سواليف:
2025-06-11@04:40:53 GMT

بصراحة

تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT

#بصراحة

د. #هاشم_غرايبه

مع أن القضية الفلسطينية تعتبر أكبر المشكلات المعاصرة تهديدا للسلام العالمي، فلم تتوقف الأعمال العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، ولا القلاقل المرتبطة بها في بقية أنحاء العالم منذ قرن، وبدأت باحتلال بريطانيا لفلسطين لأجل تأمين استيطان عشرات الألوف المهاجرين من مختلف بقاع أوروبا وأمريكا فيها، وبعد عشرين عاما خرجت بعد أن أمنت الظروف الآمنة لاستنبات الكيان اللقيط فيها، كما رتبت ضمانات سرية مع الأنظمة العربية المحيطة لحمايته الى أن يترعرع ويصبح قادرا على حماية نفسه.


الجزء من أرض فلسطين التاريخية الذي لم تتمكن العصابات الإرهابية من السيطرة عليه آنذاك، سمي الضفة الغربية، ونجا بسبب تمرد الجيش الأردني على أوامر القيادة البريطانية، فرابط في الأماكن التي اعتبرتها الأمم المتحدة (في قرار التقسيم) من حصة العرب، فظلت خارج الكيان اللقيط الى عام 67 ، حيث تم فيها الحلقة الثانية من مسلسل الاحتلال لإكمال سيطرته على كامل أرض فلسطين التاريخية، بما فيها القدس التي اعتبرها قرار التقسيم يجب أن تظل خارج سيطرته.
ما أسلفته أمر معروف للجميع، لكن عرضه مفيد لفهم الإجابة على السؤال الخطير: لماذا ظلت القضية الفلسطينية بخلاف جميع قضايا الصراع الدولي الأخرى بلا حل!؟.
الجواب البديهي هو لأن كل القضايا الأخرى خلافات على الحدود أو المصالح ، بينما هذه القضية صراع وجودي، لأنه احلال قوم في أرض بدلا أصحابها، لكن الإجابة الحقيقية مؤلمة، وهي تقصير أصحاب القرار العرب وتخليهم عن واجبهم.
لما كان استعمار فلسطين بالكيان اللقيط يمثل مصلحة عليا للغرب الطامع تاريخيا بالسيطرة على الشرق الأوسط، واعتقاده بأنه سينجح هذه المرة بإدامة احتلاله لفلسطين، بعد أن فشل في ذلك خلال الحملات الصليبية المتتالية، لذلك فلن يستسلم بسهولة للتخلي عن فكرته، ما سيرغمه على ذلك الكلفة العالية لحمايته ذلك الكيان.
فهل لدى العرب نية لتحقيق هذا الحال؟.
المعروف لديه أن القرار بذلك بيد الأنظمة العربية، ولما كان خيطها جميعا بيده، لأنها بعد أن قطعت جميعها خيوط شعبيتها عندما استجابت لكافة شروطه، فلن يفكر أي منها بالتغريد خارج معزوفته التي وضعها لتجميد قضية الأمة الأولى تحت مسمى عملية السلام، وتذرعت بها الأنظمة لتستنكف عن واجبها الأول وهو طرد المحتل بالقوة، والذي هو ممكن، ولا تبطله حجة عدم توازن القوة، فأمكانيات الأمة هائلة، ولو توفرت لأمة أخرى غير العرب لحققوا بها مبتغاهم، لكنهم ران على قلوبهم، فقعدوا واستكانوا.
لكن الله الذي يريد بهذه الأمة خيرا، قدر أن لا ينجح سعي المتآمرين: الغرب المخطط والأنظمة المنفذة، فولدت المؤامرة المسماة العملية السلمية ميتة، كونها انبنت على التخلي عن فلسطين نهائيا والاعتراف بحق المحتلين فيها، مقابل إنشاء كيان فلسطيني لا يمتلك مواصفات الدولة الا بالإسم فقط، فالأرض عبارة عن قطع من أراضي الضفة الغربية مقطعة الأوصال، تدار من قبل سلطة هي أقرب الى ادارات الحكم المحلي (بلديات ومجالس قرى)، بلا قدرات عسكرية أو استقلال سياسي كما الدول الطبيعية.
ولأن المستسلم لا يفرض شروطا، فقد قبلت بها الأنظمة بلا نقاش، بل وتبنتها وأسمتها المبادرة العربية، ووضعتها سقفا لمطالباتها، ولما رأى قادة الكيان اللقيط هذا التهالك، رفعوا من شروطهم، ففرضوا على الزعماء العرب تنفيذ ما عليهم أولا، فاستجابوا وتراكضوا لتوقيع معاهدات الاستسلام لشروط الكيان اللقيط، وابتدأت بتعديل العقيدة العسكرية لجيوشها وإزالة صفة العدو عن من احتل الأرض، وتطبيقا لذلك إقامة علاقات ديبلوماسية معه، والتطبيع اقتصاديا لكسر المقاطعة، وأمنيا بتقديم معلومات له عن مواطنيهم المعادين له، وسياسيا كإثبات عملي للتنازل عن فلسطين، وأحدث الشروط كان عقد تحالف عسكري معه لتنسيق الأعمال القتالية ضد من بقي معاديا له من الأمة وهم تحديدا القوى الإسلامية، سواء كانت تنظيمات أو دول تدعمها.
هكذا وبعد أن قدمت الأنظمة كل ما طلبه الغرب منها، ولم يبق بيدها ما تقدمه أكثر.. ما حاجته الى الإيفاء بوعوده لها!؟، خاصة وأنه موقن أنها لا تريدها الا لحفظ ماء وجهها أمام شعوبها.
من هنا نفهم منطق صفقة ترامب ، فهو يعتبر أن الأنظمة مكشوفة الظهر من شعوبها، فلا يبقيها إلا حماية المستعمر.. لذلك يبتزها كما يشاء، ولن يمنحها شيئا ..حتى ماء الوجه.

مقالات ذات صلة رسالة سنوية إلى صديق في العالم الآخر . . ! 2024/11/20

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: بصراحة هاشم غرايبه الکیان اللقیط

إقرأ أيضاً:

إيران: وجهنا ضربة استخباراتية غير مسبوقة وقاصمة إلى الكيان الصهيوني

الثورة نت /..

أكّدت وزارة الأمن الإيرانية، اليوم الثلاثاء، أن طهران وجّهت ضربة استخباراتية “غير مسبوقة وقاصمة” لـ”إسرائيل”.

وكشفت الوزارة، في بيان اليوم الثلاثاء، أنَّ من بين الوثائق الأكثر أهمية مجموعة من التقارير الكاذبة التي قدّمها الكيان الصهيوني لبعض المؤسّسات الدولية “ضد البرامج النووية السلمية الإيرانية”.

وذكرت أن الوثائق تظهر “الدور الداعم الذي تؤديه الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية في برنامج تسليح الكيان الصهيوني، في وقت تتّهم برنامج إيران زوراً بالسير في اتجاه غير سلمي”.

وأوضحت الوزارة أن هذه العملية التاريخية، التي صمّمت للوصول إلى وثائق حساسة واستراتيجية وسرية للغاية، “نُفّذت في بيئة عملياتية ديناميكية في ظل أشد الإجراءات الأمنية المشدّدة”.

وأشارت إلى أن “العملية الاستخباراتية أنجزت بنجاح، إذ تم نقل كمية كبيرة من الوثائق إلى داخل البلاد”، موضحةً أن خطة وصول الاستخبارات الايرانية إلى وثائق الكيان الصهيوني صُمّمت ونُفّذت بطريقة تتجاوز تماماً حواجز العدو الأمنية العديدة والمعقدة.

إلى ذلك كشفت وكالة “فارس” الإيرانية، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الوثائق التي حصلت عليها طهران في عمليتها الأمنية كشفت تنسيقاً كاملاً بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية و”إسرائيل”.

وأكّدت أن “الوثائق التي تم الحصول عليها تكشف أن رسائل رسمية وسرية من إيران إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتضمّن معلومات حساسة سلّمت إلى أجهزة تجسّس تابعة للكيان الصهيوني عبر قنوات سرية”.

مقالات مشابهة

  • خبير أمني إسرائيلي: جميع الأنظمة الاستعمارية دعمت وسلحت عصابات مثل أبو شباب
  • أحمد الأشعل يكتب: العرب وتحدي البقاء
  • إيران: وجهنا ضربة استخباراتية غير مسبوقة وقاصمة إلى الكيان الصهيوني
  • هذه تفاصيل العملية الاستخباراتية الإيرانية في قلب الكيان الصهيوني
  • تقسيم فلسطين بين الأمم “فانتازيا تاريخية”
  • تصميم Liquid Glass من آبل يغيّر تجربة المستخدم مع تحديثات iOS 26 وباقي الأنظمة
  • الكيان يختطف سفينة الحرية مادلين
  • عبد الله النفيسي: فلسطين هي المركز وطوفان الأقصى ضربة قوية للاحتلال
  • منى.. الوفود الإعلامية تطلع على أحدث الأنظمة بمركز القيادة والتحكم
  • لأول مرة..عودة شركات الطيران إلى الكيان مرهون بقرار من اليمن