ماذا نعرف عن "خلية إضفاء الشرعية" في الجيش الإسرائيلي؟
تاريخ النشر: 15th, August 2025 GMT
القدس المحتلة -الوكالات
في تحقيق صحفي نشرته مجلة "972+" الإسرائيلية، تم الكشف عن وجود وحدة سرية داخل الجيش الإسرائيلي تُعرف باسم "خلية إضفاء الشرعية"، تم إنشاؤها خصيصًا بهدف تحسين صورة إسرائيل في الساحة الدولية وتبرير ممارساتها العسكرية، لا سيما خلال الحرب على غزة.
ووفقًا للتقرير، فإن هذه الخلية تعمل على جمع معلومات استخباراتية تهدف إلى تشويه سمعة الصحفيين الفلسطينيين، وخاصة أولئك الذين يُقتلون خلال التغطية الميدانية، من خلال تصويرهم كعملاء أو متعاونين مع حركة حماس.
التقرير أوضح أن من بين مهام هذه الخلية تحديد هوية الصحفيين في غزة، والبحث عن أي صلات محتملة لهم مع الفصائل الفلسطينية المسلحة، لتسويقهم لاحقًا في الإعلام العالمي على أنهم "جزء من البنية التحتية الإرهابية"، في محاولة لتخفيف حدة الانتقادات الدولية المتزايدة ضد إسرائيل بسبب استهدافها المتكرر للعاملين في المجال الإعلامي.
وأشار التحقيق إلى أن آخر ضحايا هذه الحملة هو الصحفي أنس الشريف، حيث سعت الخلية إلى تبرير قتله عبر تسريبات إعلامية تربطه بحماس، رغم غياب أي أدلة حقيقية تؤكد ذلك.
وتأتي هذه المعلومات في ظل تقارير دولية متزايدة تتهم إسرائيل بانتهاك قوانين الحرب وحرية الصحافة، خاصة بعد مقتل عدد كبير من الصحفيين في غزة منذ بدء الحرب.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
رئيسة لجنة حماية الصحفيين: إسرائيل تقتل الصحفيين ونافذتنا على غزة توشك أن تغلق
قالت جودي جينسبيرغ، الرئيسة التنفيذية للجنة حماية الصحفيين "سي بي جيه" (CPJ) إن اعتقاد إسرائيل إمكانية الإفلات من العقاب على جرائم قتل الصحفيين، أمر ليس مستغربا.
وبيّنت في مقالها بصحيفة الغارديان البريطانية، أن إسرائيل قتلت في العقدين اللذين سبقا 7 أكتوبر/تشرين الأول، 20 صحفيا، ولم يُحاسبها أحد على أي من تلك الجرائم، بما في ذلك الصحفية في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، والتي أدى استشهادها إلى صدمة في المنطقة عام 2022.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لجنة دولية: إسرائيل تطارد وتقمع الصحفيين في جنوب سورياlist 2 of 2عاصف حميدي: استهداف صحفيي غزة اعتداء على حق العالم بالمعرفةend of listشيرين وأنسوشبّهت جينسبيرغ، شيرين أبو عاقلة بأنس الشريف، لافتة إلى أن شيرين التي تحمل الجنسيتين الأميركية والفلسطينية، كانت اسما مألوفا في الشرق الأوسط، تماما كما أصبح الشريف وجها مألوفا للجمهور بسبب تغطيته للهجوم الإسرائيلي على غزة.
وقالت الكاتبة إن إسرائيل لطالما تفاخرت بأنها الدولة الوحيدة في المنطقة التي تدعم حرية الصحافة، لكن ما وصفته بـ"التفاخر الفارغ" كان قبل نشوب الحرب الحالية على غزة، إذ لم تعد الآن حتى تتظاهر بذلك، لافتة إلى أنها قتلت الأحد الماضي بشكل سافر ووقح 6 صحفيين كانوا يحتمون في خيمة تضم صحفيين وعاملين في وسائل الإعلام.
وأضافت "لا عجب أن إسرائيل أصبحت الآن واثقة جدا من قتل الصحفيين، لدرجة أنها يمكن أن تعترف بقتل 6 صحفيين وعاملين في وسائل الإعلام، بينما كان واحد فقط هو هدفها المزعوم". وأكدت أن قوانين الحرب واضحة، بأن الصحفيين مدنيون، واستهدافهم عمدا في الحرب هو جريمة حرب.
بين غزة وأوكرانياوأبدت رئيسة لجنة حماية الصحفيين استياءها من موقف المجتمع الدولي، الذي وصفته بالمؤسف في إدانته لأفعال إسرائيل.
وحتى في إطار الصحفيين بالعالم، ظل الموقف خجولا، بحسب جينسبيرغ، ففي الوقت الذي تلقت فيه لجنة حماية الصحفيين عروضا كبيرة للدعم والتضامن عندما قُتل صحفيون بأوكرانيا في الحرب الروسية الأوكرانية، كانت ردود فعل وسائل الإعلام الدولية على استشهاد الزملاء الصحفيين في غزة في بداية الحرب ضعيفة في أحسن الأحوال، على حد وصفها.
لا عجب أن إسرائيل أصبحت الآن واثقة جدا من قتل الصحفيين، لدرجة أنها يمكن أن تعترف بقتل ستة صحفيين وعاملين في وسائل الإعلام.
بواسطة رئيسة لجنة حماية الصحفيين
وأضافت جينسبيرغ أنه وفي بعض حالات الاستهداف البارزة مثل استشهاد الصحفي عصام عبد الله من وكالة رويترز، كررت بعض الحكومات دفاعها المعتاد عن حرية الصحافة، لكنها لم تصل إلى حد توجيه انتقاد جاد لإسرائيل، لافتة إلى أن الدول التي اتخذت أي خطوات ملموسة، من شأنها أن تجبر إسرائيل على تغيير مسارها، مثل وقف مبيعات الأسلحة أو تعليق الاتفاقيات التجارية، كانت قليلة.
نافذتنا على غزة توشك على الإغلاقوتقول جينسبيرغ إن إدانة الصحفيين الأفراد وبعض غرف الأخبار أصبحت أكثر صراحة، مع استشهاد أكثر من 192 صحفيا في غزة، مستدركة "لكن من الصعب أن نرى، إذا كانت إسرائيل قادرة على القضاء على طاقم إخباري بأكمله دون أن يحرّك المجتمع الدولي ساكنا"، متسائلة "ما الذي سيوقف المزيد من استهداف الصحفيين؟".
إعلانواختتمت جينسبيرغ مقالها بالتحذير من أن النافذة على غزة أصبحت محدودة بشكل كبير، منوهة إلى أنه ومع دخول إسرائيل المرحلة الأخيرة من هجومها على غزة، فإنها تخاطر الآن بإغلاقها تماما.