الجزيرة:
2025-06-23@19:41:54 GMT

هل يدفع ترامب أوروبا للتخلي عن أوكرانيا؟

تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT

هل يدفع ترامب أوروبا للتخلي عن أوكرانيا؟

باريس – بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، أصبح حجم المساعدات العسكرية الأميركية المخصصة لأوكرانيا موضع تساؤل بمجرد وصوله إلى السلطة في يناير/كانون الثاني المقبل، خاصة بعد توعد الرئيس الأميركي المستقبلي بإنهاء الحرب "خلال 24 ساعة".

ويأتي هذا التساؤل في ظل أهداف الاجتماع الذي قام به وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بروكسل، الأربعاء الماضي، مع مسؤولي حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي من أجل تسريع المساعدات لأوكرانيا.

وبالنسبة للموقف الأميركي في الصراع، لا يعتقد خبراء في الشأن الأوروبي أن يتخلى ترامب عن الأوكرانيين، لأن ذلك سيؤدي إلى أكبر ضم للأراضي في تاريخ الغرب الحديث، وسيكرس قانون الأقوى ويعجل بالفوضى في النظام الدولي، إلا أنهم يؤكدون أن الرئيس الأميركي سيلجأ إلى شروط معينة لاستمرار تقديم الدعم لكييف.

شروط ترامب

وفي هذا السياق، يعتبر المسؤول السابق في الناتو والمحلل الأمني والإستراتيجي إدوارد هانتر كريستي أن ترامب سيستخدم سلطته بحرية تامة، لكنه "ليس بحاجة إلى الظهور وكأنه موالٍ لروسيا لتجنب الانتقادات التي ستُوجه إليه إذا أوقف الدعم الأميركي لأوكرانيا".

ومع وجود فرص ضئيلة للغاية لاقتراح روسيا شروطا لوقف إطلاق النار، أوضح كريستي -في حديثه للجزيرة نت- أن ترامب قد يحاول الضغط على كل من موسكو وكييف لتوقيع صفقة، "ورغم أنه لا يستطيع السيطرة على الحرب، فإنه لا يزال بإمكانه وضع ثقل لجعل أوكرانيا تفوز، أو لتُقتل تدريجيا وكأنها لقمة سائغة في فم الدب الروسي".

وذكّر المتحدث ذاته بسياسة رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيتسو، معتبرا أن سياسة وعقلية ترامب لا تختلف كثيرا، فعندما فاز فيتسو في الانتخابات كان قد وعد شعبه بالتخلي عن مساعدة أوكرانيا، لكن ما فعله في الواقع هو إيقاف التحويلات الحكومية السلوفاكية دون أن يوقف التحويلات من القطاع الخاص إلى أوكرانيا.

وبالتالي، من المحتمل أن يجد ترامب بدائل معينة من خلال بيع الأسلحة لكييف بدل منحها من دون مقابل، أو منحها على شكل قروض تسددها لاحقا، أو اللجوء إلى القطاع الخاص بحيث لا تكون الأموال حكومية، ليتم في الأخير الاتساق المطلوب بين رسائله الشعبوية التي قدمها أثناء حملته وبين تهديداته، وفق كريستي.

من جانبه، أشار أولريك بروكنر أستاذ العلوم السياسية بجامعة ستانفورد في برلين إلى بدائل أو شروط ترامب لتقديم الدعم لأوكرانيا، لأن "قراراته غير منتظمة وشخصيته لم تتغير في السنوات الأربع الماضية، لكنه يحيط نفسه الآن بأشخاص يعرفون كيفية إنجاز الأمور بعد أن كان منعزلا وغريب الأطوار، ولا يحترم ولا يهتم بكيفية عمل المؤسسات التي يعتمد عليها الواقع السياسي".

وفي حديثه للجزيرة نت، قال بروكنر إن ترامب يريد أن يتذكره الناس في كتب التاريخ بمثابة الرئيس الذي لم يبدأ حربا، "وهذه إحدى الحقائق القليلة التي تصح مقارنته برؤساء آخرين، كانت لهم سمعة مختلفة وانتهى بهم المطاف إلى بدء الحروب، أو على الأقل لم يتمكنوا من الوفاء بوعودهم مثل باراك أوباما وقضية سجن غوانتانامو أو حرب العراق المجنونة التي شنها جورج دبليو بوش".

مؤتمر صحفي ناقش فيه وزير القوات المسلحة الفرنسي دعم بلاده لأوكرانيا وتسريع التسلح (الجزيرة) صعوبة الاستقلال

يُعرف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه المدافع الأكثر شراسة في أوروبا عن ضرورة استقلال التكتل الأوروبي عن المنافسين التجاريين مثل الصين والولايات المتحدة في كل المجالات، وعلى رأسها الدفاع والأمن.

وفي تصريحات سابقة خلال اجتماع للقادة الأوروبيين في بودابست، شدد ماكرون على أن أوروبا بحاجة إلى أن تصبح "آكلة للحوم" بدلا من أن تكون "آكلة للنبات" بعد يوم واحد من فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، في ظل المخاوف المتزايدة من خفض مشاركة الولايات المتحدة في حلف الناتو وإجبار الدول الأوروبية على زيادة الإنفاق الدفاعي.

وتعليقا على ذلك، اعتبر بروكنر أن ماكرون يستمر في تكرار نفسه، حيث سبق أن ناقش أفكاره مع عدة رؤساء مختلفين ولم يطرأ أي تغيير، لأنه "لا يمكن إعلان استقلال الدول الأوروبية عن الولايات المتحدة بين عشية وضحاها".

وتابع "قبل بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، كنا نعتقد -في صمت- أننا لا نعتمد على روسيا، وأن علاقتنا مع الصين والعولمة جيدة، واليوم إذا تعين علينا تحديد الأولويات وإعلان الاستقلال في مجال الطاقة عن روسيا والاستقلال الإستراتيجي عن الولايات المتحدة وإعلان المرونة عن الصين في آن واحد، فسيكون أمرا مبالغا فيه ومكلفا للغاية بالنسبة للقارة الأوروبية".

ويذكر أن لحلف الناتو 3.4 ملايين جندي ولروسيا 1.9 مليون جندي، ويمتلك الحلف 2200 سفينة مقابل 781 لروسيا، وتبلغ ميزانيته 1321 مليار دولار في حين تبلغ ميزانية موسكو 86 مليار دولار. وبالتالي، قد يخلص خبير اقتصادي عسكري إلى تمكّن أوروبا من إعلان استقلالها، إلا أن هذه الأرقام هي أرقام الناتو فقط.

سياسة الاكتناز

وعلى الرغم من تراجع أداء الاقتصاد الأوروبي والاضطرابات السياسية مع صعود الأحزاب الشعبوية، فإن أستاذ العلوم السياسية بروكنر يعتقد أن الأوروبيين سيتبرعون بالمال للسماح لأوكرانيا بشراء نظام دفاع جديد كما فعلوا في ليتوانيا.

أما بالنسبة للباحث في المعهد الفنلندي للشؤون الدولية إدوارد هانتر كريستي، فيجد أن مساعدة أوكرانيا لا يجب أن تأتي على حساب قدرة الدول على الدفاع عن نفسها، "وهي طريقة تتبعها كل دولة أوروبية مع بعض الاستثناءات"، ذاكرا الدانمارك مثالا على ذلك التي استنفدت الكثير من مخزوناتها لمساعدة أوكرانيا، في وقت احتفظت فيه الدول الكبرى بالكثير لأنفسها في حالة حدوث سيناريو سلبي.

بدوره، يتوقع المسؤول السابق في الناتو كريستي أن المساعدات الأوروبية ستبقى كما هي وقد تزيد، لكن بحدود معينة بحسب كل دولة في الاتحاد الأوروبي، شرط الاحتفاظ بالأسلحة والذخائر لنفسها لأن كل دولة تتحلى بالأنانية "بشكل عقلاني"، وهي ظاهرة أطلق عليها اسم "الاكتناز"، أي الاحتفاظ بما يكفي من المخزون لنفسها.

ومع وجود عدد كبير من المستفيدين من الحرب الأوكرانية في الولايات المتحدة، بما في ذلك الشركات وأشخاص من معسكر ترامب، أكد كريستي أن "إعلان الولايات المتحدة مغادرتها الناتو كما لو كان ناديا رياضيا وإلغاء العضوية فيه لن يحدث بسهولة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الرئيس البيلاروسي يلتقي المبعوث الأمريكي الخاص لأوكرانيا في مينسك

أفاد حساب "بول بيرفوجو" المقرب من الدائرة الإعلامية للرئاسة البيلاروسية على تطبيق تليغرام، بأن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو استقبل، اليوم السبت، المبعوث الأمريكي الخاص لأوكرانيا، كيث كيلوغ، في قصر الاستقلال بالعاصمة مينسك، بحضور وفدين من بيلاروس والولايات المتحدة.

روسيا: إسرائيل تهدد السلم العالمي وتحصل على دعم غربيروسيا : عدوان إسرائيل على إيران بلا مبرر .. وذريعة زائفةزيلينسكي يدعو لتشديد العقوبات على روسيا بسبب إيرانروسيا تعلن تقدما جديدا في تبادل الأسرى مع أوكرانياالكرملين : إيران لم تطلب أي مساعدات عسكرية من روسياروسيا تصدر تحذيرا شديد اللهجة لأمريكاسفير روسيا في الاحتلال لا يستبعد نقل سفارة بلاده خارج تل أبيبوزير الداخلية الأوكراني: روسيا استهدفت 27 مكانا بالعاصمة كييف

ونقلت وكالة "بيلتا" الرسمية أن جدول المحادثات تضمن قضايا دولية، والأوضاع الإقليمية والعالمية بشكل عام، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين بيلاروس والولايات المتحدة.

وكانت وكالة "رويترز" قد أفادت في وقت سابق هذا الأسبوع، نقلاً عن مصادر، بأن كيلوغ يعتزم زيارة مينسك للقاء لوكاشينكو خلال الأيام المقبلة، دون توضيح دقيق لموضوعات النقاش المتوقعة.

وذكرت الوكالة أن كيلوغ عرض هذه الزيارة في محادثات غير رسمية باعتبارها خطوة محتملة نحو إطلاق مفاوضات سلام تهدف إلى إنهاء الصراع في أوكرانيا.

صفقة تبادل الأسرى بي روسيا وأوكرانيا

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت، يوم الخميس، عن إعادة دفعة جديدة من الجنود الروس من الأسر الأوكراني، في إطار صفقة تبادل أسرى تم التوصل إليها في إسطنبول في الثاني من يونيو الجاري.

ووفقًا لوكالة "تاس"، نُقل الجنود الروس المحررون إلى الأراضي البيلاروسية لتلقي الرعاية الطبية والدعم النفسي، على أن يُستكمل نقلهم لاحقًا إلى روسيا. وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن عملية تبادل الأسرى لا تزال جارية، وتشمل أيضًا جثامين الجنود والجنود المرضى وصغار السن، في إطار "حزمة إنسانية" تم الاتفاق عليها مؤخرًا.

وأشارت زاخاروفا إلى أن موسكو أعادت حتى الآن رفات أكثر من 6000 جندي أوكراني، كما سلمت 78 جثة لمقاتلين روس، مع استعدادها لتسليم أكثر من ألفي جثة إضافية للجانب الأوكراني، مؤكدة أن العملية تجري على مراحل ويُتوقع أن تسفر عن عودة نحو ألف شخص من كل طرف إلى ديارهم.

طباعة شارك الرئيس البيلاروسي المبعوث الأمريكي أوكرانيا بيلاروس الولايات المتحدة وزارة الدفاع الروسية إسطنبول موسكو

مقالات مشابهة

  • إيران تهدّد بتفعيل خلايا نائمة داخل الولايات المتحدة 
  • محلل أميركي يتنبأ: تورط الولايات المتحدة في حرب ضد إيران سيحطم إرث ترامب
  • ذا هيل: 5 نقاط بارزة بعد دخول الولايات المتحدة حربا مع إيران
  • ما هي المنشآت النووية الثلاث التي استهدفتها الولايات المتحدة في إيران؟
  • ترامب: الولايات المتحدة أخذت على عاتقها حماية إسرائيل
  • مهلة الأسبوعين طويلة على إسرائيل.. انقسام ترامب يدفع الاحتلال بهذا الاتجاه
  • سي إن إن: السلطات تراقب التهديدات الإيرانية المحتملة داخل الولايات المتحدة
  • هل ستخوض الولايات المتحدة حربًا ضد إيران؟ اسألوا سارية العلم!
  • الرئيس البيلاروسي يلتقي المبعوث الأمريكي الخاص لأوكرانيا في مينسك
  • ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع الثمن؟