أكثر أنواع السرطان فتكًا| تطعيم "عنق الرحم" وقاية أم قرار ثقافي؟.. مصر تبدأ مقاومته| وخبراء: لا خيار
تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT
يُعتبر سرطان عنق الرحم رابع أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء عالميًا، ويُسبب آلاف الوفيات سنويًا، والفيروس المسؤول عن هذا المرض هو فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، الذي يُمكن الوقاية منه عبر لقاح فعال وسهل الاستخدام.
ورغم أن التطعيم أثبت فعاليته في الحد من الإصابة بسرطان عنق الرحم بشكل كبير، إلا أن نسبة التطعيم تختلف بشكل لافت بين الدول العربية والدول الغربية، مما يطرح تساؤلات حول أسباب هذا التفاوت ومدى تأثير العوامل الثقافية والاقتصادية.
ووفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية (WHO)، تسجل الدول الغربية نسبًا مرتفعة من تطعيم HPV تصل إلى أكثر من 70% بين الفتيات في سن 9-14 عامًا، وعلى النقيض تُظهر الإحصائيات أن نسب التطعيم في الدول العربية لا تتجاوز 15-20% في أفضل الحالات.
وفي أوروبا بلغت معدلات التطعيم في المملكة المتحدة وفرنسا نحو 80% في الفئات العمرية المستهدفة.
أما في الوطن العربي تُعتبر الإمارات العربية المتحدة من الدول الرائدة في هذا المجال، حيث تم تضمين التطعيم ضمن البرامج الوطنية، مع تغطية تتجاوز 40%، أما في دول أخرى مثل مصر أو المغرب، فإن نسبة التطعيم لا تتعدى 10%.
وتم تسجيل 604 آلاف حالة جديدة في عام 2020، مع 342 ألف وفاة، 90% منها وقعت في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
وفي الدول ذات الدخل المرتفع، تساهم برامج التطعيم والفحص المبكر في تقليل انتشار المرض، على عكس الدول ذات الموارد المحدودة التي تواجه معدلات وفاة مرتفعة نتيجة صعوبة الوصول إلى التشخيص المبكر والعلاج.
وأكد استشاري أمراض النساء والتوليد والعقم بمستشفى الجلاء التعليمي، الدكتور حاتم الخشن، أن سرطان عنق الرحم ينتج غالبًا عن الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، والذي ينتقل بشكل أساسي من خلال العلاقات المتكررة، موضحًا أن الدول الأوروبية وأمريكا تعتمد برامج تطعيم للفتيات ضد هذا الفيروس، تبدأ من عمر 9 إلى 10 سنوات، للوقاية المبكرة من المرض.
وأضاف الدكتور الخشن خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن التطعيم يُعطى بناءً على عمر الفتاة، ففي عمر 10 سنوات تُعطى جرعة واحدة، أما في عمر 16 سنة تُعطى جرعتان، وفي عمر 22 سنة تُعطى ثلاث جرعات.
وأوضح أن التطعيم يلعب دورًا رئيسيًا في الوقاية من سرطان عنق الرحم، حيث يتم استخدامه كوسيلة فعالة إلى جانب الفحوصات الدورية.
وأوضح الدكتور الخشن، أن الفحوصات الدورية للسيدات تشمل صبغ عنق الرحم بمادة اليود لتحديد الخلايا غير السليمة، وفي حال وجود أي خلايا مشبوهة، يتم أخذ عينة لتحليلها وإزالتها، مما يقلل من خطر تطور المرض إلى مراحل خطيرة.
وحول ضعف الإقبال على التطعيم في الدول العربية مقارنة بالغرب، حيث لا تتجاوز نسبة متلقي اللقاح 10%، أوضح الدكتور الخشن أن الأسباب تعود إلى الثقافة المجتمعية التي تركز على التدين والتقاليد، مما يجعل انتشار الفيروس أقل نسبيًا. ورغم ذلك، أكد أن التطعيم ضرورة وقائية، مشددًا على أهمية توسيع الوعي به.
وأشار الدكتور الخشن إلى أن التربية الصحية والتوعية تُعتبر مهمة، لكنها لا تُغني عن أهمية التطعيم، مضيفًا أن إدراج التطعيم ضمن البرامج الصحية الإجبارية، مثل تطعيم شلل الأطفال، قد يسهم بشكل كبير في الوقاية من سرطان عنق الرحم وتقليل الإصابة به.
وشدد الدكتور الخشن، على ضرورة إدراج التطعيم ضمن برامج الصحة المدرسية، حيث يمكن تقديمه للفتيات في عمر مبكر لضمان الوقاية قبل سن 25 عامًا. كما دعا إلى تعزيز التوعية المجتمعية بأهمية الكشف المبكر والتطعيم لضمان حماية الأجيال القادمة من هذا المرض الخطير، قائلا: الوقاية من سرطان عنق الرحم تتطلب مزيجًا من التوعية الصحية والتطعيم الإجباري، مع تعزيز البرامج الوقائية في المدارس والمجتمع، كما أن الفحوصات الدورية تلعب دورًا هامًا في الكشف المبكر عن المرض والحد من تطوره.
سرطان عنق الرحم إجراء وقائي ضروري وليس مجرد خيار ثقافي
من جانب آخر، قال الدكتور مدحت رمضان بدوي أخصائي تخصص نساء والتوليد الحاصل على الزمالة البريطانية، أن تطعيم سرطان عنق الرحم يمثل إجراءً وقائيًا ضروريًا وليس مجرد خيار ثقافي، مشيرًا إلى أن المخاوف المتعلقة بالتطعيم في المجتمعات العربية تنبع غالبًا من الحرج المرتبط بموضوعات الجنس، وأضاف أن بعض الأهالي يفضلون التركيز على التربية بدلاً من تلقي أبنائهم اللقاح، وهو ما قد يؤثر على الوقاية المستقبلية.
وأضاف خلال تصريحات مع “صدى البلد”، أن سرطان عنق الرحم يرتبط بشكل أساسي بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وهو العامل الرئيسي في الإصابة بالمرض، مضيفًا أنه في الدول الغربية مثل إنجلترا وأمريكا، يُعد التطعيم ضد الفيروس إلزاميًا بدءًا من سن مبكرة، حوالي 12 عامًا، اما في المجتمعات العربية، كانت الحالات أقل انتشارًا نظرًا للطبيعة المحافظة، لكن مع الانفتاح المتزايد بدأت الحالات في الارتفاع.
وأشار إلى أن هناك عوامل أخرى قد تسهم في الإصابة، مثل الالتهابات المزمنة طويلة المدى، لكنها تظل أقل شيوعًا مقارنة بالفيروس كعامل أساسي، وأكد أن التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري أثبت فعاليته العالية في الوقاية من سرطان عنق الرحم، مشيرًا إلى أن الدول بدأت في تطبيق برامج الكشف المبكر والتطعيم ضد المرض، بما في ذلك بعض الدول العربية التي بدأت في تقديم اللقاح للفتيات بدءًا من عمر 12 عامًا.
وأضاف أن التطعيم يقلل بشكل كبير من مخاطر الإصابة بالمرض، خاصةً إذا تم تلقيه في سن مبكرة قبل بدء العلاقات الزوجية، وفيما يتعلق بجعل التطعيم إلزاميًا، شدد الدكتور مدحت على أهمية هذا الإجراء، مشيرًا إلى أن الظروف الحالية تتطلب خطوات جدية لحماية الفتيات من مخاطر الإصابة بالفيروس. وأوضح أن الانفتاح الثقافي والاجتماعي المتزايد يجعل التطعيم ضروريًا للحفاظ على صحة الأجيال القادمة، تمامًا كما هو الحال مع تطعيم شلل الأطفال وغيره من التطعيمات المدرسية.
واختتم الدكتور مدحت بالتأكيد على أهمية التوعية المجتمعية بأهمية التطعيم، مشددًا على أن نشر المعرفة الصحيحة حول المرض وأسبابه وطرق الوقاية منه يمكن أن يساعد في إزالة الحرج الثقافي المرتبط باللقاح، مما يساهم في زيادة نسب تلقيه وحماية الصحة العامة.
العوائق الثقافية والدينية.. تحدٍ مضاعفوتُعزى انخفاض نسب التطعيم في الدول العربية إلى عدة عوامل ثقافية واجتماعية، وغالبًا ما يرتبط التطعيم بالنشاط الجنسي، مما يثير مخاوف ورفضًا في بعض المجتمعات التي تضع قيودًا صارمة على النقاشات المتعلقة بالصحة الجنسية.
وفي بعض الدول العربية، تؤثر القيم الثقافية والدينية على قرارات الصحة الوقائية، ويتم تقليص أهمية هذا التطعيم بسبب الاعتقاد بأن الأمراض المرتبطة بـHPV نادرة في المجتمعات المحافظة.
ورغم العوائق، بدأت بعض الدول العربية في اتخاذ خطوات إيجابية نحو تعزيز الوعي بضرورة التطعيم. وعلى سبيل المثال في الإمارات والسعودية تم إدراج لقاح HPV ضمن برامج التوعية المدرسية والصحية.
وفي الأردن والمغرب، نُظمت حملات توعية بالتعاون مع منظمات دولية لرفع الوعي بضرورة الوقاية.
وفي مصر، فكانت وزارة الصحة أعلنت في يناير 2023 عن إطلاق مشروع قومي للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم والتوعية بأهمية تطعيم الفتيات بدءً من سن 12 عامًا.
التطعيم ضد سرطان عنق الرحم في عين “علم الاجتماع”
وأكد رئيس قسم علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة بورسعيد، الدكتور محمد السيد شكر، على أهمية التطعيم للوقاية من جميع الأمراض وليس فقط سرطان عنق الرحم، مشددًا على ضرورة جعل لقاح سرطان عنق الرحم إلزاميًا عبر المراكز الصحية لفئات عمرية محددة، خاصة من سن 15 إلى 26 عامًا.
وأضاف خلال تصريحات مع "صدى البلد"، أن سرطان عنق الرحم له أسباب متعددة، وأنه من الخطأ التعميم باعتبار تعدد العلاقات السبب الوحيد وراء الإصابة به.
وأكد أن ربط التطعيم بالمفاهيم الخاطئة أو الانحرافات السلوكية يعوق تقدم المجتمع، مشيرًا إلى أن التطعيم ضرورة أساسية لكل من الذكور والإناث، ويجب أن يتم التعامل معه كإجراء وقائي ضروري مثله مثل أي لقاح آخر.
وشدد الدكتور شكر، على أهمية تكثيف حملات التوعية الإعلامية والثقافية حول اللقاح، لرفع الوعي بأهميته وتوضيح الحقائق المتعلقة به، مع دحض الشائعات التي تربط بين التطعيم والانحراف، داعيًا الجهات الصحية والثقافية والأطباء إلى المشاركة في تثقيف المجتمع حول المرض وأهمية التطعيم الوقائي.
وأكد على دور المؤسسات التعليمية في التوعية، من خلال تنظيم ندوات ولقاءات توعوية بمشاركة أطباء متخصصين لتوضيح أهمية الوقاية من المرض وتلقي اللقاح. كما دعا المدارس والجامعات إلى تعزيز دورها في نشر الوعي، لتمكين الأطفال والشباب من التعامل مع هذه الموضوعات بوعي ومسؤولية.
وأشار الدكتور شكر، إلى أن تجاهل هذه القضايا في مجتمعاتنا الشرقية يؤدي إلى زيادة الخوف أو الحرج عند الحديث عن الأمور الجنسية، ما يدفع الشباب إلى البحث عن معلومات من مصادر غير موثوقة، مما ينتج عنه سلوكيات خاطئة. وبيّن أن الحل يكمن في إدماج التوعية الصحيحة في مراحل الطفولة المبكرة عبر المؤسسات التعليمية والمنشآت الدينية والإعلام، لتنشئة جيل واعٍ وقادر على التعامل مع هذه القضايا بطريقة صحيحة ومسؤولة.
واختتم حديثه بالتأكيد على ضرورة تقديم التوعية الصحية للمجتمع ككل، وإشراك الأسرة والمؤسسات المختلفة لضمان وصول المعلومات الصحيحة إلى الجميع، مما يسهم في الوقاية من المرض وتجنب مشكلات مستقبلية.
وبينما نجحت الدول الغربية في تقليل حالات سرطان عنق الرحم بشكل ملحوظ عبر حملات تطعيم واسعة، لا يزال الطريق طويلًا أمام الدول العربية لتحقيق معدلات مماثلة.
معركة سرطان عنق الرحم لا تتطلب حملات تطعيم فقط بل تغيير ثقافي
فالمعركة ضد سرطان عنق الرحم لا تتطلب فقط حملات تطعيم، بل تحتاج إلى تغيير ثقافي شامل يُعزز أهمية الوقاية الصحية مع احترام القيم المحلية.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بنهج شامل للوقاية، يتضمن:
التطعيم ضد فيروس HPV للفتيات والفتيان في الفئة العمرية من 9 إلى 14 عامًا.نشر الوعي حول عوامل الخطر، مثل التدخين وسلوكيات الصحة الجنسية.توفير الفحوصات الدورية للكشف المبكر عن المرض.وتشير المنظمة إلى أن هناك 4 لقاحات معتمدة تقي من النوعين الأكثر تسببًا في سرطان عنق الرحم (16 و18)، مما يوفر وقاية فعالة بنسبة 70% من حالات المرض.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سرطان عنق الرحم عنق الرحم سرطان الرحم التطعيم الورم الحلیمی البشری الدول الغربیة الدول العربیة فی الوقایة من مشیر ا إلى أن التطعیم ضد التطعیم فی أن التطعیم على أهمیة فی الدول فی عمر
إقرأ أيضاً:
مشهد ثقافي متكامل في عروس المتوسط.. فعاليات وزارة الثقافة تُعيد للإسكندرية بريقها الفني والمعرفي
في إطار استراتيجيتها الرامية لتحقيق العدالة الثقافية، وتوسيع نطاق الوصول إلى الخدمات الفنية والمعرفية، شهدت محافظة الإسكندرية خلال اليومين الماضيين انطلاقة ثقافية وفنية استثنائية، تمثّلت في مجموعة من الفعاليات التي نظّمتها وزارة الثقافة برئاسة الدكتور أحمد فؤاد هنو، بالتعاون مع مختلف قطاعاتها، وذلك تزامنًا مع احتفالات المحافظة بعيدها القومي، وتمثلت أبرز هذه الفعاليات في انطلاق المهرجان الصيفي للموسيقى والغناء “صيف الأوبرا 2025” لأول مرة داخل إستاد الإسكندرية الرياضي، إلى جانب افتتاح الدورة العاشرة من معرض الإسكندرية للكتاب بكلية سان مارك، وكذلك تقديم العرض المسرحي “حواديت” على مسرح سيد درويش.
وشكّلت هذه الفعاليات معًا مشهدًا ثقافيًا متكاملاً، استقطب جمهورًا واسعًا، وأعاد التأكيد على مكانة الإسكندرية كمنارة للتنوير والفن والإبداع.
مهرجان “صيف الأوبرا”.. الفنون الرفيعة تصل إلى الآلاف
في سابقة هي الأولى من نوعها، افتتح وزير الثقافة ومحافظ الإسكندرية المهرجان الصيفي للموسيقى والغناء داخل إستاد الإسكندرية، بحضور جماهيري تجاوز 4 آلاف مشاهد.
وأعرب الدكتور أحمد فؤاد هنو عن فخره بانطلاق المهرجان من هذا الموقع غير التقليدي، مؤكدًا أن الفنون يجب أن تصل إلى كل الناس، وأن الساحات والملاعب يمكن أن تتحول إلى مسارح مفتوحة للفن الراقي.
وأحيا حفل الافتتاح كل من فرقة الموسيقى العربية بدار الأوبرا بقيادة المايسترو محمد الموجي، والنجم إيهاب توفيق، في ليلة طربية جمعت بين الأصالة والحداثة، وسط تفاعل جماهيري واسع.
وتتواصل فعاليات المهرجان حتى 31 يوليو، بمشاركة نخبة من النجوم أبرزهم: نسمة عبد العزيز، أحمد جمال، ريهام عبد الحكيم، هشام عباس، فريق وسط البلد، خالد سليم، وهشام خرما، ما يعكس تنوع الذائقة الفنية المستهدفة.
معرض الإسكندرية للكتاب.. عودة قوية بعد توقف 4 أعوام
وفي خطوة ثقافية موازية، افتتح الدكتور أحمد فؤاد هنو معرض الإسكندرية للكتاب في دورته العاشرة، بعد توقف دام أربع سنوات، بمشاركة 75 دار نشر رسمية وخاصة، وبأسعار رمزية تبدأ من جنيه واحد.
وأكد الوزير أن المعرض يُعد أحد أذرع تحقيق العدالة الثقافية، ويُجسد رؤية الوزارة في توسيع رقعة الوصول إلى المعرفة في مختلف المحافظات، مشيرًا إلى أنه يأتي ضمن سلسلة معارض صيفية تقام في أنحاء الجمهورية.
وشهد المعرض مشاركة واسعة من قطاعات وزارة الثقافة، أبرزها: الهيئة العامة لقصور الثقافة، دار الكتب، صندوق التنمية الثقافية، المركز القومي للترجمة، بالإضافة إلى جناح الهيئة المصرية العامة للكتاب التي تنظم الحدث.
“حواديت”.. عرض مسرحي يعكس نبوغ جيل جديد
كما شهد وزير الثقافة العرض المسرحي “حواديت” على مسرح سيد درويش بالإسكندرية، وهو نتاج مشروع تخرج الدفعة الثالثة من مبادرة “نجوم المستقبل” بمركز الإبداع الفني، دفعة الفنان الراحل علي فايز، تحت إشراف المخرج خالد جلال.
وأشاد الوزير بالمستوى الفني للعرض، مؤكدًا أن تقديمه ضمن فعاليات الإسكندرية يعكس التكامل بين الفنون المختلفة، ويُرسّخ لنهج الوزارة في تقديم منظومة ثقافية شاملة تربط المسرح بالموسيقى بالكتاب، في تجربة متكاملة تُعمم لاحقًا على مختلف المحافظات.
الإسكندرية منارة ثقافية حقيقية
من جانبه، أكد الفريق أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، أن ما تشهده المدينة من فعاليات ثقافية متتالية يؤكد حرص الدولة على ترسيخ الثقافة كأداة للتنمية المجتمعية، ومكوّن رئيسي في بناء الإنسان.
كما نوّه المحافظ إلى تزايد الإقبال الجماهيري على المعارض والعروض، مما يعكس تعطش المجتمع للفن والمعرفة، مشيدًا بالشراكة المثمرة مع وزارة الثقافة في تقديم نموذج ناجح يُحتذى به.
تُعد فعاليات وزارة الثقافة في الإسكندرية خلال اليومين الماضيين نموذجًا متكاملًا لتفعيل دور الثقافة في الحياة العامة، من خلال دمج الفن بالمعرفة، وإخراج الفعاليات من القاعات المغلقة إلى الفضاء العام.
وفي ظل استمرار هذه الرؤية، يتوقع أن تشهد المحافظات المصرية موجة جديدة من الحراك الثقافي، تُعيد للكتاب والمسرح والموسيقى مكانتهم في وجدان المواطن، وتؤكد أن الثقافة في مصر ليست ترفًا، بل ركيزة من ركائز التنمية الشاملة.