاتها البديلة هي التي تتطرق لقضية الجيش، لآن الجيش يتدخل في العملية السياسية عندما تفشل القوى السياسية و تضعف في أداء مهامها... نسأل الله التوفيق و حسن البصير..

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی المجتمع

إقرأ أيضاً:

برج الدلو حظك اليوم السبت 26 يوليو 2025.. أفكارك رائعة لكن حاول أن تكون عمليًا أكثر

برج الدلو حظك اليوم السبت 26 يوليو 2025، برج الدلو يمتد من 20 يناير حتى 18 فبراير مواليده معروفون بتفكيرهم المستقل وروحهم الحرة يحبون الابتكار والخروج عن المألوف ويتميزون بشخصية إنسانية تهتم بالمجتمع

برج الدلو حظك اليوم السبت 26 يوليو

اليوم يحمل مفاجآت لطيفة خاصة في التواصل والعلاقات الاجتماعية قد تجد نفسك في لقاء جديد أو تتلقى دعمًا غير متوقع في موضوع شخصي

صفات برج الدلو

مستقل ومحب للحرية
ذكي ومبدع
إنساني ويحب التعاون
قد يظهر بارد المشاعر أو غير تقليدي

مشاهير برج الدلوياسمين صبري

أوبرا وينفري
أشتون كوتشر
كريستيانو رونالدو
ياسمين صبري

برج الدلو حظك اليوم على الصعيد المهني

الفرصة مواتية لعرض فكرة مبتكرة أو الانضمام إلى مشروع جماعي فيه شيء من الإبداع لا تتردد في التعبير عن رأيك

برج الدلو حظك اليوم على الصعيد العاطفي

للعازب قد تبدأ علاقة جديدة من خلال صديق مشترك أو محادثة غير متوقعة للمرتبط حاول الاستماع بإنصاف وتجنب الجدال الغامض.

برج الحمل حظك اليوم السبت 19 يوليو 2025..لا تدع حماسك يسبق حكمتكبرج الجدي حظك اليوم السبت 19 يوليو 2025.. لا تتعامل بجفاء مع من يهتم بكنشرة المرأة والمنوعات| نمو الشعر والأظافر بسرعة علامة جيدة أم إنذار.. أضرار السمنة كارثية.. حظك اليوم السبت 12 يوليوبرج الجوزاء حظك اليوم السبت 12 يوليو 2025.. تغييرات مفاجئةبرج الثور حظك اليوم السبت 12 يوليو 2025.. تحرك بخطوات ثابتةنشرة المرأة والمنوعات| فنانات تألقن بملابس البحر.. حظك اليوم السبت 12 يوليو .. فوائد بذرة الكتان الصحيةبرج العذراء حظك اليوم السبت 12 يوليو 2025.. تضيف لمسة عاطفيةبرج الميزان حظك اليوم السبت 12 يوليو 2025.. فرصة للحوار والحلول الوسطبرج القوس حظك اليوم السبت 12 يوليو 2025.. تأجيلات محتملةبرج العقرب حظك اليوم السبت 12 يوليو 2025.. حول غضبك لشئ مفيدبرج الدلو حظك اليوم على الصعيد الصحي

انتبه إلى نظامك الغذائي فربما تفرط في السكريات أو المنبهات دون قصد مارس نشاطًا يساعدك على تهدئة أعصابك

برج الدلو وتوقعات العلماء خلال الفترة المقبلة

الفترة القادمة تحمل لك فرصة للتميز في محيطك الشخصي أو المهني من خلال الأفكار الجديدة والتواصل البناء ابتعد عن العزلة وشارك أفكارك بثقة.

طباعة شارك برج الدلو حظك اليوم حظك اليوم السبت برج الدلو حظك اليوم السبت 26 يوليو 2025 برج الدلو حظك اليوم السبت 26 يوليو

مقالات مشابهة

  • الأكاذيب المُمأسسة وتواطؤ النخب: لماذا تحتاج تل أبيب إلى صمت العرب كي تستمر الحرب؟
  • رئاسة على المحك: هل يجرؤ النواب على تغيير الوجوه على أعتاب الدورة الجديدة: هل آن أوان فرز رئيس جديد
  • رئيس اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب محمد طه الأحمد لـ سانا: تم خلال اللقاء مع السيد الرئيس أحمد الشرع أمس، إطلاعه على أهم التعديلات التي أُقرت على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب، بعد الجولات واللقاءات التي قامت بها اللجنة مع شرائح المجتمع السوري
  • متحدث التعليم: تصحيح الامتحانات هذا العام تمت بأعلى قدر من الدقة | تفاصيل
  • وزير التربية .. تطوير امتحان (التوجيهي) ليكون إلكترونيًا من خلال بنك الأسئلة
  • عباس إبراهيم: زياد ما عاد محلك هون قررت أن تكون أنت وترحل
  • النيجيرية شيماماندا أديتشي.. معنى أن تكون صاحب بشرة ملوّنة
  • محلل سياسي: المملكة تدعم الحلول السياسية بسوريا وتقف مع شعبها  
  • موقع إسرائيلي: ما الذي يمكن أن يدفع المجتمع الدولي إلى التدخل ووقف الإبادة بغزة؟
  • برج الدلو حظك اليوم السبت 26 يوليو 2025.. أفكارك رائعة لكن حاول أن تكون عمليًا أكثر