ارتفاع ضغط الدم من أكثر المشاكل الصحية التي يعاني منها العديد من الأشخاص، خاصة بين الشباب، ويعود ذلك لعدة أسباب منها سوء التغذية، وقلة النشاط البدني، والإجهاد المزمن، والإفراط في التدخين، بالإضافة إلى العوامل الوراثية التي تزيد من احتمالية الإصابة به.

وفي ضوء ذلك، توصلت دراسة علمية حديثة إلى أن ممارسة الرياضة 5 دقائق يوميًا، تساهم في تقليل خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.

التخلص من ارتفاع ضغط الدم في 5 دقائق

أظهرت دراسة علمية حديثة أن ممارسة التمارين الرياضية يوميًا لمدة 5 دقائق فقط تساعد في خفض ضغط الدم بشكل طفيف، وتبين من الدراسة أن الرقم الأعلى في قراءة الضغط (الضغط الانقباضي) انخفض في المتوسط بمقدار 0.68 ملم زئبق، بينما انخفض الرقم الأدنى (الضغط الانبساطي) بمقدار 0.54 ملم زئبق، وذلك بفضل هذه الدقائق الخمسة من التمارين الرياضية.

وفي تعليق لها على نتائج الدراسة، قالت الباحثة جو بلودجيت من جامعة لندن كوليدج، والتي كانت المؤلفة الرئيسية للدراسة: «على الرغم من أن هذه الفروقات صغيرة نسبيًا، إلا أن أي تحسن يعتبر مهمًا، خاصة بالنسبة لأولئك الذين لا يمارسون تمارين رياضية كافية، مما يؤثر على ضغط الدم لديهم، وبخاصة من لديهم تاريخ عائلي من المرض»، بحسب صحيفة «واشنطن بوست».

الضغط هو القاتل الصامت

بحسب منظمة الصحة العالمية، يُؤثر ارتفاع ضغط الدم على نحو 1.3 مليار شخص حول العالم، ويُعتبر من الأسباب الرئيسية للوفاة المبكرة على مستوى العالم. وقد سُمي بـ«القاتل الصامت» نظرًا لعدم ظهور أعراض واضحة له في كثير من الأحيان، رغم أنه قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة مثل السكتة الدماغية، والنوبات القلبية، وفشل القلب، وتلف الكلى.

الدراسة التي نشرت في مجلة «سيركيوليشن»، حللت بيانات ضغط الدم والنشاط البدني المجمعة من أكثر من 14 ألف مشارك من دول مثل هولندا وأستراليا والدنمارك وفنلندا والمملكة المتحدة، واستخدم الباحثون جهاز قياس التسارع لقياس النشاط البدني للمشاركين، وتبين أن ممارسة الرياضة لمدة 5 دقائق يوميًا يمكن أن تحدث فارقًا إيجابيًا، حتى وإن كان بسيطًا.

أهمية الرياضة في الحفاظ على ضغط الدم الطبيعي

في حديثها لـ«الوطن»، قالت مدربة اللياقة البدنية شيرين محمد إنّ ممارسة الرياضة لها فوائد لا حصر لها، ومن يلتزم بها سيسهم بشكل كبير في تحسين صحته العامة وصحة قلبه، إذ تنشط الدورة الدموية، ما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما تساعد الرياضة في الحفاظ على مستويات ضغط الدم ضمن المعدل الطبيعي، ما يقلل من مخاطر الإصابة بارتفاع الضغط».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ضغط الدم ارتفاع ضغط الدم علاج الضغط الضغط التمارين الرياضية ممارسة الرياضة ضغط الدم

إقرأ أيضاً:

الاستكبار الصامت والمصير الأبدي .. قراءة قرآنية دلالية للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه

في قراءة للمعاني الدلالية لقوله تعالى : {وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً اتَّخَذَهَا هُزُواً}(الجاثية8) ، للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه ، نجد بعداً إنسانيًا وروحيًا عميقًا، حيث لا يقف عند حدود التفسير النصي، بل يتجاوزها إلى تشخيص العلل النفسية والاجتماعية التي تحوّل الإنسان إلى خصم للحق،  ومن بين تلك العلل، يبرز داء الاستكبار، الذي لا يقتصر على الجبابرة المعروفين في التاريخ كفرعون وهامان، بل يمتد في رؤيته رضوان الله عليه ، إلى الصغار الذين يحملون روح فرعون وإن كانوا بلا سلطات.

يمانيون / خاص

 دلالة الآية في تصوير النفس المستكبرة

يبدأ الشهيد القائد بالتأمل في قوله تعالى: {وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً…}، يُقسم الآية إلى ثلاثة مسارات ترتبط ببعضها، وتبدأ بالسماع الواعي للحق، فالآيات تتلى على هذا الإنسان، فهو يعلم الحق، ولكنه يرفضه، والثاني الإصرار والاستكبار، إذ ليست المسألة جهلًا، بل عنادًا، مما يجعل الاستكبار صفة قلبية ونفسية، والثالث التظاهر بعدم السماع كأن في أذنيه وقرًا،  وهذه حالة من الإنكار الإرادي للحق، تدفع نحو التهلكة، وبهذا فإن الشهيد القائد يقرأ في هذه الآية خطورة المكابرة على آيات الله، ويرى أنها أخطر من الكفر الصريح، لأنها تعني معرفة الحق ورفضه عمدًا، وهذا هو ما يقود إلى العذاب الأليم.

 

الاستكبار كمرض اجتماعي شائع

يفنّد الشهيد القائد الفكرة السائدة أن الاستكبار حكر على الملوك أو الأقوياء، ويقول صراحة أن  بعض الفقراء يحملون نفس الروح الفرعونية، ولكن لم يتح لهم أن يكونوا فراعنة على الأرض، الجبروت ليس بالمنصب بل بالنفسية وبعض الناس يبدون بسطاء، ولكن ما إن يحصلوا على منصب بسيط أو كلمة مسموعة، حتى يتحولوا إلى طغاة صغار، والكبر على الناس هو رفض خفي للحق الإلهي، لأن الله أمر بالتواضع، ومن تكبر فقد تمرد على أمر الله.

وهنا يكشف الشهيد القائد عن ظاهرة خطيرة ، وهي الاستكبار النفسي المغلّف بالدين أو التواضع الظاهري، وهو ما يشكل خطرًا مضاعفًا لأنه يُخفي نفسه وراء أقنعة الفضيلة.

 

مفارقة الرفعة في الدنيا والآخرة

من أقوى الأفكار التي يطرحها الشهيد القائد هي مقارنة بين الرفعة الدنيوية والرفعة الأخروية، ويستند إلى قول الله: {خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ} ، فيوم القيامة، يُخفض من تكبّر في الدنيا، ويُرفع من تواضع وصدق مع الله، ويشبه القائد السعي الدنيوي للرفعة عبر الباطل بـ”السراب”، لأن عمر الدنيا محدود، وعمر الآخرة أبدي لا نهاية له، فما قيمة أن يُقال عنك في الدنيا وجيه وأنت في الآخرة في الحضيض؟.

 

الأتباع المستكبرون .. 

يفتح الشهيد القائد نافذة جديدة على الاستكبار، هي الاستكبار بالوكالة، فالإنسان قد يكون تابعًا ولكنه يشعر بالقرب من شخصية نافذة، ويمارس الاستكبار نيابة عنها، ويتمرد على الحق باسم الولاء، ويقول الشهيد إن هؤلاء يعيشون وهمًا كبيرًا، فمن يتبع الطغاة، يتخيل أنه معهم في القوة والعلو، لكنه يوم القيامة يُنبذ مثلهم، مستشهدًا بقوله تعالى: {تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} ، {وَقَالَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً…}، ففي يوم الحساب، لا شفاعة في الباطل، ولا تنفع العلاقات، ولا تنفع المواقف التي كان ظاهرها القوة، وباطنها الانحراف.

 

السباق إلى الخيرات هو النجاة

يعقد الشهيد القائد مقارنة أخيرة بين ثلاث فئات:

أصحاب المشأمة .. أهل الشؤم، العصاة، المستكبرون، المصرّون.

أصحاب الميمنة .. المؤمنون الناجون.

السابقون المقربون ..من يبادرون بالحق، ينشرونه، يؤسسون المشاريع، ويستمر تأثيرهم بعد موتهم.

ويؤكد أن السبق إلى الخير، ليس في الكم فقط، بل في المبادرة، وتأسيس العمل الجماعي، وتشغيل الناس على الخير.

ويقول الشهيد القائد إن بعض الناس يحاول أن لا يُلزم نفسه بأي شيء، ويرى أنه ذكي لأنه لم يساهم، لكنه في الحقيقة غبي، لأنه فوّت فرصة النجاة.

 

الوعي بالآخرة أساس الاستقامة في الدنيا

ينقل الشهيد القائد فكرة شديدة العمق، وهي أن الإنسان حين يغفل عن القيامة، عن الحساب، عن المصير الأبدي، تبدأ انحرافاته،  فالمعيار الذي يجب أن يحكم السلوك هو هل هذا العمل يقربني إلى الله؟ هل يجعلني آمِنًا يوم القيامة؟

إنها رؤية قرآنية للوجود، تجعل من كل عمل صغير في الدنيا خطوة في مشروع الأبد، ولهذالا تبالِ بالمصاعب ما دمت على الحق، ولا تهتم بمن يكرهك من أهل الباطل، فمن يضحك اليوم من أهل الإيمان، سيُضحك عليه غدًا في الجنة ، {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ}.

ومما يستفاد من قراءته رضوان الله عليه للمعاني الدلالية لهذه الآيات ، أن الاستكبار مرض صامت، قد يصيب البسطاء كما يصيب الجبابرة، وأن السكوت عن الحق، رغم معرفته، هو صورة من صور الكبر والعناد، كما أن المبادرة إلى الخير ضمانة نفسية وأخلاقية للنجاة، والقيامة ليست حدثًا مستقبليًا بل هي معيار للحاضر.

الشهيد القائد يقدّم خطابًا عمليًا، لا تأمليًا فقط، ويحرّك النفس نحو العمل الصالح لا الاكتفاء بالموعظة ..

مقالات مشابهة

  • عندك مشاكل في القولون العصبي؟ العب رياضة
  • 9 مسببات شائعة للالتهاب المزمن قد تهدد صحتك
  • رئيس وزراء فرنسي سابق: علينا أن نواجه الجنون القاتل في غزة
  • في ذكرى تعاقد الأهلي مع أفشة.. كيف حافظ على هيمنة النسر الأحمر؟
  • كوب شاي داخل السيارة.. عادة يومية قد تدمّر صحتك
  • لماذا ينصح الأطباء بالبطيخ… 8 أسباب ستجعلك تتناوله يومياً
  • ماذا يخبرك البلغم عن صحتك؟
  • الاستكبار الصامت والمصير الأبدي .. قراءة قرآنية دلالية للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه
  • كيفية الحفاظ على صحة القلب قبل ممارسة الرياضة؟.. فيديو
  • القاتل الصامت في الصيف: حين تذوب الأعصاب على نار الكهرباء المنقطع