استعراض تجارب الطلبة المجيدين في شمال الباطنة
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
صحار- خالد بن علي الخوالدي
نفذ قسم الأنشطة التربوية بمحافظة شمال الباطنة جلسة حوارية بعنوان "نخبة التميز"، برعاية محمد بن راشد القريني مدير دائرة الشؤون المالية بمديرية شمال الباطنة، وبحضور عدد من الطلبة المجيدية لاستعراض تجاربهم ومشاركة قصصهم الملهمة.
وشاركت في الجلسة مريم سعيد السعيدية أخصائية الأنشطة المدرسية بمدرسة خديجة الكبرى، ومريم أحمد الشيدية أخصائية الأنشطة المدرسية بمدرسة مجز الصغرى، وشيخة حمد الكلبانية أخصائية الأنشطة بمدرسة الصديقة بنت الصديق، حيث عبّرن عن فخرهن واعتزازهن بمشاركة الطلبة في هذه المناسبة التي تحتفي باجتهادهم.
وعبرت الدكتورة أنيسة الكيومية رئيسة قسم الأنشطة التربوية، عن فخرها بأبناء المحافظة وإنجازاتهم التي تبرهن على إمكاناتهم الكبيرة وعزيمتهم الصلبة، مؤكدة أهمية هذه اللقاءات في تمكين الطلبة المجيدين وتعزيز قدراتهم.
وتضمنت الجلسة تقديم عرض مرئي حول إنجازات الطلبة المجيدين في الأنشطة التربوية، بالإضافة إلى فقرة "منصة التميز" لاستعراض تجارب الطلبة.
وفي ختام الجلسة، كرّم قسم الأنشطة التربوية الطلبة المجيدين، تقديرا لجهودهم وإنجازاتهم التي لم تقتصر على الدراسة فحسب، بل شملت المسابقات والأنشطة التربوية التي عززت روح المبادرة فيهم، كما تم تكريم المشاركين والمنظمين.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
استعراض للمجد والتاريخ.. لا للأسطول فقط
كان يوم استعراض الأسطول يوما تاريخيا واستثنائيا، ولحظة خالدة في الذاكرة العمانية ستُقرأ دلالتها طويلا، ويعاد استحضارها لسنوات قادمة. تجاوز الحدث سياقه الاحتفالي الآني باليوم الوطني ليستدعي قرونا طويلة من السيادة البحرية العمانية، ومن النفوذ في المحيط الهندي، ومن شبكة العلاقات الواسعة التي بنتها عُمان طوال قرون ذلك النفوذ بمعناه السياسي والعسكري والتجاري.. ولتؤكد للجميع عراقة هذا البلد وامتداداته في التاريخ وفي الحضارة برا وبحرا.
كان مشهد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- على سطح «فلك السلامة» وهو يستعرض أسطوله البحري بمشاركة قطع بحرية من دول مجلس التعاون تضعه في خط أسلافه العظام الذين بنوا أمجاد هذا الوطن، وحافظوا على كيانه واستقلاله، وبنوا حاضره ومستقبله. وتفتح الدلالات التي يمكن أن تقرأ من الاستعراض الكثير من الأبواب والنوافذ على المستقبل، ولتؤكد أن عُمان تعمل بجد من أجل توظيف تاريخها البحري العريق وخبرتها ورصيدها المعرفي إلى قيمة مضافة عبر تفعيل أكبر لموانئها البحرية تفعيلا يتواكب مع المرحلة ومتطلباتها لموقعها الجغرافي عند ملتقى حضارات العالم وشبكات تجارته المتطورة.
الاستعراض يتجاوز فكرة استعراض القوة -رغم أهميتها ورمزيتها الحاضرة- إلى استدعاء منظم للذاكرة؛ ذاكرة الأساطيل التي طردت البرتغاليين، والسفن التي مدّت جسور التجارة مع الهند وشرق إفريقيا، والربابنة الذين جعلوا من الساحل العُماني عقدة في طرق المحيط الهندي. كان المشهد بكل تجلياته وفخامته وهيبته يعيد ترتيب تلك الذاكرة في صورة معاصرة؛ بحر محمي، وحدود آمنة، ودولة تعرف يقينا أن حدود أمنها تبدأ من هذه السواحل الطويلة، وأن هذه السواحل بما تتضمنه من موانئ هي أحد أهم مرتكزات اقتصادها واقتصاد العالم في المرحلة القادمة.
وجود قطع بحرية من دول الخليج العربي أعطت المشهد المهيب دلالة أن لدى عُمان علاقات وروابط وشراكات عسكرية مع دول مجلس التعاون، وهي شراكات تعتني بها وتطورها؛ من أجل حماية النهضة المتطورة في هذه الدول الواقعة في منطقة ملتهبة على الدوام. ثمة دلالة أخرى لا يمكن تجاوزها تُقرأ من خلفية المشهد أن عُمان التي تقدم نفسها وسيطا هادئا في السياسة تملك من القوة ما يمكنها من حماية نفسها؛ فبعد العرض العسكري الكبير يوم الخميس جاء استعراض الأسطول الذي يقدم عُمان عبر السياق التاريخي وعبر اللحظة الراهنة قوة بحرية في الجانب العسكري وكذلك في الجانب الاقتصادي.. ما يعني أن خيار الهدوء السياسي ليس ناتجا عن ضعف، بل عن قوة وإيمان بفكرة السلام، ودوره في بناء الاستقرار، وحفظ كرامة الأمم والشعوب. استعراض الأسطول كان الأول من نوعه في تقاليد الاستعراضات العمانية العسكرية، واستطاع أن يقدم الكثير من الرسائل، ويستدعي الذاكرة التاريخية ويقول بشكل واضح: إن عُمان صاحبة التاريخ البحري العريق في التجارة والعسكرية ما زالت تمتلك أدواتها ومكانتها في المسارين، وأنها مستمرة في كتابة فصول مجدها وتاريخها حتى لو كان بأدوات زمن مختلف، ورؤية أكثر نضجا لمفاهيم القوة والمسؤولية.