أجمعت قيادات نسائية على انتقاد وضعية النساء داخل النقابات،  واعتبرن خلال ندوة  « المرأة والحق النقابي، التحديات والفرص » نظمتها مؤسسة الفقيه التطواني، مساء السبت، أن التمثلات حول المرأة النقابية، وظروف العمل النقابي، والمضايقات عوامل تحد من انخراط النساء في العمل النقابي.

أوضحت خديجة الزومي، رئيسة منظمة المرأة الاستقلالية، وبرلمانية،  أن النساء يشكلن جزءا مهما من القوى العاملة وسوق الشغل، إلا أنهن يعانين من التمييز في الأجور مقارنة بالرجال، فضلاً عن ظروف العمل غير المتكافئة فضلا عن انتشار  ظاهرة خطيرة تتمثل في وجود آلاف النساء العاملات في المعامل تحت إشراف مراقبين ذكور، مما يعكس اختلالات في التوازن الجندري داخل بيئة العمل.

وبخصوص إشكالية التمثيلية النسائية في العمل النقابي، شددت على ضرورة تجاوز نسبة 30% من النساء المنخرطات، وهي نسبة ضعيفة.  وقالت إن الاجتماعات الليلية أو اللقاءات في المقاهي تعيق انخراط المرأة، وحتى عندما تقبل المرأة بهذه الظروف، واشتكت من مضايقات النقابيين الذكور للنساء للنقابيات القياديات.

ومع ذلك فهي ترى أن العمل النقابي، سواء بالنسبة للرجال أو النساء، يواجه تحديا كبيرا يتمثل في فقدان الثقة وتفشي ظاهرة التمييع نتيجة ظهور التنسيقيات، مما يضعف الدور الأساسي للنقابات.

من جهتها انتقدت البرلمانية قلوب فيطح رئيسة منظمة نساء الأصالة والمعاصرة  تراجع معدلات التمكين الاقتصادي وولوج المرأة إلى سوق الشغل، مما ينعكس سلبا على حضورها في الأجهزة النقابية.

وانتقدت غياب قوانين نقابية تنص على نسب تمثيلية النساء في النقابات مثلما هو الحال في قوانين الانتخابات التي تفرض حصة الثلث. وتأسفت لضعف حضور النساء في مراكز صناعة القرار النقابي، مشيرة إلى تأثير الصور النمطية السائدة على وسائل التواصل الاجتماعي التي تحدد أدوار النساء في البيت فقط، رغم وجود  كفاءات نسائية تستحق قيادة العمل النقابي والسياسي.

أما  خديجة الرباح عضو مكتب الجمعية الديموقراطية لنساء المغرب،  فأشارت إلى التزام المغرب بتقديم تقرير وطني للأمم المتحدة حول مشاركة النساء في مختلف المؤسسات، بما فيها النقابات، واقترحت أن يتم عرض التقرير على البرلمان للمراجعة والتدقيق فيه قبل تقديمه إلى المنتظم الدولي.

وأشارت إلى أن دراسة أكدت أن ضعف مشاركة النساء في العمل النقابي يعود إلى عوامل عدة، منها: غياب المرونة في العمل النقابي وضعف الأنشطة الموجهة للنساء، و التخويف والتهديد الذي تتعرض له النساء عند الانخراط في العمل النقابي، بالإضافة إلى تشويه السمعة.

واستمرار النظرة الدونية التي تربط العمل بالنقابة بالرجال. وأشارت إلى  أن النساء يواجهن تحديات خاصة داخل النقابات مثل التعرض للتحرش الجنسي وغياب الدفاع الفعال عن قضاياهن. كما أشارت إلى غياب ثقافة نقابية حقيقية لدى بعض المنخرطين، ووجود تصور ضبابي لدور النساء داخل النقابات. كما أشارت إلى غياب بيانات دقيقة وشاملة عن النساء النقابيات مما يشكل عائقا أمام تقييم مشاركتهن وأدوارهن بفعالية.

من جهتها سجلت خديجة الكور، رئيسة منظمة النساء الحركيات، أن القوانين الداخلية للنقابات تفرض تمثيلية نسائية في هياكلها، إلا أن العضوية القاعدية للنساء في النقابات ما زالت ضعيفة، إضافة إلى محدودية مشاركتهن الفعلية في الأنشطة النقابية وصعوبة وصولهن إلى المناصب القيادية. وأرجعت ذلك إلى التمثلات الاجتماعية التي تعتبر القيادة النقابية مجالاً خاصا بالرجال، ما يؤدي إلى تغييب قضايا النساء عن البرامج النقابية وإضعاف ثقة النساء في النقابات كمؤسسات تمثيلية.

وأشارت إلى دور الحركة النسائية في تطوير العمل النقابي، حيث  تطورت الحركة النسائية النقابية مع تأسيس الاتحاد التقدمي لنساء المغرب في 22 يناير 1962 كأول إطار نقابي نسائي، الذي عمل على رفع الوعي السياسي لدى النساء، تشجيع مشاركتهن في الحياة العامة والدعوة إلى تغيير القوانين المعيقة لحقوقهن، بما في ذلك مدونة الأحوال الشخصية.

أما النقابي  عبد الرحيم الرماح، رئيس المنتدى المغربي للتنمية الاجتماعية، فأشار إلى  أن العمل النقابي الجاد يقوم على مبدأ الدفاع عن حقوق جميع العاملين دون تمييز بين المرأة والرجل. وأكد أن النقابات الجادة لا تمارس أي تفرقة بين الجنسين، إذ أن جوهر العمل النقابي هو المساواة والإنصاف.

وأوضح أن انخراط النساء في العمل النقابي شهد تحولات كبيرة، حيث كانت المنخرطات في الستينيات غالبًا من الأرامل والمطلقات، في حين بدأت العاملات في المصانع والصناعات بالانخراط تدريجيا منذ التسعينيات. إلا أن التزاماتهن المنزلية غالبًا ما حالت دون ممارستهن للعمل النقابي أو تقلدهن للمسؤوليات القيادية باستثناء بعض الحالات. وأشار إلى أن هذا الواقع بدأ يتغير مع تطور المجتمع.

وقد خلصت الندوة إلى عدة توصيات منها  الدعوة إلى استعادة الحركة النقابية للمبادرة في المجتمع عبر لعب أدوار الوساطة وتقوية استقلالية القرار  ونجاعة الدفاع عن الحقوق الأساسية في العمل، و⁠مراجعة التشريعات المؤطرة للعمل النقابي في إطار قانون شامل وضامن للمناصفة، مع الرفع  من برامج التمكين النقابي للنساء وتقوية برامج الشراكة النقابية المدنية من أجل صنع قيادات نسائية نقابية قادرة على خوض التحديات.

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: فی العمل النقابی فی النقابات النساء فی نسائیة فی

إقرأ أيضاً:

تقرير يحذر: الذكاء الاصطناعي يهدد وظائف النساء أكثر من الرجال بثلاثة أضعاف

وجد تقرير جديد صادر عن الأمم المتحدة أن وظائف النساء في البلدان ذات الدخل المرتفع في البلدان ذات الدخل المرتفع أكثر عرضة للاستبدال أو التأثر بالذكاء الاصطناعي من أقرانهن من الرجال. اعلان

كشفت دراسة جديدة صادرة عن منظمة العمل الدولية (ILO)، بالتعاون مع المعهد الوطني للبحوث الرقمية في بولندا (NASK)، أن الوظائف التي تشغلها النساء حول العالم، وخاصة في الدول ذات الدخل المرتفع، أكثر عرضة للاستبدال عبر الذكاء الاصطناعي (AI) مقارنة بتلك التي يشغلها الرجال.

ووفقًا للتقرير، فإن الأتمتة (أي استبدال الإنسان بالآلة) قد تؤثر على أقل من 10% من الوظائف التي تهيمن عليها النساء في الدول ذات الدخل المرتفع، مقارنة بنسبة 3.5% من وظائف الرجال. ويُظهر التفاوت الأكبر في هذه الدول، حيث تتعرض 41% من وظائف النساء لخطر الأتمتة، مقابل 28% من وظائف الرجال.

في أوروبا وآسيا الوسطى، تشير التقديرات إلى أن 39% من وظائف النساء معرضة للتأثر، مقابل 26% فقط من وظائف الرجال، مما يعكس فروقات بنيوية في أسواق العمل وتركيز النساء في قطاعات ذات مهام متكررة وقابلة للأتمتة بسهولة.

هل يحل الذكاء الاصطناعي مكان البشر؟

ورغم هذه الأرقام، يوضح التقرير أن الاستبدال الكامل للوظائف بالذكاء الاصطناعي لا يزال محدودًا، إذ تبقى المشاركة البشرية ضرورية للإشراف واتخاذ القرار في العديد من المهام.

وبناءً على استطلاع شمل 1640 عاملًا في بولندا وتحليل أكثر من 2500 مهنة و29 ألف مهمة عمل، وجدت الدراسة أن المهن الأكثر عرضة للأتمتة تشمل: الوظائف الكتابية مثل إدخال البيانات والطباعة والمحاسبة، وظائف تطوير الويب وقواعد البيانات، والوظائف المالية والمهن المتعلقة بالبرمجيات.

وتشير الدراسة إلى أن ما يتم قياسه هو "التعرض المحتمل" للأتمتة، وليس خسائر فعلية في الوظائف. ومع ذلك، فإن تطور الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يؤدي إلى تحول طبيعة العمل في العديد من المهن بدلًا من إلغائها بالكامل.

Relatedالذكاء الاصطناعي يقتحم الحلبة: مسابقة ملاكمة مرتقبة للروبوتات البشرية في هانغتشوغوغل تطلق "وضع الذكاء الاصطناعي" لتحويل البحث إلى حوار ذكي

كما يرى معدّو التقرير أن مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل مستقبلاً سيعتمد على مدى نضج التكنولوجيا وتطور البنية التحتية الرقمية، إضافة لتوفر المهارات المناسبة لدى القوى العاملة.

ويدعو التقرير الحكومات وأرباب العمل والمنظمات العمالية إلى وضع استراتيجيات شاملة تحمي جودة الوظائف وتدعم الإنتاجية في القطاعات المهددة.

وفي هذا السياق، قالت جانين بيرغ، كبيرة الخبراء الاقتصاديين في منظمة العمل الدولية: "من السهل الانجراف خلف الضجيج المحيط بالذكاء الاصطناعي، لكن ما نحتاج إليه فعلاً هو رؤية واضحة وسياق متماسك لفهم التأثيرات الحقيقية."

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • الأميرة بسمة بنت طلال ترعى إطلاق خارطة مقدمي خدمات المساعدة القانونية للنساء
  • وزيرة التضامن تشارك في مقابلات برنامج المرأة تقود للتنفيذيات لتعزيز تمكين النساء
  • القومي للمرأة ينظم ندوة النساء الأفريقيات بناء الجسور من القاهرة إلى الكيب
  • محافظ الجيزة يشيد بـ "المرأة تقود" ودعم الدولة لتمكين النساء
  • النزاهة والصحافة .. تطور اسلوب العمل النقابي !
  • تقرير يحذر: الذكاء الاصطناعي يهدد وظائف النساء أكثر من الرجال بثلاثة أضعاف
  • تصنيف أفضل دول العالم للنساء في العام 2025 (إنفوغراف)
  • السرد والبوكر وشهرزاد
  • ساعات مرنة لرعاية الأطفال.. قانون العمل الجديد يُنصف الأمهات العاملات
  • بالأرقام.. انتهاكات جسيمة بحق المرأة السودانية في خضم الحرب