تحقيق يكشف وجود قنصلية روسية سرية في بلغاريا.. ما القصة؟
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
كشفت تحقيق أجرته "إذاعة أوروبا الحرة"، عن قنصلية روسية سرية في مدينة فارنا البلغارية، على الرغم من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة البلغارية بطرد الدبلوماسيين الروس في عام 2022، وإغلاق القنصلية الروسية في المدينة في عام 2023.
وأشار التحقيق إلى أن روسيا تواصل تقديم خدماتها القنصلية في المدينة البلغارية المطلة على البحر الأسود، على الرغم من هذه الإجراءات الدبلوماسية الصارمة التي اتخذتها صوفيا.
ولفت التحقيق إلى أن مجموعات يديرها الناطقون باللغة الروسية على منصات التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"واتساب"، تواصل الإعلان عن وجود خدمات قنصلية تُقدَّم في مقر الحزب الاشتراكي البلغاري (BSP) المؤيد للكرملين.
وبحسب التحقيق، فإن هذه الإعلانات تشير إلى أن الخدمات القنصلية لا تزال تُقدم في مقر الحزب الاشتراكي في فارنا، الواقع في 33 شارع مقدونيا.
وفي حزيران /يونيو عام 2022، أمرت الحكومة البلغارية تحت قيادة رئيس الوزراء آنذاك، كيريل بيتكوف، بطرد 70 دبلوماسيا روسيا من البلاد، متهمة إياهم بأنهم يعملون ضد مصالح بلغاريا.
وفي تشرين الأول /أكتوبر عام 2023، تم إغلاق القنصلية الروسية في فارنا نهائيا بعد انتهاء عقد إيجار المنشأة التي كانت تشغلها، حسب التحقيق.
ونقل التحقيق عن مارينا ناتشيفا، التي تم تسميتها كجهة اتصال لهذه الخدمات القنصلية السرية في مجموعات الدردشة على "فيسبوك" و"واتساب"، قولها إن هذه الخدمات تُقدم بالفعل في مكتب الحزب الاشتراكي البلغاري في المدينة.
وعندما توجه مراسل "إذاعة أوروبا الحرة" إلى العنوان المذكور، وجد أنه على الرغم من أن امرأة ردت على الباب ونفت تقديم أي خدمات قنصلية في المكان، فإن منشورات على مجموعات فيسبوك تشير إلى عكس ذلك. هذه المنشورات تكشف أن الخدمات القنصلية ما زالت متاحة في أوقات معينة، وقد تم تحديد يوم 26 تشرين الثاني /نوفمبر كموعد تقديم الخدمات القنصلية التالية.
تظهر بعض الأدلة التي تربط ناتشيفا بالقنصلية السرية عبر صفحتها الشخصية على فيسبوك، حيث تم نشر صور لها في مناسبات قنصلية سابقة في فارنا، بما في ذلك صورة جماعية أُدرجت تحت عنوان "حفل استقبال قنصلي في فارنا".
هذه الصور تتزامن، بحسب التحقيق، مع صور أخرى التقطت في نفس المكان الذي يُستخدم كمقر للحزب الاشتراكي البلغاري في فارنا.
وأشار التحقيق إلى أن الحزب الاشتراكي البلغاري نفسه يُعرف بصلاته الوثيقة مع روسيا، وهو يعتبر خلفا للحزب الشيوعي البلغاري الذي حكم البلاد بين عامي 1946 و1990. وفي الحملة الانتخابية الأخيرة للحزب، تم نشر إعلان في مدينة بلوفديف تحت شعار "روسيا صديقتنا".
هذا الحزب يضم حاليا عشرين نائبا في البرلمان البلغاري الذي يتألف من 240 مقعدا. وتظهر التحقيقات علاقات وثيقة بين الحزب الاشتراكي وروسيا، ما يزيد من الشكوك حول استمرار الدعم الروسي في بلغاريا من خلال هذا الحزب، وفقا لـ"إذاعة أوروبا الحرة".
من خلال مزيد من البحث، اكتشف التحقيق أن ناتشيفا كانت قد حضرت العديد من الفعاليات في القنصلية الروسية في فارنا قبل إغلاقها رسميا. كذلك، تم العثور على اسمها في مواقع الإنترنت حيث تم تصنيفها كرئيسة لجمعية غير مسجلة تحت اسم "الروس في القرن الحادي والعشرين"، وهي جمعية لم يتم تسجيلها في السجل التجاري البلغاري.
وعندما تواصلت "إذاعة أوروبا الحرة" مع وزارة الخارجية البلغارية، أكدت الوزارة أنها ليست على علم بأي أنشطة دبلوماسية تجري في فارنا.
يشار إلى أن العلاقات بين روسيا وبلغاريا تدهورت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. ففي أيلول /أيلول 2023، أقدمت الحكومة البلغارية على طرد رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في صوفيا، إلى جانب اثنين من القساوسة البيلاروسيين، بتهمة خدمتهم للمصالح الجيوسياسية الروسية.
بالإضافة إلى ذلك، منعت الحكومة البلغارية في وقت لاحق من نفس العام العديد من المواطنين الروس من دخول بلغاريا بسبب تورطهم في "أنشطة مشبوهة".
وفي السياق ذاته، تعرضت السفيرة الروسية في بلغاريا، إليونورا ميتروفانوفا، لانتقادات حادة من قبل البلغاريين، حيث اتهموها بنشر معلومات مضللة حول الحرب الروسية على أوكرانيا وتشويه سمعة معارضي روسيا في بلغاريا.
في رد فعل روسي على ما وصفته موسكو بالتحركات العدائية من قبل بلغاريا، تم إدراج بلغاريا في قائمة "الدول المعادية" بعد وقت قصير من بداية الحرب على أوكرانيا في عام 2022.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية روسيا بلغاريا روسيا اوكرانيا بلغاريا صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إذاعة أوروبا الحرة الحکومة البلغاریة الخدمات القنصلیة الحزب الاشتراکی فی بلغاریا الروسیة فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
احتجاجات في بلغاريا رفضًا للانضمام إلى منطقة اليورو: نريد الحفاظ على عملتنا الوطنية
جعلت الحكومة البلغارية الجديدة، التي تشكلت الشهر الماضي، من عضوية منطقة اليورو أولوية رئيسية. وتريد أحزاب المعارضة إجراء استفتاء. اعلان
تظاهر الآلاف في شوارع بلغاريا، يوم السبت، رفضًا لخطط الحكومة للانضمام إلى منطقة اليورو، مطالبين بالإبقاء على العملة الوطنية، الليف البلغاري، وعدم استبدالها باليورو.
وانطلقت المظاهرات ظهرًا في العاصمة صوفيا وعدد من المدن الأخرى، بدعوة من حزب "الإحياء" القومي المتطرف، وعدد من منظمات المجتمع المدني، في إطار حملة تطالب بإجراء استفتاء شعبي حول مسألة الانضمام إلى اتحاد العملة الأوروبية.
ويخشى المحتجون من أن يؤدي تبني اليورو إلى ارتفاع الأسعار وتآكل السيادة الاقتصادية للبلاد، معتبرين أن الحفاظ على الليف هو بمثابة حفاظ على "حرية بلغاريا".
وقال زعيم حزب الإحياء، كوستادين كوستادينوف، خلال التظاهرة: "لدينا إرادة شعبية واضحة، والناس يقولون بوضوح: لا نريد تدمير الليف البلغاري. نريد الحفاظ على عملتنا الوطنية وحريتنا، وهذا سبب مطالبتنا بالاستفتاء".
Relatedأزمة ديموغرافية في بلغاريا: عشرات القرى المهجورة وموجة نزوح نحو المدن الكبرى فيديو - شاحنة تُربك حركة السير لساعات في بلغاريا بعد اصطدامها بلافتة معدنيةفي سياق متصل، قدّم الرئيس البلغاري رومين راديف طلبًا رسميًا إلى البرلمان لإجراء استفتاء حول اعتماد اليورو كعملة رسمية للبلاد.
وكان البنك المركزي الأوروبي قد أعلن في عام 2024 أن بلغاريا غير مؤهلة حاليًا للانضمام إلى منطقة اليورو، بسبب معدلات التضخم المرتفعة التي تتعارض مع معايير الانضمام. رغم ذلك، تواصل الحكومة البلغارية العمل نحو الانضمام بحلول عام 2026.
وتعد بلغاريا واحدة من سبع دول في الاتحاد الأوروبي لم تنضم بعد إلى منطقة اليورو، إلى جانب جمهورية التشيك، والدنمارك، والمجر، وبولندا، ورومانيا، والسويد. ويُذكر أن جميع هذه الدول، باستثناء الدنمارك التي حصلت على استثناء دائم، ملزمة بالانضمام إلى اليورو بمجرد استيفاء الشروط الاقتصادية المطلوبة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة