بوابة الفجر:
2025-10-15@12:18:05 GMT

مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية بعد فوز ترامب

تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT

مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تثار التساؤلات حول مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية، وما إذا كانت ستعود إلى مسار التعاون التقليدى الذى تميز به عهد ترامب الأول، أن الرئيس السابق جو بايدن، جعل من القضايا الحقوقية محورًا رئيسيًا فى العلاقات بين البلدين.

قال الدكتور نجاح الريس، عميد كلية السياسة والاقتصاد بجامعة بنى سويف، وأستاذ العلوم السياسية، إن العلاقات المصرية الأمريكية لا تشهد تغيرات جذرية مع تغير الإدارات، موضحًا أن مصر تعد حليفًا استراتيجيًا هامًا فى منطقة الشرق الأوسط، وهى دولة كبيرة ومؤثرة وتتداخل فى العديد من الملفات الاستراتيجية، خاصة الملف الفلسطينى والإسرائيلى والأمن الإقليمى بشكل عام.

وأضاف أن اللهجة الأمريكية ستختلف فى عهد ترامب، لكن السياسة الأمريكية ثابتة، والتعامل مع الملفات الإقليمية والدولية الاقتصادية ثابت، لكن الأسلوب فقط هو ما سيتغير وليس الأهداف، وهناك احتمال لظهور مرونة فى بعض الملفات، كما حدث فى فترة ترامب الأولى، حيث أظهر مرونة وتعاطفًا مع مصر فى ملف سد النهضة، ودعا الإثيوبيين للتفاوض، رغم أن الوقت لم يسمح بتحقيق تقدم ملموس.

وأشار إلى أن «ترامب» سيكون أقل حدة وأكثر حنكة كونه تعلم من فترة رئاسته الأولى واكتسب خبرة سياسية.

وأكد الدكتور حسن أبو طالب، مستشار بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، أنه لا خوف على العلاقات الثنائية المصرية الأمريكية، وقد رأينا تعاطف ترامب فى بعض الملفات الخاصة بمصر، ومنها سد النهضة، ولذلك لا خوف على مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية، سواء اقتصاديا أو عسكريا أو سياسيا.

وفى ضوء التحديات الإقليمية الراهنة، تواجه مصر مهمة شاقة تتعلق بإنهاء الأزمة فى غزة ومعالجة القضية الفلسطينية، وعلى الرغم من التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكى السابق، دونالد ترامب، إلا أن التحليل العميق يكشف عن تركيزه على موضوعين رئيسيين: أمن إسرائيل واستمرارها، وهو نهج ليس بجديد فى السياسات الأمريكية. وما يثير القلق بشكل خاص هو الإشارة الغامضة التى أطلقها ترامب حول ضرورة توسيع مساحة إسرائيل، حيث قال إن إسرائيل صغيرة وتحتاج إلى توسيع. هذه التصريحات تثير مخاوف كبيرة لأنها تتماشى مع الطموحات والمشروعات الإسرائيلية المتعلقة بالاحتلال والتوسع على حساب الأراضى الفلسطينية، مما يهدد بفشل فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وأشار «أبو طالب» إلى التعاطف الذى يبديه ترامب وعلاقاته الجيدة مع مصر يمكن أن تتيح فرصًا كبيرة للتعاون الاقتصادى والسياسى والعسكرى، ومن الممكن أن نشهد توقيع عقود تعاون مباشرة فى المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية خلال الفترة القادمة، لكن حتى الآن لم يتم تحديد من سيتولى ملفات الخارجية والاقتصاد فى إدارة ترامب، وهذا يجعلنا نترقب ما الذى سيحدث فى المستقبل القريب.

وفى تصريحاته الأخيرة فى ولاية متشجن خلال حملته الانتخابية، أشار ترامب إلى ضرورة إنهاء الحرب فى غزة بشكل سريع وفعال. ولكن لا بد أن يكون هذا التصريح أكثر عمقًا عند تنفيذه، حيث إن الحفاظ على أمن فلسطين لا يعنى فقط حماية حقوق الفلسطينيين، بل هو أيضًا جزء من الحفاظ على أمن إسرائيل وأمن المنطقة بشكل عام. إن أمن إسرائيل لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال إيجاد حل عادل ومستدام للقضية الفلسطينية، وهذا يتطلب من ترامب أن يراعى هذه المسألة خلال توجهاته فى الفترة القادمة. وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن الرئيس ترامب يتبع سياسة انعزالية تركز بشكل أساسى على مصلحة أمريكا الداخلية، دون اهتمام كبير بالشؤون السياسية الخارجية.

وفيما يتعلق بالعلاقات بين مصر وأمريكا فى الفترة المقبلة، فلن يكون هناك تدخل أمريكى فى الشؤون الداخلية لمصر، بل ستكون العلاقة بعيدة عن التصادم، خاصة أن مصر تعى جيدا مع من تتعامل، وأيضا هناك دعم من دول الخليج فى الحفاظ على مصر وسيادتها وشؤونها الداخلية.

وفى اطار المحافظة على اتفاقية كامب ديفيد، ستستمر المساعدات العسكرية الأمريكية كما هى دون مساس منها، وفى حال حدوث صدام مصرى مع إثيوبيا، من المؤكد أن أمريكا ستقف إلى جانبنا بقوة، كما حاول الرئيس ترامب فى فترته الأولى.

وأوضحت الكاتبة الصحفية أمينة النقاش، إحدى مؤسسى حزب التجمع التقدمى، أنه من المؤكد أن سياسة ترامب تختلف عن الإدارات الامريكية السابقة، والتى تميزت بإدارة الحروب، فهو رجل التسويات بسبب خلفيته الاقتصادية، ورغم ذلك قد تتعارض سياسات ترامب أحيانًا مع مصالح الإقليم العربى، لأن جميع الإدارات الأمريكية تسعى إلى جعل إسرائيل القوة الكبرى فى المنطقة، وتدعمها سواء كانت معتدية أم لا.

من وجهة نظرى كمراقبة، لا يمكن قياس فترة ترامب الحالية بناءً على فترة حكمه الأولى، لأنه كان متعجلًا فى العديد من قراراته، وربما يتعلم من أخطائه ويسعى لتطبيق شعاره الانتخابى فى جعل أمريكا عظيمة مجددًا، مع التركيز على الشؤون الداخلية ووقف التدخلات الخارجية.

لكن الأهم من ذلك هو السياسة الداخلية لأى دولة، فإذا كانت هناك سياسة قوية وترابط حقيقى بين المواطنين، فلن يسمح ذلك لأى تدخل خارجى بالتأثير على استقرار البلد أو مسارها، وهذا الكلام ينطبق على مصر، وإذا كانت الإدارة الأمريكية جادة فى دعم استقرار المنطقة، نأمل أن تكون الفترة المقبلة فترة استماع جيدة لوجهة نظر مصر، خاصة فيما يتعلق بتدخلاتها فى إنهاء الحرب فى غزة ولبنان.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: دونالد ترامب العلاقات المصرية الأمريكية السياسة الأمريكية إدارة ترامب حقوق الإنسان العلاقات الاستراتيجية الشرق الأوسط سد النهضة غزة القضية الفلسطينية امن اسرائيل اتفاقية كامب ديفيد المساعدات العسكرية الأمريكية السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط الحرب في غزة التوسع الإسرائيلي العلاقات العربية الأمريكية التحديات الإقليمية إدارة ترامب الأولى السياسات الخارجية التعاون المصري الأمريكي الاستقرار السياسي التدخلات الخارجية العلاقات مع دول الخليج العلاقات المصریة الأمریکیة

إقرأ أيضاً:

تحت رعاية وزير الداخلية وبمشاركة وفود من 40 دولة ومنظمة إقليمية ودولية “جامعة نايف” تفتتح أعمال المؤتمر الثاني للإنتربول حول مستقبل العمل الشرطي (2025)

تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وبحضور صاحب السمو الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عيَّاف، نائب وزير الداخلية المكلّف، انطلقت اليوم أعمال المؤتمر الثاني للإنتربول حول مستقبل العمل الشرطي (2025)، الذي تستضيفه الجامعة على مدى يومين، بالشراكة مع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول).

 

وتقدم معالي رئيس الجامعة الدكتور عبدالمجيد البنيان، في افتتاح أعمال المؤتمر بالشكر والتقدير لوزير الداخليَّة رئيس المجلس الأعلى للجامعة الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخليَّة العرب، صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، على رعاية هذا المؤتمر وعلى دعمه المستمر للجامعة وأنشطتها، معربًا في الوقت ذاته عن شكره لمنظمة الشرطة الجنائيَّة الدوليَّة (الإنتربول) على التعاون الكبير والشراكة الإستراتيجيَّة التي يمثِّل هذا المؤتمرُ إحدى ثمارها.
وأوضح معاليه أن جامعة نايف العربيَّة للعلوم الأمنيَّة، بوصفها الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخليَّة العرب، بذلت ولا تزال تبذل جهودًا حثيثة من أجل الإسهام في بناء القدرات البشريَّة ودعم صناعة القرار الأمني من خلال برامجها التعليميّة والتدريبيّة وما تُصدره من دراسات وبحوث وما تُنظِّمه من فعاليَّات وأنشطة استفاد منها الآلاف من منسوبي وزارات الداخليَّة العربيَّة، كما أنها عازمة على المُضيِّ قُدمًا في تحقيق إستراتيجيَّتها الهادفة لأن تكون إحدى المؤسَّسات الرائدة في مجال العلوم الأمنيَّة على المستويين العربي والدولي، مؤكدًا أن حصول الجامعة مؤخرًا على الاعتمادات الأكاديميَّة المحليَّة والدوليَّة يؤكد أن التعليم والتدريب الذي تُقدِّمه الجامعة يوازي ذلك المقدَّم في أفضل المؤسَّسات التعليميَّة، مشيرًا إلى أن الجامعة تفخر بأن العديد من خِرِّيجيها يتولون اليوم مواقع قياديَّة ويسهمون بفعاليَّة في الحفاظ على أمن دولهم واستقرارها.
وأكد البنيان أن كل ذلك ما كان ليتحقَّق لولا توفيق الله، -سبحانه وتعالى- ثم الدعم الكبير الذي تلقاه الجامعة من دولة المقر، المملكة العربيَّة السعوديَّة، ومن قيادتها الكريمة، معربًا عن أسمى آيات الشكر والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، -حفظهما الله وأيَّدهما بنصره-.
ومن جهته أكد معالي رئيس الإنتربول اللواء أحمد الريسي، أن المؤتمر ينعقد في وقت يشهد فيه العالم تحوّلات جذرية تمس كل جوانب الأمن، حيث ساهمت التقنيات الحديثة في تشكيل بيئة الجريمة، وأصبح المجرمون يستغلون الذكاء الاصطناعي والأنظمة الرقمية لتجاوز الحدود واختراق الأنظمة التقليدية لإنفاذ القانون، ولذلك فإننا اليوم نواجه جرائم أكثر تعقيدًا، وهو ما يستدعي جاهزية تقنية واستشرافية غير مسبوقة.
وانطلاقًا من ذلك تعمل منظمة الإنتربول مع شركائها على تطوير حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمية، وتحليل البيانات الكبرى لمواجهة الجريمة قبل وقوعها من خلال تطوير أدواتها ومبادراتها.
وأوضح معاليه أن إنشاء المكتب الإقليمي الجديد للإنتربول في الرياض خطوة إستراتيجية محورية تهدف إلى تعزيز التعاون الأمني المشترك مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، ومجلس وزراء الداخلية العرب، وجهاز الشرطة الخليجية، بما يسهم في بناء منظومة أمنية إقليمية أكثر تكاملًا وكفاءة لمواجهة التحديات المشتركة.
واختتم الريسي كلمته بالتأكيد أن هذا المؤتمر ليس مجرد لقاء للحوار، بل هو منصة لصياغة المستقبل، لتعزيز مهارات القيادة الشرطية وتطوير أساليب العمل، وترسيخ الثقة الرقمية بين أجهزة إنفاذ القانون والمجتمعات التي نخدمها.
عقب ذلك ألقى مساعد وزير الداخلية لشؤون التقنية صاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن عبدالله بن مشاري، كلمة أشاد فيها بجهود جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية واستضافتها لهذا المؤتمر النوعي الذي يأتي امتدادًا لدور الجامعة المتميز في دعم العلوم الأمنية وخدمة الدول العربية، مؤكدًا أنها جامعة فريدة تقدم نموذجًا راقيًا في الشراكة الناجحة، وهي بيت خبرة ومصنع للقيادات، ومن هنا يأتي حرص المملكة العربية السعودية على دعم هذه الجامعة منذ انطلاق فكرتها وحتى اليوم وهي تعيش تحولًا يواكب فرص وتحديات المستقبل.
وأكد سموه أن المملكة العربية السعودية برؤيتها الطموحة قفزت قفزات كبيرة في تحقيق مؤشرات الأمن والثقة في المنظومة الأمنية والشرطية ووزارة الداخلية ممثلة في منظومتها الأمنية والشرطية بقيادة وتوجيه سمو وزير الداخلية وبعمل دؤوب من قادة القطاعات الأمنية تتطلع للاستفادة من الشراكات الدولية لتعزيز أمنها وهي تعتز باستضافة المقر الإقليمي للإنتربول، ولديها تجارب ناجحة في توظيف التقنية في منظوماتها الثلاث الخدمية والمؤسسية والأمنية.
وأشار سموه إلى أن النجاح والتفوق في المستقبل يتطلب من العمل الشرطي شفافية جريئة في الإفصاح عن الجرائم وأنماطها وإحصاءاتها وأساليبها ليتمكن المبدعون والمفكرون ومقدمو الخدمات التقنية من تقديم حلول ابتكارية وإبداعية لكبحها ومكافحتها، وهذا يتطلب جراءة في تطوير بعض التشريعات والقوانين لتعزيز الشراكات مع مقدمي الخدمات والحلول الرقمية والتقنية كي نختصر المسافات ونعزز القدرات الأمنية، واختتم سموه بالتأكيد على أننا نعيش في عصر البيانات والخوارزميات والذكاء الاصطناعي، ولا بد من تحالف وشراكة بين العقل البشري والآلة الذكية لمزيد منه الخير والأمن للبشرية.
يشار إلى أن المؤتمر الذي تشارك في أعماله وفود أمنية من 40 دولة ومنظمة أمنية عالمية، يهدف إلى استشراف مستقبل العمل الشرطي في ظل التطورات التقنية المتسارعة، ودعم أجهزة إنفاذ القانون في التعرف على المتغيرات المحتملة والتأهب للتعامل معها بفعالية.

 

وسيناقش المؤتمر أوراقه من خلال عدد من المحاور أبرزها: استكشاف دور الشرطة في المدن المستقبلية، لتمكين جهات إنفاذ القانون من العمل بفعالية، ووضع إطار كفاءات عالمي لأدوار العمل الشرطي المستقبلي، إضافة إلى تعزيز تطوير القيادة الملهمة من أجل تحقيق الأمن العالمي.

مقالات مشابهة

  • بين الطمأنينة والتحدي| ترامب يعلّق على مستقبل العلاقات مع الصين.. تفاصيل
  • البديوي وأمين منظمة الدول الأمريكية يبحثان تعزيز العلاقات بين الجانبين
  • مدير المركز الثقافي الروسي بالإسكندرية لـ «الأسبوع»: العلاقات المصرية الروسية جسر حضاري يمتد عبر العصور
  • إسرائيل تُقرّر عدم فتح معبر رفح وخفض المساعدات لغزة بشكل كبير
  • وزير الري: التغيرات المناخية تؤثر بشكل كبير على الشواطئ المصرية
  • برعاية وزير الداخلية وبمشاركة 40 دولة ومنظمة.. مؤتمر الإنتربول يناقش مستقبل العمل الشرطي
  • ترامب يدعو الشركات الأمريكية لتكثيف استثماراتها في مصر.. ويؤكد دعم بلاده لمصر في المؤسسات المالية الدولية
  • تحت رعاية وزير الداخلية وبمشاركة وفود من 40 دولة ومنظمة إقليمية ودولية “جامعة نايف” تفتتح أعمال المؤتمر الثاني للإنتربول حول مستقبل العمل الشرطي (2025)
  • عمرو أديب: من الآن انتهت التوترات في العلاقات المصرية الأمريكية
  • ترامب: كوشنر يحب إسرائيل بشكل أساسي.. وابنتي غيرت عقيدتها بسببه