دراسة أجرتها ضابطة في شرطة دبي تدعم الجهود العالمية للحد من التلوث البيئي
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
دبي-الوطن
تطهير البيئة من المتفجرات بواسطة النباتات، دراسة أجرتها الملازم أول مهندس الريم عبدالرحمن عبدالله علي، من إدارة أمن المتفجرات بشرطة دبي، في جامعة كرانفيلد في المملكة المتحدة، تساهم في دعم الجهود العالمية للحد من التلوث البيئي الناتج عن المتفجرات والنفايات الخطرة كالصناعات العسكرية للأسلحة والذخائر والأنشطة العسكرية الميدانية، حيث تقدم الدراسة طريقة علمية لتنظيف وتطهير المناطق الملوثة بالمتفجرات باستخدام معالجة بيولوجية “نباتية” بواسطة عشب “نجيل الهند ” (Chrysopogon zizanioides)، وهي طريقة بيئية فعالة قليلة التكلفة ومستدامة.
وحول هذا الشأن قالت الملازم أول الريم عبدالرحمن، إن الدراسات العلمية التي تُعنى بقضايا البيئة تُعد أحد العوامل المهمة للدول وللباحثين والمنظمات ذات الصلة لدعم جهودها في الحد من التلوث البيئي بمختلف أنواعه وتصنيفاته، وأن التلوث البيئي بالمتفجرات وكذلك التلوث الناتج عن النفايات الخطرة كالصناعات العسكرية للأسلحة والذخائر والأنشطة العسكرية الميدانية أصبح مأزقاً عالمياً لأنه يبقى في البيئة لعقود من الزمن، كون المادة المتفجرة ليست فقط سامة على الإنسان فحسب، بل على الحيوانات والميكروبات والحياة البحرية أيضاً.
وتابعت: يرتبط التلوث بمختلف أنواعه وتصنيفاته وأشكاله بالمناخ، وتعمل الدول على توحيد الجهود مع جميع الأطراف من أجل تعزيز العمل المناخي لضمان مستقبل مستدام، وأبرز هذه الجهود هو مؤتمر الأطراف بشأن تغيُّر المناخ (كوب 28) الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة في مدينة إكسبو دبي في الفترة الممتدة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023، لتوحيد الجهود العالمية في مجال العمل المناخي وتحديد فرص التعاون المتاحة لإيجاد الحلول للتحديات المناخية، وهو ما يشجعنا نحن كباحثين على تقديم البحوث والدراسات الداعمة.
وبينت الملازم أول الريم، أن الدراسة التي قامت بها تستعرض المرجعية العلمية لتنظيف المناطق الملوثة بالمتفجرات باستخدام معالجة بيولوجية “نباتية” بواسطة عشب نجيل الهند (Chrysopogon zizanioides) ، كونها قادرة على النمو في ظل ظروف متعددة، كالماء أو التربة، وفي درجات حرارة منخفضة أو عالية، وفي ضوء النهار أو الليل الاصطناعي أو الطبيعي، وتتمتع بأن لديها القدرة العالية في مقاومة سمية المتفجرات والقدرة على امتصاص المتفجرات الثانوية ، ويمكن للعشب أيضاً إزالة المواد شديدة الانفجار غير الحساسة.
وأضافت الملازم أول الريم، أن الدراسة تؤكد بأن عشب نجيل الهند لديها القدرة في الحد من مشكلة السمية للمتفجرات في وسائط مختلفة، وأنها تتميز بجذور قوية وعميقة لها تفرُّعات يمكن أن يصل عمق الجذر إلى أكثر من 4 أمتار، ولها قابلية في نقل وتجميع مركبات المواد المتفجرة من الجذور إلى الساق، لذلك فإن هذه الخصائص المميزة تجعل نجيل الهند نباتاً مناسباً للمعالجة النباتية للملوثات المتفجرة.
واختتمت الملازم أول الريم: أن القيادة العامة لشرطة دبي جهة رائدة في تقديم أحدث النماذج والممارسات والتجارب الأمنية والشرطية، والدراسات العلمية المتقدمة في مختلف المجالات والتخصصات ذات الصلة، بما فيها الدراسات التي تساهم في دعم الجهود العالمية في مجال البيئة، وتمتلك منظومة عمل وبيئة محفزة وداعمة للدارسين والباحثين، والعديد من المجالس التخصصية منها مجلس العلماء، ما يسهم في تقديم الأفكار الإبداعية والحلول لمختلف التحديات.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الجهود العالمیة التلوث البیئی
إقرأ أيضاً:
كيف يسهم تغير المناخ في تفاقم التلوث البلاستيكي؟
تشير دراسة جديدة إلى أن الاحتباس الحراري يُحوّل البلاستيك إلى ملوثات أكثر تنقلا وانتشارا وخطورة، فعندما تتحلل المواد البلاستيكية إلى شظايا صغيرة، تذهب إلى مسافات أبعد، ويتكثف الضرر الذي تسببه بمجرد وصولها.
ويحذر الباحثون، في الدراسة التي أنجزت في إمبريال كوليدج لندن، من أن عدم اتخاذ إجراءات سريعة للحد من تدفق البلاستيك إلى البيئة، يعد مخاطرة تؤدي إلى ضرر بيئي لا رجعة فيه.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4دراسة: اللافقاريات باتت ملوثة بجزيئات البلاستيكlist 2 of 4البلاستيك يغزو حياتنا وبيئتنا وخلايا أدمغتناlist 3 of 4دراسة تؤكد: الطيور تتنفس جسيمات البلاستيكlist 4 of 4خلافات تعصف بمشروع معاهدة البلاستيك العالميةend of listوقال فرانك كيلي، المؤلف الرئيسي للدراسة: "إن تلوث البلاستيك وتغير المناخ أزمة مشتركة تُفاقم كل منهما الأخرى. كما أن لهما أصولا وحلولا مشتركة، ونحن في حاجة ماسة إلى نهج دولي منسق لمنع تراكم المواد البلاستيكية التي انتهى عمرها الافتراضي في البيئة".
يسهم البلاستيك بكل أنواعه في التغير المناخي، لكن الدراسة تظهر كيف تُفاقم عوامل الضغط المناخي آثار البلاستيك، فارتفاع درجات الحرارة، والرطوبة، والأشعة فوق البنفسجية، تُسرّع تفتيت المواد الأكبر حجما إلى جسيمات بلاستيكية دقيقة ونانوية.
وفي الوقت نفسه، تعمل العواصف الشديدة والفيضانات على تحويل الحطام إلى قطع أصغر حجما وقذفها عبر مستجمعات المياه والسواحل، لتصل إلى أعماق البحار والمحيطات.
ومنذ عام 1950، ارتفع الإنتاج العالمي من البلاستيك بمقدار 200 ضعف، ليصل إلى أكثر من 450 مليون طن سنويا حاليا، ولا يتم تدوير سوى 9% منه. ومن المتوقع أن تتفاقم المشكلة مع توسع التصنيع وزيادة الضغوط المناخية، فتنتشر عواقب كل ذلك عبر النظم البيئية.
ففي المياه العذبة والمالحة، يمكن للبلاستيك الدقيق أن يُعطل دورة المغذيات وشبكات الغذاء. أما على اليابسة، فهو يؤدي إلى تدهور بنية التربة وخفض إنتاجية المحاصيل. كما يؤثر على تغذية وتكاثر وسلوك مجموعة واسعة من الكائنات الحية، وعلى صحة الإنسان.
إعلانوتعمل الجزيئات البلاستيكية أيضا مثل "أحصنة طروادة"، حيث تلتقط وتنقل الملوثات الأخرى، مثل المعادن الثقيلة والمبيدات الحشرية، بينما تتسرب منها إضافاتها الخاصة مثل مثبطات اللهب والملدنات إلى الطبيعة، حيث تُصنع نحو 99% من المواد البلاستيكية من الوقود الأحفوري.
كما تشير الدراسة إلى أن تشكّل الجليد البحري، يحتجز ويُركّز الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، مُزيلا إياها مؤقتا من عمود الماء، لكن مع ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي وتراجع الجليد الموسمي، تتدفق تلك الجزيئات المخزنة منذ زمن طويل مجددا إلى المحيط.
وتقول ستيفاني رايت، المؤلفة المشاركة في الدراسة: "هناك احتمال أن يكون للجسيمات البلاستيكية الدقيقة، الموجودة بالفعل في كل ركن من أركان الكوكب، تأثير أكبر على أنواع معينة بمرور الوقت".
فقد تؤدي أزمة المناخ والتلوث البلاستيكي، الناجمان عن اعتماد العالم بشكل مفرط على الوقود الأحفوري إلى تفاقم البيئة المجهدة بالفعل في المستقبل القريب. وفي البحر، يكون الضرر المزدوج الناتج عن الاحتباس الحراري والبلاستيك شديدا بشكل خاص.
وتُظهر الدراسات المختبرية والميدانية أن الشعاب المرجانية والقواقع وقنافذ البحر وبلح البحر والأسماك، تعاني جميعها من ارتفاع درجة الحرارة وزيادة الحموضة في حال وجود الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، التي تستطيع الكائنات المائية تمريرها عبر السلسلة الغذائية.
وتشير الدراسة إلى أن معدلات نفوق الأسماك المرتبطة بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة تضاعفت 4 مرات مع ارتفاع درجة حرارة الماء. كما دفع تفاقم نقص الأكسجين، الناتج بدوره عن الاحترار، سمك القد (أبو هامور) إلى تناول المزيد من البلاستيك.
كما قد تكون الأنواع الرئيسية معرضة للخطر بشكل خاص. ويقول جاي وودوارد، المؤلف المشارك في الدراسة: "قد تكون الحيوانات المفترسة مثل الحيتان القاتلة بمثابة طيور الكناري في منجم الفحم، لأنها قد تكون عرضة بشكل خاص للتأثير المشترك لتغير المناخ وتلوث البلاستيك".
تؤكد الدراسة ضرورة التخلص من المواد البلاستيكية أحادية الاستخدام غير الضرورية، والتي لا تزال تُشكل نحو ثلث الإنتاج، ووضع حد أقصى لإنتاج البلاستيك الخام من شأنه أن يُسهم في حل المشكلة من جذورها.
وتدعو الدراسة أيضا إلى وضع معايير دولية تجعل المنتجات قابلة لإعادة الاستخدام والتدوير بشكل حقيقي، بدلا من كونها "قابلة لإعادة التدوير" اسميا، بطرق نادرا ما تنجح خارج المختبر.
وتقول جوليا فوسيل، المؤلفة المشاركة في الدراسة إن "اقتصاد البلاستيك الدائري هو الحل الأمثل. إذ يجب تجاوز التخفيض وإعادة الاستخدام وإعادة التدوير، ليشمل إعادة التصميم والتخلص من النفايات والابتكار والتوزيع، والابتعاد عن النموذج الخطي الحالي".
ولا يقتصر هذا التحول على المواد فحسب، بل تدعو الدراسة إلى دمج البلاستيك ضمن سياسات المناخ العالمية بما فيها إقرار معاهدة البلاستيك العالمية المتعثرة، وتنسيق الأبحاث ليتمكن العلماء من تتبع كيفية تفاعل الاحترار والكيمياء والبيولوجيا في النظم البيئية الحقيقية.
إعلانوفي هذا السياق، تقول ستيفاني رايت: "لن يكون المستقبل خاليا من البلاستيك، ولكن يمكننا السعي للحد من تلوث البلاستيك الدقيق. علينا التحرك الآن، فالبلاستيك المُلقى اليوم يهدد باضطرابات عالمية مستقبلية في النظم البيئية".