جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-01@04:09:00 GMT

نوفمبر يُذكرني (2)

تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT

نوفمبر يُذكرني (2)

 

عبدالله بن علي المجيني

 

 ​

دون سابق إنذار فاجأنا الأستاذ السوداني المُخلص أحمد بابكر- رحمه الله- فولج الفصل وبدأ يقرأ القائمة التي تأبطها كما يفعل عادة، والتي كان من بين طياتها اسم عزيزنا جراّح العيون البروفيسورعبدالله بن سعيد بن علي المجيني- وأخوكم مدبّج هذه السطور- ولا زلتُ أتذكر جيدا العبارة التي أعقب بها الأسماء وكأنما قد نُحتت في جلمود صخر حطه السيل من عَلِ:

- " هؤلاء غدا سيتشرفون بمُقابلة مولانا جلالة السُّلطان المُعظم -حفظه الله-!

أما أنا فمن هول المُفاجأة ووقع الصدمة فغرت فمي مشدوهًا لبرهة ولم أنبس ببنت شفة، ولم يعدني إلى خلدي إلا أصوات بعض زملاء الفصل- سامحهم الله تعالى- تهمس بنبرة مصطبغة بغيرة المراهقين وتنافس الأتراب التي أتفهمها جيداً واستمتع بذكراها وليتها تعود:

- " إيش مقابلة؟! سيكونون بعيدا جدا ومحظوظين لو شافوه من بعيد"!

كان ذلك ونحن في الصف الثاني الثانوي بمدرسة الصلت بن مالك بولاية المصنعة؛ حيث تمَّ اختيارنا لحضور المهرجان السنوي للفروسية، البروفيسور عبدالله مُكافأة لتميزه في العلمي وأخوكم في الأدبي، لا أستطيع أن أصف كيف قضيت تلك الليلة التي سبقت الحدث فقد مضى جلها في اجتهادي وعائلتي في التجهز لارتداء أفضل الملابس، وكأنما يجهزون عريساً لليلته أو كأنما الغد صباح العيد.

على أية حال، وصلنا العاديات بُعيد الظهر وبطبيعة الحال هالَنا منظر ما رأيناه أول مرة: فهي المرة الأولى التي نرى فيها رأي العين الأشخاص الذين لا يُمكننا رؤيتهم إلا في أجهزة التلفاز، من أفراد الأسرة المالكة الكريمة بعمائمهم المهيبة الزاهية وخناجرهم السعيدية المميزة، وهي أول مرة ترى فيها أعيننا الوزراء والقادة العسكريين وكبار المسؤولين بملابسهم البراقة وأزيائهم اللامعة، كما استمتعنا بمشاهدة الخيل المطهمة المزينة بالحلي الفضية، ولقد شدني شخصياً منظر الضيوف من السفراء والدبلوماسيين والأجانب، فبقيت فترة مراقباً لبدلاتهم وأربطة أعناقهم وطريقة حديثهم، وحتى كيفية تناولهم الطعام والشراب وتجاذبهم أطراف الحديث بذوق رفيع وأدب جَم وكأنما كنت أتعلم وأعد نفسي لأكون دبلوماسيا يوماً من الأيام ! لم أكن أدري! ولكن كل ما أوردته أعلاه لا يوازي في أهميته وتأثيره ما سأذكره أدناه.

كيف لا وما أعنيه هو تشرّف النظر والفؤاد والمهجة برؤية الطلة السامية للسلطان قابوس بن سعيد- رحمه الله وطيب ثراه- لأوَّل مرة وعن كثب عكس ما توقعه بعض زملاء الثاني ثانوي أدبي عفا الله عنهم أجمعين، ويا لها من لحظات لا أستطيع شخصيا التعبير عنها، يكفي القول أن التطلع والاشتياق لرؤية جلالته رحمه الله تولّد لدينا منذ نعومة أظفارنا فقد أُرضعنا حبه وغُذينا بالولاء له، وسُقينا بالانتماء بكل فخر لوطننا العظيم الغالي سلطنة عُمان، ولدى تشريفه المنصة ساد لهيبته في الميدان صمت رهيب مهيب، وعُزف السلام السلطاني، وكانت تلك المرة الأولى التي شنّف فيها أذني سماعه من فرقة موسيقية مباشرة، يختلف عزفها تمامًا عن عزف أوكورديون زميلنا عبدالله الخمبشي الذي يطربنا به كل طابور صباح، وتمتعنا برؤية وجه جلالته المنير- دنيا وآخرة بإذن الله تعالى- الذي زينته لحية بدأت آنذاك تكتسي بالبياض لتزيد الوجه إشراقا وجمالا يعلوه الوقار وهو يرفع بين الفينة والأخرى المنظار لمشاهدة سباق الخيل أو يتحدث لمن كان عن يمينه أو يساره.

وبعد فترة طويلة من الزمن مرت علينا كأنها نسمة باردة في ليالي صيف ولاية المصنعة اللاهب انتهى الحفل وسمح لنا بالمغادرة، وعند خروجنا من الميدان إلى الحديقة واتخاذنا المسار المخصص للخروج لاحظنا الكثير من الناس مسرعين في هرج ومرج باتجاه إحدى البوابات، والتي كان جانباها شديدي الزحام لدرجة التدافع، فكل يتوقع خروج الموكب السامي من تلك البوابة ويتوق للسلام على جلالته أو الهتاف له عن قُرب، فعلمنا أنا وزميلي أنَّ حظنا في ذلك قليل لكثرة الناس، وبعدما عرفنا عن بوابة أخرى تبعد عن الأولى بمئات الأمتار قررنا الخروج من هناك، فلقد تحقق لنا هدفنا بحضور المهرجان والتمتع بالنظر إلى مُحيّا أبينا جلالة السلطان، ولكن هيهات لنعم الله علينا أن تنتهي؛ فأثناء اقترابنا من البوابة الأخرى مرَّت بنا سيارتا الحرس وبعدها السيارة التي يقودها جلالته- رحمة الله عليه- بنفسه، وكان سيرها وَئيدًا ثم توقفت تمامًا أمامنا بمتر ونصف المتر فقط- وليس كما توقع بعض نجباء الثاني ثانوي أدبي- أدامهم الله- انتظارًا لفتح البوابة ولكم أحبائي تخيل تلك اللحظات، حقيقة وكأنما أُخذنا على حين غرة، فلم ندر ما يتوجب علينا فعله، أو لم نستطع فعل أي شيء سوى النظر إلى جلالته مباشرة، فتسمّرت أرجلنا وكأنها رسخت في الأرض المسفلتة، وصمتنا كجرذي كنيسة، وعينانا ترنوان مركزتين على الوجه المشرق كطفلين تراءيا هلال العيد فظهر لهما فجأة، فتفرس عطَّر الله قبره وعَرَف بحدسه المعهود حالتنا فتبسم تبسم الأب العطوف ورفع يده الكريمة مُسلّما- تصوروا أيُّها الكرام عظمة السلطان بجلال هيبته يبدأ خادميه الصغيرين بالسلام- يا لها من روعة ويا لها من لحظات، وبشكل تلقائي وبردة فعل سريعة ألهمنا الله تعالى أن نرفع أيادينا جميعها ونرد التحية بانحناءة بسيطة، وبعدها فُتحت البوابة وانتهى المشهد الاستثنائي المثير، وأكملنا طريقنا ولكن بصمت غريب، واستقللنا الحافلة إلى المصنعة من غير كلام، فقد كان عقلانا مشغولين بإعادة تذكر تلك اللحظات، وكان ما يشغلنا حينها أن نعود لأهلنا لنسألهم ونتأكد منهم بأنَّ ما فعلناه كان لائقا وتصرفا صحيحا، لنبدأ بعدها بسرد أحداث ذلك اليوم العظيم. 

لا يخفى عليكم أيها الأحبة أن الله سبحانه وتعالى قد قدّر لي بحكم طبيعة العمل كما أنعم على الكثيرين أمثالكم من أبناء شعب عُمان الأبي بالتشرف بمُقابلة ومُصافحة جلالة مولانا- رحمه الله- في أكثر من مناسبة، ولكن يبقى لذكريات المرة الأولى طعماً مختلفاً ومميزاً، غفر الله لفقيدنا الغالي السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور ورحمه وجازاه خير ما يجازي حاكماً عن رعيته، ووفق الله مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وسدد على الخير خطاه ورزقه دوام الصحة والسعادة والبطانة الصالحة، فكل عام وبلادنا سلطنة عُمان سلطاناً وشعباً بكل خير وأمن وأمان وتقدم وازدهار.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الحسين (عليه السلام) صرخة المظلومين من كربلاء إلى غزة .. الثورة التي لا تموت

تحلّ على الأمة الإسلامية في العاشر من شهر الله المحرم ،  ذكرى أليمة تهزّ القلوب وتوقظ الضمائر، إنها ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي (عليه السلام)، سبط النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله)، في واقعة كربلاء الخالدة التي وقعت في العاشر من محرّم سنة 61 للهجرة ،  واقعة لا تزال حيّة في وجدان الأمة، متجددة في وجعها، عميقة في دلالاتها، وشاهدة على صراع الحق والباطل الذي لا ينتهي.

يمانيون / تقرير/ طارق الحمامي

عاشوراء الحسين عليه السلام .. يوم الثورة والكرامة 

وليس الحديث عن كربلاء مجرد سرد تاريخي لحدث مأساوي، بل هو استحضار لدروس عظيمة، وقيم رفيعة، ومواقف إيمانية خالدة. فمن عاشوراء نتعلم كيف يكون الصمود في وجه الطغيان، وكيف تُبذل الأرواح في سبيل المبادئ، وكيف يُصان الدين من الانحراف والتحريف ،  ذكرى الحسين (عليه السلام) محطة وعي وإصلاح وبناء داخلي وروحي، تستحق أن نتوقف عندها بكل خشوع وتفكر في كل عام، بل في كل حين.

هذا التقرير الصحفي يُسلط الضوء على محاور متعددة تبرز المعاني العظيمة لثورة الإمام الحسين (عليه السلام)، منها: دوره كأول ثائر في الإسلام بوجه الاستبداد والطغيان ، وملحمة كربلاء مثال للعزة والكرامة، والأبعاد الدينية والإنسانية العميقة التي تجعل من مظلوميته قضية ممتدة لكل المظلومين في التاريخ والواقع المعاصر،  كما يستعرض التقرير كيف يُنظر إلى عاشوراء في فكر المسيرة القرآنية، وخصوصًا كما يراها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، من منظور تعبوي وثوري يرتبط بالواقع السياسي والإنساني للأمة.

إن أهمية هذا التقرير لا تكمن فقط في التوثيق، بل في كونه دعوة للتأمل والعمل، ومحاولة جادة لفهم كيف يمكن للأمة أن تُعيد بناء نفسها على ضوء قيم كربلاء، وكيف تكون عاشوراء نبراسًا للهداية ومصدرًا لا ينضب من القوة والكرامة في وجه التحديات الكبرى التي تواجهها الأمة الإسلامية في كل مكان وزمان.

 

الحسين عليه السلام .. الثائر الأول في الإسلام

كان الإمام الحسين (عليه السلام) أول ثائر إسلامي يعلن رفضه الصريح لنظام سياسي منحرف عن قيم الإسلام، تمثّل في حكم يزيد بن معاوية الذي حول الخلافة إلى مجون واستبداد ونظام ملكٍ عضوض تحكمه المصالح وتطغى فيه الأنانية على العدالة، والفساد على الإصلاح ،

ثورة الإمام الحسين لم تكن ذات دوافع شخصية أو طموحات سلطوية، بل جاءت كخط دفاع أخير عن جوهر الإسلام، وعن كرامة الأمة التي كادت تُصادر باسم الدين، وموقفه كان واضحًا عندما قال: “إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر”.

وبهذا، رسم الإمام الحسين (عليه السلام) للأمة طريقًا واضحًا ،  أن (لا مساومة على الحق، ولا سكوت على الباطل، وأن الدم الطاهر أقوى من سيوف الطغاة).

 

كربلاء.. ملحمة العزة والإباء

في كربلاء، حيث قلة في العدد، وكثرة في العزم، وقفت ثلة من أهل بيت النبوة وأصحاب الحسين (عليه السلام) بوجه جيش جرّار لا يعرف رحمة ولا عدالة،  لكنهم صمدوا واستُشهدوا واقفين، ليؤكدوا أن الكرامة لا تُشترى، وأن الظلم لا يُهادَن ، إنها ملحمة إنسانية خالدة كتبتها دماء الشهداء، لتبقى منارةً تهدي الضمائر وتلهم الأحرار في كل العصور.

ملحمة كربلاء كانت مشروعاً متكاملاً للإصلاح والتغيير صدح به الإمام الحسين عليه السلام بكل وضوح : ( إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً ، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي) ، ومنذ ذلك اليوم تحولت كربلاء إلى رمز حي في وجدان المسلمين وكل الأحرار في العالم بأن درب الحسين هو درب الكرامة واليقظة والثورة .

 

الأبعاد الدينية والإنسانية العظيمة لمظلومية الإمام الحسين (عليه السلام)

مظلومية الإمام الحسين عليه السلام ليست حدثًا مغلقًا في الزمان، بل قضية مفتوحة تتكرر في كل عصر، وتتجدد في كل مظلومية يتعرض لها الإنسان، وخاصة المسلم، في أي مكان من العالم.

لقد كانت كربلاء صرخة ضد الظلم السياسي، والديني، والاجتماعي، ولهذا فإن كل مظلوم في الأمة، من شرقها إلى غربها، إنما يحمل في وجعه شيئًا من دم الحسين.

وفي هذا السياق، تمثل مظلومية غزة اليوم أبرز الشواهد الحيّة على امتداد عاشوراء. ففيها يُقتل الأطفال والنساء، وتُهدم البيوت على ساكنيها، ويُحاصر الأبرياء ويُحرمون من أبسط مقومات الحياة، وكل ذلك على يد عدوّ صهيوني يتجرد من كل معاني الإنسانية، ويمارس الإبادة والتطهير بكل ما تحمله الكلمة من فظاعة.

هذا العدو ليس غريبًا عن التاريخ، بل هو في امتداد طبيعي لنهج يزيد، المتجرد من القيم، المتصف بالوحشية، المتعطش للدماء،  وإن ما فعله يزيد في كربلاء، يفعله الاحتلال في غزة اليوم، لكن بأدوات عسكرية متطورة وإعلام كاذب وتواطؤ دولي مخزٍ.

وهكذا، فإن كل مقاومة في وجه الاحتلال، وكل صرخة في وجه الظالم، وكل شهيد يسقط من أجل قضية عادلة، هو على خطى الحسين عليه السلام، ويحمل روحه، ويعيد إحياء ملحمته.

 

ماذا تعني ثورة الحسين للأمة الإسلامية؟

ثورة الإمام الحسين تمثل الضمير الحيّ للأمة في مواجهة الطغيان وميزانًا أخلاقيًا يقيس الشعوب والأنظمة والقدوة العملية لكل من يسعى لإصلاح الواقع و المنارة التي تهدي المقاومين والمجاهدين في سبيل الحرية والكرامة وما تعنيه هذه الثورة للأمة الإسلامية أن الحق لا يُقاس بالكثرة، بل بالثبات عليه،  فالحسين عليه السلام واجه آلاف الجنود بقلةٍ مؤمنةٍ واعية، لكنها أصبحت ضمير الأمة إلى يوم الدين ، وأن الكرامة فوق الحياة، لأن الحسين لم يختر القتال ليُقتل، بل ليحيا الإنسان حُرًّا بكرامة، ويُسقط من يبيعون الأمة مقابل سلامهم الزائف ، وأن الدين لا يُفصل عن الموقف السياسي، لأن الانحراف السياسي كان مدخلاً لانحراف عقائدي عميق، ما جعل الحسين عليه السلام يربط إصلاح الأمة بإصلاح الحكم والنتيجة أن التضحية من أجل الحق لا تموت، بل تُثمر في أجيال لا تُعد، وهذا ما رأيناه في كل ثورة انطلقت تحت شعار “هيهات منا الذلة”.

اليوم، كل مظلوم يرفع صوته، وكل مقاوم يقف في وجه طغيان داخلي أو خارجي، إنما يستحضر من الحسين روحه، ومن كربلاء عزيمته. من فلسطين إلى اليمن، ومن كل أرض تقف بوجه الاستكبار، نجد في ثورة الحسين عليه السلام  إلهامًا لا يخبو.

عاشوراء في فكر المسيرة القرآنية كما يراها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)

ذكرى عاشوراء في فكر المسيرة القرآنية ليست مجرد مناسبة عاطفية أو طقسية، بل هي محطة وعي متقدمة، تُستعاد فيها القيم الحية التي جسّدها الإمام الحسين (عليه السلام) في مواجهة الطغيان والانحراف،  وفي خطابات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، نجد أن عاشوراء تمثل مدرسة متكاملة للتعبئة الإيمانية والثورية، ومنطلقًا لفهم واقع الأمة وتحديد موقفها من قضاياها المصيرية.

ويرى السيد القائد أن كربلاء ليست حدثًا معزولًا، بل هي صراع مفتوح بين خط الحق وخط الباطل، وأن الحسين (عليه السلام) خرج لمواجهة انحراف الأمة عن القرآن الكريم، وانقلابها على تعاليم النبي (صلى الله عليه وآله)،  ولهذا فإن إحياء عاشوراء في فكر المسيرة القرآنية يكون بالتحرك العملي في مواجهة قوى الاستكبار والهيمنة، وعلى رأسها  أمريكا و”إسرائيل”، اللتان تمثلان اليوم امتدادًا ليزيد في العصر الحديث.

ويؤكد السيد القائد في خطاباته أن الوقوف مع المستضعفين والمظلومين، وفي مقدمتهم شعب فلسطين وغزة، هو من جوهر الولاء للحسين ونهج كربلاء، وأن التخاذل عن نصرة قضايا الأمة هو خيانة لرسالة عاشوراء.

ويشدد على أن ما تحتاجه الأمة اليوم هو استلهام الروح القرآنية الثورية من الإمام الحسين (عليه السلام)، والانطلاق بها لمواجهة كل أشكال الظلم، سواء في الداخل عبر مكافحة الفساد والطغيان، أو في الخارج بمواجهة العدوان والحصار والتدخلات الأجنبية.

في هذا السياق، تُقدَّم المسيرة القرآنية كامتداد حي لثورة كربلاء، تتبنى خيار التضحيات الكبرى، وتعبئ الجماهير بروح الصمود والإيمان، وتُسقِط أقنعة الطغاة باسم الدين والسياسة، تمامًا كما فعل الحسين في وجه يزيد.

هكذا، تُعدّ عاشوراء كما قدمها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) ثورة متجددة، وإصلاحًا دائمًا، وخط مواجهة ممتدًا إلى آخر الزمان، لا يقبل الحياد ولا المساومة، ويمنح كل الأحرار في الأمة بوصلة هدى تقودهم في زمن التيه والانحراف.

خاتمة

عاشوراء ليست مجرد ذكرى عابرة، بل هي اختبار دائم للوعي والضمير، وفرصة لإعادة صياغة علاقة المسلمين بدينهم وتاريخهم وواقعهم. إنها محطة إلهام للشعوب المستضعفة، ودعوة مستمرة لكل الأحرار لأن يكونوا على درب الحسين، أن يثوروا للحق، ويقفوا مع المظلوم، ويرفضوا الانحناء للطغيان.

سلام الله على الإمام الحسين عليه السلام وأصحاب الإمام الحسين ، وجعلنا من السائرين على دربه، الناصرين لرسالته، المستنيرين بنوره حتى قيام الحق واندحار الباطل، في غزة، وفي كل أرض ينزف فيها المظلومون.

مقالات مشابهة

  • هنأت رئيس الكونغو الديمقراطية بذكرى استقلال بلاده.. القيادة تعزي أمير الكويت وولي عهده في وفاة فهد الصباح
  • القيادة تعزّي أمير الكويت في وفاة الشيخ فهد صباح الناصر
  • العيسوي: الأردن وطن المبادئ ورؤية الملك هي البوصلة
  • القيادة تعزي أمير الكويت في وفاة الشيخ فهد صباح الناصر المبارك الصباح
  • سمو ولي العهد يعزّي أمير دولة الكويت في وفاة الشيخ فهد صباح الناصر المبارك الصباح
  • جلالة السلطان يغادر البلاد في زيارة خاصة
  • فيديو نادر للملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله أثناء زيارته لباكستان
  • الحسين (عليه السلام) صرخة المظلومين من كربلاء إلى غزة .. الثورة التي لا تموت
  • فاكهة تُزهر بعد سنوات في قلب تركيا.. وهذا ما ينتظر المزارعين في نوفمبر
  • عاجل | الصفدي مهنئاً بعيد ميلاد ولي العهد: نبض قلب مولاي ومولاتي المعظمين ونور عيوننا جميعاً