في أول تصريح رسمي من معسكر "التحالف الجمهوري" الحاكم في تركيا، طالب زعيم "الحركة القومية" دولت بهتشلي بإجراء تعديلات دستورية تمكن الرئيس رجب طيب أردوغان من الترشح لفترة رئاسية ثالثة في الانتخابات القادمة.

وفي أعقاب التصريح الذي أدى به بهتشلي في ظل تصاعد الحديث عن انتخابات مبكرة في الأوساط السياسية، ألمح أردوغان لأول مرة في حديثه عقب اجتماع للحكومة، الأحد، إلى انفتاحه على الترشح لولاية أخرى.



ما المهم في الأمر؟
من المحتمل أن يفتح الحديث المباشر من قادة "تحالف الجمهور" الذي يقوده أردوغان عن ضرورة تمكين الأخير من الاستمرار في منصبه لولاية جديدة، الباب خلال الفترة القادمة أمام تعديلات من شأنها أن تسمح للرئيس التركي بالمشاركة في الانتخابات المقررة عام 2028، وهو ما يثير مخاوف المعارضة التي تنادي منذ الآن بانتخابات رئاسية مبكرة.


ويعد أردوغان المرشح الأكثر شعبية إلى الآن لدى جبهة "تحالف الجمهور" وأقوى الأوراق، التي من شأنها أن تربك حسابات المعارضة، التي تأمل بالوصول إلى السلطة بعد غياب عقود عبر اغتنام عدم قدرة أردوغان على المشاركة.

ما السيناريوهات المطروحة وما العوائق؟

تعديل الدستور
يدفع الرئيس التركي نحو تعديلات شاملة على الدستور الحالي الذي وضع بعد انقلاب عام 1982، وبالرغم من إعراب المعارضة بما في ذلك حزب "الشعب الجمهوري" عن انفتاحهم على فكرة إجراء تعديلات على الدستور إلا أنهم يتخوفون من إقرار تعديل يتيح لأردوغان الترشح لولاية ثالثة.

ما العائق هنا؟
من غير الممكن للرئيس التركي و"تحالف الجمهور" الذي يتكون من أحزاب محافظة أبرزها "الحركة القومية"، وضع دستور جديد في البلاد دون الحاجة إلى دعم المعارضة، وذلك بسبب إلزام القانون بموافقة 360 نائبا على الأقل من أصل 600 نائب في البرلمان.

ويعد ذلك من أبرز العوائق أمام التحالف الحاكم الذي يملك الأغلبية البرلمانية بعدد نواب يبلغ 321 نائبا، لكنه يحتاج إلى 39 نائبا آخرين على الأقل من أجل تمرير التعديلات الدستورية من البرلمان.

الانتخابات المبكرة
طالب زعيم "الشعب الجمهوري" أكبر أحزاب المعارضة التركية، أوزغور أوزيل، بإجراء انتخابات مبكرة في أكثر من مناسبة على وقع الأزمة الاقتصادية، معتبرا أن مطلبه يعود إلى "رغبة الشعب التركي بإجراء انتخابات مبكرة".

وتأتي هذه المطالبات بعد الفوز الكبير الذي حققه "الشعب الجمهوري" في الانتخابات المحلية في آذار /مارس الماضي، وما لحق بحزب العدالة والتنمية الحاكم من تراجع في العديد من المدن والبلدات لصالح المعارضة.

لكن هذه السيناريو مرفوض من قبل الحكومة التركية التي تؤكد إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المقرر عام 2028، على الرغم من أن هذه السيناريو يتيح لأردوغان الترشح إلى ولاية رئاسية ثالثة دون تعديل للدستور بسبب عدم انتهاء ولايته المحددة بخمس سنوات.

ما العائق هنا؟
يرى مراقبون تحدثوا في أوقات سابقة لـ"عربي21" أن الحكومة التركية ترفض سيناريو الانتخابات المبكرة بسبب اتباعها برنامج اقتصادي صارم للحد من معدلات التضخم المرتفعة وغلاء الأسعار التي تلقي بثقلها على المواطنين بشكل مباشر.

ومن المقرر أن يؤتي هذا البرنامج القائم على سياسة التشديد النقدي ثماره بعد عام 2027، وفقا للتوقعات الرسمية.


لكن رفض حكومة أردوغان سيناريو الانتخابات المبكرة في الوقت الراهن لا يعني بالضرورة استحالة طرحه قبل فترة قصيرة من موعد الانتخابات، وهو الأمر الذي شدد أوزيل على رفضه موضحا أن موقف حزبه الداعم لإجراء الانتخابات المبكرة محدود بفترة زمنية قريبة.

ماذا قالوا

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: ما دام الله يمنحنا الحياة وتوافق أمتنا، سنستمر في خدمة تركيا والأمة التركية.

زعيم حزب "الحركة القومية" دولت بهتشلي: انتخاب الرئيس أردوغان مرة أخرى هو الخيار الصحيح، ولذلك يجب وضع تنظيم دستوري يسمح بانتخابه لولاية رئاسية جديدة.

زعيم المعارضة أوزغور أوزيل: من أجل إبقاء أردوغان في السلطة، يمكن أن يخاطر دولت بهتشلي بإطلاق سراح عبد الله أوجلان. كل القضايا التي تحدث في تركيا هي  متعلقة بالأزمة الديمقراطية. وبعبارة أخرى، فإن المنظور ليس أن تكون تركيا جيدة، بل أن يحافظ شخص ما على السلطة وحده.

الصورة الأوسع
تأتي الدعوات إلى تمكين أردوغان من الترشح لولاية رئاسية جديدة في ظل تواصل الاستقطاب السياسي الحاد بين أحزاب التحالف الحاكم والمعارضة بالرغم من محاولات التليين التي شهدتها البلاد قبل أشهر قليلة.

كما تأتي وسط تنافس محتدم بين أبرز الأسماء المعارضة الأوفر حظا للترشح إلى الانتخابات الرئاسية، وهما رئيسا بلديتي أنقرة وإسطنبول المنتميين إلى حزب "الشعب الجمهوري، منصور يواش وأكرم إمام أوغلو.

ماذا ننتظر؟
لا تزال الدعوات إلى إجراء تعديلات دستورية تسمح لأردوغان بالترشح للانتخابات مجددا في طور التصريحات التي تعبر عن آراء الأشخاص الذين يدلون بها، ومن غير المحتمل أن يتم الدفع في هذا المسار خلال مدة زمنية منظورة، لكن قد يتفاعل هذا الملف بشدة مع اقترب موعد الانتخابات الرئاسية القادمة. 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية تركيا بهتشلي أردوغان المعارضة التركية تركيا أردوغان المعارضة التركية بهتشلي سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الانتخابات المبکرة الشعب الجمهوری الترشح لولایة

إقرأ أيضاً:

قائد قسد يكشف عن اتصال مباشر مع تركيا.. ماذا عن لقاء أردوغان؟

كشف قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، مظلوم عبدي، الجمعة، عن وجود اتصال مباشر بين تركيا وقواته، التي تسيطر على مساحات في شمال شرقي سوريا.

وقال قائد قسد"، التي تعتبرها تركيا امتدادا لحزب "العمال الكردستاني" في سوريا، إنه لا يعارض لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وتأتي تصريحات عبدي بعد يوم واحد من توجه الرئيس التركي اتهامات إلى "قسد" بشأن المماطلة في تنفيذ الاتفاق الموقع مع الحكومة السورية، والذي ينص على دمجها بمؤسسات الدولة.


وقال أردوغان للصحفيين على متن الطائرة خلال عودته من أذربيجان، "كنا قد أعربنا سابقا عن ترحيبنا بالاتفاق الذي تم التوصل إليه، لكننا نرى أن قوات سوريا الديمقراطية لا تزال تواصل أساليب المماطلة، ويتوجب عليها أن تتوقف عن ذلك".

وأضاف الرئيس التركي أن بلاده تتابع عن كثب تنفيذ القرارات المتخذة في هذا الصدد، مؤكدا أن الأساس هو تنفيذ التعهدات بما يتناسب مع الجدول الزمني المتفق عليه، حسب وكالة الأناضول.

وتعتبر تركيا قوات سوريا الديمقراطية، بما في ذلك وحدات حماية الشعب الكردية "YPG" التي تشكل عمودها الفقري، امتدادا لحزب "العمال الكردستاني" المدرج على قوائم الإرهاب لدى أنقرة.

وفي 10 آذار /مارس الماضي، وقع الرئيس السوري أحمد الشرع مع قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي، اتفاقا ينص على دمج مؤسسات الأخيرة المدنية والعسكرية في الدولة السورية الجديدة.

وجاء الاتفاق الذي وصف بالتاريخي في إطار مساعي الحكومة السورية الجديدة بقيادة الشرع لحل كافة الفصائل المسلحة وبسط سيطرتها على كافة التراب الوطني.

ونص الاتفاق المكون من 8 بنود على "ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة في العملية السياسية وكافة مؤسسات الدولة بناء على الكفاءة بغض النظر عن خلفياتهم الدينية والعرقية".


كما نص على "دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز".

إلا أن الاتفاق الذي حدد له مدة عام لتنفيذه بشكل كامل يواجه العديد من التحديات، التي طفت إلى السطح بعد مؤتمر الحوار الكردي الذي عقد في نيسان /أبريل الماضي في مدينة القامشلي، داعيا إلى "اللا مركزية".

ودفعت مخرجات المؤتمر، الرئاسة السورية إلى تحذير قوات سوريا الديمقراطية "قسد" من السعي إلى تكريس الانفصال، أو الحكم الذاتي.

وشددت على رفض دمشق "بشكل واضح أي محاولات لفرض واقع تقسيمي أو إنشاء كيانات منفصلة تحت مسميات الفيدرالية أو الإدارة الذاتية دون توافق وطني شامل".

مقالات مشابهة

  • عاجل .. رئيس المعارضة النيابية يعلن امكانية استخدام البطاقة الوطنية في الانتخابات
  • تركيا.. حملة اعتقالات واسعة لمسؤولين ينتمون للحزب الجمهوري
  • صحيفة إسرائيلية: تركيا أصبحت القوة الجديدة التي تُقلق إسرائيل في الشرق الأوسط!
  • تركيا.. اعتقال العشرات من مسؤولي أحزاب المعارضة
  • إعلام تركي: الحزب الحاكم يدرس ترشيح أردوغان لولاية رئاسية ثالثة
  • الزوبية: لايمكن إقامة انتخابات رئاسية بدون دستور  
  • قائد قسد يكشف عن اتصال مباشر مع تركيا.. ماذا عن لقاء أردوغان؟
  • أردوغان يعيد إحياء معركة الدستور.. ما موقف المعارضة وكيف يبدو المشهد؟
  • أردوغان: تركيا تحوّلت من دولة تنتظر على الأبواب إلى قوة يُطرق بابها
  • تركيا تتوصل لاتفاقية مع باكستان للتنقيب عن البترول